الغرب يقسّم الدولة الفلسطينية قبل قيامها ويضع حماس في عزلة مطلقة

 شبكة النبأ: جاءت عملية فرض السيطرة الحماسية بالقوة على قطاع غزة خلال الايام الماضية كطلقة رحمة على جهود الوساطة بينها وبين حركة فتح لتلافي النزاع الدموي الذي وصل الى مستويات غير مسبوقة بين حلفاء الامس ورفاق السلاح.

ويظهر ان اسرائيل بمساعدة الغرب و(الاصدقاء) في المنطقة العربية قد نجحت في جر حركة حماس الى سجن كبير وفقير يمثله قطاع غزة لعزلها، ومن ثم التعامل مع حكومة جديدة (معتدلة) يقيمها الرئيس عباس، ويسارع الغرب وامريكا للاعتراف بها والتعامل معها وفك الحصار المالي والاقتصادي عنها.

ويبقى المدنيين في فلسطين هم الضحية الاولى والاخيرة حيث تصطف طوابير طويلة أمام محطات البنزين في قطاع غزة عقب تردد شائعات عن احتمال قطع اسرائيل الامدادات اليها بعدما سيطرت عليها حركة المقاومة الاسلامية حماس.

وقال قائد سيارة وهو ينظر لعشرات من السيارات تصطف أمام محطة بنزين في غزة، هل بدنا نرجع لعهد العربات التي تجرها الدواب.

وتسيطر على 1.5 مليون من سكان غزة مخاوف من تشديد الغرب الحظر الاقتصادي وتجدد أعمال العنف. بحسب رويترز.

وتقول أم رامي وهي ربة منزل وزوجة ضابط في قوات الامن الموالية لحركة فتح "احنا تدمرنا اولادي ابقيتهم في البيت لانني خائفة عليهم وامنعهم من الخروج.

ويعتمد اقتصاد غزة على اسرائيل بشكل شبه كاملة وتضيف ام رامي "حتى الهواء يأتي من اسرائيل.

واعلنت اسرائيل انها لا تنوي قطع الامدادات الغذائية والكهرباء والاحتياجات الانسانية الضرورية التي تسمح بمرورها عبر الطوق الامني الذي تضربه حول القطاع البالغ طوله 40 كيلومترا منذ انسحاب قواتها من هناك في عام 2005.

غير ان القتال بين حماس وفتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس زاد من قلق المواطنين.

وقال القصاب ابو شريف، لم ابع شيئا منذ الصباح. الناس خائفة من تجدد القتال وأهم من ذلك الناس ليس لديها مال. ليس هناك من يبيع او يشتري. وتابع، الشيء الذي يقلقنا اكثر ان الاوضاع ممكن ان تسوء اكثر.

واغلقت المعابر الرئيسية بين غزة وكل من اسرائيل ومصر ومن أهمها معبر كارني لنقل البضائع من اسرائيل وسط فوضى بشان من يتولى المسؤولية. وترفض اسرائيل اجراء اي اتصال مع حماس حتى تنبذ العنف ضدها.

وقال مسؤولو المعونة التابعين للامم المتحدة انه يوجد في غزة امدادات غذائية تكفي عدة اسابيع ويعتمد عدد كبير من سكان القطاع على المعونة.

فرار المئات من غزة وخطر امتداد العنف الى الضفة

وفي سياق متصل فرّ مئات الفلسطينيين من غزة التي سيطرت عليها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) برا وبحرا في حين هددت حماس بنقل معركتها ضد قوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى الضفة الغربية.

وينتظر ان يقوم عباس الذي يتزعم حركة فتح بتنصيب حكومة طوارئ في الساعة الواحدة ظهرا (1000 بتوقيت جرينتش) يوم الاحد فيما من شأنه انهاء الحظر الذي تقوده الولايات المتحدة على المساعدات. بحسب رويترز.

وقال مسؤولون ان رئيس الوزراء المكلف سلام فياض اختار 14 وزيرا لحكومته. وتقول حماس ان تعيين مجلس وزراء يرقى الى انقلاب.

وقال ايهود اولمرت رئيس وزراء اسرائيل ان حكومة الطواريء الفلسطينية الجديدة يمكن ان تكون شريكة في مفاوضات للسلام من اجل احلال السلام.

واضاف ان الوضع الراهن، يمثل فرصة لم تتوفر منذ فترة طويلة.. وهذا يفتح فرصا.

وقال اولمرت ان الوضع في الاراضي الفلسطينية أصبح اكثر وضوحا وانه سيكون مفيدا للفلسطينيين لان حماس لم تعد طرفا في الحكومة.

وأقال عباس حكومة الوحدة بقيادة حماس بعد أن أخرجت قوات حماس حركة فتح من قطاع غزة وبدأت في فرض نظام جديد واجراء تعيينات أمنية مهمة.

وقال سامي ابو زهري المسؤول في حماس ان 150 من انصار حماس خطفوا في الضفة الغربية المحتلة فيما وصفه بانه ارهاب حقيقي من قبل قوات فتح هناك.

وأضاف، لن نقف مكتوفي الايدي على الجرائم في الضفة الغربية وسنقوم بكل الخطوات لمنع هذه الجرائم.

وقال القنصل العام الامريكي الذي يتولى العلاقات مع الفلسطينيين ان واشنطن سترفع حظرا على المساعدات المالية المباشرة لحكومة الطواريء الجديدة مما يمهد الطريق امام الاتحاد الاوروبي واسرائيل كي يحذوان حذوها.

وقال جاكوب والاس لرويترز بعد اجتماع مع عباس في مقره في مدينة رام الله بالضفة الغربية، لن تكون هناك اي عقبات .. اقتصاديا وسياسيا.. فيما يتعلق بالانخراط مرة اخرى مع هذه الحكومة. نعم سيحظون (حكومة الطوارئ) بدعم كامل.

وأعربت لجنة الوساطة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط والتي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة عن دعمها لعباس وقلقها بشأن الاوضاع الانسانية في غزة لكنها لم تقل ما اذا كانت ستخفف حظرها على المساعدات المباشرة للسلطة الفلسطينية التي يسيطر عليها عباس.

ورغم ان المسافة التي تفصل غزة عن الضفة الغربية الاكبر حجما تبلغ حوالي 45 كيلومتر وبينهما اسرائيل الا انهما سيعملان الان على ما يبدو كمنطقتين منفصلتين.

وقال صائب عريقات احد معاوني عباس ان غزة اصبحت مع الاسف خارج سيطرة السلطة الفلسطينية في هذه المرحلة.

وقالت حماس انها لن تسعى لاقامة دولة في قطاع غزة حيث يعيش 5 ر1 مليون شخص في القطاع الساحلي الذي يمتد لمسافة 40 كيلومتر.

وفرضت القوى الغربية حظرا على المساعدات بعد وصول حماس الى السلطة في مارس اذار 2006 لانها رفضت الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام المؤقتة.

وقال مسؤولون فلسطينيون ان اسرائيل ومصر سمحتا لمئات من انصار فتح بالسفر الى الضفة الغربية. وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان اسرائيل سمحت لاشخاص بمغادرة غزة الى الضفة الغربية على اساس حالة بحالة لكن الحدود أغلقت في وقت لاحق.

وقال شادي وهو مقاتل من حركة فتح التي يتزعمها عباس بعد فراره من غزة الى الضفة الغربية المحتلة من خلال نقطة عبور اسرائيلية "لن اعيش في دولة تديرها حماس."

واقتحم نحو 50 من مسلحي فتح و200 محتج اخر مبنى البرلمان الفلسطيني في رام الله. وقال شهود ان هؤلاء النشطاء اخذوا نائب رئيس البرلمان المؤيد لحماس وسحبوه الى خارج المبنى. ولم يصب بأذى.

وفي الخليل بالضفة الغربية اقتحم نشطاء من كتائب شهداء الاقصى التابعة لفتح مكاتب حكومية واقاموا نقاط تفتيش بحثا عن اعضاء حماس.

ويخشى كثيرون من انصار فتح في غزة من عمليات انتقامية من حماس. وقالت ام رامي التي يشغل زوجها منصب عقيد في قوات الامن الوطني التي تهيمن عليها فتح، اصبحنا مدمرين..اشعر بالضياع.

الدول العربية تدعم عباس وتشكل لجنة تقصي حقائق

وكان وزراء الخارجية العرب قد طلبوا خلال اجتماعهم الطارئ في القاهرة الفصائل الفلسطينية  المتناحرة وقف الاقتتال وإعادة الوضع إلى ما كان عليه في القطاع قبيل المواجهات الأخيرة بين حركتي فتح وحماس التي أعلنت بسط كامل سيطرتها على غزة.

كما أعلن الوزراء تشكيل لجنة تقصي حقائق ما جرى في غزة وإصدار تقرير في هذا الشأن في غضون شهر.

وقال وزراء الخارجية في بيان، عقب اجتماع عقد في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، إنهم يطالبون بمنع، أي أعمال عنف في الضفة الغربية والحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة وضرورة توجيه الطاقات الفلسطينية لإنهاء الاحتلال.

ويعتبر القرار إعلاناً للثقة بعباس الذي قال القرار انه ممثل الشرعية الفلسطينية. لكن القرار نص أيضاً على، احترام المؤسسات الشرعية الفلسطينية المنبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية بما في ذلك المجلس التشريعي المنتخب. ولحماس الأغلبية في المجلس.

وقال الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، في مؤتمر صحفي عقد بعد الاجتماع، نحن نؤيد الرئيس عباس ونحن نؤيد المجلس التشريعي المنتخب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 18 حزيران/2007 -30/جمادي الأول/1428