![](image/36.jpg)
شبكة النبأ: قالت مصادر ان الحكومة
العراقية تعتزم بناء مرقد سامراء في الاسبوع القادم حيث تتم
الاستعدادات لذلك خصوصا ان موقف المالكي اصبح ضعيفا في الشارع العراقي
حيث تعرض لانتقادات شديدة من قبل المرجعيات الدينية والاحزاب ومختلف
المنظمات.
فقد فجر مسلحون تكفيريون يشتبه في انتمائهم الى تنظيم القاعدة يوم
الأربعاء مئذنتي مرقد الامامين العسكريين عليهما السلام في مدينة
سامراء العراقية كان هدفا لهجوم في العام الماضي تسبب في موجة من أعمال
العنف الطائفية.
وخوفا من حدوث المزيد من اراقة الدماء فرضت الحكومة حظر التجول في
بغداد لمدة ثلاثة أيام بينما دعا زعماء سياسيون ودينيون من الشيعة
والسنة اتباعهم الى الهدوء. بحسب رويترز.
وخيم جو كئيب على العاصمة العراقية وسارع السكان بالعودة الى
منازلهم قبل بداية حظر التجول. وخلت الشوارع الى حد كبير باستثناء
دوريات الشرطة والجيش العراقيين.
وقال مسؤولون أمريكيون ان رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي وزعماء
عراقيين اخرين التقوا بالجنرال ديفيد بتريوس أكبر قائد عسكري أمريكي في
العراق والسفير الامريكي ريان كروكر حيث اتفقوا على خطوات سياسية
وعسكرية تهدف "لتعزيز ضبط النفس".
وقال المتحدث العسكري الامريكي البريجادير جنرال كيفين بيرجنر ان
المالكي أمر بإرسال كتيبة عراقية اضافية الى سامراء في الوقت الذي سعى
فيه محققون لتحديد كيفية نجاح المفجرين في تكرار الهجوم فيما يبدو الذي
وقع في 22 فبراير شباط عام 2006 على المسجد الذهبي الذي يضم مرقد
الامام العسكري وأدى الى تدمير قبته الذهبية.
وكان ذلك الهجوم نقطة تحول في العراق حيث فجر التوتر بين الشيعة
والسنة العرب وأوقع الطائفتين في دائرة من العنف قتل فيها عشرات الآلاف
واضطر أكثر من مليوني عراقي إلى الفرار من البلاد.
وكثيرا ما أعرب الزعماء العراقيون عن مخاوفهم من ان تكرار هجوم 2006
هو أمر يمكن أن يؤدي الى حرب أهلية طائفية شاملة.
وذكرت وزارة الخارجية الامريكية أن واشنطن يساورها القلق من الآثار
المحتملة لهجوم يوم الأربعاء "بين الجماعات المختلفة داخل العراق".
ودعا بتريوس وكروكر العراقيين في بيان مشترك "الى رفض هذه الدعوة الى
العنف".
وجاء في البيان "الهجوم الوحشي على واحد من أقدس المزارات في العراق
محاولة متعمدة من تنظيم القاعدة لبذر الفرقة واشعال الصراع الطائفي بين
شعب العراق. انه عمل يائس."
كما حمل المالكي في كلمة بثها التلفزيون تنظيم القاعدة المسؤولية عن
الهجوم ودعا العراقيين للوقوف صفا واحدا. وقال انه أمر باعتقال كل
أفراد الشرطة الذين كانوا يحرسون المسجد وذكر مكتبه أنه زار الموقع.
ويأتي الهجوم في وقت عصيب للسياسة العراقية حيث تتعرض حكومة المالكي
لضغط متزايد لدفعها الى التحرك بسرعة أكبر لسن قوانين رئيسية يأمل
مسؤولون أمريكيون أن تشجع العرب السنة على مزيد من المشاركة في العملية
السياسية وأن تقوض خطط المسلحين.
لكن لم يتحقق تقدم يذكر وهناك مؤشرات على فتور عملية أمنية عراقية
امريكية كبيرة في بغداد تهدف لكسب الوقت لحكومة المالكي.
ودعا التيار الصدري وهو التكتل السياسي الموالي لرجل الدين الشيعي
مقتدى الصدر الذي تتهم ميليشيا جيش المهدي الموالية له باذكاء العنف
أتباعه الى التزام الهدوء لكنه ذكر أنه علق مشاركته في البرلمان
احتجاجا على تفجير المسجد في سامراء.
ولم ترد تقارير عن سقوط جرحى في الهجوم على المسجد في سامراء الذي
أدى الى تهدم مئذنتيه اللتين يبلغ ارتفاع كل منهما 36 مترا. وكان
المسجد مغلقا منذ عام 2006 بسبب خلافات بين الشيعة والسنة على اعادة
بنائه.
وقال الجيش الامريكي نقلا عن الشرطة في الموقع ان المئذنتين دمرتا
في تفجيرين متزامنين تقريبا سمع دويهما قادما من داخل مجمع المسجد.
ودعا المرجع الشيعي الاعلى في العراق اية الله علي السيستاني الشيعة
الى الامتناع عن شن هجمات انتقامية على السنة العرب.
وصف طارق الهاشمي النائب السني للرئيس العراقي هجوم يوم الاربعاء
بأنه " محاولة يائسة أخرى لضرب وحدة ولحمة الشعب العراقي" تهدف الى
"اعادة الاحداث السوداء التي شهدها العراق" العام الماضي.
ومرقد الامامين العسكريين عليهما السلام واحد من أهم اربعة مزارات
للشيعية في العراق. وتقع سامراء شمالي بغداد وتقطنها اغلبية سنية. وتقع
المزارات المهمة الاخرى في مدينتي النجف وكربلاء وتقطنهما غالبية شيعية
وفي حي الكاظمية في بغداد وتقطنه اغلبية شيعية ايضا.
وقال البيت الأبيض إن الهجوم الذي استهدف مزارا شيعيا مهما في مدينة
سامراء العراقية يوم الأربعاء يحمل بصمات القاعدة وإن الهدف منه فيما
يبدو هو تأجيج موجة جديدة من العنف الطائفي. بحسب رويترز.
وقال توني سنو المتحدث باسم البيت الأبيض "إنه يحمل كل بصمات
القاعدة بمعنى أنه يبدو بوضوح محاولة لتأجيج التوتر الطائفي." لكن سنو
اضاف "من الصعب الى حد ما الجزم بشيء." وقال "البعض يحاول مرة أخرى
استخدام هذا الموقع المقدس كمكان لمحاولة .. أو نسف الديمقراطية
العراقية بمعنى الكلمة.. ما نأمله هو ألا تندلع موجة جديدة (من
العنف)." وقال سنو للصحفيين "أمامنا الآن تحد حقيقي."
وأضاف سنو الذي كان يتحدث بعد قليل من الهجوم أن "الجميع سيكونون
على أهبة الاستعداد لمحاولة التأكيد ليس فقط على أن إجراءات الشرطة
والجيش تجري على قدم وساق ولكن أيضا استخدام الدبلوماسية واستخدام
اللاعبين الأساسيين داخل العراق للتحرك بقوة ضد أولئك الذين قد يفكروا
في الانخراط في أعمال العنف الطائفي."
توقعات بعملية أمنية كبيرة في
سامراء
هذا وقال مصدر في مكتب رئيس الوزراء الخميس إن نوري المالكي تفقد
خلال زيارته إلى سامراء الأضرار التي لحقت بمرقدي الإمامين علي الهادي
والحسن العسكري جراء تفجير مئذنتيهما الأربعاء، فيما توقع مسؤول أمني
كبير بدء عمليات أمنية واسعة في المدينة.
وأفاد المصدر لوكالة ( أصوات العراق) أن المالكي "حرص على أن يزور
المرقدين، عصر الأربعاء، ليقف بنفسه على حجم الأضرار التي أوقعها
التفجير الآثم الذي إستهدفهما."
وكان المالكي حذر ، الاربعاء ، من استخدام حادثة تفجير مئذنتي مرقدي
الإمامين العسكريين "لأغراض سياسية... بهدف الإساءة إلى حكومة الوحدة
الوطنية" ،قائلا إنها جاءت "قبل ثلاثة أيام من تحرك أمني باتجاه تأمين
طريق ومدينة سامراء، وبعد النجاحات التي حققتها المصالحة الوطنية
وعملية فرض القانون." وأعلن المالكي عن تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات
حادث التفجير، وقرر إحتجاز المسؤولين عن حماية المرقد "للتحقيق معهم...
والوصول إلى خيوط الجريمة."
ودعا رئيس الوزراء، في كلمة وجهها أمس عبر شاشات التلفزة، العراقيين
إلى "ضبط النفس... وتوجيه رد الفعل، العنيف تحديدا، ضد عناصر القاعدة
والإرهابيين الذين يستهدفون العراقيين" ، معتبرا أن العملية التي
استهدفت للمرة الثانية مرقد الإمامين العسكريين "امتداد للمساعي
الخبيثة لإيقاع الفتنة بين المواطنين، وإيجاد شرخ في الوحدة الوطنية."
وقال المالكي إن العملية "وقعت قبل يومين من البدء في خطة إعمار
المرقدين المقدسين بسامراء" ، متهما "تنظيم القاعدة والصداميين" بتفجير
المئذنتين .
وكان مجهولون فجروا قبتي الضريحين في العام الماضي، ما أدى إلى
تدميرهما بالكامل... وأشعل عمليات عنف طائفية في أنحاء عديدة من
البلاد، خاصة في بغداد .
من جهته، قال المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية العراقية اللواء عبد
الكريم خلف إن هناك "قرارا اتخذ من أعلى الجهات في الدولة العراقية
بإستئصال الإرهاب في سامراء والمناطق المحيطة بها."
وأضاف " أرسلت أفضل قوات وزارتي الداخلية والدفاع إلى المكان... ومن
المتوقع أن يتم اليوم تكامل هذه القوات، والبدء بعملية أمنية كبيرة في
سامراء."
وأردف خلف قائلا "المعلومات التي جمعناها عن هذه الزمر الإرهابية
كافية جدا لاستهدافهم، وأيضا إلقاء القبض عليهم." وذكر المتحدث الرسمي
لوزارة الداخلية أن رئيس الوزراء نوري المالكي شكل خلية لإدارة الأزمة،
وإنها عقدت أول اجتماع لها برئاسته وعضوية وزيري الدفاع والدخلية .
وأضاف "الخلية باشرت عملها بزيارة المكان (سامراء)، الأربعاء، من دولة
الرئيس ( المالكي) ووزيري الداخلية والدفاع."
وكشف خلف عن تشكيل "هيئة تحقيقية" لفك غموض ملابسات الحادث،
بالإضافة إلى "خلية الأزمة" التي يرأسها رئيس الوزراء، وقال إن هناك
"هيئة تحقيقية كبيرة جدا شكلت برئاسة السيد رئيس أركان الجيش وعضوية
ضباط كبار من وزارة الداخلية والدفاع والأجهزة الأمنية الأخرى،
وبمتابعة من أعلى الجهات في الدولة." وأشار إلى أن الهيئة التحقيقية
"توصلت إلى أن المرقد تم استهدافه بوسائل تفجيرية أضرت بالمئذنتين، في
الساعة التاسعة والربع" من صباح الأربعاء . وأضاف "لكن الطريقة وكيفية
الاستهداف... هذا ما ستكشفه اللجان التحقيقية لاحقا" ، مشددا على أن
الهيئة التحقيقية "ستتعامل بشدة في حالة اكتشاف وقوع تقصير من قبل
القوات الأمنية التي كانت تحرس المكان."
كما أدان الرئيس الايراني تفجيرا استهدف المسجد الذهبي في العراق
يوم الاربعاء وبدا أنه يحمل القوات الامريكية المسؤولية.
وعادة ما تقول إيران إن الوجود الامريكي في العراق يؤجج العنف هناك
وطالب بمغادرة القوات الامريكية البلاد.
وذكر التلفزيون الايراني أن الرئيس محمود احمدي نجاد أدان الهجوم
وأشار أيضا الى "المحتلين" ويعني الولايات المتحدة والقوى الغربية
الاخرى.
ونقل التلفزيون عن أحمدي نجاد قوله "أنتم بمساندتكم لهذه الاعمال
تصعبون الوضع على انفسكم."
ومن جانبها تتهم الولايات المتحدة ايران بزعزعة الاستقرار في العراق
بمساندتها مسلحين شيعة هناك.
تفجير مرقد الإمام علي بن موسى
الكاظم شمال بعقوبة
قال مصدر مسؤول في الشرطة العراقية الخميس إن مسلحين مجهولين فجروا
مرقد الإمام علي بن موسى الكاظم شمال مدينة بعقوبة بمحافظة ديالى
الليلة الماضية.
وأوضح المصدر الأمني لوكالة ( أصوات العراق) أن مسلحين مجهولين
"فجروا، ليل أمس الأربعاء، مرقد الإمام (علي كمال الدين بن الإمام موسى
الكاظم) في قرية الثعيلب (10 كم) شمال قضاء الخالص."
وأضاف "قام المسلحون، الذين كانوا يستقلون عددا من السيارات وفق
رواية الشهود، بتطويق المرقد... ثم زرعوا فيه عبوات ناسفة شديدة
الإنفجار، وقاموا بتفجيرها... ما أسفر عن إنهيار كامل للقبة والأجزاء
المحاذية للمرقد."
ولم يعرف ما إذا كان هناك ضحايا سقطوا جراء التفجير أم لا، أو مصير
أفراد الحماية... حيث لم يقدم المصدر أي تفاصيل أخرى عن الحادث، مكتفيا
بالإشارة إلى أن المسلحين "لاذوا بالفرار بعد التفجير إلى جهة مجهولة."
ويقع قضاء الخالص، التابع لمحافظة ديالى، على مسافة (60 كم) إلى
الشمال الشرقي من العاصمة بغداد . |