الشيخ الفياض يطالب الكتل السياسية بتوحيد الكلمة والتخلي عن الأغراض الحزبية الضيقة والنعرات الطائفية

شبكة النبأ: ندد آية الله العظمى الشيخ محمد إسحاق الفياض ، أحد المراجع الشيعية في النجف، الخميس، بالعمليات الإنتحارية التى يقوم بها انتحاريون فى العراق ، وقال إنها من أبشع الأعمال الإجرامية اللا إنسانية من منظور الشرع الإسلامي ، وكل من يقدم عليها باسم الإسلام فقد أساء إلى الإسلام وهو برئ منه .

وقال الشيخ الفياض فى لقاء مع الوكالة المستقلة للانباء (أصوات العراق) إن " كل من يقوم بزرع الفتنة الطائفية فهو منافق لا دين له ولا إنسانية، وهو عدو للعراق وشعبه بكافة أطيافه لأن هدفه من وراء ذلك تخريب العراق وتأجيج نار الحرب بين أطياف الشعب ككل وهو محرم ."

 والشيخ الفياض، هو أحد المراجع الشيعية الكبرى فى النجف، وهو من مواليد 1930، وقدم الى النجف سنة 1948 حيث وصل مرحلة الاجتهاد وهو في عمر 30 عاما ، واعلن مرجعيته سنة 1999. 

وتحدث الشيخ الفياض عن دور المرجعية في الحياة العامة والسياسية للعراقيين بشكل خاص وللمسلمين، وقال  إن" دور المرجعية في المجتمع الإسلامي دور الإرشاد للناس وتثقيفهم بالثقافة الدينية والقيم والمثل الانسانية والاخلاقية للوصول الى الحياة الهادئة الآمنة والمستقرة والعدالة الاجتماعية التي اهتم الاسلام بها ".

ويضيف " وايضا دورها المطالبة من الحكومات بتوفير الامن في البلاد واستقراره بكل الطرق الممكنة والمتاحة وتطويره بانشاء الجامعات والمعاهد والكليات الراقية من جهة ، وارسال المفكرين والمبدعين والخرجين من الجامعات المؤهلين الى الخارج لتلقي العلوم والتقنيات العالية من جهة اخرى حيث انه لا قيمة للبلد المتخلف في هذا العصر".

واستطرد " وايضا دورها توجيه الحكومة بحزم للحفاظ على ظواهر الاسلام ، ومنح الحرية للناس والحفاظ على كرامتهم وحقوقهم في الحدود المسموح بها شرعا والابتعاد عن ترويج التقاليد الغريبة المبتذلة في البلد والاهتمام بالتقليد الاسلامية والقيم الانسانية " .

وحول تغير وضع رجال الدين بعد سقوط النظام العراقي السابق قال الفياض " إن رجال الدين بعد سقوط النظام أحرار في إرشاد الناس وتعليمهم بالأحكام الدينية والقيم الإنسانية ودعوتهم في الوقت الحاضر إلى الهدوء والاستقرار وعدم إيجاد البلبلة والفساد في البلد وإلى التعاون مع الأجهزة الحكومية في كشف أوكار الإرهابيين ومساعدتها في إنجاح خطة فرض القانون من أجل إنقاذ البلد من هذه الأوضاع المأساوية الحرجة ".

 وأوضح قائلا " ليس لمراجع الشيعة أي دور عملي في سياسة الحكومة الداخلية والخارجية، وإنما دورهم الأساسي هو إرشاد الدولة إلى اتخاذ الطريق الصحيح في سياستها والاهتمام في خدمة الناس وتوفير الأمن والاستقرار في البلد، والتعامل مع الضعفاء والفقراء والأيتام والأرامل ، وأيضا المطالبة من الحكومة بقوة ( في الظروف الحالية ) التعامل مع (الإرهابيين) والقتلة والمفسدين في الأرض بحزم وصرامة في إنزال أقسى العقوبات عليهم أمام الملأ بلا أي تردد وخوف من هنا أوهناك، حتى يكون عبرة لهم ولغيرهم ."

وعن العلاقة بين الدين والدولة قال " العلاقة بينهما إنما هي في الدولة الإسلامية الواقعية حيث إنها تقوم على أساس حاكمية الدين، وهذه الدولة إنما ولدت وشكلت في عصر النبي الأكرم (ص ) بيده المباركة فحسب ، وقد نجحت في تلك الفترة الزمنية القصيرة، وهي فترة الرسالة، ولا توجد بعدها دولة إسلامية بمعناها الواقعي الصحيح ، لأن الدول التي تسمى بالدول الإسلامية إنما هي شعوب مسلمة،  لا تقوم على أساس حاكمية الإسلام والدين " . 

وحول الصراع الشيعي ـ السني في العراق قال " الشيعة والسنة كانوا يعيشون في العراق مئات السنين كأخوة في بيت واحد دون تنافر واشمئزاز، وكانت بينهما علاقات محبة ومودة ، منها علاقة المصاهرة ، ولكن بعد سقوط النظام دخل المغرضون وأعداء شعب العراق ككل من الخارج وأزلام صدام من الداخل وقاموا بإلقاء الفرقة بين الطائفتين وبتأجيج نار الحرب بينهما وقد نجحوا في ذلك في الجملة بمساعدة الأطراف الخارجية ولا سيما بعد قيام الإرهابيين والأشرار بتفجير القبتين الشريفتين في سامرا."

واضاف "لكن بفضل جهود المراجع الكبار في النجف الأشرف وثلة من السياسيين وعقلاء البلد من الطائفتين خفت هذه الأزمة وزال شبح الحرب وقوض الشعب العراقي بإدراكه المؤامرات الخبيثة من هنا وهناك."

وأكد فى هذاالصدد أن " احتمال الحرب الطائفية في العراق غير موجود."

وقال "ما بث في الفضائيات والصحف كله غير واقعي وإنما هو من سموم المغرضين وأزلام صدام " .    

وعن موقفه من حكومة نوري المالكي والتواجد الأمريكي في العراق أجاب الشيخ الفياض  " نحن ندعم الحكومة في مساعيها لرص صفوف الشعب وتوحيد كلمتهم بكل أطيافهم وشرائحهم والتوافق والتلاحم والتآلف والتآزر بينهم لإنقاذ البلد من دوامة العنف والإرهاب ومن الخطر الحقيقي، وندعم كل المساعي في هذا السبيل بلا استثناء ".

 وأضاف " كما إننا نطالب الكتل السياسية رص الصفوف وتوحيد الكلمة والتخلي عن المصالح الذاتية والأغراض الحزبية الضيقة والنعرات الطائفية والأخذ بعين الاعتبار مصالح البلد والشعب ككل ."

وتابع " أما بالنسبة للاحتلال فهو شيء مكروه ومبغوض عند كل فرد من الشعب العراقي بلا استثناء، ولا يرضى به أحد ساعة واحدة، ولكن ليس باختياره ."

وقال " على الشعب العراقي إذا أراد إخراج المحتل من بلده فوراً  وحدة الصف ووحدة الكلمة والتوافق والتلاحم باستقرار الوضع في البلد واستتباب الأمن لا بإيجاد البلبلة " .  

وعما اذا كان هناك خطر يهدد مستقبل العراق قال "  ليس هناك خطرا حقيقيا يهدد مستقبل العراق ." الا انه قال " هناك مؤامرة خبيثة من الداخل والخارج والهدف من ورائها إيجاد الفتنة والفرقة للمنع من استقرار البلد واستتباب الأمن ، وهي لا تدوم بعد استيقاظ الشعب العراقي وإدراكه هذه المؤامرات ". ويضيف " أملنا بالله تعالى كبير في أن يصبح العراق أرقى بلد في العالم لأن فيه ثروة نفطية كبيرة ، وفيه الأراضي الواسعة والمياه والنخيل تكفي لمئات الملايين من الناس ، وفيه المشاهد المشرفة للأئمة الأطهار ومزارات أئمة أخواننا السنة، إنها ثروة عظيمة للبلد ماديا ومعنويا، وفيه حوزة علمية كبيرة للدراسات العليا الإسلامية تأسست منذ أكثر من ألف سنة وتخرج منها الآلاف من العلماء الكبار والمراجع العظام والأساتذة والخطباء في تمام أنحاء العالم ، ولهذا يكون العراق محط أنظار العالم الإسلامي بل العالم ككل " .

وحول رأيه بمؤتمر علماء العراق وتوحيد المذاهب اجاب " أي مؤتمر واجتماع سواء كان في العراق أم في خارجه، إذا كان هدفه تخفيف آلام هذا الشعب وإنقاذه من دوامة العنف والقتل فنحن نؤيد تماماً."

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 6 تموز/2007 -19/جماد الاخرى/1428