التطرف الوهابي يضع مسلمي بريطانيا في محرقة الارهاب

شبكة النبأ: تسعى الطبقة السياسية في بريطانيا الى تجنب وضع المسلمين البريطانيين في وضع حرج بعد الاعتداءات الفاشلة التي استهدفت لندن وغلاسكو خلال الايام القليلة الماضية والتي يبدو انها من فعل اسلاميين متطرفين وصلوا في الفترة الاخيرة الى بريطانيا حسب تقديرات المتخصصين.

ولم يخف العديد من المسؤولين المسلمين في بريطانيا ارتياحهم الى المعلومات الصحافية التي افادت بان المتهمين لا يحملون الجنسية البريطانية بخلاف منفذي اعتداءات السابع من تموز/يوليو 2005 التي اوقعت 56 قتيلا في وسائل النقل في لندن.

ولكن مجريات التحقيق والقاء القبض على العديد من العرب المشتبه بهم تعيد الى دائرة الضوء موجة استياء تجاه التطرف والتشدد الاسلامي الذي تنتهجه جماعات تستقي من منابع الوهابية والقاعدة.

ويعتبر خبيران فرنسيان متخصصان في الحركات الاسلامية المتطرفة ان فشل محاولات الاعتداء الثلاث التي جرت في بريطانيا الجمعة والسبت يبين ان منفذيها هواة الامر الذي يزيد من صعوبة تعقبهم. بحسب فرانس برس.

ولاحظ الخبيران ان انظمة تشغيل القنابل التي تم العثور عليها في لندن كما في غلاسكو (اسكتلندا) داخل السيارات المفخخة (قوارير غاز وبنزين ومسامير) لم تعمل الامر الذي يدفع الى الاعتقاد ان منفذي هذه الاعتداءات على الرغم من اندفاعهم تنقصهم الخبرة التقنية.

وقال لوي كابريولي الذي كان حتى العام 2004 رئيسا لدائرة مكافحة الارهاب في "مديرية مراقبة التراب الوطني" في فرنسا "يبدو لي اننا امام اشخاص مصممين على الموت: في مطار غلاسكو اقتحموا المطار بالسيارة ولكنهم لم يلموا بالامر الاكثر اهمية وهو كيفية تشغيل القنبلة".

واضاف، هذا يعني انهم بالتأكيد لم يلتحقوا بمعسكرات تدريب وانهم تعلموا كيفية صنع القنبلة محليا. قد تكون للبعض منهم معرفة قليلة ولكن ليست لديهم خبرة.

واوضح ان،هذا يبين حدود التعلم الذاتي عبر الانترنت. فالانترنت لا تمثل الحل العجائبي الذي يسمح للناس بالحصول على كامل المعلومات حول تصنيع عبوة ناسفة.

وبدوره قال الباحث دومينيك توماس مؤلف كتاب "لندنستان الجهاد في قلب اوروبا" نحن امام مشهد مماثل للاعتداءات الفاشلة على مترو الانفاق في لندن في 21 تموز/يوليو 2005 امام "جهاديين لا يبدون كفؤين تقنيا".

واضاف "هناك تصميم ولكن ليس هناك ما يكفي من احتراف في الوسائل (...) قد يكون هذا جيلا محليا وعفويا (من الجهاديين) قرر الانتقال الى مرحلة التنفيذ ولكنه فشل لعدم احترافه. يمكننا العثور على الانترنت على افلام فيديو تبين لنا كيفية تفخيخ سيارة الا ان تطبيق هذا الامر ليس بالسهولة التي قد يعتقدها البعض".

ويوجد في بريطانيا عدد كبير من المتطوعين الجاهزين لتنفيذ اعتداءات. ففي تشرين الثاني/نوفمبر 2006 اعلنت مديرة جهاز "ام اي5" (الامن الداخلي البريطاني) اليزا مانينغهام بولر ان اكثر من 1600 شخص ينتمون الى نحو 200 مجموعة او شبكة موضوعين تحت المراقبة في البلاد. وافاد تحقيق لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) في ايار/مايو ان هذا العدد ارتفع بنسبة 25 بالمئة ليتخطى اليوم الفي مشتبه به. واعتبر لوي كابريولي ان هذا الامر يضع قوات الامن امام مشكلة يصعب حلها.

وقال "الصعوبة الكبرى تكمن في انكم ملزمون بالقيام باحد خيارين" موضحا ان "ليس بوسعكم مراقبة الجميع بالوسائل عينها. فالمراقبة تتطلب لوجستيات لا يستهان بها حيث يلزم اشخاص للترجمة وآخرون للبحث في الارقام واجراء التحقيقات. انه لأمر ضخم ويستنفذكم بسرعة".

ولهذا السبب لا يتم العثور على ارهابيين هواة اذا ما تنبهوا الى عدم لفت الانظار اليهم قبل تنفيذهم اعتداءاتهم.

طبيبان عراقي وفلسطيني متورطان

وفي لندن قالت الشرطة البريطانية ان المحققين الذين يتابعون خيوط البحث عن محاولة التفجيرات الفاشلة في لندن وغلاسكو اعتقلوا شخصين آخرين ليصل عدد المحتجزين في محاولة التفجيرات الى سبعة بينهم طبيب جراح فلسطيني يدعى محمد جميل عبدالقادر العشا وزوجته يعتقد بأنه العقل المدبر لمحاولات الاعتداء الفاشلة.

وافادت محطات تلفزة بريطانية ان احد منفذي اعتداء غلاسكو طبيب عراقي اسمه بلال عبدالله.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء غوردون براون ان لجنة «الكوبرا» التي تضم ممثلين عن ابرز الهيئات الحكومية واجهزة الاستخبارات (M15 وM16) واسكتلنديارد اجتمعت للمرة الخامسة امس منذ كشف السيارتين في لندن لبحث مواجهة التهديدات الارهابية حيث عرضت وزيرة الداخلية جاكي سميث، تطورات المواجهة ونتائج التحقيق مع المحتجزين.

واعلن بيتر كلارك رئيس شعبة مكافحة الارهاب في شرطة اسكتلنديارد ان التحقيق حول محاولات الاعتداء الثلاث الفاشلة يتقدم بسرعة قصوى.

وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في غلاسكو، التحقيق يتقدم بسرعة قصوى، موضحا، لا ابالغ ان قلت ان معلومات جديدة تظهر بين ساعة واخرى. وشدد على ان الرابط بين الاعتداءات الثلاثة يتضح اكثر فاكثر.

محمد ومروة اردنيان مشتبه بهما

الطبيب الاردني محمد جميل عبد القادر العشا وزوجته مروة يونس عبد الحافظ دعنا اللذان اعتقلتهما الشرطة البريطانية على خلفية محاولات اعتداء في لندن وغلاسكو كانا طالبين موهوبين وقعا في الحب على مقاعد الدراسة. بحسب فرانس برس.

وانضم محمد عام 1994 الى كلية اليوبيل التي انشاتها قبل عام من ذلك الملكة نور ارملة الراحل الملك الحسين بن طلال والد الملك الحالي عبد الله الثاني بهدف منح "الطلاب الموهوبين ذوي الدخل المحدود فرصة المساواة في الحصول على التعليم"، بحسب مسؤولين عن المدرسة الواقعة في منطقة ياجوز شمال عمان.

وتوفر هذه المؤسسة التعليم للطلاب على مدى السنوات الاربع الاخيرة في المرحلة الثانوية.

وكانت مروة دعنا (27 عاما) وهي ايضا ذات وضع مادي متواضع تلميذة ممتازة ما أهلها للحصول على مقعد في هذه المدرسة عام 1994 وتواجدت مع محمد في الصف ذاته.

وقال والد محمد لوكالة الصحافة الفرنسية ان ابنه ومروة،اصبحا على الفور اصدقاء، وبدأ محمد عام 1998 دراسة الطب العام والجراحة في كلية الطب في الجامعة الاردنية بينما دخلت مروة جامعة العلوم والتكنولوجيا في اربد لدراسة تخصص المختبر الطبي.

ارتياح مسلمي بريطانيا

ولم يخف العديد من المسلمين في بريطانيا ارتياحهم الى المعلومات التي افادت بان المتهمين لا يحملون الجنسية البريطانية.

وقال داود عبدالله الامين العام المساعد للمجلس الاسلامي البريطاني ردا على سؤال لوكالة فرانس برس،بالطبع نحن مرتاحون لان ردة الفعل الاولى العادية هي توجيه اصابع الاتهام الى الارهابيين المحليين اي الذين قد يكونون جندوا بين المسلمين البريطانيين.

وعملت السلطات الرسمية على تجنب قيام موجة مناهضة للمسلمين اثر هذه الاعتداءات ما دفع المسلمين البريطانيين الى الاطمئنان نسبيا رغم الاضواء التي تسلط عليهم عادة بعد اعتداءات من هذا النوع.

واضاف عبدالله ان هذا الموقف البريطاني الرسمي،ناتج عن الرغبة بكسب ثقة ودعم المسلمين اذا كان المراد تعاونهم لكشف الجناة والعمل على عدم عزلهم.

وقام رئيس الحكومة الاسكتلندي الكس سالموند بزيارة مسجد غلاسكو الكبير تعبيرا عن تضامنه مع السكان المسلمين ولطمأنتهم.

ورافق سالموند المسؤول في الشرطة جون نيلسون الذي خاطب مسؤولين مسلمين في المسجد موضحا لهم ان المعتقلين دخلوا اسكتلندا من فترة قصيرة. وقال لهم وسط التصفيق "اطمئنوا انهم ليسوا شبانكم.

من جهته اعرب النائب من حزب العمال في غلاسكو محمد سروار عن، ارتياحه لان المعتقلين ليسوا اسكتلنديين ونحن فخورون كثيرا بالعلاقات الممتازة بين المجموعات الطائفية عندنا.

وتسعى الطبقة السياسية في بريطانيا الى تجنب وضع المسلمين البريطانيين في وضع حرج بعد الاعتداءات الفاشلة التي استهدفت لندن وغلاسكو خلال الايام القليلة الماضية والتي يبدو انها من فعل اسلاميين متطرفين وصلوا في الفترة الاخيرة الى بريطانيا.

وقال داود عبدالله الامين العام المساعد للمجلس الاسلامي البريطاني ردا على سؤال لوكالة فرانس برس "بالطبع نحن مرتاحون لان ردة الفعل الاولى العادية هي توجيه اصابع الاتهام الى الارهابيين المحليين اي الذين قد يكونون جندوا بين المسلمين البريطانيين".

وعملت السلطات الرسمية على تجنب قيام موجة مناهضة للمسلمين اثر هذه الاعتداءات ما دفع المسلمين البريطانيين الى الاطمئنان نسبيا رغم الاضواء التي تسلط عليهم عادة بعد اعتداءات من هذا النوع.

واضاف عبدالله ان هذا الموقف البريطاني الرسمي "ناتج عن الرغبة بكسب ثقة ودعم المسلمين اذا كان المراد تعاونهم لكشف الجناة والعمل على عدم عزلهم".

وقام رئيس الحكومة الاسكتلندي الكس سالموند الاحد بزيارة مسجد غلاسكو الكبير تعبيرا عن تضامنه مع السكان المسلمين ولطمأنتهم.

ورافق سالموند المسؤول في الشرطة جون نيلسون الذي خاطب مسؤولين مسلمين في المسجد موضحا لهم ان المعتقلين دخلوا اسكتلندا من فترة قصيرة. وقال لهم وسط التصفيق "اطمئنوا انهم ليسوا شبانكم".

من جهته اعرب النائب من حزب العمال في غلاسكو محمد سروار عن "ارتياحه لان المعتقلين ليسوا اسكتلنديين ونحن فخورون كثيرا بالعلاقات الممتازة بين المجموعات الطائفية عندنا".

الا ان البعض يعتقد انه حتى ولو اكدت التحقيقات ان المشتبه فيهم بالوقوف وراء الاعتداءات الاخيرة اجانب يمكن ان يكونوا استفادوا من دعم اسلاميين بريطانيين.

واعلنت بولين نيفيل جونز المسؤولة السابقة في اللجنة المشتركة للاستخبارات البريطانية (1991-1994) ان الاعتداءات الفاشلة الاخيرة في كل من لندن وغلاسكو تشير الى احتمال ان يكون المشاركون فيها قد استفادوا من "معلومات محلية" وهناك احتمال بان يكون بريطانيون قدموا هذه المعلومات.

من جهته قال غيث الدين صديقي المسؤول في البرلمان الاسلامي البريطاني لوكالة فرانس برس الاثنين انه "مرتاح" لكون المشتبه بهم من الاجانب مبديا تخوفه من امكان ان يكونوا اقاموا اتصالات مع اشخاص يعيشون في البلاد.

وتابع قائلا "ان المسالة اكثر تعقيدا وهناك بالتاكيد اتصالات بين اسلاميين اجانب واخرين بريطانيين".

ولتجنب تجنيد ارهابيين اسلاميين في بريطانيا يقول عبدالله ان رئيس الحكومة غوردن براون "قال وكرر القول انه لا بد من مخاطبة الشبان المسلمين البريطانيين ومناقشتهم". 

واوضح عبدالله ان المنظمات الاسلامية البريطانية "لم تقف مكتوفة الايدي وعملت على ايجاد الحلول وطرح افكار جديدة" مذكرا بان المسلمين مثلهم مثل غيرهم من البريطانيين هم ضحايا محتملون للارهاب الاسلامي.

وقال النائب البريطاني محمد سروار الاحد ان بعض المسلمين البريطانيين "غاضبون على السياسة الخارجية للبلاد" خصوصا في العراق وبعضهم الاخر "يشعرون بانهم مهمشون بسبب العنصرية والبطالة".

توتر وترقب

وأثار هجوم على متجر يملكه اسيوي في مدينة جلاسجو يوم الثلاثاء احتمال وقوع أعمال انتقامية تستهدف مسلمين في الوقت الذي تحقق فيه الشرطة في مؤامرة في لندن واسكتلندا يشتبه أنها من تدبير تنظيم القاعدة.

وظل المسلمون في اسكتلندا البالغ عددهم 50 ألف شخص لفترة طويلة من أفضل مجموعات المهاجرين اندماجا ونجاحا في بريطانيا لكن الهجوم الذي نفذه رجلان يوم السبت على مطار جلاسجو بسيارة رباعية الدفع مليئة بالبنزين شكل هزة للنظام.

وقال فرانك ماثيسون المتقاعد الذي اعتاد شراء صحيفته من المتجر " هذا ما اعتقدته. ربما كان عملا بدافع عرقي بسبب ما حدث في مطار جلاسجو."

وقال بشير معن مدير المسجد المركزي في جلاسجو "وقعت أعمال شغب في انجلترا. ووقعت هجمات في انجلترا. لكننا لم نكن نتوقع أن يحدث هذا هنا أبدا."

وأضاف "هذه طائفة مسلمة متعلمة وتتمتع بوفرة ومستقرة جيدا هنا وترتبط بعلاقات طيبة مع السكان المحليين. لدينا رجال أعمال يوظفون المئات من الاسكتلنديين المحليين.

"لا توجد عناصر راديكالية هنا."

وتحدث جيران في ريدراي مشيدين بصاحب متجر بيع الصحف المسلم الذي أدار المكان زهاء تسعة أعوام.

وقالت هيلين كنت الموظفة في الحكومة "مسكين شفيق. رجل رائع. جمع الكثير من الاموال لأعمال الخير المحلية. استهدافه.. ليس في محله."

وأعربت عن أملها في ألا تكون دوافع لهجوم عنصرية. وقالت "أود أن اعتقد أن هذا الامر (الهجمات العنصرية) لن يبدأ هنا. العلاقات بيننا جميعا طيبة."

وذكر محمد رمزان المعروف في الحي باسم سام والذي يملك متجرا اخر لبيع الصحف على بعد مربع سكني انه سينقل متعلقاته الثمينة وأوراقه المهمة من باب الاحتياط.

وقال "لا استطيع أن اتركها هناك خلال الليل."

وبينما كان يتحدث الى صحفي حيا بحرارة عدة أفراد من السكان المحليين كانوا يمرون. وقال "رأيتهم جميعا يكبرون. أعرف كل أطفالهم أيضا. لم يحدث لنا شيء كهذا قط."

وبدت مؤشرات للتوتر في أماكن أخرى.

ففي باثجيت بالقرب من ادنبره عاصمة اسكتلندا أصابت قنبلة بنزين مكتب سمسار للعقارات في وقت متأخر يوم الاحد أو في وقت مبكر صباح الاثنين.

وقال بيرت مكلويد صاحب المكتب لرويترز "كثير من المسلمين الذين يترددون على المسجد كانوا موجودين في المكتب يوم الاثنين لابداء تعاطفهم وهو أمر كان محل تقدير كبير. مثل هذه الامور لا تحدث في باثجيت."

وأمام أحد المنازل التي تفتشها الشرطة توقفت سيارة وأطل من نافذتها رجل في منتصف العمر وصاح "أعيدوهم جميعا الى ديارهم".

كما اعلنت الشرطة الاسكتلندية الثلاثاء ان خبراء الغام فجروا حوالى الساعة الخامسة صباحا (الرابعة تغ) سيارة مشبوهة مركونة قرب مسجد في غلاسكو (اسكتلندا) وعلى علاقة بالاعتداءات التي احبطت في لندن وغلاسكو.

وكانت شرطة ستراثكلايد اعلنت قبل ذلك انه "ليس هناك ما يوحي باي رابط" بين هذه السيارة والاعتداءات لكن المفوض ستوارت دانيالز صرح بعد ذلك لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) في اسكتلندا ان لديه معلومات تشير الى وجود مثل هذا الرابط.

وقال "ان العملية تشهد تطورا سريعا جدا. ثمة خيوط كثيرة جدا في التحقيق وكل منها تفضي الى خيوط جديدة. هذه السيارة هي من السيارات التي ظهرت على ضوء التحقيق".

وتم استدعاء خبراء متفجرات ليلا الى مسجد فورث ستريت في بولوكشيلدز بضاحية غلاسكو غير انهم قرروا ان ينتظروا انتهاء الصلاة الجارية في المسجد قبل تفجير السيارة. 

وقال دانيالز ان "المسجد بحد ذاته لا علاقة له بالحادث". وذكرت الشرطة انها اغلقت حي المسجد بدون اجلاء سكانه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 5 تموز/2007 -18/جماد الاخرى/1428