مصطلحات اجتماعية: حاجز اللون.. نموذج من اشكال التمييز العنصري

 حاجز اللون.. Colour Bar

شبكة النبأ: ليس لهذا الاصطلاح معنى دقيق في علم الاجتماع إلا أنه بصورة عامة يشير إلى الحالة التي فيها تحصر المرافق الاجتماعية، الوظائف، الخدمات الثقافية والتربوية، السكن والفرص والامتيازات الأخرى بيد جماعة عنصرية معينة تعمل على منع الجماعات العنصرية الأخرى التي تعيش معها في المجتمع من الاستفادة من هذه الخدمات كما هي الحالة في الولايات المتحدة أو أفريقيا الجنوبية أو روديسيا سابقا التي كانت تسيطر عليها الجماعات البيضاء فتحتكر استعمال الخدمات الاجتماعية وبنفس الوقت تحرم السكان الملونين من الاستفادة منها بسبب لون بشرتهم. فاللون هنا يعتبر الحاجز الذي يمنع تكوين العلاقة الاجتماعية الإيجابية بين الجماعتين البيضاء والملونة ويمنع تكوين المصالح المشتركة المتبادلة بينهما.

متعلقات

 

ثقافة التمييز(1)

أتصور أن التجاوب اللافت بين «الاتِّباع» و «التراتب» - في هيمنة شيوع النزعة الماضوية - اقترن بمجموعة من اللوازم أكدت كليهما وتأكدت بهما. وأهم لازم من هذه اللوازم هو التمييز الذي انبنى على التراتب من ناحية، ولكن في مداه الاتِّباعي من ناحية ثانية، فشمل كل شيء. ولذلك ينتقل التمييز من مجالات المعرفة والإبداع الأدبي، حسب التراتب الذي يحتكر به الأقدم السبق في الوجود والرتبة، إلى الثقافة في عمومها، والمجتمع في علاقات طوائفه وطبقاته، والنوع. وأخيراً، العلاقة بين الأمة وغيرها من الأمم.

وإذا كان التمييز يضع الكبير قبل الصغير على الإطلاق في العلاقات الاجتماعية، قارنا كبر السن بالحكمة، وصغر السن بالغفلة، فإن التمييز يمتد في العلاقات نفسها ليؤدي إلى تعطيل الحراك الاجتماعي، وعدم تحريك النخب السياسية والاجتماعية والثقافية بما يؤدي إلى جمود المجتمع، وإغلاق الباب أمام الشباب لكي يسهموا بالإبداع والفكر في بناء مجتمعهم الذي لا فرق في قيمة الإنجاز فيه بين كبير أو صغير في السن، فالمعوّل على الإنجاز نفسه وقيمته الإبداعية وفائدته المجتمعية. ومن الواضح أن التقدم في أمم سبقتنا بكثير يقترن بالحركة الصاعدة للشباب الذي يضيف ويسهم في الإعلاء من شأن مجتمعه، وذلك بما يدفع عجلة التقدم في كل المجالات إلى الأمام، ويجدد في فكر المجتمع وإبداعه بما يبقي عليه الحيوية والنشاط والقدرة على الحركة والتغيير.

ولا يبتعد عن ذلك التمييز على حسب العرق، وهو التمييز الذي سرعان ما أصبح قاعدة في الدولة الأموية التي أطلق عليها فلهوزن - بحق - الدولة العربية، وذلك لما تأسست عليه، ورسَّخته من عصبية للجنس العربي، وتمييزه بالقياس إلى غيره من الأجناس التي دخلت إلى «الإسلام» الذي دعا إلى التسوية بين الناس جميعاً، فالمؤمنون كأسنان المشط، ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى. ولا لأبيض على أسود، والعكس صحيح بالقدر نفسه، إلا بما فعل. ولكن الواقع العملي كان يقول غير ذلك، ويتدنّى بأوضاع الموالي بالقياس إلى أوضاع العرب، وعدم التردد في استخدام العنف لتقويم من يتمرد على هذا التمييز العرقي. وهو الأمر الذي أدّى إلى تزايد السخط بين الموالي الذي تحولوا إلى جنود للخروج على الدولة الأموية وإقامة الدولة العباسية مكانها، خصوصاً بعد أن وعد الدعاة الأول للدولة بالاعتراف بفضل الموالي، وردّ الاعتبار إليهم..

ولا يتباعد عن التمييز العرقي التمييز على حسب اللون. وكلاهما تمييز يرتد إلى العصر الجاهلي، حين كانت القبيلة تنقسم، تراتبياً، إلى الصرحاء، والعبيد، والموالي. أما الصرحاء فهم أبناء القبيلة ذوو الدم النقي الذي لا تشوبه شائبة، وفيهم رياسة القبيلة وبيوت الشرف، أما الموالي فهم الذين لجأوا إلى القبيلة وعاشوا في حماها، ومنزلة المولى أحطّ من منزلة الحر وأرفع من منزلة العبد الذي يقع في أسفل درجات السلم الاجتماعي للقبيلة، حيث يتكرر التمييز ما بين العبد الأبيض والعبد الأسود. وقد احتقر الجاهليون اللون الأسود، وامتدحوا اللون الأبيض الذي وصفوا به كل ممدوح مادياً أو معنوياً. وكان مما يمدح به الرجل أو يفتخر به أنه أبيض. واللون نفسه من سمات جمال المرأة ودليل على شرفها، ويمدح الرجل بأنه «ابن بيضاء» أما السود فقد أطلقوا عليهم اسم «الأغربة» تشبيهاً لهم بلون الطائر المبغوض والمشؤوم في التقاليد الجاهلية.

ولم يقض الإسلام نهائياً على هذا التمييز الذي عاود الظهور، ووجد ما يدعمه في تقاليد الاتِّباع التي قرنت التمايز الطبقي بالتمايز العرقي، واصلة كليهما بالتمييز على أساس من اللون. وقد ضخمت الموروثات الشعبية المقترنة بالاتِّباع من هوان السواد، فأصبح العبد الأسود مصدر الشر الذي يجمع إلى هوان العبودية سوء الطبع الذي يقترن به السود دون البيض. وليس أدل على ذلك من الدور الذي يقوم به العبد الأسود في «ألف ليلة وليلة» التي تبتدئ بخيانة الملكة مع عبد كالثور، هو نموذج لجنسه، وقرناء لونه في انتهاك القيم والغواية بالفتنة. ولم يكن سلب صورة العبيد في «ألف ليلة» سوى نموذج لسلب غيرها من الصور في جوانب عديدة من التراث الذي غلب عليه الاتِّباع.

لجنة القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري(2)

دخلت الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري (اتفاقية القضاء على التمييز العنصري) حيز التنفيذ عام 1969.

وتُلزم اتفاقية القضاء على التمييز العنصري هذه الدول الأطراف بتغيير قوانينها وسياساتها الوطنية التي تؤدي إلى إقامة التمييز العنصري أو إدامته, وتهدف, بين جملة أشياء, إلى تعزيز المساواة بين الأعراق, التي تتيح للجماعات الإثنية المختلفة أن تتمتع بالتنمية الاجتماعية على قدم المساواة.

وبحسب اتفاقية القضاء على التمييز العنصري, يُعرَّف التمييز العنصري على أنه:

"أي تمييز أو استثناء أو تقييد أو تفضيل يقوم على أساس العرق أو اللون أو النسب أو الأصل القومي أو الإثني ويستهدف أو يستتبع تعطيل أو عرقلة الاعتراف بحقوق الإنسان والحريات الأساسية أو التمتع بها أو ممارستها, على قدم المساواة, في الميدان السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو في أي ميدان آخر من ميادين الحياة العامة" (المادة 1).

وتتعهد الدول الأطراف في الاتفاقية بحماية الأشخاص الذين يواجهون التمييز على أيدي أفراد خاصين, وكذلك من جانب موظفي الدولة. وتعترف المادة 5 لكل إنسان بـ "الحق في معاملة على قدم المساواة أمام المحاكم وجميع الهيئات الأخرى التي تتولى إقامة العدل", وكذلك بـ "الحق في الأمن على شخصه وفي حماية الدولة له من أي عنف أو أذى بدني, يصدر سواء عن موظفين رسميين أو عن أية جماعة أو مؤسسة".

لجنة القضاء على التمييز العنصري

تُنشئ المادة 8 لجنة للقضاء على التمييز العنصري تتألف من 18 خبيراً "من ذوي الخصال الخلقية الرفيعة المشهود لهم بالتجرد والنـزاهة". وينتخب الخبراء بالاقتراع السري لولاية مدتها أربع سنوات, ويتعين أن يكونوا من مواطني الدول الأطراف في الاتفاقية. ويتمتعون بالأهلية لأن يعاد انتخابهم.

وتعقد لجنة القضاء على التمييز العنصري جلستين في العام, في شهري مارس/آذار وأغسطس/آب, في جنيف. ويقوم على خدمتها مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في جنيف.

التقارير الدورية

الحكومات التي صادقت على الاتفاقية ملزمة بتقديم تقارير شاملة إلى لجنة القضاء على التمييز العنصري مرة كل أربع سنوات وتقارير تحديث موجزة مرة كل سنتين بشأن تنفيذها للاتفاقية. وتنظر في هذه التقارير لجنة القضاء على التمييز العنصري.

النظر في وضع قطر ما من دون تقرير

في حالة كون البلد متخلفاً عن تقديم تقريره الدوري بشكل خطير, اعتمدت لجنة القضاء على التمييز العنصري إجراء للنظر في أوضاع حقوق الإنسان في البلد في غياب التقرير المطلوب. حيث تخطَر الحكومة المعنية باعتزام اللجنة النظر في أوضاع البلد وتدعوها إلى تقديم تقريرها في وقت يتلاءم مع موعد الجلسة. وإذا ما امتنعت الحكومة عن ذلك, تنتقل اللجنة إلى النظر في البلد المعني على أساس المعلومات المتوافرة من مصادر مختلفة, بما في ذلك الهيئات الأخرى للأمم المتحدة ووكالاتها, والمنظمات غير الحكومية. وتتم عملية النظر هذه في العلن, وينطبق هذا كذلك على الاستخلاصات والتوصيات.

إجراءات الإنذار المبكر

وضعت لجنة القضاء على التمييز العنصري إجراءات تهدف إلى الحيلولة دون تفاقم المشكلات الهيكلية القائمة في بلد ما لتتحول إلى نـزاعات. وقد صاغت اللجنة مجموعة من المعايير لمباشرة إجراءات للإنذار المبكر. وتشمل هذه: غياب التدابير التشريعية التي تحرِّم التفرقة العنصرية, ووجود نمط من الكراهية العرقية أو العنف المتصاعدين, ووجود نمط من التمييز العنصري تدلل مؤشرات اجتماعية- اقتصادية عليه, ونـزوح موجات من اللاجئين.

الإجراءات العاجلة

وتسمح هذه الإجراءات للجنة القضاء على التمييز العنصري بالنظر في بلدان يتطلب فيها التمييز العنصري اهتماماً فورياً لمنع الانتهاكات الخطيرة للاتفاقية أو للحد من نطاقها وعددها.

التظلم الفردي

إذا كانت الدولة الطرف قد أصدرت إعلانها الاختياري بموجب المادة 14, فإن ذلك يمكن لجنة القضاء على التمييز العنصري من النظر في البلاغات الفردية التي يتقدم بها أفراد أو جماعات ممن يدّعون بأنهم ضحايا للتمييز العنصري, ومن تقديم توصيات خاصة إلى الدولة المعنية. ويمكن الاطلاع على تفاصيل الإجراءات المتعلقة بالشكاوى الفردية في القواعد الإجرائية للجنة القضاء على التمييز العنصري.

التقرير الثاني للجنة الأمم المتحدة المعنية بالحالة العنصرية في اتحاد جنوب أفريقيا(3)

A/2719،1954 

 

الاقتراح الأول-الاتصالات فيما بين الأعراق؛ مؤتمر مشترك بين الأعراق

-371

إذ تعتبر اللجنة أن أعظم ما يمكن عمله تحقيقا للتوافق بين مختلف الجماعات هو إجراء اتصالات على فترات متقاربة ومتكررة بين الأفراد الذين تتألف منهم هذه الجماعات، تقترح أن تبذل جميع الأطراف المعنية جهودا حثيثة ومتواصلة تحقيقا لهذه الغاية. وتود اللجنة بشكل خاص أن توجه النظر إلى البيان الذي ورد في تقريرها الأول، وهو أن "الأمم المتحدة قد تعرب عن أملها في أن يكون في وسع حكومة اتحاد جنوب أفريقيا أن تعيد النظر في عناصر سياستها تجاه مختلف الجماعات العرقية. وقد تقترح الأمم المتحدة السبل والوسائل التي قد يصوغ الاتحاد بواسطتها سياسة جديدة: مثال ذلك، عقد مؤتمر مائدة مستديرة يضم أعضاء مختلف الجماعات العرقية في الاتحاد ويقدم، سعيا إلى تحقيق الوفاق، مقترحات إلى الحكومات من أجل تيسير التطور السلمي للحالة العنصرية في اتحاد جنوب أفريقيا. وقد تعرض الأمم المتحدة مساعدة هذا المؤتمر عن طريق إيفاد عدد من ممثلي الأمم المتحدة كي تكون جميع الأطراف متأكدة من أن المداولات سوف تهتدي مبادئ الميثاق".

الاقتراح الثاني - أفكار أساسية من أجل تسوية سلمية

372 -  

أفادت اللجنة في مناسبة سابقة أنه يتعين على شعب جنوب أفريقيا أن يحل مشكلته بنفسه. بيد أنها ترغب في أن تبسط عددا من الأفكار الأساسية المنبثقة عن خطط أو مشاريع نشأت أصلا في اتحاد جنوب أفريقيا وتعتقد أنها متمشية مع ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وينبغي أن تؤخذ هذه الأفكار في الاعتبار في أية مناقشة حول حل المشكلة العنصرية. وتدرك اللجنة كل الإدراك، لدى بسطها هذه الأفكار، أنه لا يمكن وضعها موضع التنفيذ إلا بالتدريج وعلى مدى فترة طويلة من الزمن. وهي كما يلي:

373 -

 (ألف) بالنظر إلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية التعيسة التي تعيش في ظلها الشعوب غير البيضاء، فإن أية إجراءات تتخذ من أجل رفع مستوى معيشتها ستساعد على تقليل التوتر الداخلي في الاتحاد. ولا تترد اللجنة في أن تفصح عن هذه الحقيقة الواضحة... ويجب علينا أن نضيف إلى ذلك أن اللجنة كانت ستتردد في حث قيادات إحدى الدول الأعضاء على قبول تضحيات مؤلمة لو لم يسبق لها أن أعربت عن رأيها في تقريرها السابق بأن الدولة تستطيع أن تلتمس التعاون الدولي في مهمة بهذه الأهمية للبشرية...

374 -

 (باء) نظرا للدور المهيمن الذي تؤديه ولا ريب عوامل اقتصادية وتقنية في خلق التوترات القائمة بين مختلف الجماعات في اتحاد جنوب أفريقيا، ترى اللجنة أنه سوف يصعب على الحكومة أن تؤجل دون أية مخاطرة اتخاذ إجراءات تهدف إلى "تكامل اقتصادي" مصمم من أجل تخفيف المعاناة الجسيمة التي يتعرض لها شعب البانتو بسبب بعثرة المعازل وعدم كفايتها، واكتظاظ السكان بالنسبة إلى مواردها الطبيعية، ونوعية تربتها والتنمية الاقتصادية والتقنية فيها، وكذلك بسبب التدابير التمييزية المتخذة ضد عمال البانتو الذين يعملون في ميدان الصناعة في مناطق الأوروبيين. ولا يسع اللجنة، إذ تعيد تأكيد عجزها عن تقديم خطة منسقة تحدد فيها الأولويات، نظرا للظروف التي عملت فيها، إلا أن توجه الأنظار إلى بعض المجالات العديدة التي قد توفر فيها إعادة توجيه السياسة العامة مساهمة فعالة من أجل تخفيف شدة التوتر.

375 -

 (أ) إعلان سياسات عامة بشأن التقليص التدريجي لنظام الأيدي العاملة المهاجرة بهدف إلغائه في نهاية الأمر.

         ترد في تقرير اللجنة الأخيرة إشارات إلى الآثار الضارة المترتبة على نظام الأيدي العاملة المهاجرة، بينما يصف ملحق التقرير الحالي القيود الشديدة التي يفرضها ذلك النظام على إنتاجية  العمال وعلى التنمية الاقتصادية والصناعية والزراعية. وترى اللجنة أن ثمة حقيقة لا تقبل الجدل، هي أنه لا يمكن للنظام المهين لكرامة الإنسان الذي يسبب قدرا هائلا من المعاناة البشرية الفردية والجماعية ويمزق الحياة الأسرية ولا لظروف العمل التي ينطوي عليها أن تكون في يوم من الأيام مقبولة لدى أولئك الذين تفرض عليهم، كما أن الضمير العالمي المستيقظ لن يعتبرها على الإطلاق ضرورة حتمية. بيد أن من الواضح أن أية سياسة عامة موجهة نحو القضاء على تدريجيا على هذا السبب الخطير لوجود التوتر تعني ضمنا الإزالة التدريجية للقيود القانونية المفروضة على استيطان غير البيض في المراكز الحضرية، والاعتراف بحق البانتو في أن يصبحوا سكانا دائمين في المدن، والقبول الصادق من جانب الأوروبيين باستقرار سكان من غير البيض في المدن وتمتعهم بحق حيازة الممتلكات في المناطق الحضرية.

378 -

 (د) إزالة حاجز اللون والاعتراف بمبدأ "الأجر المتساوي للعمل المتكافئ". ارتفعت أصوات عديدة في اتحاد جنوب أفريقيا نفسه، ليس احتجاجا على التدابير التشريعية التي أنشأت حاجز اللون ودفعت بغير البيض إلى مناطق الداخل وإلى العمل الرديء الأجر فحسب، بل كذلك على التدابير الإدارية التي ترمي إلى تحقيق الهدف نفسه، أي ما يسمى "سياسة العمل المتحضر"، وهي سياسة تحكم إصدار تراخيص ممارسة الأعمال التجارية أو الصناعية أو الحرفية، والشروط المفروضة على الأطراف التي تقدم عطاءات للحصول على عقود الأشغال العامة أو التوريد، وخلاف ذلك، وعلى العكس مما يدعى به، فإن إتاحة الفرص المتساوية لن تؤدى إلى تدهور حاد في مستوى معيشة السكان البيض، لان الاتحاد يعانى من نقص في الأيدي العاملة، وهو نقص حاد في بعض الفروع، ولأن الأوروبيين يتمتعون بفضل مستواهم التعليمي بميزة كبيرة مقارنة بالجماعات الأخرى، ولاسيما البانتو. غير أن إعلان المبدأ القائل إن جميع الناس، بصرف النظر عن لون بشرتهم، متساوون في الوصول إلى جميع أنواع العمل وإن هناك أجرا متساويا للعمل المتكافئ سوف يكون له في حد ذاته أثر في التخفيف من حدة التوتر.

380 -

 (و) القيام تدريجيا بسن تشريعات تعترف بحق البانتو والملونين وغير الأوروبيين عامة في أن يصبحوا أعضاء في النقابات العمالية وفي أن يشاركوا بحقوق كاملة ومساواة تامة في كل إجراءات التحكيم والمفاوضات المتعلقة بحل النزاعات العمالية سلميا.

381 -

 (ز) إلغاء قوانين تصاريح المرور على مراحل سريعة التعاقب، وهي قوانين تتعارض بوضوح مع معظم التدابير والجهود المقترحة أعلاه وتؤدى إلى فرض قيود وعوائق في حياة غير الأوروبيين اليومية تتنافى ومفهوم حرية الإنسان وكرامته الذي تتمسك به الأمم المتحدة.

383 -

 وعلى الرغم من أن اللجنة تقدر أهمية تأمين فرص اقتصادية متساوية للجميع، بصرف النظر عن العرق أو اللون أو العقيدة، فهي تشعر أنها ملزمة بأن تعرب عن اقتناعها بأن للإجراءات الرامية إلى تحقيق المساواة السياسية بين مختلف الجماعات العرقية أهمية بالغة ولا يمكن استمرار تأجيلها دون وقوع خطر جسيم …

البرازيل... تجربة التمازج العرقي في خطر(4)

في الوقت الذي تصارع فيه الولايات المتحدة في اتجاه تجاوز سجن نظرتها العنصرية الضيقة بين أبيض وأسود, نلاحظ أن البرازيل التي طالما احتفت بتقاليد تعددها وتمازجها الثقافي العرقي, وظل ذلك المزيج مكوناً رئيسياً من مكونات فخرها واعتزازها الوطني, قد بدأت تتجه مؤخراً إلى نقيض ذلك التاريخ تماماً. وخلال القرنين السادس عشر والسابع عشر, كانت هذه الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية, قد استقبلت من الزنوج الأفارقة عدداً يفوق ما استقبلته أية دولة أخرى من دول القارة. غير أن نقص نساء البيض فيها, مصحوباً بضعف النظرة العرقية واعتبارات الفوارق العرقية, دفعا البرتغاليين البيض إلى الاختلاط والزواج من نساء الأفارقة وغيرهن بدرجة لا يمكن قياسها بأي وجه إلى تحفظ البريطانيين البيض إزاء الاختلاط مع النساء الملونات في أميركا الشمالية. وكانت النتيجة مجتمعاً شديد التعدد والتمازج الثقافي العرقي. وخلافاً للمجتمع الأنجلو- أميركي في الولايات المتحدة الأميركية, الذي طالما نظر إلى التكوين الاجتماعي العرقي بمنظور ثنائي عرقي, وفضل إنكار واقع التمازج القائم حقاً, نجد أن البرتغاليين قد تعلموا النظر إلى العرق باعتباره استمراراً لتداخل اللونين الأبيض والأسود, وما بينهما من ظلال ألوان ودرجات متداخلة مع بعضها بعضاً.

على أن هذا لا يعني غياب النزعة العنصرية في المجتمع البرازيلي. بل الحقيقة أن مجموعة الألفاظ والكلمات المستخدمة في وصف لون بشرة الأفراد, إنما تؤكد وجود تراتب وتمايز هرمي عرقي, يشكل البيض غير الملونين قمته, بينما يمثل السود غير المختلطين بأية دماء أخرى, قاعدته الاجتماعية. لكن وعلى رغم ذلك, فإن الاعتراف بتداخل وتدرج الألوان, ساهم في تخفيف حدة التمايز العرقي على أساس اللون, قياساً إلى ما هو عليه الحال في الولايات المتحدة الأميركية. والمعروف في أميركا أنه وفيما لو كانت تجري قطرة دم إفريقي واحدة في شرايين شخص ما, فإنه يتم تصنيفه على أنه أسود بالضرورة. وعلى نقيض ذلك, فقد أمكن تحقيق تدرج البياض والقبول الاجتماعي لذلك التدرج, عبر التزاوج.

ومما لاشك فيه أن سياسات الهجرة إلى البرازيل في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين, قد بنيت على جهود استهدفت "تبييض" البشرة البرازيلية, عن طريق إضافة المزيد من المهاجرين الأوروبيين إلى السكان البرازيليين. وفي عام 1912 كان العالم البرازيلي "جواو باتيستا دو لاسيردا", قد تنبأ بأن تؤدي عملية التمازج العرقي الجارية حينها, إلى تشكيلة اجتماعية يسودها اللون الأبيض بنسبة 80 في المئة, ونسبة 3 في المئة فحسب للملونين, بينما تحظى فيها العرقية الهندية بنسبة 17 في المئة بحلول عام 2012. والذي حدث عملياً أن البرازيل اتخذت مساراً عرقياً مغايراً لما كانت عليه –ولكن بدرجة انحراف طفيف- خلال عقد ثلاثينيات القرن الماضي. فهي لم تنبذ بعد سياسات "التبييض" التي كانت قد انتهجتها, إلا أنها لم تتخلَّ في الوقت ذاته عن أيديولوجية اعتزازها الوطني بمزايا الاختلاط العرقي الثقافي التي ميزتها تاريخياً. وبفضل جهود عالمها الأنثروبولوجي "جيلبيرتو فريرا", فقد تنامى شعور البرازيليين بأن ذلك الخليط العرقي الواسع, إنما هو دليل على تفوق ثقافي, وعلى غياب النزعة العنصرية السلبية في مجتمعهم.

وبالنتيجة فقد أصبحت النظرة العامة إلى البرازيل داخلياً وإقليمياً وعالمياً, هي اعتبارها مثالاً يحتذى في مجال التسامح العرقي الثقافي. وليس أدل على ذلك من قول عالم الاجتماع الأميركي الشهير, "إي فرانكلين فريزر" في عام 1942, إنه في وسع البرازيل إعطاء أميركا بعض الدروس المفيدة عن علاقات الأعراق والثقافات. غير أن الذي حدث في عقد الستينيات, هو نشوء حركة برازيلية "سوداء" –كانت متأثرة إلى حد ما بحركة الحقوق المدنية السوداء في أميركا الشمالية- تمكنت من مناجزة ذلك الإجماع القومي البرازيلي على مسألة الانتماء العرقي. وكان أن نادى أبناء الجيل التالي بإجراء المزيد من البحوث والدراسات الاجتماعية حول عدم المساواة العرقية في بلادهم. وعلى رغم صغر تلك الحركة وعدم قدرتها على التحول إلى حركة جماهيرية واسعة ومؤثرة, فإنها تركت أثرها وبصماتها على الحوار الوطني حول المسألة العرقية هناك. وما أن حل عام 2001 حتى تحول المطلب المثير للخلاف والجدل, حول تبني "الفعل الإيجابي" في الجامعات البرازيلية, إلى واقع عيني ملموس، بمعنى تبني سياسات من شأنها تشجيع السود على الالتحاق بالجامعات البرازيلية.

وعلى امتداد السنوات الخمس الماضية, تنامى عدد الجامعات البرازيلية التي تبنت وجربت عدة إجراءات ذات صلة بتطبيق "الفعل الإيجابي" وصممت من برامج القبول, ما هدف إلى مساعدة أبناء وبنات السود والفقراء على وجه الخصوص على تخطي شروط سياسات القبول في التعليم الجامعي. والذي نتج عن كل هذا, أن ذلك الحوار المنقسم على نفسه حول "الفعل الإيجابي" قد أقنع المزيد من البرازيليين بأن تاريخ اختلاطهم العرقي, لم يلغ واقع التمييز بينهم على أساس اللون بأي حال من جهة. أما من جهة أخرى, فقد أسهمت برامج قبول بعض الطلاب في الجامعات والكليات على أساس انتمائهم الاجتماعي أو العرقي, في تحول الوعي العرقي لدى البرازيليين واتجاهه أكثر فأكثر نحو التمييز والمعايرة العرقية, بغية تحديد المستحقين لمزايا ذلك التمييز القائم على العرق واللون.

وعليه فإن نبوءة العالم "باتيستا لاسيردا" القائلة بدنو أجل "اختفاء" السود البرازيليين, لم تكن قد أخطأت تكهناتها. غير أن ما فات "باتيستا" ولم يرَه حينها, هو اتساع رقعة الفئة الاجتماعية الواقعة بين اللونين الأبيض والأسود. ووفقاً للتعداد السكاني لعام 2000, فقد اعتبر 53 في المئة من البرازيليين أنفسهم بيضاً, بينما بلغت نسبة الملونين بينهم 39 في المئة, مقابل نسبة 6 في المئة فحسب للسود.

روزا باركس(5)

روزا باركس (بالإنجليزية: Rosa Louise Parks) (عاشت بين 4 فبراير 1913-24 أكتوبر 2005) من الامريكان السود كانت قد أعلنت الاحتجاج في ولاية ألاباما عام 1955 لتبدأ بها حركة المطالبة بالحقوق المدنية التي اجتاحت الولايات المتحدة منذ ذلك الوقت.وكان رفض روزا التخلي عن مقعدها لرجل أبيض أثناء ركوبها إحدى الحافلات الشرارة التي أشعلت حملة ضخمة من مقاطعة السود للحافلات .

وكانت الاحتجاجات تلك بداية لإلغاء التمييز بين المواطنين على أساس اللون في وسائل النقل. ووصل الذروة في عام [[1964] بصدور قانون الحريات المدنية الذي حرم التمييز على أساس العرق في الولايات المتحدة.

 بداية القصة

كانت روزا باركس في الثانية والأربعين وتعمل خياطة عندما أسهمت في صنع تاريخ الولايات  المتحدة. ففي الأول من ديسمبر كانون الأول كانت السيدة باركس تجلس في حافلة في بلدة مونتجومري عندما طالبها رجل ابيض بإخلاء مقعدها له. وقد رفضت السيدة باركس ، وتمردت على القواعد التي تفرض على السود إخلاء مقاعدهم والتنازل عنها للركاب البيض . وانتهى الأمر بالقبض عليها و تغريمها 14 دولارا.

  نتيجة أعمالها

وكانت الاحتجاجات بداية لإلغاء التمييز بين المواطنين على أساس اللون في وسائل النقل. ووصل الذروة في عام 1964 بصدور قانون الحريات المدنية الذي حرم التمييز على أساس العرق في الولايات المتحدة. وقد أدى اعتقالها إلى بدء 381 يوما من الإضراب عن ركوب الحافلات نظمه قس يدعى مارتن لوثر كينج جونير.

وبعد ذلك بسنوات حصل مارتن لوثر كينج على جائزة نوبل لإنجازاته في مجال الحقوق المدنية.

وفي عام 1957 ، بعد ان فقدت السيدة باركس وظيفتها وتلقت تهديدات بالقتل، انتقلت مع زوجها ريموند إلى ديترويت، حيث عملت كمساعدة في مكتب عضو ديمقراطي بالكونجرس.

وفي حديث لها عام 1992 قالت السيدة باركس عن احتجاجها الشهير: "السبب الحقيقي وراء عدم وقوفي في الحافلة وتركي مقعدي هو أنني شعرت بأن لدى الحق ان أعامل كأي راكب آخر على متن الحافلة، فقد عانينا من تلك المعاملة غير العادلة لسنوات طويلة".

 الجوائز

وقد حصلت السيدة باركس على الوسام الرئاسي للحرية عام 1996، والوسام الذهبي للكونجرس، وهو أعلى تكريم مدني في البلاد، بعد ثلاث سنوات.

 وفاتها

توفيت زعيمة الحقوق المدنية روزا بارك عن عمر يناهز الثانية والتسعين في 24 أكتوبر 2005 م وقال محامي السيدة باركس إنها توفيت أثناء نومها في منزلها بمدينة ديترويت بولاية ميشيغان.

جنوب أفريقيا.. العنصرية وسنوات من الديمقراطية(6)

العنصرية في جنوب أفريقيا

مشاركة أولى: العنصرية هي حين تفصل الأعراق غيرها من الأعراق، هذا أشبه بالتفرقة، لا يريد الأشخاص الاختلاط بسبب ألوانهم وهم لا يريدون مشاركة الأشخاص الآخرين لأنهم يظنون أنهم أفضل من الآخرين، يمكنني وضع الأمر بهذه الطريقة.

مشارك أول: إن كنت في مكان معين يوجد فيه البيض لا أشعر بأنني أدنى منهم، لكن إن كان

بيض البشرة في منطقة سوداء يشعرون بأنهم أدنى لأنهم ليسوا متأكدين من أننا حقاً متعاونون، بالنسبة إليهم لم يفكروا في تاريخهم في أننا قادرون على تشكيل شعب جيد.

مشارك ثاني: يجب أن نذكر أن سياسة التفرقة في جنوب أفريقيا كانت تعني شعبين منفصلين يعيشان معاً، تلك كانت النظرية، تندر مقابلة البيض والسود عبر حاجز اللون ومن تجربتي الشخصية يمكنني القول إن كنت أقابل شخصاً أسود اللون اجتماعياً هذا شيء نادر الحدوث وهو ليس شيئاً يمكنني فعله بسهولة، الآن اختلفت هذه الأمور نرى أشخاصاً يتشاركون بالتطلعات ذاتها ويتعرفون ببعضهم بعضاً ويعلم كلا الشعبين بوجود الكثير من الأشياء المشتركة بينهم وهي الوصول إلى حياة رغيدة في بلد واحد وهكذا نجد أنهم قادرون على التعاطي بشكل أفضل مع بعضهم بعضاً ولا وجود لأي تعامل عنصري، بل مجرد تعايش.

متحف سياسة التمييز العنصري

مشاركة ثانية: يمكنني أن أقول حول المتحف إنه يلفت أنظارنا، خصوصاً لشعب جنوب أفريقيا ولجميع الشعوب، ففي البداية كان السياح يتوافدون إلى هذا المتحف لكن يحضر الآن أهالي جنوب أفريقيا، العديد سمعوا بسياسة التمييز العنصري ولا يعرفون ما تكون بالضبط، يمكنني القول إن سياسة التمييز العنصري هي مصطلح إفريقي يعني التمييز أو التفرقة، هي تُظهر كيفية فصل الناس وكيف تم التعامل معهم خلال فترة تطبيق سياسة التمييز العنصري، مع حضور الناس إلى المتحف يتم توزيع بطاقتين؛ بطاقة يكتب عليها أبيض والأخرى يكتب عليها غير أبيض، هذا يعني حتى لو كان الشخص يُعتبر أبيض اللون، قد يُعطى بطاقة يكتب عليها غير أبيض، يبدأ الناس بطرح سؤال مثل لماذا أحصل على هذا البطاقة؟ أنا أبيض لون البشرة، هذا لإعطاء الشعور حول ما كان الوضع عليه ولإظهار انتهاء تلك الفترة الآن، حتى خلال دخولنا المتحف هناك قسم يدعى ردهة التصنيفات وهي تحوي كتباً حول الهويات والجوازات، هي تُظهر أنه خلال فترة سياسة التمييز تم استبعاد السود وكان بيض البشرة يعطون بطاقات هوية، إلا أن سود لون البشرة كانوا يعطون تصاريح وكان الكثير من السود يكرهون هذه التصاريح لأنها كانت كبيرة جداً وتتحكم بتحركاتهم، أينما كانوا يذهبون كانوا يحملونها وإذا شوهدوا دون التصاريح يزجون في السجن، بدأت سياسة التمييز العنصري عام 1948 تحديداً لكن كانت هناك عمليات تمييز عنصري قبل ذلك، كانت قبل ذلك تدعى التفرقة، عام 1948 استلم الحزب الوطني الحكم وحينها بدأ كل شيء، فرضوا مائة وخمسين قانونا لاضطهاد السود وسأشرح لكم فقط القوانين المكروهة بالشكل الأكبر لسياسة التمييز العنصري وهي قوانين المناطق المسموح بها وقانون التسجيل المدني، هذه تُظهر المقاومة لهذه القوانين التي تم تطبيقها، المقاومة الأولى عام 1952 تم تشكيل حملة دفاعية وبمعنى آخر كانوا يحاولون جعل جنوب أفريقيا غير قابلة لاستيعاب حكومة بتجاهل القوانين المائة وخمسين جميعها، على سبيل المثال بدأ الكثير من السود يتحركون دون حمل التصاريح، بدأوا بشرب الخمر بسبب منعها وهذا يعني أننا بصفتنا سوداً لا يمكننا تناول الكحول، لذا كان السود يشربون جعة محضرة في المنازل ندعوها نتومبوت، بدأ الكثير من سود البشرة يشربون ذاك الكحول وتم اعتقال الكثير من الأشخاص وفي نهاية اليوم امتلأت السجون جميعها ولم يتمكنوا من التحكم بهم وهذا كانت المقاومة الثانية في التاسع من آب/ أغسطس عام 1956 حين خرجت أكثر من عشرة آلاف امرأة في مسيرة أمام مبنى الحكومة، لم يردن حمل التصاريح وأردن الحصول على حقوق أكثر كنساء، عام 1956 تم اعتقال 156 قائداً سياسياً تم اتهامهم جميعاً بالخيانة وكان نيلسون مانديلا واحداً منهم، كانت تلك أطول فترة ثورة في جنوب أفريقيا لأنها دامت خمسة أعوام، كانت توجد عدة أحزاب في جنوب أفريقيا (إي إن سي) حزب سياسي الهيئة التشريعية الأفريقية الوطنية، الكثير من الناس حين ينظرون إلى هذا الحزب يظنون أنه حزب مسالم لذا أرادوا تشكيل حزب أقوى وهكذا أتى روبيرت سوبوكوي بفكرة تشكيل (بي إي سي) أو الهيئة التشريعية الشاملة لأفريقيا وتم تشكيلها عام 1959، حين ننظر إلى الهيئة التشريعية الوطنية نجدها حزباً مختلطاً، تقول الهيئة الوطنية إن الأرض تعود لمَن يعيش فيها إلا أن الهيئة الأفريقية الشاملة قالت هذا يستحيل، أفريقيا تعود للأفارقة ولهذا شكلوا الهيئة الأفريقية الشاملة، بعد ذلك نظرنا إلى ما فعلته هيئة أفريقيا الشاملة، في 12 من آذار/ مارس 1960 كانوا يظهرون مقاومة لقبول القوانين، نظم روبيرت سوبوكوي مسيرة في شابفيك، كان تجمعاً مسالماً جداً لكن رجال الشرطة أطلقوا النار وتوفى 69 شخصاً وأكثر من مائة وثمانون شخصاً تعرضوا لجراح، ثم أتى يوم المحاكمة الكبرى حين حُكِم على نيلسون مانديلا بالسجن مدى الحياة ثم نفي إلى جزيرة روبين وبقي 27 عاماً مسجوناً، سأخبركم الآن عن قاعة الإعدام السياسي، مع دخولنا في هذا القسم سنلاحظ وجود 131 مشنقة أو حبال متدلية في هذا القسم تدعى بالمشانق، 131 منها وعلى الجدار يوجد 131 اسماً تمثل جميع الأشخاص الذين ماتوا خلال فترة التمييز العنصري، بدأت أحكام الإعدام عام 1961 وانتهت عام 1989 وبعد ذلك الزنزانات المنفردة.. الحجز الانفرادي ويظهر كيف تعرّض الناس للتعذيب وكيف عانوا خلال فترة سياسة التمييز العنصري، في السابق إن كان الشخص موجوداً في سجن ويتسبب بالمتاعب للآخرين كانوا يؤخذون إلى حجز انفرادي في ذلك الوقت خلال فترة سياسة التمييز العنصري كانوا يعاقبون الناس وخصوصاً الثوريين.

مشاركة ثالثة: وما أود قوله هو أن 1948 يُنظر إليها كقمة سياسة التمييز العنصري وفي هذه الفترة حدث ما يدعى بالتفرقة العنصرية، نحن ننظر إلى التسلسل الطبقي للناس حين يتم تصنيفهم بناء على أعراقهم وألوان بشرتهم وجنسهم وديانتهم أيضاً، على قمة هذا التسلسل الطبقي ننظر إلى بيض البشرة وكونهم في قمة اللائحة، فكان هناك الإنجليز والأفارقة الملونون والهنود وفي نهاية اللائحة يوجد السود وهذا شعبي، في فترة سياسة التمييز العنصري حُرِم سود البشرة من حقوقهم في الحياة والتعلم، بالنسبة إلى المدارس خلال فترة سياسة التمييز العنصري لم تكن مدارس الطلاب السود في أوضاع جيدة، كانت تُبنى بشكل رديء وكان المدرسون يتلقون تعليماً رديئاً، معظمهم لم يكونوا مؤهلين للتعليم.

مشاركة رابعة: في عام 1976 أذكر أنني كنت في المدرسة، كنا ندرس العلوم الفيزيائية والرياضيات والحساب، خلال تلك الفترة حين كنا مشغولين بتعلم الإنجليزية هم غيّروا ذلك وقالوا غيّرنا تلك اللغة يجب أن نعلم اللغة الأفريقية، فقلنا يجب ألا ندرس اللغة الأفريقية لأننا لا نعرفها بشكل جيد، كانت الإنجليزية أفضل لنا، إلا أن اللغة الأفريقية كانت صعبة علينا لكنهم رفضوا حينئذ وقالوا إننا سنبدأ بتعليم اللغة الأفريقية وهناك بدأت المشكلة، بدأت قوة السود بالظهور وكان رجال الشرطة يضربوننا ويعذبوننا، أصبنا بأمراض كثيرة وتوفي الكثير من الناس في ذلك الوقت من جرائها، بعد إقفال المدرسة كان يفترض بي الذهاب مع أمي إلى المساكن وحينئذ لم يسمحوا لنا بدخول المنزل، كنت أنتظر خارج الحديقة لأزرع الزهور لهم.

مشاركة أولى: أخبرني والداي بأنهما حين كانا يعملان كان يجب عليهما تناول الطعام في صحون مختلفة وتناول طعام مختلف عن طعام البيض ويجب عليهما العمل بشكل إضافي دون تلقي أجر وتم استغلالهما في معظم الوقت، هذا ما كانا يخبراننا به، لكن قال لنا بعض الآباء حتى إذا حاربتم أيها الأطفال فأنتم لن تنجحوا لأن هذا العالم يعود للبيض، لكننا تحدينا ذلك وحاولنا بكل ما نملك محاربة سياسية التمييز العنصري.

مشاركة رابعة: إن ذهبنا إلى البلدة الساعة السادسة مساء كانوا يزجون بنا في السجن لأنه لا يسمح لنا بدخول بلدتهم في ذلك الوقت، كانت هناك مراحيض للسود ومراحيض للبيض وإن شوهد أسود بالمرحاض يزج به في السجن وفي محطات القطار كان يجب علينا أن نبقى في الجانب الأيسر وفي جانب البيض كان يكتب للبيض فقط ويجب علينا أن نلحق بالقطار، إن وجِدنا في قسم البيض كانوا يضربوننا خلال حركة القطار، كانوا يرمون بنا خارج القطار لأنه لا يجب علينا الذهاب إلى منطقة البيض، في ذلك الوقت لم نكن نعرف كيفية التصويت، كان البيض فقط يصوتون ونحن السود لم نصوّت في ذلك الوقت ولم نكن نعلم بشأن التصويت وكيفية فعله، كان يسمح التصويت ليس للسود بل للبيض فقط، ثم إذا ذهب الشخص لشراء الصحيفة سيزج بنا في السجن لأن رئيس العمل قال أنتم بقيتم في مكاني، مَن سمح لكم بقراءة الصحف؟ لنا الصحف فقط.

الأوضاع بعد انتهاء سياسة التمييز العنصري

التفرقة بين البشرة البيضاء والسوداء وصلت إلى حد التفرقة في الحصول على منزل، فبعد الديمقراطية يحق لنا الحصول على منازل والعيش في مناطق البيض.

مشاركة ثالثة: كنا نخشى بيض البشرة وكنا نمجّدهم ونكرّمهم، يقول أجدادنا الذين كانوا يعملون للبيض كانوا إن رأوا بيض البشرة من مسافة بعيدة كانوا يرفعون قبعاتهم ويحيون رؤساءهم، كان هذه يعتبر شرفاً كبيراً لهم، الآن الأمور مختلفة، البيض متساوون مع السود، أماكن السكن كانت متفرقة، كان هناك قانون للتفريق، في ظل هذه التفرقة لم يكن في وسعنا أن نعيش بيض البشرة والآن بعد عشر سنوات من الديمقراطية يحق لنا الحصول على منازل، حتى أنني أعيش في حي كله من البيض وهذا جيد جداً.

مشارك ثالث: ما من وجود لمناطق محددة للسود أو البيض، هناك حانات حتى الآن بالتأكيد حراساً لفرز الأشخاص ممَن يريدون وجودهم أو لا يريدون، نهاية قد يختلط الشخص مع مجموعات من البيض فقط أو الهنود فقط وبعض الأشخاص الآخرين من أعراق أخرى مستعدين للاحتفال معهم، لكن يود بالتأكيد حتى الآن نواد ومناطق حتى في ديربين تستخدم فيها سياسة فرز قبل الدخول ويقررون مَن يسمح له بالدخول ومَن لا يسمح له وعادة تكون مناطق فصل عرقية.

مشاركة ثالثة: رأينا التغيّرات الآن عن تلك الفترة، الآن يمكننا الذهاب إلى أي مكان في أي وقت، في السابق كانت تعد حالة طوارئ، لا أعلم فربّما كانت المشكلة موجودة لدينا لأنهم كانوا يطلقون علينا دوما اسم بدائيين، كانت الصفات السيئة دوماً تعود لسود البشرة لذا لا أفضل استخدام هذه الاصطلاحات وأعتبر نفسي أفريقية فحسب، كان الأفارقة هم الأشخاص السيئين جداً بالنسبة للبيض، لا أعلم إن كانوا يخشوننا أو ما كان السبب، لكن هذا أشبه باللصوص الذين سرقوا شيئاً ثميناً لذا لإخفاء الأفعال السيئة كان يجب عليهم فعل شيء ليتأكدوا من أن الأشخاص الذين يروننا يظنون أننا نحن الأشخاص السيؤون والبيض هم الأشخاص الجيدون دوماً.

مشاركة خامسة: هذا السلاح ذو حدين لدى كافة الأعراق والألوان.

مشاركة ثانية: أذكر ذاك اليوم بشكل جيد، 27 من نيسان/ أبريل 1994 أول تصويت ديمقراطي، أتعرف ماذا جرى؟ نشأنا وبعض الأشياء كانت تخفى عنا لكن كان الشعور هو السعادة الغامرة، حتى أنا كنت سعيدة لأنني أصوت للمرة الأولى، لم يكن يسمح للسود بالتصويت خلال فترة سياسة التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، كان ذلك الحق للبيض فقط، كان الكثير من السود سعداء لأنهم كانوا يصوتون للمرة الأولى، سمعت حول هذا الأمر في المذياع والتلفاز وفي نشرات الأخبار سمعت بأن الانتخابات كانت ستبدأ، أنا سعيدة لأنني شاركت في ذلك اليوم لأنني ذهبت كمراقبة لحزبي لذا كنت سعيدة جدا حول الأمر.

مشارك رابع: بعد عشرة أعوام من الديمقراطية يمكن رؤية الكثير من التغيّرات في جنوب أفريقيا، حيث أبسط ما يظهر هو عدم وجود علامات للتمييز في المراحيض للبيض وللسود أو الملونين والهنود هذه كلها اختفت وهكذا نجد سطحياً أن الديمقراطية كما نراها في بقية أرجاء العالم قد تحققت وهذا ما يمكننا رؤيته في هذا البلد اليوم، لأنه يمكن للمرء أن يعيش أينما شاء وليس مضطراً إلى أن يعيش في منطقة محددة بناء على عرقه أو لون بشرته، يمكن للمرء أن يعيش أينما شاء ويعمل أينما شاء وأن يتزوج مَن يشاء.

مشاركة ثانية: يمكنني القول إننا نملك وظائف الآن، الكثير من الناس يملكون وظائف، نحن متحررون ويمكننا أن نفعل أي شيء، بالنظر إلى المناطق الريفية الآن ما يشعرني بالسعادة وهو كان حلم الحكومة هو أنهم يذهبون إلى تلك المناطق النائية والقروية ليصغوا لمشكلات الناس وخبراتهم وما يريدونه والمنازل التي تبنى للناس، بالنسبة إليّ الأمر جيد جداً لأن الناس كانوا يعيشون في السابق في أكواخ أو غيتو لكنهم الآن يبنون المنازل للناس، هذه المنازل لن تتسع للجميع ستأخذ وقتاً، لكن بعض الأشياء يمكنني رؤية تغييرات فيها، هناك تغييرات حقاً لذا أنا سعيدة لما حدث في البلد، هي تعني شيئا بالنسبة إليّ.

.............................................................

1- معجم علم الاجتماع/ دينكن ميشيل

2- جابر عصفور/ موقع تنوير

3- منظمة العفو الدولية

4- منظمة الامم المتحدة

5- جريجوري رودريغز/ جريدة البينة العراقية

6- ويكيبيديا ، الموسوعة الحرة

7- الجزيرة الفضائية

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 18 حزيران/2007 -30/جمادي الأول/1428