شبكة النبأ: تعّد مدينة سامراء من
أمهات المدن العراقية القديمة، ومازالت تزخر بالآثار الإسلامية التي
تذكر بتاريخها حينما كانت مركزا للحضارة والعلوم والفنون.
وتقع المدينة على الضفة الشرقية لنهر دجلة، وتبعد نحو (118 كم) إلى
الشمال من العاصمة بغداد، تحدها من الشمال تكريت، ومن الجنوب بغداد،
ومن الغرب الرمادي، ومن الشمال الغربي الموصل، ومن الجنوب الشرقي
ديالى.
وقد أدرجت لجنة التراث العالمي في منظمة اليونسكو، مدينة سامراء
الأثرية في العراق مع 21 موقعا جديدا على قائمة التراث العالمي
لليونسكو في دورتها المنعقدة حالياً في نيوزيلندا.
وذلك بعد ان تعرض هذا الصرح الذي يعتبر من المقدسات لدى المسلمين
الى دمار كبير في اعتدائين ارهابيين من قبل تنظيم القاعدة وفصائل فلول
البعث المنظوية تحت لوائه.
وقال بيان على الموقع الرسمي للمنظمة إن مدينة سامراء الأثرية
أدرِجت على قائمة التراث العالمي لليونسكو كموقع ثقافي، لآثارها الغنية
العائدة إلى الحقبة العباسية... كما سجلت على قائمة التراث العالمي
المهدد.
وبحسب بيان المنظمة فإن التسجيل الجديد يشمل 16 موقعا ثقافيا وخمسة
مواقع طبيعية وموقعا مختلطا.
وباتت قائمة التراث العالمي لليونسكو تشمل 851 موقعا، بعد الإضافات
المعتمدة هذا العام، منها 600 موقع ثقافي، و166 موقعا طبيعيا، و25
موقعا مختلطا.
وأشار البيان الى أن ثلاثة مواقع للتراث العالمي قد أدرِجت على
قائمة التراث المهدد بفعل المخاطر المحدقة به مما يهدد عملية الصيانة
في الإكوادور والسنغال فضلا عن مدينة سامراء.
وكان اسمها في العصر العباسي (سر من رأى) حينما ابتناها الخليفة
العباسي الثامن (المعتصم) في النصف الأول من القرن الثالث الهجري
التاسع الميلادي وجعلها عاصمة للدولة بدلا من بغداد، واصبحت المدينة في
خلال سنوات قلائل عامرة ومزدهرة، وبعدها بنحو عقدين من الزمن بنى
الخليفة العباسي المتوكل مدينة محاذية لها سماها المتوكلية وشيد المسجد
الجامع ومئذنته الشهيرة (الملوية).
بعد وفاة الإمامين علي الهادي والحسن العسكري (عليهما السلام) في
القرن الثالث الهجري
التاسع الميلادي، دفنا خارج المدينة في المكان الذي فيه مرقدهما
الآن، فتحول مكان دفنهما الى مركز المدينة وبقي الى الان، حيث استهدف
مرتين وتعرض لتدمير كبير، طال الاعتداء الارهابي الأول قبة الإمامين في
22 شباط فبراير 2006، فيما تعرضت منارتا المرقد إلى النسف ايضا في
الاعتداء الثاني الذي جرى الشهر الماضي.
وتعرضت قمة مئذنة جامع سامراء المعروفة بالملوية، إلى اعتداء ايضا،
تسبب ببعض الأضرار في 22 نيسان أبريل 2005.
ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة أو مايعرف اختصارا
بـ (اليونسكو) هي وكالة متخصصة تتبع منظمة الأمم المتحدة تأسست عام
1945، وتهدف المنظمة للمساهمة بإحلال السلام والأمن عن طريق رفع مستوى
التعاون بين دول العالم في مجالات التربية والتعليم والثقافة لإحلال
الاحترام العالمي للعدالة ولسيادة القانون ولحقوق الإنسان ومبادئ
الحرية الأساسية، وتتبع المنظمة حاليا 191 دولة.
واضافت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، اليونسكو،
عددا من المواقع الاثرية والحضارية الى قائمة المواقع التراثية المهمة
في العالم، منها دار الاوبرا الشهيرة في مدينة سيدني الاسترالية
والقلعة الحمراء في العاصمة الهندية دلهي وآثار مدينة سامراء في العراق
التي وضعتها المنظمة ايضا على قائمة المواقع المعرضة لخطر محدق.
كما وافقت اليونسكو على طلب بولندا تغيير اسم معسكر الاعتقال
آوشفيتز الى (آوشفيتز-بيركيناو، المعسكر الالماني النازي للاعتقال
والتصفية 1940 - 1945). وقد طلب البولنديون تغيير اسم المعسكر للتأكيد
على ان بلادهم لم تشارك في تشييد او ادارة المعسكر الذي قتل النازيون
فيه ملايين البشر.
آثار عظيمة المواقع التي اضيفت
للائحة
دار أوبرا سيدني في استراليا.. مدينة كورفو القديمة في اليونان..
القلعة الحمراء في الهند.. مدينة بوردو في فرنسا.. جزيرة جيجو
البركانية في كوريا الجنوبية.. منجم ايوامي جينزان في اليابان.. قلعة
نيسا في تركمنستان..آثار سامراء في العراق.. قناة ريدو في كندا.. جسر
محمد.. سوكولوفيتش في البوسنة.. محمية تايدي في اسبانيا..غابات
كارباثيا في اوكرانيا.. منطقة لوبي-اوكاندا في الغابون.. ريشترسفيلد في
جنوب افريقيا.. توايلفونتين في ناميبيا.. قرى ديالو في الصين.
وقد اطلقت اليونسكو على دار اوبرا سيدني - التي شيدت عام 1973 نعت
الصرح الفني العظيم الذي يقع في متناول يد السواد الاعظم من الناس،
واعترفت المنظمة بدار الاوبرا بوصفها انجاز معماري عظيم له تأثير
متواصل على فن العمارة بشكل عام.
اما قلعة دلهي الحمراء، التي شيدت عام 1648، فقد كرمت كونها تعكس كل
الحقب التي مر بها تاريخ الهند، منذ الفترة المغاولية الى عهد
الاستقلال،" حسب اليونسكو.
وقد نال منجم ايوامي جينزان للفضة في اليابان - الذي يعود تاريخه
الى القرن السادس عشر الميلادي - تكريم اليونسكو ايضا، كما فعلت قلاع
نيسا في تركمنستان التي تحوي آثار مدينتين بنيتا في الفترة الممتدة من
القرن الثالث قبل الميلاد الى القرن الثالث الميلادي.
الامم المتحدة تساعد في إعادة بناء
ضريح العسكريين في سامراء
وقالت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) نقلا
عن رويترز: ان الامم المتحدة وافقت على مساعدة العراق على اعادة بناء
مزار العسكري في بلدة سامراء الذي تعرض لاضرار شديدة في هجومين منفصلين
في العام الماضي واوائل الشهر الحالي.
وقالت يونسكو ان مذكرة تفاهم وقعت في الاردن وقال المتحدث: انه تم
تخصيص ميزانية قدرها 8.4 مليون دولار لهذا العمل منها ثلاثة ملايين
دولار تقدمها حكومة العراق والباقي من الصناديق التابعة للامم المتحدة. |