التكفيرية الوهابية تنقل مفخخات القاعدة من بغداد الى لندن

 

 

شبكة النبأ: يمكننا ان نقول الان ان التحذيرات التي طالما اطلقها العراقيين في ان المواجهة مع الارهاب يجب ان تاخذ منحاً دوليا وجهدا يتعاون فيه المجتمع الدولي بجميع اطرافه المعنية وغيرها لأن آفة الارهاب لا تقتصر على بلد معين او فئة او شريحة بحد ذاتها، يمكن القول بأن بوادر انتشار هذا السرطان قد اخذت تصل لجميع الدول وحتى لتلك التي عبر البحار ومن ضمنها بريطانيا.

الجديد في الامر ان بريطانيا وعلى لسان رئيس بلدية لندن قد لوحت باصابع الاتهام الى المذهب الوهابي الذي يعتنقه الحكام في السعودية، وما يبثه من فتاوى متطرفة ومتشددة تحمل طابع العنف والارهاب بكل اشكاله واقبحها.

وتأتي هذه الاحداث بعد عامين بالتمام تقريبا من هجمات السابع من يوليو تموز عندما شن اربعة مفجرين انتحاريين تفجيرات منسقة في شبكة النقل بلندن مما ادى الى قتل 52 شخصا.

وقال كبير مستشاري رئيس الوزراء البريطاني بشأن الارهاب ان المؤامرة التي تم احباطها لتفجير سيارة ملغومة في لندن تثبت ان القاعدة قد استوردت اساليب المتشددين العراقيين والاندونيسيين الى بريطانيا.

وقال جون ستيفنز المفوض السابق لشرطة لندن في مقابل في صحيفة نيوز اوف ذي وورلد تأكد لدينا من ان هجمات القنابل في نهاية الاسبوع الفائت تمثل تصعيدا كبيرا في الحرب التي يشنها الارهابيون الاسلاميون علينا.

وقال، في باديء الامر كان من المعتقد ان المشكلة الرئيسية التي تواجهها الشرطة هي جماعات معزولة من المتطرفين الذين نشأوا في الداخل. ولكن من الواضح الان ان شبكة فضفاضة ولكنها فتاكة من الخلايا العاملة المرتبطة فيما بينها قد نمت.

واضاف، رعب السابع من يوليو/2005/ كان فظيعا بما يكفي ولكن القاعدة استوردت الان اساليب بغداد وبالي الى شوارعنا. وسيزداد الامر سوءا قبل ان يتحسن.

ويأتي تقييم ستيفنز بعد احباط مؤامرة لتفجير سيارتين ملغومتين في لندن عندما عثرت الشرطة على سيارتين معبأتين بالوقود واسطوانات الغاز والمسامير متوقفتين قرب ناد ليلي في قلب العاصمة المزدحم.

وأبطل مفعول القنبلتين ولكن الشرطة قالت انهما كانتا ستقتلان عشرات الاشخاص في حال انفجارهما.

ويوم السبت اقتحمت سيارة رباعية الدفع صالة الركاب بمطار جلاسجو وانفجرت مما دفع وزارة الداخلية البريطانية الى رفع حالة الاستنفار الامني في البلاد الى اعلى مستوى والذي يشير الى توقع ان هجمات اخرى على وشك ان تقع.

ووصف شهود الرجلين اللذين كانا في السيارة بأنهما، رجلان اسيويان، وقال شخص انه كان واثقا انهما كانا ينويان القيام "بعمل ارهابي." واعتقل الرجلان.

وقال كبير ضباط مكافحة الارهاب في لندن ان الهجوم المزمع يحمل اوجه شبه بمؤامرة اخرى اكتشفت في عام 2004 خطط خلالها متشدد بالقاعدة تفجير قنابل معبأة بالغاز كان يخفيها في سيارات ليموزين عبر لندن.

وقال ستيفنز ان هناك احتمالا بان "قادة" القاعدة يعملون في بريطانيا واضاف ان بذور الارهاب الاسلامي بدأت تنبت.

اجتماع خلية الازمة البريطانية

 وعقدت الحكومة البريطانية محادثات ازمة السبت بعد ان عثرت الشرطة البريطانية الجمعة على سيارتين مفخختين في لندن مما اعاد الى الاذهان شبح الهجمات الارهابية التي تعرضت لها العاصمة البريطانية قبل نحو العامين.

وجاء اجتماع خلية الازمات البريطانية المعروفة باسم "كوبرا" مع تعزيز الامن في العاصمة وتواصل مطاردة سائقي السيارتين اللتين كانتا مليئتين بالوقود والمسامير وقوارير الغاز.

وتوجه رئيس الوزراء غوردون براون الذي يواجه اصعب تحد بعد ايام من توليه منصبه الجديد شخصيا الى مقر الشرطة البريطانية (سكوتلنديارد) لاجراء محادثات مع رؤساء وحدات مكافحة الارهاب بعد تفكيك السيارتين المفخختين اللتي اوقفتا في منطقة النوادي الليلة والمسارح. بحسب فرانس برس.

واشارت التقارير الى ان القنبلة الاولى التي وضعت امام نادي "تايغر تايغر" في منطقة هيماركت في لندن كانت مثبتة بهاتف نقال هو عبارة عن جهاز تفجير الا انه تم تفكيكها من قبل رجل شرطة حدد التهديد وتصرف بسرعة.

الشرطة البريطانية تطلق حملة ملاحقات واسعة

واطلقت الشرطة البريطانية حملة ملاحقات واسعة السبت بحثا عن الاشخاص الذين يقفون وراء محاولتين فاشلتين لتفجير سيارتين في منطقة الملاهي الليلية في لندن فيما رأى الخبراء انهما تحملان بصمات القاعدة.

فقد اعلن عن العثور على سيارة مرسيدس اولى في هايماركت صباحا ثم اكد رئيس شعبة مكافحة الارهاب في سكوتلانديارد بيتر كلارك مساء ان سيارة مفخخة ثانية كانت متوقفة بالقرب من المكان وتم تعطيلها.

واظهرت التحقيقات ان سيارة المرسيدس الثانية كانت تحتوي مثل الاولى على كميات كبيرة من الوقود والمسامير.

وقال كلارك ان العثور على السيارتين يؤشر الى هجوم منسق وهو امر "مثير للقلق بالطبع". واضاف كلارك ان، هذه العبوة مثل الاولى كان يمكن ان تنفجر وتوقع عددا كبيرا من الضحايا وقد فككها خبراء الشرطة.

ويشكل ذلك اول اختبار لرئيس الوزراء البريطاني الجديد غوردن براون الذي تحدث عن "تهديد ارهابي مستمر وخطير" بعد يومين على توليه منصبه.

وبدأ المحققون يدرسون الصور الملتقطة من كاميرات منصوبة في الشوارع المحيطة بهايماركت وهو اجراء تبين انه فعال جدا لدى المحققين اثناء التحقيق في اعتداءات 7 تموز/يوليو 2005. واوضح كلارك ان "التحقيقات جارية حاليا". ورفض كلارك التكهن بهوية المجموعات التي قد تكون تقف وراء ذلك او دوافعها.

لكن روي رام المسؤول السابق في سكوتلانديارد قال لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" ان الشرطة ستستفيد من كمية هائلة من الادلة التي تركت في مكان السيارتين مثل عينات عن الشعر والجلد التي قد تساهم في تحديد هوية المشتبه بهم.

رئيس بلدية لندن يدافع عن المسلمين ويتهم المذهب الوهابي

من جهته دعا رئيس بلدية لندن كين ليفينغستون البريطانيين عدم وصم المسلمين بصفة الشر وذلك بعد العثور على سيارتين مفخختين في العاصمة البريطانية.

وفي الوقت ذاته انتقد ليفنغستون بريطانيا بسبب علاقاتها مع السعودية التي قال انها شجعت عدم التسامح في الماضي من خلال المذهب الوهابي مما خلق "مشكلة كبيرة".

وصرح لراديو هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) "في هذه المدينة المسلمون اكثر ميلا للالتزام بالقانون من غير المسلمين كما انهم اقل تاييدا لاستخدام العنف لتحقيق الاهداف السياسية مقارنة مع غير المسلمين".

واضاف ان المسلمين "لعبوا دورا جيدا ونشطا ومتزايدا في خلق مجتمع متعدد الثقافات".

واشار الى ان لندن تعرضت لاعمال ارهابية عبر السنوات من جماعات مختلفة من بينها على سبيل المثال الجماعات اليمينية المتطرفة. كما تعرضت العاصمة البريطانية لسنوات طويلة لاعمال العنف التي نفذها الجيش الجمهوري الايرلندي.

وتابع "كل ما يهمني كرئيس لبلدية لندن هو ان نحاول منع اية اعمال عنف سواء كان منفذها شابا غاضبا من اعضاء الحزب الوطني البريطاني اليميني او شخص اسلامي او احد انصار الوهابية".

واضاف انه من المهم ان نفهم "ان ذلك لا يعني ان كل البيض هم مصدر تهديد محتمل للمجتمع كما ان ليس كل المسلمين مصدر تهديد".

الا ان ليفينغستون انتقد العلاقات التي تربط بريطانيا بالحكومة السعودية وقال انه لا يزال من غير الواضح ما اذا كانت الرياض قد اوقفت التمويل الهائل الذي يخرج من السعودية الى تنظيمات مشبوهة تتحرك ضمن فتاوى متطرفة ومتشددة.

واضاف "يجب ان نفهم انه عندما نتحدث عن المذهب الوهابي من الاسلام الذي يتصف بعدم التسامح فان مشكلتنا الاساسية في التعامل معه هو انه يخرج من السعودية" لدعم انصار المذهب الوهابي.

وقال ان الوهابية هي المذهب الرسمي للعائلة السعودية المالكة مشيرا الى ان الرياض هي واحدة من اكبر البلاد المستوردة للاسلحة البريطانية.

وقال "لفترة طويلة كان السياسيون على مستوى البلاد يرفضون توجيه الانتقادات الكافية لحقيقة ان النظام السعودي لم يتخذ الخطوات اللازمة" لوقف تدفق الاموال.

واضاف "ولكننا الان تاكدنا من انهم قاموا بها ولكن وعلى مدى عقود تدفقت مئات ملايين الجنيهات من السعودية بدعم رسمي الى معتنقي اكثر المذاهب الاسلامية تشددا لشراء النفوذ في كل انحاء العالم".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 2 تموز/2007 -15/جماد الاخرى/1428