
شبكة النبأ: اقدم الوهابيون المجرمون
والبعثيون على تنفيذ جريمتهم الثانية المفجعة، وقاموا بتفجير المنارتين
للمرقدين المطهرين للامام على الهادي والحسن العسكري عليهما السلام،
وذلك في صبيحة هذا اليوم الاربعاء في تمام الساعة التاسعة، وقد كشف
موقع " نهرين نت " سابقا عن تقارير خطيرة لفتاوى جديدة لعلماء الوهابية
في السعودين امثال الحربي وابن جبرين والعمر وغيرهم تدعو الى تفجير
ماتبقي من المرقدين المطهرين والذي تم تفجيره في الثاني والعشرين من
فبراير شباط 2006. وللاسف تحرك تلك التقارير التي تناقلتها الصحافة
العراقية والعربية وحتى خطباء الجمعة ساكنا ولم تكترث بها الحكومة.
كما ان موقع نهرين نت كان قد كشف قبل شهرين عن معلومات خاصة بشان
الانفجار الكبير الذي حدث بالقرب من المرقدين الطاهرين ضمن عملية واسعة
للارهابيين الوهابيين والبعثيين انذاك في سامراء قتلوا فيها اربعين من
رجال الشرطة والادارات الحكومية في سامراء، واشار الى ان تلك العملية
كانت تستهدف الوصول الى ماتبقى من المرقدين الطاهرين والاقدام على
تفجيره، وهذا التقرير هو الاخر لم تكترث بها الحكومة ولا الاجهزة
الامنية في الدفاع والداخلية.
ان هذه الجريمة الارهابية المفجعة بتفجير المرقدي الطاهرين، تتزامن
مع تقارير خطيرة تتحدث بها مصادر اوروبية في بروكسل منذ يومين يشير
الى نجاح السعودية في اقناع بعض الادارات الاميركية لتبني مشروعها في
اعادة مقاليد الحكم الى السنة في العراق، حيث وصفت هذه المصادر
الاوروبية هذا المشروع العسكري السياسي خطير الذي يراد تنفيذه في
العراق، بانه " مشروع مزودج " يقضي بامداد الميليشيات السنية
والبعثية بالسلاح والعتاد وتحضيرها للسيطرة على الحكم واحتلال المدن
والاحياء في العاصمة بغداد واحدة بعد اخرى. فيما تتكفل القوات
الاميركية والمتعددة الجنسية ضرب لجان التطوع الشيعية وجيش المهدي،
تمهيدا لسيطرة السنة علىالحكم في العراق، او على الاقل تمكين السنة من
احتلال كامل بغداد وطرد الشيعة منها.
وتسود الاوساط العلمية في النجف الاشرف وفي كربلاء المقدسة، شعور
بالغضب والاستياء لقرار الولايات المتحدة تسليح الميليشيات السنية بحجة
مواجهة تنظيم القاعدة، وانتشر بين هذه الاوساط: " ان عددا من المرجعيات
الدينية اعربت عن استيائها من هذا القرار الاميركي ومن بينهم سماحة
المرجع السيستاني، لانه خطوة تزيد في تازيم الوضع الامني وسقوط مزيد من
الضحايا، وانحياز علني مع قتلة الشيعة في العراق " !.
وقال حجة الاسلام سيد علي الحيدري" ان واشنطن اتخذت قرارا خطيرا
وانها بذلك تعلن عن عداء صريح للشيعة وتعين الميليشيات الارهابية على
التحضير لمزيد من عمليات القتل بحق اتباع اهل البيت عليهم السلام وخاصة
في العاصمة بغداد"
وقال الشيخ ابراهيم علي التميمي: " لقد بدأ الاميركيون حربا مفتوحة
ضد الشيعة، وهذا القرار الخطير لتسليح الميليشيات السنية هو دفع لهذه
الميليشيات لقتل الشيعة نيابة عن القوات الاميركية، وهذا القرار يستوجب
من المرجعيات والاحزاب الشيعية دراسة الموقف لاتخاذ قرار بانهاء حال
الهدنة مع القوات الاميركية لان الاتي من المشاريع السياسية والامنية
انما هدفه تصفية الوجود الشيعي وفرض قوة عسكرية تتحكم بمصير رجال ونساء
الشيعة في العراق، وكانما مذابح الوهابيين التكفيريين لاتكفي رغم انها
حصدت ارواح مئات الالوف من ابناء الشيعة". وندد حجة الاسلام ميثم
الساعدي بهذا القرار قائلا " لانستغرب من هذا الموقف الاميركي، وكل
ما في الامر ان السياسة الاميركية السرية في حربها ضد الشيعة امست
علنية، واسقطت ورقة التوت عن هذه السياسة لتبدو عارية على حقيقتها تقدم
السلاح والدعم الامني والسياسي للميليشيات لذبح الشيعة ولطردهم من
العاصمة بغداد بقوة السلاح "
واضاف: " هذا العمل هو بمثابة عدوان صريح واضح ضد شيعة العراق
ومحاولة لتغيير ميزان القوى، بشكل تحول الاغلبية الى هدف للاقلية التي
حكمت العراق لاكثر من ستة وثمانين عاما منذ تاسيس الدولة العراقية على
يد الاحتلال البريطاني، وهو يستوجب الرد وانني على ثقة بان المرجعيات
الدينية ستتخذ قرارا بهذا الشان، وان لم تكشف عنه علانية، خاصة وان
العراقيين يعتبرون هذا التطور الخطير، تمهيدا للاعداد لحرب شاملة ضد
الشيعة يشنها الوهابيون التكفيريون واعوانهم في العراق، لذا يستوجب
وقفة حازمة وحاسمة من المرجعيات.
ووجه السياسي والاعلامي العراقي ازهر الخفاجي، انتقادا قويا لحكومة
المالكي التي تلتزم الصمت تجاه هذا القرار الخطير. وقال بهذا الصدد: "
هاهي القرارات تتخذ في واشنطن وفي وضح النهار ضد الشيعة، واي قرار اخطر
من قرار تزويد الميليشيات المتورطة في قتل وذبح الشيعة بالاسلحة
والاعتدة بحجة مقاتلة تنظيم القاعدة. ورغم ذلك نرى حكومة المالكي تلتزم
الصمت وكأن الامر لايعنيها من قريب ولابعيد، حتى بات هذا الصمت يعطي
الحق للمواطنين للتساؤل عن المدى الذي ستصل اليه الحكومة في هذا الضعف
والهزال وهي ترى وتسمع بالقرارات الاميركية تتخذ كل يوم متجاهلة وجودها
ودورها، وهذا القرار الاميركي يكشف تراجعا عن الاعلان بالعمل على بناء
القوات المسلحة لتسليمها كل الملفات الامنية، والتوجه لتدعيم الكثافة
النارية للميليشيات المتهمة بتنفيذ عمليت القتل والاختطاف والتهجير، في
وقت تناست فيه اميركا كل شعاراتها السابقة والحالية في محاربة
الميليشيات، والتحول الى تقوية وتسمين هذه الميليشيات المتورطة بقتل
الشيعة وخاصة الحزب تنظيمات الحزب الاسلامي وشورى المجاهدين وفيلق عمر
بالاسلحة والاعتدة ؟"
واضاف الخفاجي قائلا: " ان هذا القرار الاميركي لايعني تسليح السنة
فقط، وانما يعني تسليح البعثيين وتزويدهم بامكانات اتخاذ زمام المبادرة
على الارض، اذ يعلم الجميع ولم يعد سرا، بان عناصر هذه التنظيمات
السنية هي عناصر بعثية كانت تشكل اجهزة المخابرات والامن وقوات الحرس
الجمهوري والامن الخاص" وحذر ازهر الخفاجي من الاثار الخطيرة لهذا
القرار الاميركي، لانه: "ضمن للبعثيين في العراق والتنظيمات التكفيرية
المتحالفة معهم، وجود ضوء اخضر لبناء قوة عسكرية في وضح النهار،دون ان
يتعرضوا الىمطاردة وتعقب القوات الاميركية، وهذا يعني ان هذه القوة
العسكرية ستكون بمثابة جيش صغيرسيتنامى ليضم اعداد كبيرة، يقود عمليات
قتل وتصفية وتهجير للشيعة " واضاف الخفاجي: " ان هذا القرار الاميركي
لن يستطيع ان يغير منه شيئا اي تصريح لحكومة المالكي او التكتلات
السياسية المشاركة في الحكم لانها حتى الان لم تقدر خطورة هذا القرار
الذي سوف لن يقتصر على تزويد البعثيين والمتطرفين بالاسلحة الخفيفة
والمتوسطة بل سيشمل في المستقبل المنظورتزويدها الاسلحة الثقيلة، وانما
سيتغير الوضع حقا، اذا تحركت المرجعيات الدينية واصدرت تعليماتها
لوكلائها باعتبار هذا القرار الاميركي هو مقدمة لاعلان الحرب ضد الشيعة
في العراق، وهذا يعني ان الوكلاء سيكونوا معنيين بالاعلان لمقلدي هذه
المرجعيات وخاصة مرجعية اية الله العظمى السيد علي السيستاني بان
الوجود الاميركي اصبح يشكل احتلالا ويعين على قتل الشيعة بدعم اعدائهم
الطائفيين والتكفيريين والبعثيين بتزويدهم بما يحتاجونه من اسلحة
واعتدة، واذا وصل الامر الى هذا الحد، وهو امر بات يتبلور في اذهان عدد
من مكاتب المرجعيات، فانه سيعني للاميركان، مزيدا من المتاعب وربما
ستبدأ بمطالبتها بترك العراق واذا لم تستجب فعندها سيتطور الامر ليصنف
وجود القوات الاميركية في العراق احتلالا وليس وجودا شرعيا وهذا سيفتح
المجال امام ظهور اول مقاومة شيعية علنية تستقط تاييد الملايين من
الشعب العراقي وبخاصة الشيعة منهم." |