
شبكة النبأ: استنكر المرجع الديني
سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله تكرار
الإعتداء الغاشم على المراقد الطاهرة للإمامين العسكريين عليهما السلام
والذي ارتكبته زمرة التكفير والشر، أعداء الإسلام والإنسانية وأهل
البيت عليهم السلام صباح يوم الأربعاء الموافق 27/شهر جمادى الأولى/عام
1428 للهجرة، جاء ذلك في بيان اصدره سماحته. كما مكتب سماحته بيانا
طالب فيه من الجميع تحمل مسئولياتهم وقيام الحكومة العراقية بتطهير
مدينة سامراء المشرفة والطرق المؤدية إليها من الإرهابيين، وقيام مجلس
النواب بإصدار تشريع ملزم للحكومة بالبدء بالإعمار فوراً. كما طالب
البيان بالضغط على الحكومات والمنظمات العالمية كالأمم المتحدة
واليونسكو. كما طالب الأقلية المذهبية في العراق أن تتصرف بالحكمة التي
أمر الله تعالى بها وأن لا تقع ضحية لسياسات بعض من لا يفكّرون إلاّ
بكراسيهم.
وفي مايلي نص بيان المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق
الحسيني الشيرازي دام ظله:
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى
اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) صدق
الله العلي العظيم
وتعود ـ هذا اليوم ـ الأيدي الأثيمة لهدم المنائر الرفيعة لمراقد
أئمة المسلمين الإمام علي بن محمد الهادي والإمام الحسن بن علي العسكري
عليهما السلام.
تلك المنائر الشامخة التي طالما انطلقت منها كلمة التوحيد (أشهد أن
لا اله الا الله) لتدوي في الفضاء أن لا اله الا الله الواحد الأحد
والتي هي رمز وحدة الإيمان واتحاد المسلمين.
إن هذه الممارسات البغيضة واللاإنسانية لن تثني (باذن الله تعالى)
المؤمنين من مواصلة الدرب الذي بدأه رسول الله صلى الله عليه وآله
واستمر عليه أهل بيته الأطهار عليهم السلام واتبعه شيعتهما الكرام عبر
حقب التاريخ الحالكة رغم كل المآسي والمشكلات بل سوف تزيدهم عزيمة
ومضاءً.
إنني إذ أرفع إلى مقام سيدنا ومولانا بقية الله الإمام المهدي
الموعود، (معزّ الأولياء ومذلّ الأعداء) صلى الله عليه وعجّل فرجه
الشريف، العزاء بهذه الفاجعة الموجعة في أيام ذكرى استشهاد أمّه
العظيمة سيدة نساء العالمين مولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها.
أسأل الله المنتقم أن يعجّل في الانتقام من الظالمين وينصر المؤمنين
وهو القادر الغالب القاهر.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وإنّا لله وإنّا إليه
راجعون
27/جمادى الأولى/1428 للهجرة
صادق الشيرازي
وفيما يلي بيان مكتب المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد
صادق الحسيني الشيرازي دام ظله بمناسبة تكرار العدوان الآثم على الروضة
العسكرية المطهّرة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين،
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
مرّة أخرى ينتهك أعداء الإسلام حرمات الله تعالى وحرمات أوليائه
عليهم السلام بالتفجير الآثم لمنارتي المرقد الطاهر للإمامين علي بن
محمد الهادي والحسن بن علي العسكري عليهما السلام.
إن على الجميع أن يتحمّلوا مسئولياتهم في هذا المجال:
فيجب على الحكومة العراقية تطهير مدينة سامراء المشرفة والطرق
المؤدية إليها من الإرهابيين.
وعلى مجلس النواب إصدار تشريع ملزم للحكومة بالبدء بالإعمار فوراً.
والمسؤولية الكبرى بالنسبة لأهل العلم الكرام القيام بواجبهم في
توجيه الجماهير إلى واجباتهم الدينية تجاه أهل البيت عليهم السلام،
والضغط على المسؤولين للتسريع في عملية التحصين والإعمار.
وعلى الإعلاميين الجهر بمواصلة الظلامات لأهل البيت عليهم السلام،
وإيجاد رأي عام إسلامي وعالمي للدفاع عن المقدسات الإسلامية العظيمة.
وعلى المؤمنين والمؤمنات كافة نصرة أهل البيت عليهم السلام عبر ما
يملكون من مواهب وقدرات، فالمثقف بثقافته، والفنان بفنّه، والكاتب
بقلمه، والخطيب بلسانه، والثري بماله، والسياسي بمنصبه، والدبلوماسي
بعلاقاته، والحقوقي عبر منظمات حقوق الإنسان والدفاع عن حرية المعتقد،
والمعمار عبر مؤسسات حفظ التراث، والجماهير بالمظاهرات والإعتصامات
والبرقيات ونحوها، فالجميع مسؤولون بالتصدي والقيام والمطالبة ببناء
المراقد الطاهرة في سامراء وكذا مراقد أئمة البقيع عليهم السلام. وعلى
الجميع أن يقيموا المجالس والندوات والمؤتمرات حول ذلك.
كما يلزم الضغط على الحكومات والمنظمات العالمية كالأمم المتحدة
واليونسكو وغيرها لتتحرك في هذا الإتجاه، فإنه ماضاع حق وراءه مطالب.
وعلى الأقلية المذهبية في العراق أن تتصرف بالحكمة التي أمر الله
تعالى بها وأن لا تقع ضحية لسياسات بعض من لا يفكّرون إلاّ بكراسيهم،
وهم مستعدون لترك من إنخدع بهم يحترقون في النار التي أشعلوها جراء
بقائهم على عروشهم «كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ
اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ» سورة الحشر:
الآية16.
وسيكون التاريخ شاهداً على أن أعداء الإسلام والمسلمين يريدون أن
يتابعوا في إطفاء نور الله تعالى بإطفاء نور أوليائه عليهم السلام، وقد
قاموا بكل ما استطاعوا من طاقة في سبيل ذلك، فقد هدموا قبر الإمام
الحسين عليه السلام مرات متعددة، وهدموا أكثر من مرة قبور أئمة البقيع
عليهم السلام، وأحرقوا حرم الإمامين الكاظمين عليهما السلام، وقصفوا
قبة الإمام الرضا عليه السلام وقبة أبي الفضل العباس عليه السلام،
وكذلك أحرقوا ضريح العسكريين عليهما السلام من قبل، كما أحرقوا دار
الإمام الصادق عليه السلام وخيام الإمام الحسين عليه السلام، وفجروا
زوارهم ومثّلوا بهم، في قضايا يندى لها جبين التاريخ، ولكن «يَأْبَى
اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ» سورة
التوبة: الآية32، فنشاهد أن نور الله تعالى وطريقة أوليائه أهل البيت
عليهم السلام لا تزداد إلا علواً وارتفاعاً وانتشاراً، والأمّة
الإسلامية بكافّة قطاعاتها تستنكر بشدّة هذه الممارسات الحاقدة
والظالمة.
والمسؤول أن يكشف الله تعالى الغمة عن الأمة، وأن يقيض من المؤمنين
من يعمرون الأضرحة المباركة والمنائر والقبة النوراء في البقيع وسامراء
المشرفتين، وأن يعجل في تنجيز وعده كما قال سبحانه: «وَعَدَ اللهُ
الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن
قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا
يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ
الْفَاسِقُونَ» سورة النور: الآية55.
27/ جمادى الأولى/ 1428للهجرة
مكتب المرجع الديني سماحة آية الله العظمى
السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله
قم المقدسة |