سياسيون عشر امبير

حامد الحمراني

 خطة وزارة الكهرباء الوطنية العراقية القاضية بتوزيع عشر(امبير) لكل عائلة في مدينة بغداد للقضاء على المكيفات والسبلتات ومولدات الاحتلال وضمان وصول الكهرباء الوطنية جدا بواقع ساعتين باليوم للبيوت بشكل عادل وشفاف ونزيه، هذه الخطة فتحت شهية المفسدين والساخرين والعاطلين عن العمل ليدلي كل بدلوه، فقد اتفق اكثر من بيت لبيع فائض الامبيرات الى بعض الجوارين (الفايخين)، وباسعار مغرية ثمانية الاف دينار لكل امبير.

باعتباراغلب المواطنين العراقيين وخاصة الذين عادوا من التهجير القسري في بغداد لا يمتلكون الا مروحة ومبردة وشمعة وتلفزيون اسود وابيض، تركها لهم الاخوة الاعداء(العلاسه) عن الحلال والحرام، وبالتالي امبيرين (كلش كافي عليهم ليبيعوا الباقي) من غير ما تدري الحكومة، وهي فرصة للتوفير بدون راسمال.

بينما قال احد المواطنين ان جيرانه الذي يريد الهجرة الى خارج العراق عرض عليه ان يسكن ببيته ويحافظ على اثاثه من الــ....... !! لقاء اعطاء العشرامبير اليه، ولكنه رفض ان يسكن بالبيت مما اجبر صاحب البيت لدفع مبلغ 100الف دينار لكل شهر، والطريف بالموضوع ان الذي يريد ان يسكن بالبيت اخذ 600 الف دينار عن ستة اشهر مقدمه. 

ولكن بعض المؤسسات غير الحكومية طالبت بتطبيق هذه العشر امبيرات ليس فقط على الكهرباء  بل وحتى على الماء والهواء لضمان عدم الهدر كما تفعل بعض الدول، اذ يعطون المواطنين اشبه بكارت الرصيد للموبايل وفي حالة استيفاء ما مقرر يكون الزائد لقاء مبالغ اضافية معينة.

بينما اقترح احد الناشطين السياسيين ان تشمل هذه العشر امبيرات المسياسيين ايضا لضبط التصريحات التي تتجاوز احيانا الخمسين كيفي وخاصة امام الكاميرات والفضائيات. واقترح وضع جهاز (عداد) لكل شخص لقياس بعض التصريحات(الطائفية) التي تؤدي احيانا الى اطفاء مناطق كاملة وازهاق ارواحهم.

بينما وضع بعض المواطنين العشر امبيرات كمقياس  لمن يصوتون لهم في الانتخابات المقبلة، بغض النظر عن القوائم وبرنامجها السياسي.

في هذه الاثناء فتحت التلفزيون لاشاهد برنامج حوار، وكان الضيوف عراقيين جدا، احدهم نائب في البرلمان تكلم من دمشق، والاخر مسؤول في الحكومة تكلم من الاردن، والثالث ناشط سياسي تكلم من لندن، وكانو يتحدثون عن ضرورة التشبث بالوطن والتضحية من اجل العراق !!!!.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 15 تموز/2007 -30/جماد الاخرى/1428