يوم اللاعنف العالمي: غاندي نجاح النظرية وواقعيتها

 شبكة النبأ: الحروب وما تنطوي عليه من ابادة واهراق الدماء واحراق النماء في الحياة انما هذا حصيلة ركوب العنف بشتى اشكاله التي لم تصل بمركب الانسانية الى بر الامان بل كانت الهاوية العميقة التي يقف العالم اليوم على شفيرها، لكن العالم بدأ يدرك ايضا مخاطر العنف المدمرة وفشله كطريق يؤدي الى سعادة الانسان.

فقد اوضحت الامم المتحدة انها ستعلن تاريخ مولد المهاتما غاندي "يوم اللاعنف" في العالم.

وافادت ايضا في بيان، انها دعت دولها الاعضاء الى الاحتفال بالثاني من تشرين الاول/اكتوبر ببث رسالة اللاعنف. بحسب فرانس برس.

ورحب احفاد غاندي بالقرار طالبين الا يقتصر على بادرة رمزية، وقال توشار غاندي ابن حفيد المهاتما ان على الامم المتحدة، العمل على الالتزام بين الدول الاعضاء.

وكان غاندي اطلق حركة العصيان المدني التي قادت عام 1947 الى استقلال الهند عن القوة المستعمرة البريطانية وقتل برصاص قومي هندوسي عام 1948.

الهند ترحب

واشادت الهند بقرار الامم المتحدة اعلان تاريخ مولد المهاتما غاندي الذي يصادف الثاني من اكتوبر "يوم اللاعنف" العالمي. بحسب (كونا).

وقال رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في بيان صحافي، انا سعيد جدا لعزم الامم المتحدة اختيار تاريخ مولد غاندي يوم اللاعنف العالمي من كل عام تطبيقا للقرار الذي اتخذته الجمعية العامة للمنظمة الدولية.

واضاف سينغ ان هذا القرار هو بمنزلة تقدير وثناء من المجتمع الدولي على دور غاندي التاريخي الذي يسميه الهنود (مهاتما) وتعني والد كل الهنود.

واعتبر سينغ هذه المناسبة فرصة للشعب الهندي لاعادة تكريس نفسه من اجل الدفاع عن قيم الحرية والنبذ العنف التي كافح غاندي من اجلها.

وكانت الجمعية العامة للامم المتحدة قد تبنت بالاجماع قرارا قدمته الهند ورعته 142 دولة للاحتفال بمولد غاندي يوم اللاعنف العالمي.

لقد اعتمد غاندي على مبدأ اللاعنف الذي يستند إلى احترام عميق للقانون، ويدعو الناس إليه بقوله: إن على الذين يستخدمونه أن يفعلوا ذلك بطريقة غير عنيفة دائماً، ويركز غاندي أيضاً على واجب الطاعة المدنية العام، وعلى ضرورة محاولة كل الصور الدستورية للعمل السياسي أولاً، وهذا التصور الذي يطرح هو تصور مطلق للاّعنف، وهو التصور الذي يعد نظرية سياسية وصلت إلى مصاف المبادئ السامية للإنسانية.

لقد رسخ (المهاتما غاندي) مبادئ اللاعنف والتي يطلق عليها أحياناً مبدأ المسالمة، ويقول بهذا الصدد: إن عقيدتي بشأن اللاعنف لم تعتمد على سلطان شخص بل نشأت من دراستي لكل أديان العالم، ويضيف؛ أن الديانات المختلفة قاطبة هي زهور روضة واحدة، وأفنان دوحة باسقة.

وما احوجنا اليوم الى تبني نظريات مماثلة غاية في المرونة لتحقيق الامن والسلم على الاقل في ربوعنا كعرب او مسلمين، حيث نظريات علماؤنا الاجلاء المتعلقة باللاعنف مركونة ولا يتجرأ احد على تطبيقها رغم تعالي الاصوات الداعية لنبذ العنف وتبني السلام كخيار استراتيجي في كل الامور والمتعلقات.

ولعل نظرية الإمام الشيرازي قدس سره في (اللاعنف) تعتبر من اهم الانجازات الانسانية في التاريخ الحديث حيث تشتمل هذه النظرية على العديد من الاقسام والفصول بما يتسنى للقارئ الفهم المفصل والمقنع والمدروس لمبادئ اللاعنف الاسلامية بجميع ابعادها الانسانية.

حيث يقول الامام الشيرازي(قدس سره) عن اللاعنف: الاسلام لا عنف ولا ارهاب ولا دكتاتورية ولا استبداد ولا حب في اراقة الدماء وانما هو عدل وشورى وتبادل الراي وحب الخير ونشر لاولوية الامن ودعوة للسلام في رفق ولين وإخاء، كما تجلى في قول الله سبحان وتعالى: (وقولوا للناس حسنا).

اذن الاسلام يرفض العصبية ولا يرضى ان تكون مسلكا من مسالك الناس ويرفض العنف ولا يقره وينحو باللائمة على كل متعصب او متطرف ويحذر اتباع العنف ان يتخذوه وسيلة مهما كانت النتائج، وفي القرآن قول الله جلت قدرته:(وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما).

وفي آية اخرى:(ادفع بالتي هي احسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).

وقول الامام الشيرازي: الاسلام يدعو الى السلام ويعتبر السلم هو الاصل والحرب هي الاضطرار وان الجهاد والحرب حكم ثانوي واضطراري، فالاسلام ينبذ العنف والقسوة والارهاب قولا وفعلا، وقد دعى الامام الشيرازي الى اتخاذ اللاعنف كبديل للحول والقوة في كل ما يواجه الانسانية من مصائب وويلات.

شبكة النبأ المعلوماتية- االثلاثاء 19 حزيران/2007 -3/جماد الاخرى/1428