منهجة الاسلام في بريطانيا سلاح ذو حدين

 شبكة النبأ: التفاعلات الارهابية التي تسيئ للاسلام والمسلمين تتصدر الواجهة العالمية فالرؤية الاسلامية من وجهة نظر تكفيرية متطرفة التي تتخذ من العنف والدماء والغاء الآخر طريقا للتشويه والتزييف اخذت بعدا صارخا وجامحا في مختلف دول العالم. وحملات الكراهية المتبادلة في الغرب اصبحت ظاهرة مرعبة تؤرق حياة المسلمين في الغرب. ولا شك ان الدول الغربية مسؤولة بشكل ما عن هذه الحالة لعدم توضيحها للفرق بين المعتدلين المسلمين والمتطرفين. خصوصا ان المبادرات الاستشراقية على طول القرون الاخيرة حملت بصمات التشويه المتعمد الذي هدف الى توصيل صورة سيئة عن الاسلام الى الرأي العام الغربي.

فقد أعلنت بريطانيا مبادرة جديدة لتطوير الدراسات الاسلامية في محاولة لازالة مخاوف من التطرف لكنها لم تخصص سوى مليون جنيه استرليني اضافية (مليوني دولار) لتمويل المبادرة. بحسب رويترز.

ويأتي الدعم المالي البسيط نسبيا في أعقاب مراجعة لمناهج الدراسات الاسلامية الجامعية خلصت الى أن غالبية المناهج لا تواكب العصر أو تركز على تفسيرات متزمتة للاسلام.

كما يأتي وسط تزايد التوتر بين بريطانيا ومسلميها البالغ عددهم 1.7 مليون وبخاصة منذ الهجمات الانتحارية التي شنها في السابع من يوليو تموز عام 2005 شبان مسلمون بريطانيون على نظام المواصلات في لندن وراح ضحيتها 52 شخصا.

والان سيصنف الموضوع على أنه هام بدرجة استراتيجية مع تأكيد على كيفية تدريسه ومن سيقوم بذلك وتشجيع طائفة أوسع من الطلاب بمن فيهم مزيد من المسلمين على دراسته.

وقالت ادارة التعليم في بيان: هذا سيسهم في المقابل في منع التطرف العنيف باسم الاسلام وسيحسن الترابط الاجتماعي.

واضافت، من المهم أن تكون دراسة الدراسات الاسلامية في اطار التعليم العالي مواكبة للعصر وأن تركز على الموضوعات ذات الصلة.

وتأتي المبادرة في أعقاب تقرير أعدته لجنة حكومية خلص الى أن تدريس الدراسات الاسلامية في المرحلة الجامعية عادة ما يركز أكثر مما ينبغي على الشرق الاوسط بينما يتجاهل واقع الاسلام في بريطانيا الحديثة.

دعم الاسلام المعتدل

وخلال حديثه الى مؤتمر دولي عن الاسلام والمسلمين في لندن أشار رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى الحاجة الى زيادة الاهتمام بالدراسات الاسلامية قائلا ان الصوت الحقيقي للاسلام بحاجة لأن يسمع.

وقال بلير، هناك اهتمام وشغف لدى كل قطاعات المجتمع لمعرفة المزيد عن الاسلام بكل أوجه تنوعه.. هذا لايعني.. وأكرر لا يعني .. مساواة الاهتمام بالاسلام بالخوف من التطرف. ولكن هذا يوضح جزئيا الرغبة في معرفة الدوافع التي تحرك مجتمعاتنا المسلمة.

ورحب المسؤولون الجامعيون بمبادرة الحكومة لكنهم حذروا من أن أي تغييرات في المناهج يجب أن تضمن بقاء المنطق الفكري النقدي.

وقال دروموند بون رئيس منظمة جامعات بريطانيا التي تضم المسؤولين عن الجامعات، من المهم أن تتبع كل قواعد السلوك اجراءات الجودة الطبيعية.

كما رحبت مؤسسة رمضان وهي منظمة شباب اسلامية غير سياسية بحذر بالمبادرة وبخطاب بلير لكنها حذرت من أن الكلمات وحدها لن تكون كافية.

وقال محمد شفيق المتحدث باسم الجماعة، الحكومة ماهرة جدا في الاعلان عن الاشياء ... لكن عندما يأتي الامر الى الجوهر عادة ما لا يكون هناك الكثير.

واضاف، يجب عليك تقييم رئيس الوزراء بناء على سجله والحقيقة أن حكومته قدمت الكثير من التشريعات التي تضمنت تمييزا ضد المسلمين، وما فعله في العراق وأفغانستان زاد من وطأة الارهاب.

وقال بلير ان بريطانيا ستزيد من الاموال المخصصة للمساعدة على تدريب ائمة معتدلين في الجامعات وتشجيع الاسلام المعتدل. بحسب فرانس برس.

واضاف امام مؤتمر اسلامي في لندن قائلا، ان المسألة الاهم للمساعدة على مكافحة التطرف هو حل النزاع الاسرائيلي- الفلسطينيي.

وشدد أمام مجموعة من رجال الدين المسلمين والاكاديميين بان اجتياح العراق وافغانستان لا علاقة لهما بالدين.

وقال في خطابه ان اصوات التطرف لا تمثل الاسلام كما ان استخدام التعذيب لإرغام الناس على اعتناق المسيحية في الازمنة الغابرة لم يكن يمثل تعاليم المسيح الفعلية.

وردا على اسئلة قال بلير ان استمرار النزاع الفلسطيني- الاسرائيلي يشكل سببا رئيسيا يغذي التطرف الاسلامي، وقال، انها المسألة الاهم برأيي لازالت سوء التفاهم وحرمان المتطرفين من الذريعة التي يستغلونها.

وتزامنت تعليقات بلير مع نشر تقرير اعده الاكاديمي عطاالله صديقي الذي حذر خصوصا من ان الكثير من مقررات الدراسات الاسلامية في الجامعة لا تعكس حقيقة حياة المسلمين في بريطانيا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 15 حزيران/2007 -27/جمادي الأول/1428