الصوماليون بين العجز الحكومي وارهاب المحاكم الاسلامية

 شبكة النبأ: منذ تصدر الارهاب الفترة السوداء التي رسمها على العالم بدأت المشاعر الشعبية التي ربما ايدته في بادئ الامر تناهض فعالياته وخصوصا في البلاد الذي ترك فيها ويلاته ونحر حرية الناس وامنهم على مذبح الخرافة وتشويه الدين وتسيّيسه وفق الرغبات السياسية السلطوية التي يبغيها باسم الدين والتي تتعارض جوهريا مع كينونته ومراميه الانسانية.

والويلات والمذابح التي حصدت الالاف في الصومال انما ولدت شعورا عاما ضد كل اشكال العنف والمتمثلة بالميليشيات التي عاثت فسادا بالشعوب.

وعندما تهز الانفجارات مقديشو يتذكر الحارس علي موسى الاشهر الستة التي ساد خلالها السلام العام الماضي عندما فرض الاسلاميون الهدوء على المدينة المعروفة بالفوضى.

وقال كانوا أفضل ما حدث للصومال.. اضطرني انعدام الامن الحالي الى الانقطاع عن المدرسة.. المستقبل مظلم.. في كل مرة تقع انفجارات مدوية أتذكر بحنين تلك الليالي الهادئة.

لكن عمه أحمد عبد القادر حمل الاسلاميين المسؤولية عن تخريب السلام الذي أقاموه قبل عام حيث يشنون هجمات بأسلوب المسلحين في العراق مما يضيف المزيد من الاضطرابات الى العاصمة. بحسب رويترز.

وقال: كان الاسلاميون عصبة تسعى لتحقيق أهدافها الخاصة، انهم مسؤولون عن الانفجارات والاغتيالات الحالية، لم يوفروا فرص عمل الا لمؤيديهم كما لو كان البلد ملكهم وحدهم، لقد هزموا بسبب أنانيتهم.

ونجح مجلس المحاكم الشرعية في الصومال في يونيو حزيران عام 2006 في طرد زعماء الميليشيات المكروهين الذين كانوا يتمتعون بمساندة الولايات المتحدة من مقديشو خلال عدد من الانتصارات الحاسمة التي حققت لهم سيطرة كاملة.

وسرعان ما سيطر الاسلاميون على معظم أنحاء جنوب الصومال وعملوا على فرض أحكام الشريعة الاسلامية، ونسب الكثيرون الفضل اليهم في اعادة بعض النظام وسلطة القانون الى العاصمة التي حرمت منهما طويلا، ويتذكر اخرون حكمهم بأنه كان فترة قمع.

وقالت نيمو ادان التي تملك حانة، لرويترز: لم تكن هناك حرية خلال عهد الاسلاميين، كثيرا ما كان المقاتلون الاسلاميون يتحرشون بزبائني ويجلدونهم أثناء توجههم الى حانتي مما اضطر الكثيرين الى التوقف عن الحضور. وأضافت، أجبرنا الاسلاميون على ازالة صور النساء من الجدران قائلين انها بذيئة.

والان بعد ستة أشهر من سيطرة الحكومة الانتقالية على مقديشو منذ هزمت قوات المحاكم الشرعية بمساعدة عسكرية من اثيوبيا تتباين مشاعر السكان الذين عاشوا الفترة بين يونيو حزيران 2006 ويونيو حزيران 2007 نحو الماضي وتنتابهم مخاوف من المستقبل.

ومنذ سيطرت الحكومة الانتقالية وحلفاؤها الاثيوبيون على المدينة في نهاية ديسمبر كانون الاول عادت أعمال العنف بكثافة في صورة هجمات تشنها فلول الاسلاميين ومسلحون من أفراد العشائر.

وتعهد زعماء مجلس المحاكم الشرعية بألا يتوقف العنف قبل أن تسحب اثيوبيا عدو الصومال لأكثر من ألف عام قواتها من البلاد.

واكتسبت هجماتهم قوة دفع تدريجيا حتى وصلت الى أعنف قتال منذ الحرب الاهلية التي اندلعت عام 1991 وألقت الصومال في خضم الفوضى، وأسفر القتال في الفترة بين فبراير شباط وابريل نيسان عن مقتل ما لا يقل عن 1300 شخص كما نزح ما يقدر بزهاء 400 ألف اخرين عن مقديشو لكن الحكومة تجادل في هذا العدد.

ونجح المتمردون في تنفيذ هجمات في حرية خلال الشهرين الماضيين على مواقع الحكومة والقوات الاثيوبية وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي الامر الذي أثار مخاوف من احتمال نشوب حرب وشيكة بين الخصوم.

وقال أدن عبدي الذي يعمل في أحد المتاجر: أخشى أن تؤدي أعمال العنف الحالية الى حرب أخرى. وضعت خططا تحسبا لاحتمال اندلاع معارك بالاسلحة، اصطحبت والدي الى افجوي خارج المدينة وسأنضم اليهما بمجرد أن يبدأ القتال.

وتقول الامم المتحدة ان أكثر من 3500 شخص فروا من مقديشو بعد وقوع أعمال عنف جديدة خلال الاسبوعين الماضيين.

وأبدى عبد الناصر نور وهو أب لاربعة أبناء وعاطل عن العمل فتورا تجاه كل من مجلس المحاكم الشرعية والحكومة الانتقالية التي شكلت في المحاولة الرابعة عشر منذ عام 1991 لاعادة الحكم المركزي الى الصومال البالغ عدد سكانها زهاء تسعة ملايين نسمة.

وقال نور كلاهما غير وطني، جلبا قوات أجنبية الى بلادنا، الحكومة جلبت قوات اثيوبية والمحاكم جلبت ارهابيين ومجاهدين أجانب وميليشيات أورومو الارهابية، كلاهما لا يفيد بلادنا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 13 تموز/2007 -28/جماد الاخرى/1428