شبكة النبأ: تتحدث
مصادر عليمة وموثقة ان الفئة التي قامت بتفخيخ السيارات وتجهزيها
ونشرها في عدة مواقع في لندن وحتى تلك التي اصطدمت بحاجز احد واجهات
مطار غلاسكوا لها علاقة وطيدة ولوجستية مع المجموعات البعثية التي دخلت
بريطانيا بصفة لاجئين وان اولئك البعثيين اكثرهم ينتمي الى عصابات
مسلحة تابعة للجيش الاسلامي او عصابات العشرين وبعضهم من المنتمين
تنظيميا لتنظيم القاعدة الارهابي.
وقد كان معظم اعضاء تلك المجموعات والعصابات من عناصر فدائي صدام
ممن عرفوا بانهم مهنيين وخبراء في قضايا الامن والتسليح وصنع المتفجرات
‘ وقد افادت تلك المصادر وعبر قنوات ضيقة ان البعثيين المتواجدين على
ارض عمان ودولة الامارات المتحدة يقومون بدور كبير في تزوير مستندات
الهويات ووثائق السفر لعدد كبير من عناصر امنية وعسكرية لعبت دورا
كبيرا في التفجيرات وتفخيخ السيارات في العراق وان تلك العناصر اكثرها
منتمية الى تنظيم القاعدة وان اجهزة المخابرات الاردنية والخليجية تقدم
التسهيلات الكبيرة لتلك العناصر للخروج الى اوروبا بصفة لاجئين وقد
توجه عدد كبير منهم الى بريطاينا والسويد.
وان معظم اؤلئك الفارين هم ممن تلقوا دروس تنظيمية وامنية وعسكرية
مكثفة بعد سقوط صدام في معسكرات سرية داخل تتلائم مع التطور التقني في
اجهزة الاتصالات والالكترونيات والاستفادة من تكنولوجيا الانترنيت
لصالح اهداف ارهابية .
وقد جاء اعتقال "الطبيب" العراقي بلال عبد الله من قبل شرطة الامن
البريطانية بعد احداث لندن وغلاسكوا الاخيرة ليكشف ثغرات عديدة في جدار
الامن البريطاني خصوصا والامن الاوروبي عموما هذا ما تحدثت لنا مصادر
سياسية حيث ان المعلومات المؤكدة تقول ان "بلال" الذي انتقل الى الاردن
في2004 بصفة "طبيب" ثم انتقل الى بريطانيا عام 2006 كلاجئ كان من اعضاء
بارزين في حزب البعث المنحل في العراق وبعد سقوط صدام التحق بصفوف ما
يسمى "المقاومة" وانتمى الى تنظيم القاعدة في غرب العراق وبالذات في
عامرية الفلوجة وكان يلعب دورا تنسيقيا بين المجموعات المسلحة
الارهابية في بغداد واخرى في محافظة الانبار ورغم التحاقه بصفوف
المجموعات المسلحة الا ان انتمائه البعثي لم يتخلى عنه حاله حال
الكثير من البعثيين ممن خلعوا تكتيكيا اللباس الزيتوني وارتدوا جلباب
الدين واتخذوا من "القاعدة" واجهة لتنفيذ مخططات ارهابية ولهم اجندة
خطيرة تقف خلفها مخابرات دول عربية مهمة في المنطقة كالسعودية والاردن
ودولة الامارات.
وان الاموال السعودية التي تضخ بسخاء الى البعثيين وحلفاءهم من
الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة في العراق تلعب دورا كبيرا
في توسّع عمل الارهابيين وتطوير مشاريعهم التخريبية حيث أكدت بعض
المصادر ان المليارات من الدولارات قدمها النظام السعودي للمجموعات
السنية المسلحة التابعة او المتحالفة مع تنظيم القاعدة وان تلك الاموال
تنتقل الى الاردن ومنها توزع على المجاميع المسلحة وتستخدم في تمويل
عمليات التفجير والتفخيخ وتقديم التسهيلات للمتواجدين البعثيين وعناصر
القاعدة من العراقيين السنّة على الاراضي الاردنية وغيرها لمد اذرعهم
في اوروبا .
العراقيون الشيعة والمراقبون السياسيون منهم اندهشوا بل وتفاجئوا
لمثل هذا التساهل الذي ابدته المخابرات البريطانية وحكومتها مع
اللاجئين البعثيين والسنّة العراقيين وقد عبروا عن استغرابهم لتلك
السرعة والاجراءات "الثورية" في منحهم اللجوء وتوزيعهم على الاراضي
البريطانية دون ان يحققوا في امرهم وخلفياتهم البعثية والامنية
والعسكرية التي هي بالضرروة بعد سقوط صدام تحولت لخدمة القاعدة
واهدافها في العالم، تلك التسهيلات كان العراقيون الشيعة المضطهدون
المسالمون والفارون من جور وظلم صدام ونظام البعث في الثمانينات
والتسعينات محرومين منها حيث يقول عدد من المحلليين والخبراء في شئون
التنظيمات البعثية والمجموعات المسلحة في العراق ان اساليب تفخيخ
السيارات وصنع المتفجرات واعداد المواد الاولية لم يعرفها العالم حتى
بريطانيا من قبل وهي جاءت مع قدوم البعثيين ورجال العسكر من فدائي صدام
الى بريطاينا وان هذه التقنية المعقدة لا يمكن ان تصل الى تنظيم
القاعدة دون مساعدة الكوادر البعثية الخبيرة التي "ابدعت" في اساليب
التفخيخ وتفجير السيارات.
ولعل اسلوب تفجير السيارة المعبئة بالبنزين في "غلاسكوا" واساليب
البعثيين وحلفاءهم في التنظيم القاعدة في تفخييخ السيارات في العراق
وحشوها بانواع من مواد الكلور السامة وخلطها بالبنزين يكشف مدى وجه
التشابه ولا يستعبد فرضية تعاون البعثيين مع تنظيم القاعدة في بريطانيا
وتزويدهم بتقنية تفخيخ السيارات ومعلومات حول طرق اعداد المتفجرات وقد
انتقلت الى بريطانيا مع انتقال البعثيين ولجوءهم الى اليها والى اوروبا.
و"الطبيب" بلال المعتقل في احداث التفخيخ الاخيرة في بريطانيا هو
واحد من العشرات بل المئات من الذين يحملون صفة "علمية" ويسخرونها
لاهداف ارهابية خاصة وان معلومات الاستخبارات البريطانية تقول ان قائد
المجموعة التي اعتقل هو شخص "ولد في بريطانيا وصقل في العراق" حسب ما
جاء في تقرير "الغارديان" البريطانية ‘ والغريب في الامر ان ثمة اطراف
عربية وفضائيات عربية تسعى لتبرئة الارهابيين الاطباء واجراء مقابلات
تلفزيونية مع اباءهم واولياء امورهم لاعطاء قضاياهم بعدا عاطفيا واثارة
احاسيس الرأي العام وتعاطفه معهم كما حدث مع عائلة "الطبيب" الاردني
المعتقل في بريطانيا على ضوء احداث تفخيخ السيارات في لندن حيث اجرت
قناة الجزيرة حوارا مع والد المعتقل في هذا الخصوص ونست تلك الاطراف
والفضائيات ان اغلب الذين كانوا قد نفذوا احداث 11 سبتمبر كانوا يحملون
مؤهلات علمية عالية وشهادرات راقية و"حسن السيرة والسلوك"!
كما ان تقارير استخباراتية تحدثت بل واكدت ان تنظيم القاعدة جلب
"الاساليب المستخدمة" في العراق الى بريطانيا وقد صرح بذلك "جون
ستيفتس"مفوض شرطة لندن السابق وكبير مستشاري رئيس وزراء البريطاني في
شؤون الارهاب حيث قال "ان تنظيم القاعدة جلب الاساليب المستخدمة من
العراق واندونيسيا الى العراق . واعتبر استيقتز ان "تلك النوعية من
الهجمات تشكل تصعيدا خطيرا في الحرب التي يشنها الارهابيون وان الامر
لا يقتصر على مجرد جماعة معزولة من المتطرفين".. واضح ستيفتس "ثمة
شبهات متزايدة حول عودة عناصر للقاعدة من العراق ربما ولدوتا في
بريطانيا ‘ وثمة معسكرات تدريب تقليدية لقيادة مجموعات هنا" !
فيما مصادر عراقية تؤكد ان عدد كبير من اللاجئين البعثيين السنّة
وحلفاءهم في تنظيم القاعدة في بريطانيا قد اتوا اليها بتنسيق وتمويل من
قبل رموز بعثية كبيرة تتواجد في عمان ودولة الامارات واخرى في بريطانيا
وان هؤلاء بمجرد وصولهم الى الاراضي الاوربية يحظون برعاية كاملة
وتسهيلات وخدمات للحصول على اللجود ويزودون بمعلومات ملفقة ومفبركة كي
يقدموها لدوائر استقبال اللاجئين في اوروبا وبريطانيا يخدعون بها دوائر
مصلحة الهجرة ‘ فيما مصادر اخرى تمكنت وعبر قنواتها الخاصة الحصول على
معلومات تفيد ان مواقع البعثيين ومقراتهم وبيوتهم في بريطانيا ـ
واوربا عموما ـ وعلى مخلتف مشاربهم تحولت الى ملتقى لتنظيم القاعدة
بمخلتف جنسياتهم وانهم يتلقون الخبرات ويتحدثون لبعضهم عن تجارب القتل
والتفخيخ و"المقاومة" في العراق وهي احدى وسائل نقل خبرات التفخيخ الى
اوروبا والتي وضعها المراقبون ضمن عبارة "الاساليب المستخدمة في
العراق". |