الخلاص الإيراني من عقدة البنزين عبر البوابة الفنزويلية

شبكة النبأ: يوما بعد اخر يربط الرئيس احمدي نجاد اقتصاد بلاده باتجاهات تحددها سياسة ايران الخارجية في حدود لا تتعدى فنزويلا وكوبا وبلاروسيا وبعض الدول النامية الاخرى، مما يجعل افق التطور والتقدم ضمن حدود ضيقة بسبب الامكانيات المتبادلة من المصالح مع هذه الدول المحدودة. وذلك للخلاص من الحصار الذي يفرضه الغرب بقيادة الولايات المتحدة خصوصا في مجال الطاقة، حتى لا يصبح الوقود سلاحا داخليا فعالا ضد ايران، فقد اتخذت ايران اجراءات احترازية مثل تقنين البنزين وشراء البنزين من فنزويلا والبحث عن مصادر بديلة.

 وتنوي ايران ضمن شراكة طويلة الامد بناء علاقات مثمرة مع فنزويلا التي تشاركها العداء للولايات المتحدة، حيث اتفق كل منهما على فتح الاسواق المحلية للاخر وكذلك التعاون في بناء مصانع الميثانول المرشح ان يكون بديلا للبنزين خلال القرن الحالي.

وعزز الرئيسان الايراني محمود احمدي نجاد والفنزويلي هوغو شافيز التحالف بين بلديهما القائم على اساس مناهضة الولايات المتحدة عبر وضعهما الاثنين حجر الاساس لمصنع بتروكيميائي لانتاج الميثانول في جنوب ايران.

وحيا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد "اليوم العظيم" في خطاب عقب عليه الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز بالقول بالعربية "ان شاء الله".

وقال احمدي نجاد،لقد تم انجاز خطوة كبيرة في تعزيز العلاقات الاخوية بين حكومتي ايران وفنزويلا الثوريتين والشعبيتين واللتين تهدفان الى بناء بلديهما ومواجهة جميع الاعداء.

وتبنى الرئيس الايراني خطابا شافيزياً بقوله،تحيا الامتان وسائر الامم الثورية والموت للاعداء. بحسب فرانس برس.

من جانبه قال الرئيس الفنزويلي،سنوحد الخليج الفارسي والبحر الكاريبي، مضيفا، نريد عالما متعدد الاقطاب.

وقال محمد حسن بيوندي مدير التخطيط والتنمية للصناعات البتروكيميائية الايرانية للصحافيين ان هذا المشروع الذي سيقام على ضفة خليج عسلويه (جنوب) ستكون ملكيته مناصفة بين ايران وفنزويلا.

وتقدر كلفة المصنع بـ700 مليون دولار وستبلغ قدرته الانتاجية 1,65 مليون طن من الميثانول سنويا على ان يتم وضعه في الخدمة خلال اربع سنوات. وقال بيوندي ان مشروعا مماثلا بالكلفة عينها سيتم اطلاقه في فنزويلا.

ويهدف هذا التعاون الى تمكين المصنع الايراني من فتح الاسواق الباكستانية والهندية امام فنزويلا على ان يفتح المصنع الذي سيتم تشييده في فنزويلا اسواق اميركا الجنوبية امام الايرانيين.

ووصل شافيز الى طهران على رأس وفد يضم وزراء الخارجية والطاقة والاقتصاد والصناعة والاتصالات.

وقال الرئيس الايراني خلال لقائه نظيره الفنزويلي "اخيه في السلاح" ان "الموجة المناهضة للامبريالية قوية جدا وبخاصة في اميركا اللاتينية.

واضاف احمدي نجاد، ان قواعد الاستكبار العالمي ضعفت وبات تحقيق النصر ممكنا عبر المقاومة.

وبالمقابل رد شافيز الذي يحمل لواء العداء لأميركا بأن،تعاون الدول المستقلة ولا سيما ايران وفنزويلا سيكون له تأثير هام في هزيمة الامبريالية وانتصار الشعوب.

ونال الرئيس الفنزويلي حظوة نادرة في ايران تمثلت باستقباله من قبل المرشد الاعلى للنظام آية الله علي خامنئي الذي لا يلتقي في العادة الشخصيات الاجنبية الا اذا كانت مسلمة.

وقال خامنئي لشافيز،الولايات المتحدة عاجزة عن الحاق الضرر بايران وفنزويلا التعاون بين الدولتين الحرتين طبيعي ويجب تعميقه.

ايران تشتري البنزين من فنزويلا

هذا وقد وافقت فنزويلا على بيع البنزين الى ايران حليفتها المناهضة للولايات المتحدة والتي وضعت اخيرا خطة تقنين صارم لهذه المادة.

وقال وزير النفط الفنزويلي رافائيل راميريز في مقابلة نشرتها صحيفة "شرق" الايرانية الثلاثاء "ان الايرانيين طلبوا ان يشتروا منا البنزين ووافقنا".

الا ان الوزير الذي يرافق الرئيس هوغو شافيز في زيارته الى ايران التي اختتمت الاثنين لم يعط اي توضيحات اخرى.

وتعاني ايران من نقص مزمن في انتاج البنزين في حين ان الطلب في زيادة مطردة مع نزول سيارات جديدة الى الطرق.

تراجع كبير في استهلاك البنزين في ايران

  سجل استهلاك البنزين في ايران تراجعا كبيرا منذ دخول خطة تقنين هذه المادة حيز التطبيق في السابع والعشرين من حزيران/يونيو كما ذكرت الصحف.

ونقلت صحيفة "كيهان" عن ارقام الشركة المكلفة توزيع المنتجات النفطية لوزارة النفط "ان استهلاك البنزين تراجع ستة ملايين ليتر في اليوم ووصل الى 72 مليون ليتر يوميا".

وقد تراجع الاستهلاك الى 53,2 مليون ليتر السبت ما يشكل رقما قياسيا في الانخفاض.

وبحسب الصحافة انخفضت حركة السير ايضا بنسبة 20% منذ دخول خطة حكومة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد حيز التطبيق. بحسب فرانس برس.

وتقضي الخطة بمنح سائقي السيارات 100 ليتر من البنزين في الشهر وهي الان في فترة اختبار ستمتد من اربعة الى ستة اشهر.

واسفرت الخطة التي طبقت بصورة مفاجئة عن اعمال عنف في محطات توزيع الوقود التي عمد سائقون غاضبون الى اضرام النيران في 12 منها على الاقل في طهران.

وعاد الهدوء منذ ذلك الوقت الا ان طوابير الانتظار عند محطات البنزين التي باتت تحت حراسة الشرطة لا تزال مستمرة.

وايران تحتل المرتبة الرابعة عالميا من حيث انتاج النفط لكنها تستورد نحو 40% من حاجاتها من البنزين. وهذا ما مثل خمسة مليارات دولار العام الماضي.

واوضح احمدي نجاد ان الهدف من الخطة هو اعادة استهلاك البنزين الى ما دون 60 مليون ليتر في اليوم. وقال انه كان لدى الحكومة خطة واسعة تقضي بتشغيل بعض السيارات على الغاز وليس البنزين بهدف خفض تبعية الدولة.

وقال، اذا ما طبقنا هذه الخطة على سيارات الاجرة والشاحنات الصغيرة ووسائل النقل العام فاننا سنوفر 24 الى 26 مليون ليتر في اليوم. ولم يستبعد احمدي نجاد مع ذلك مبيعات اضافية من البنزين بسعر اعلى لسائقي السيارات الذين سيطلبونه.

وبحسب الصحافة فان قسما كبيرا من البنزين الذي يكلف الليتر منه 0,08 يورو فقط في العادة يذهب عن طريق التهريب الى الدول المجاورة (افغانستان وباكستان وتركيا) التي يكلف فيها ليتر البنزين دولارا او دولارين.

ووفقا لحساب اجرته صحيفة "سارمايه" الاقتصادية فان هناك حاليا عشرة ملايين دراجة نارية وسبعة ملايين سيارة في ايران. واذا اعتبرنا ان سائقي الدراجات يستهلكون 10 ملايين ليتر من البنزين في اليوم والسبعة ملايين سيارة حوالى 40 مليونا (اي اكثر من خمسة ليترات في اليوم) فذلك يعني ان اكثر من 20 مليون ليتر من البنزين تذهب الى الخارج عن طريق التهريب.

ودافع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد على خطة تقنين البنزين في بلاده مؤكدا ان استهلاك البنزين سيخفض من ثمانين مليون لتر يوميا الى اقل من ستين مليون لتر.

ونقلت وكالة ايرنا عن الرئيس الايراني قوله، خلال الايام القليلة الماضية انخفض استهلاك البنزين من ثمانين مليون لتر في اليوم الى سبعين مليون ويجب ان ينخفض استهلاكنا الى اقل من ستين مليون لتر في اليوم.

واضاف ان للحكومة خطة واسعة لتعمل بعض السيارات بالغاز بدلا من البنزين لخفض ارتباط ايران بالاستيراد.

واضاف ان للحكومة خطة لبناء مصافي جديدة مما سيمكن ايران من ان تتحول الى دولة مصدرة للبنزين في غضون ثلاث سنوات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 5 تموز/2007 -18/جماد الاخرى/1428