السعودية تصدّر الدمار والانتحاريين الى العراق وانحاء العالم

 شبكة النبأ: لاتزال السعودية وفق تقارير الاستخبارات الامريكية هي المسؤول الاول عن العمليات الانتحارية التي تفتك بالمدنيين يوميا في العراق وتوقع المئات منهم، حيث تفيد تلك التقارير على ان اكثر من نصف المقاتلين المنظوين تحت لواء القاعدة في العراق هم من السعودية، وبالاضافة الى ذلك فانهم ينشطون بتجنيد الانتحاريين وتسهيل دخولهم الى العراق عبر متاجرة دنيئة مع المخابرات السورية على الحدود.. لغرض ادامة نهر الدم من المدنيين العراقيين الابرياء تحت اسم الجهاد!.

انها الحقيقة التي وضعت الجيش الامريكي في موقف حرج لأن غالبية المقاتلين الاجانب مصدرهم من اكبر (حليف) لأمريكا في المنطقة، ولا يستطيع هذا الحليف منع مواطنيه من الذهاب الى العراق وتنفيذ هجمات دامية تستهدف في اغلبها المدنيين العراقيين.

ويستغرب المراقبون الصمت والتغاضي الدولي عن منابع الفكر التكفيري الوهابي المتطرف في السعودية، الذي يستحل دماء المدنيين في انحاء العالم كوسيلة لفرض معتقداته المريضة.

ويتسائل الكثيرون الى اي مدى يمكن السكوت عما تنتهجه المؤسسة الدينية الوهابية في السعودية من نشر افكار الدمار والتطرف والانتحار، مستظلة تحت عباءة الحكم الملكي الذي يستغل كونه المصدر الاول للنفط في العالم لإسكات الاصوات المعارضة.

وقالت صحيفة لوس انجليس تايمز الامريكية عن مسؤول أمريكي أوضح ان المتطرفين السعوديين يشكلون اكثر من نصف المقاتلين الاجانب في العراق، ويجندون كثير من الانتحاريين.

وأوضحت الصحيفة انه طبقا لما قاله ضابط عسكري أمريكي كبير، لم تكشف عن اسمه ونواب عراقيين فإنه، على الرغم من ان مسؤولي ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش كثيرا ما هاجموا سوريا وإيران بتهمة مساعدة المتمردين والميليشيات المسلحة في العراق، الا ان العدد الأكبر من المقاتلين ومنفذي العمليات الإنتحارية من الاجانب في العراق يأتون من جار ثالث، هو السعودية.

وأشارت إلى ان" 45 % من المقاتلين الأجانب الذين يستهدفون القوات الأمريكيةَ والمدنيين وقوات الأمن العراقيةَ ياتون من العربية السعودية و15 % من سوريا ولبنان؛ و10 % من شمال أفريقيا، طبقا للأحصاءات العسكرية الأمريكية الرسمية، التي حصلت عليها نيويورك تايمز من المسؤول الامريكي الكبير.

وأضافت أن المسؤول أشار إلى أن، نصف المقاتلين الأجانب البالغ عددهم 135 المحتجزين في مراكز الإعتقال الأمريكية في العراق هم سعوديون.

وقالت الصحيفة أنه يعتقد ان الذين ينفذون هجمات انتحارية اكثرهم من السعوديين.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه هي المرة الاولى التي يوضح فيها مسؤول امريكي رفيع الدور الذي تلعبه السعودية في التمرد السني في العراق.

وقال المسؤول، حسب الصحيفة ، ان" 50 % من مجمل المقاتلين السعوديين الذين ياتون الى العراق ينفذون عمليات انتحارية وانه في الشهور الستة الأخيرة قتلت هذه التفجيرات وجرحت أربعة ألاف عراقي."

وتشير الصحيفة الى ان هذه الحقيقة وضعت الجيش الامريكي في موقف حرج لان غالبية المقاتلين الاجانب مصدرهم من اكبر حليف في المنطقة، لا يستطيع منع مواطنيه من الذهاب الى العراق وتنفيذ هجمات دامية.

كما قالت الصحيفة ان الحكومة السعودية ربما تتواطئ في إرسال المتطرفين لإرتكاب هجمات ضد القوات الأمريكية، والمدنيين العراقيين والقوات الحكومية.

واستعرضت الصحيفة تاريخ دور المخابرات السعودية في تجنيد وتمويل المتطرفين للذهاب الى افغانستان في وقت الاحتلال السوفييتي، وبدعم من الولايات المتحدة. وقالت ان " المخابرات السعودية نفسها تبنت رعاية اسامة بن لادن (زعيم تنظيم القاعدة)، الذي انقلب فيما بعد على العائلة المالكة."

وتشير الصحيفة الى ان السعودية كانت مصدرا بشريا وماليا كبيرا لتنظيم القاعدة، مذكرة ان 15 شخصا من اصل 19 من الذين نفذوا هجمات 11 ايلول سبتمبر عام 2001 كانوا سعوديين.

وقالت الصحيفة ان هذا التنظيم يعتمد في عمله في بغداد وغيرها من مناطق العراق على الهجمات التي ينفذها اجانب، وهذا ما لا يستطيع العراقيون تحمله، فتندلع حرب اهلية طائفية وهو ما يريده عناصر هذا التنظيم.

وتقول الصحيفة ان السعودية تعترف بان بعض مواطنيها ينفذون عمليات انتحارية في العراق، لكنها تقول انها فعلت ما بوسعها لايقاف اراقة الدماء.

ونقلت الصحيفة عن الناطق باسم الداخلية السعودية، الجنرال منصور التركي قوله "الحقيقة ان السعوديين الان يخدعون. ياتي شخص ما ليساعدهم على الدخول الى العراق. شخص ما يساعدهم على البقاء في العراق. وشخص ما يجندهم للقيام بعمليات انتحارية. ليس لدينا فكرة عن هؤلاء الناس. والحكومة العراقية لا تزودنا باي معلومات."

مصدر أمني سعودي يشكك؟!

وشكك مصدر أمني سعودي في دقة المعلومات التي تحدثت عن أن نسبة السعوديين المقاتلين في العراق تصل إلى 45 في المائة من المقاتلين الأجانب وقال إن الشباب السعوديين المستخدمين في العراق يقومون بالعمليات الانتحارية وليس العمليات ذات البعد الاستراتيجي.

وأوضح المصدر في تصريح نشرته صحيفة الشرق الأوسط، أن، النسب غير صحيحة ومبالغ فيها جدا، وقناعتنا أن المقاتلين الحقيقيين في العراق هم من الجيش العراقي المنحل، وهم العمود الفقري للحالة القتالية هناك.

واعتبر المصدر الأمني السعودي أن،الشباب السعوديين المستخدمين في العراق مثل الفيوزات السريعة العطب والاشتعال، حيث أنهم يقومون بالعمليات الانتحارية وليس العمليات ذات البعد الاستراتيجي المعقد.

ودعم المصدر كلامه بالقول، إن ثلاثة أرباع السعوديين الذين يذهبون إلى العراق ينتهي مصيرهم إلى الموت.

وعما إذا كانت هناك أرقام محددة لعدد السعوديين في العراق، قال المصدر، انه "لا يمكن تحديد رقم"، إلا انه قال هناك "مئات المقاتلين وليس الآلاف ". مشيرا إلى أن " عدد السعوديين في العراق في تراجع ملحوظ، بسبب حملات التوعية في السعودية، التي نتج عنها إدراك بأن هناك اختلاطا في الأوراق في الساحة العراقية."

موفق الربيعي: حاكمنا 160 سعودي.. والبقية تأتي

وفي سياق متصل قال مستشار الأمن القومي موفق الربيعي إن أعداد السعوديين الذين تمت محاكمتهم في العراق تجاوز 160 سعوديا وان هناك المئات منهم ينتظرون المحاكمة.

وأوضح الربيعي في تصريح أدلى به لصحيفة (عكاظ) السعودية التي تصدر في جدة، أن  زيارة أعلى وفد امني سياسي عراقي للسعودية الاسبوع الماضي ولقائه مع القيادات الأمنية والسياسية كانت ناجحة ومثمرة وبناءة ونتجت عنها مجموعة من الاتفاقيات العملية في تفعيل التعاون الأمني بين البلدين لما فيه مصلحة الشعبين.

وكان الوفد الأمني العراقي برئاسة الربيعي قد أجرى مباحثات مع وزيري الداخلية والخارجية السعوديين تركزت على التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين.

وأشار الربيعي مجددا إلى أن أمن العراق لا ينفصل أبدا عن الأمن الإقليمي وأن ما يهدد أمن العراق يهدد أمن السعودية بشكل مباشر وان البلدين يقفان في خندق واحد من جميع الأحداث، خصوصا إذا علمنا أن عددا كبيرا من المغرر بهم في العراق سعوديون وقدموا من إحدى الدول المجاورة.

وأضاف الربيعي، أن تلك المجموعات عندما يتدربون في العراق قد يعودون للسعودية من جديد ويستخدمون تدريباتهم في تهديد المدنيين فيها.

وأكد الربيعي أهمية المباحثات التي جرت بين الجانبين ، مشيرا إلى أنهما اتفقا على مراقبة حركة الأموال الممولة للفئة الضالة ومراقبة سفر عناصر الفئة إلى إحدى الدول التي يستخدمونها معبرا للعراق.

وقال إن الطرفين شددا على أهمية توخي الحذر من الإعلام الذي يثير الفتنة، كما تم الاتفاق على، أن التشدد الطائفي في المنطقة لا يخدم الشعبين وإنما يزيد من أعمال العنف والدمار.

وأضاف أنه تم الاتفاق على(مراقبة الفتاوى التي تناصر هذه الفئة لتزيد من أعمالهم وتبررها ومحاولة إعطاء الشرعية الدينية لأعمالهم).

وعن الحصيلة الرسمية لأعداد السعوديين في العراق قال الربيعي إن، أعداد السعوديين في العراق يتجاوز المئات وان كثيرا منهم قتلوا في هجمات انتحارية وهناك عدة مئات لازالوا بالسجون والمعتقلات العراقية بخلاف من تم قتلهم خلال الأعوام الأربعة الماضية.

وكشف الربيعي أن،أعداد السعوديين الذين تم إصدار الأحكام القضائية بحقهم قد تجاوز 160 سعوديا وان هناك المئات منهم لازالوا ينتظروا المحاكمة, وقال، فتحنا هذا الملف على مصراعيه مع الأشقاء المسؤولين السعوديين وفتحنا خطا ساخنا معهم ونحن جاهزون لمتابعة تطوراته لما فيه التنسيق بين البلدين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 18 تموز/2007 -3/رجب/1428