
شبكة النبأ: في تحول غير مسبوق
للمواصفات التي يرغبها الشعب الامريكي في المرشح الرئاسي يرى العديد من
الامريكيين انهم مستعدين لانتخاب امراة او مرشح اسود لرئاسة الولايات
المتحدة خلال الانتخابات التي سيشهدها العام المقبل.
وافاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه مجلة نيوزويك على موقعها في شبكة
الانترنت، ان اكثرية كبيرة من الامريكيين اعربت عن استعدادها لانتخاب
مرشح اسود او امرأة في الانتخابات الرئاسية القادمة.
فقد اكد %92 من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع استعدادهم للتصويت
لمرشح اسود، وقال %86 انهم مستعدون لانتخاب امرأة. بحسب فرانس برس.
وفي المقابل، اعرب %59 عن اعتقادهم بان بلادهم ليست مستعدة لانتخاب
رئيس اسود، واكد %58 استعداد الشعب لانتخاب امرأة الى البيت الابيض.
واكد ثلثا الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع (%66) انهم قد يصوتون
للسناتور الديموقراطي الاسود باراك اوباما، وقال %62 منهم الشيء نفسه
في موضوع السناتورة الديموقراطية هيلاري كلينتون.
وردا على سؤال عن احتمال التصويت لمرشح من اصول اسبانية، قال %81
انهم مستعدون للقيام بهذا الخيار، لكن %39 اوضحوا ان مواطنيهم مستعدون
لهذا الخيار.
وقد اجرت مؤسسة برينستون هذا الاستطلاع لحساب مجلة نيوزويك في
الفترة من الثاني الى الثالث من يوليو على عينة من 1002 شخص تفوق
اعمارهم الـ 18.
من جانب آخر افاد استطلاع للرأي بان حوالي نصف الامريكيين يرغبون في
إقالة الرئيس جورج بوش وان عددا اكبر يريد إقالة نائب الرئيس ديك
تشيني.
اعلن %45 من الامريكيين استعدادهم لتأييد مجلس النواب في حال اقدم
على إقالة الرئيس، فيما عارض ذلك %46 واذا ما تعلقت الإقالة بديك
تشيني، فان %54 من الامريكيين سيدعمون هذه الخطوة في مقابل %40 فقط،
كما افاد الاستطلاع الذي اجرته مؤسسة اي.ار.جي.
واعلن كتّاب »افتتاحيات« يعارضون الرئيس بوش في الفترة الاخيرة انهم
لا يرغبون في إقالة بوش، لانه اذا ما طبق هذا الاجراء، فان ديك تشيني
هو الذي سيصبح الرئيس، كما قالوا.
وامتنع البيت الابيض عن التعليق على هذا الاستطلاع الذي يعتبر مؤشرا
سيئا للرئيس بوش الذي بلغت شعبيته في منتصف يونيو مستوى يعتبر تدنيه
تاريخيا (%26).
وينص الدستور الامريكي على إقالة الرئيس او نائبه في حال الخيانة
والفساد والجرائم الاخرى والجنح. ويجري التصويت على هذا الاجراء في
مجلس النواب بالاكثرية البسيطة على ان يؤكده ثلثا مجلس الشيوخ.
وقد واجه رئيسان امريكيان اجراء الإقالة بناء على مبادرة من مجلس
النواب الا ان مجلس الشيوخ برأهما، وهما بيل كلينتون في التسعينات
واندرو جونسون في 1868.
واستقال الرئيس ريتشارد نيكسون الذي تورط في قضية ووترغيت في 1974
قبل ان يصوت مجلس النواب على اقالته.
وفي اواخر ابريل، قدم النائب الديموقراطي دنيس كوسينيش خلافا لرأي
القيادة الديموقراطية قرارا يطالب بفتح اجراء الإقالة ضد ديك تشيني
بتهمة »خداع«الامريكيين لتبرير الحرب على العراق.وحتى الان، وقع تسعة
نواب قرار كوسينيش ومن المقرر ان يوقعه نائب عاشر الاسبوع المقبل. وشمل
هذا الاستطلاع 1100 امريكي في الفترة من الثالث الى الخامس من
يوليو.ويبلغ هامش الخطأ فيه ثلاث نقاط.
اوباما منافس خطير
وفي سياق متصل يرى الخبراء ان باراك اوباما اثبت بتقدمه على
منافسته الرئيسية هيلاري كلينتون في عمليات جمع الاموال لحملة
الانتخابات الرئاسية عام 2008 انه خصم قوي في السباق للفوز بالترشيح
الديموقراطي.
وتمكن السناتور عن ايلينوي البالغ من العمر 45 عاما والمرشح لتمثيل
الحزب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية من جمع 32,5 مليون دولار في
الفصل الثاني من السنة متقدما بحوالى خمسة ملايين دولار على هيلاري
كلينتون.
وقال كوستاس باناغوبولوس الخبير في تمويل الحملات الانتخابية في
جامعة فوردهام في نيويورك ان "ارقام الفصل الثاني تثبت انه مرشح بارع
اكد موقعه بشكل راسخ". واضاف ان "المعركة للفوز بالترشيح الديموقراطي
ستكون ضارية ربما اكثر مما تصوره البعض".
والمبلغ الذي جمعه اوباما يشكل رقما قياسيا اذ لم يسبق ان جمع اي
مرشح لتمثيل الديموقراطيين في السباق الى الرئاسة مثل هذا المبلغ في
فصل واحد في السنة السابقة لانتخابات رئاسية اميركية ويكتسب هذا
الانجاز ابعادا اكبر نظرا الى كون السناتور جديد نسبيا على الساحة
السياسية الاميركية.
ونجح اوباما حتى الان في جمع اموال من حوالى ربع مليون شخص ما يوحي
بان خطته القاضية بالاعتماد على قاعدة شعبية واسعة تأتي بثمارها.
وقال اوباما متوجها الى مناصريه،ان مبلغا كهذا هو بمثابة صاعقة في
العملية السياسية. وتابع، هذا يعني ان حملتنا حظيت بعدد من المؤيدين
يفوق اي حملة في تاريخ البلاد في هذه المرحلة من اي عملية انتخابية وهو
اشارة انذار موجهة الى ساستنا الحاليين.
والاموال التي جمعها اوباما قد تطيح بالفكرة الراسخة منذ انطلاقة
الحملة بان الآلة الانتخابية التي تدعم هيلاري كلينتون لا تقهر.
ولكن بمعزل عن الوقع الاعلامي لهذا النبأ فان نجاح اوباما الراهن
سيواجه واقعا غير مؤكد ولا سيما في ولايتي ايوا ونيو هامبشير حيث تجري
اولى عمليات الانتخابات الحزبية في كانون الثاني/يناير.
واوضح كاري كوفينغتون استاذ العلوم السياسية في جامعة ايوا انه، يجب
تحويل الاموال الى نوايا تصويت.
وحذر من انه اذا ما لوحظت حركة ما في استطلاعات الرأي في الولايتين
اللتين ستنطلق فيهما الانتخابات التمهيدية عندها قد يطرح الامر مشكلات
على (هيلاري) كلينتون لكن هذه الدولارات ليست في الوقت الحاضر سوى مجرد
دولارات.
وتبدو كلينتون حاليا متقدمة بفارق كبير في استطلاعات الرأي للترشيح
الديموقراطي الى البيت الابيض. |