القاعدة وخطر الانتشار الجديد

شبكة النبأ: تكمن صعوبة مواجهة القاعدة في ان هذا التنظيم لا يتوانى عن استخدام اية اساليب او ادوات ومهما بلغت قذارتها لأجل ايصال رسالة التطرف والتشدد التي يحملها الى انحاء العالم، حيث انه غالبا ما يستهدف المدنيين الآمنين بهجمات دامية ومروعة، كما يحدث في العراق بصورة يومية وكما حدث في لندن ومدريد وامريكا قبلهم من اجل فرض واقع يتسم بالفوضى واثارة المواطنين وخلق اجواء سخط وعدم رضا على حكوماتهم.

وبالنسبة لبلد كثيف السكان ومترامي الاطراف مثل الولايات المتحدة فان تحدي ارهاب القاعدة يكمن في التصدي لمحاولات بناء خلايا سرية، وكذلك مراقبة مواقع الانترنت المشبوهة التي يرتادها المتطرفين، بالاضافة الى تقييد الحصول على المواد التي يمكن من خلالها تصنيع المتفجرات والقنابل. 

ومن جانب اخر يدعو خبراء مكافحة الارهاب الى التصدي الفكري من خلال اتفاقية دولية ملزمة لما تبثه مصادر التطرف والتشدد (الوهابية) في السعودية وباكستان وملاحقة رجال الدين الذين يبثون الفتاوى التي تستحل دماء الابرياء والمدنيين لفرض واقع جديد بالحديد والنار.

ويكثف تنظيم القاعدة من جهوده من أجل تسريب ناشطين إلى الولايات المتحدة، التي تواجه تهديدا حقيقيا حسبما ذكره تقرير مخابرات.

وقالت فرانسز تاونزند مستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، إن التنظيم صار أضعف مما كان سيكون لولا الجهود الأمريكية من 2002.

لكن القاعدة وجدت "موئلا آمنا" في المنطقة القبلية الباكستانية المحاذية لأفغانستان، مما مكنها من الائتلاف مجددا.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إنه لا وجود لتهديد إرهابي محدد في الولايات المتحدة في الوقت الراهن.

ويأتي نشر تقرير،تقديرات المخابرات القومية، بعد تسريب مقتطفات من تقارير سرية، خلال الأسبوع الماضي. بحسب الـبي بي سي.

ويذكر التقرير أن القاعدة كانت في أوج القوة منذ الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 رغم ست سنوات من محاولات تفكيكها.

وعندما سؤل الرئيس الأمريكي جورج بوش من قبل الصحافيين عما إذا كان تنظيم القاعدة قد استعاد القوة التي كان يملكها قبل 11/9، فرد بالقول:الأمر ليس كذلك، بكل بساطة.

هدف صعب

ويوجه التقرير - بعد أن رفع عنه طابع السرية القصوى- إنذارا بخطر إرهابي مؤكد يهدد الولايات المتحدة خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، ويخلص إلى أن البلاد, تعيش في محيط جد خطر.

وجاء في التقرير: على الرغم من العثور على عدد من الأشخاص في الولايات المتحدة لهم صلات بكبار قادة القاعدة منذ 11/9، فإننا نعتقد أن التنظيم سيكثف من جهوده من أجل تسريب ناشطين داخل البلاد."وقالت مستشارة الأمن القومي للرئيس الأمريكي فرانسز تاونسند، للصحافيين إن سعي القاعدة إلى شن هجمات على الولايات المتحدة، ليس بالأمر الذي يفاجئ المسؤولين الأمريكيين.

القاعدة استعادت قوتها!

ويذكر التقرير أن التنظيم مصر على الحصول على أسلحة نووية وبيولوجية وكيماوية، ولن يتردد في استخدامها إذا حصل على قدر كاف منها.

لكن المجهود الكبير الذي تبذله الولايات المتحدة والوكالات الدولية، جعل من الولايات المتحدة "هدفا تصعب إصابته"، مقارنة مع ما كان عليه الوضع قبل هجمات 11/9.

وناشد مسؤولو جهاز الأمن القومي الأمريكي أعضاء الكونغرس التصويت على قانون جديد، سيمنحهم الإذن لتشديد الرقابة على المشتبه في تعاطيهم لأنشطة ذات طابع إرهابي، والاستفادة في ذلك بالتقدم الهائل الذي أحرزته تقنية الاتصالات.

العامل العراقي

وعندما سُئلت تاونزند عما إذا كان العراق ميدان تدريب للإرهابيين، ردت بالقول إنه تنظيم القاعدة قد يستفيد من بعض العناصر في هذا البلد.

وأضافت قائلة إن المتشددين يحصلون على تجارب في أماكن أخرى كباكستان و المغرب العربي.

ويعتبر التقرير أن القاعدة في العراق تعد" أبرز وأقدر فصيل " في الشبكة الإرهابية التي تستهدف الولايات المتحدة.

ويقول التقرير إن القاعدة استطاعت، بفضل عدد من الحركات المسلحة في العراق، استثارة همة العديد من المتشددين السنة والحصول على الموارد، و تجنيد ناشطين.

ويقول المسؤولون في المخابرات الأمريكية إن "الموئل الآمن" في المنطقة القبلية لباكستان، يمنح الحماية للتنظيم، ويتيح له فرصة استعادة قدراته الهجومية، وذلك بحماية زعمائه وقادته الميدانيين.

وقال أيك سكيلتون -الرئيس الديمقراطي للجنة الخدمات المسلحة- إن الولايات المتحدة أخطأت عندما حولت انتباهها من أفغانستان و وتصيد بن لادن، إلى الحرب في العراق.

ويحذر تقرير المخابرات الأمريكية من تراخي التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، بانمحاء ذكرى عمليات 11/9.

القاعدة قد تستخدم عناصرها بالعراق لضرب أمريكا

وفي سياق متصل حذر التقرير ذاته من أن تنظيم القاعدة سيحاول استغلال قدرات وإمكانيات عناصر التنظيم في العراق بهدف تنفيذ هجوم ضد الولايات المتحدة.

وأفاد التقرير أن التنظيم يعمل على زيادة جهوده من أجل الدخول إلى الولايات المتحدة وشن هجمات جديدة، وأنه أصبحت لديه القدرات التي يحتاجها لتنفيذ مثل هذه المهمة، وفقاً لمسؤول رفيع المستوى بالحكومة الأمريكية. بحسب رويترز.

جاء ذلك في التحليل الاستخباراتي، مشيراً - التقرير- إلى أن القدرات الجديدة تشتمل على توفر ملاذ آمن على طول الحدود الباكستانية الأفغانية يمكن لزعماء التنظيم العمل فيه، بحسب ما صرح به مسؤولون أمريكيون لـCNN.

وسيتم تقديم التقرير السري، الذي حمل بعنوان "التقييم الاستخباراتي القومي" NIE، إلى الكونغرس الثلاثاء، على أن يتم نشر الجوانب غير السرية منه لاحقاً. وأشرف على هذا التقرير السري عدد من المحللين من 16 هيئة استخباراتية أمريكية.

وقال العديد من المسؤولين الأمريكيين إن التقرير سيركز على ما درج صانعو السياسة على التصريح به مؤخراً، وهو أن تنظيم القاعدة يعيد تنظيم نفسه وهو متمسك بمهاجمة الولايات المتحدة. ويحذر التقرير من وجود خطر "حال ومتفاقم" خلال الأعوام الثلاث المقبلة جراء نشاط العناصر المسلحة.

وهذا هو التقرير الثاني خلال أسبوع الذي يتحدث عن إمكانية عودة القاعدة إلى الولايات المتحدة بهدف شن هجوم جديد على غرار هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.

فقبل أسبوع، حذر تقرير حكومي أمريكي من أن تنظيم القاعدة، الذي يعمل على تعزيز تواجد عناصر تابعة له في الولايات المتحدة، قد أصبح بإمكانه شن هجمات جديدة داخل الأراضي الأمريكية، وأنه عمل على توفير كافة المتطلبات التي قد يحتاج إليها لشن مثل هذه الهجمات.

وكشف التقرير الحكومي أن تنظيم القاعدة، أصبح حالياً أقوى من أي وقت مضى، منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 ضد الولايات المتحدة، وفق ما صرّح به كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية أطلعوا على التقرير السري.

وقال جون كرينجين مدير المعلومات الاستخبارتية بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية "يبدو أنهم مستقرون في ملاذ آمن في مساحات لا تخضع لسيطرة الحكومة في باكستان.. نحن نرصد مزيدا من التدريب ومزيدا من المال.. ومزيدا من الاتصالات."

ومن جهته حذّر توماس فينجار نائب مدير المخابرات القومية لشؤون التحليل، من أن قادة تنظيم القاعدة المختبئين في باكستان، قادرون على إقامة علاقات مع "أعضاء لهم في أرجاء الشرق الأوسط وشمال وشرقي إفريقيا وأوروبا."

اما زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور هاري ريد فقد صرح، أنه ليس متفاجئا من أن القاعدة أعادت تنظيم أمورها، إذا أخذنا في الحسبان عناد الرئيس بوش بالتركيز على إبقاء والتمديد لجيشنا المتورط في حرب أهلية عراقية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 19 تموز/2007 -4/رجب/1428