الاعتداء على المقدسات في سامراء مرة اخرى... ماذا يعني؟

 النبأ/كربلاء المقدسة

شبكة النبأ: لم تنته بعد تداعيات تفجير مرقد الامامين العسكريين في سامراء العام الماضي  حتى يفجعنا نبأ  جديد عن استهداف منارتي المرقدين الشريفين مرة اخرى من قبل قوى التكفير والظلام ومن تبعهم من فلول البعث البائد.

ان القاعدة ادركت ان النهاية اصبحت قريبة جدا في ظل محاصرتها من قوات الامن والفصائل المسلحة التي كانت بالامس خير دليل ومعين لها في عمليات الارهاب، وهي لذلك لجأت الى التركيز على الصدع الذي احدثه تفجير سامراء العام الماضي في النسيج العراقي والتداعيات الخطيرة بل المدمرة التي خلفها الاعتداء المفجع من ردود الفعل التي اصدرها الشيعة في حينه ببغداد وباقي محافظات الوسط والجنوب. وها هي اليوم قوى الظلام تعود لتجدد بثها الفرقة والطائفية والصراع المذهبي بين السنة والشيعة في العراق.

ان المرقدين الشريفين اصبحا ضحية الصراعات الطائفية التي تثيرها وتمولها ماديا ومعنويا جهات فئوية مشبوهة تضع قدما في العملية السياسية الجارية في البلد والقدم الاخرى مع قوى الارهاب المحلية والاقليمية، والهدف من ذلك الحصول على مكاسب خارج الاستحقاقات الانتخابية، والترصد للحكومة والتجسس عليها وانتقادها على الدوام ووضع العراقيل امام اية محاولة للتقدم، للايحاء بان الاستحقاق الانتخابي ليس بالضرورة ان يحدد التمثيل الحكومي في اروقة السلطة ومصادر القرار.

ان مايميز الاعتداء الاخير انه جاء في ظل استقطابات اقليمية جديدة تجري في دول جوار العراق التي يعمل كل منها على تحقيق مصالحه الخاصة على حساب الدم والمقدس العراقي، وما يثير الدهشة ايضا هو تقاعس المحتل الامريكي عن اداء واجباته في الحفاظ على سلامة المدنيين وكل ما يتعلق بهم من مقدسات وشواهد مهمة. ولعل ما يحصل من تداعيات خطيرة يصب في مصلحة المحتل الذي يرمي لسحب البساط تحت ارجل الحكومة لغرض اظهارها بموقف الفشل وتسليم السلطة الى جهات مشبوهة لم تعمل يوما لصالح العراق.

اننا كعراقيين اصبحنا نعتبر قضية استهداف المقدس الاسلامي في سامراء شاهد على مظلومية اهل البيت عليهم السلام واتباعهم، وشهادة موثقة على ظلم قوى الارهاب والتكفير الاقليمية وفلول البعث البائد الذي عاث في العراق فسادا واهلك الحرث والنسل طوال ثلاثة عقود خلت.

ونحن نؤمن بان اليوم الذي يبعث فيه القائم عليه السلام ليملأ الارض قسطا وعدلا بات قريبا للحد الذي يجعلنا نهيأ انفسنا ونتحضرلاداء واجبنا اذا ما تم النداء.

وتفسيرنا لما يجري من تركيز على استهداف المقدسات في سامراء انه جاء  لقطع الطريق امام تحقيق عقيدة المسلمين في خروج الامام الحجة المنتظر(عج)، وكأن المعتدين الآثمين لايعلمون ان الله على كل شئ قدير.

اننا اليوم امام استحقاق هو الاكثر اهمية من جانب اظهار المظلومية لشيعة العراق وحشد العالم الى صفنا من خلال تدويل هذه القضية الى الحد الذي يجعل الراي العالمي يؤمن بان اغلبية الشعب العراقي هم المظلومون وهم المستهدفون على الدوام منذ العهد البائد وحتى اللحظة.

ولأجل تحقيق ذلك لابد لنا ان نتلمس طرقا مختلفة منها:

1- نهوض المراجع وعلماء الدين الاجلاء بمسؤولياتهم في تحشيد الراي الوطني والعالمي تجاه ما يحصل من تجاوزات على المقدسات الاسلامية، وكذلك الجرائم المروعة بحق المدنيين العراقيين.

2- محاسبة المحتل على سماحه بوقوع هذه التجاوزات الفظيعة باعتباره مسؤول قانونيا عن الاعتداءات والانتهاكات التي تحصل. وإلا فمطالبته بالانسحاب الكامل من خلال ثورة عارمة هي الأولى من غيرها.

3- دعوة الحكومة للتوقف عن الخضوع المستمر للضغوط الامريكية وتقديم التنازلات تباعا، لانها اصبحت في نظر الشعب عبارة عن جهة تنفيذية للقوات الامريكية وليس لصالح العراقيين.

4- ممارسة الضغط الشعبي المستمر دون هوادة من خلال المظاهرات العارمة للدعوة لبناء المرقدين الشريفين رأباً للصدع الذي حدث في النسيج الاجتماعي العراقي والذي من الممكن ان يتطور الى الأسوء في ظل تكرار الاعتداء.

5- مطالبة الحكومة العراقية التي نصّبها الشعب من خلال صناديق الاقتراع متحديا الارهاب، بالخروج الى العلن واظهار حقائق التآمر التي يتعرض لها العراق من الداخل والخارج  لتهديم العملية السياسية وارجاع البلد الى المربع الاول.

مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 14 حزيران/2007 -26/جمادي الأول/1428