فنية المونتاج وتجسيد الرؤية الدرامية

أمل فؤاد عبيد

 يعتمد المونتاج فكرة التقطيع / التوصيل.. ضمن نسيج  العمل الواحد.. على ان  يبقى الاحساس بالزمن بالقياس الدرامي حاضرا نوعيا.. وهو زمان لا يقاس إلا بالتباشير الأولى من بداية الحدث الدرامي.. ولكن اي يكمن ابداع المونتير  قياسا بالمخرج والسيناريست..

نقول ان المنتير يعمل على تجميع مهارات المخرج والسيناريس التي تم ابداعها ومن ثم.. هو يعمل على ذات القماشة التي توكنت من قطع متفرقة ومن ثم عمله يكمن في إخراج العمل على وجه الفعل.. اي انه العمل كان في حيز اليسناريست موجود بالقوة.. وايضا.. المخرج اشتق حركية الممثلين والأحداث من سياق حركية السيناريو.. وهو موقع ينفذ بين القوة والفعل.. إذا جاز لنا استخدام المصطلحات الفلسفية هذه..

وكما ان لكل شيء فنيته وفلسفته.. نقول ان المونتير.. هو الملك المتوج في صياغة وإبداع اكتمال العمل بكل حيصياته ومكتملاته مكملاته الصياغية الفنية.. ولكن.. دوما يكون المونير خلف العمل.. قياسا بالممثلين والكادر الظاهر في فريق العمل باكمله بداية من السيناريست نهاية بالمخرج..

هذا التوضيب الفني والمماهاة مع العمل والاحساس به.. لهو من شروط تقديم العمل على أك!

 مل وجه ويمنحه احساس الحرارة واندفاع المشاهد والحركية  وارتباط الاحداث وتسلسل الموضوع.. بخلفياته والفلاش باك التي توسع من دائرة العمل وتدارك  سياق المضمون بما يفي بحاجة الدراما من تقديم..

ان توزيع او تشبيك العمل في جسد واحد تمثل كتلة واحدة.. يحتاج الى امتياز فبقدر تحقق هذا الامتياز يكون العمل قد وصل الى حالة من الاكتمال التي تخصه.. وهذا اكثر ما يظهر في الافلام التسجيلية رغم عدم كثرة تداولها.. ولكن فيها يظهر الدور الأوحد للمونتير.. حيث يصبح المونتاج آلة وحيدة مسيطرة..

 رغم ان هذا النوع من الافلام لا يمكن ان يكون خاليا من وجهة نظر مسبقة تمثل السيناريو او الإخراج الذي حدد زوايا الرؤية والكادرات التي تم تجميعها من خلال شريط يجمع ابتكار فكرة يريد توصيلها.. وهذا متوقف على البهارات التي يطعم فيها المونتير العمل من موسيقى ومسوغات تمنح الحضور والشفافية للعمل.. حتى يمكنه التأثير على أكمل وجه..

 ومن هنا.. يصبح هذا الكل غير محسوسا بجزئياته الحاضرة في الكل.. إنما من عبقرية المهنة والفنية.. مسح الفواصل الانتقالية أو محاولة تجاوز الفراغات التي توحي بانقطاع الزمن.. كما أن فنية المونتير تبقى ومرهونة في أساسها. بصياغة طيف معمم على الفيلم في النهاية.. هي من صنعه.. شخصيته.. ابداعه الذي يتم تشكيله وتحققه ضمن الذي جهزوا اداوته.. اي ان هذا يثار على سبيل تراتبية العمل وليس فرادانيته وكأن كل واحد منهم  موصول الحوار مع الآخر باتفاق مضمر..

ولكن يبقى هناك بصمة كل واحد ويصبح الفيلم علامة مسجلة باسماء.. تحقق كينونة فنية من خلال هذه البصمات وترجمة احساسات موصولة المعنى وذات أطياف ممتدة  تبدأ من المشهد الأول.. حتى النهاية..

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 6 تموز/2007 -19/جماد الاخرى/1428