المخدرات انتشار جنوني.. وأفغانستان اكبر المصدرين

 

شبكة النبأ: تكمن الصعوبة في مكافحة زراعة وتداول المخدرات في كونها عامل اقتصادي حيوي لبعض الدول الآسيوية، وهي من اسباب المعيشة هناك وقد اكتسبت خبرة طويلة في تداولها وتسويقها لكن الجهود الدولية قد تستطيع ان تحد من اشاعتها ولو جعلها في نطاق محدود بحيث يكون استعمالها نحو الوجهة الصحيحة في الطب والعلوم والصناعة ولا يسبب الكوارث الصحية والاخلاقية للمجتمعات.

وتفيد التقارير المتواترة ان مؤشرات ايجابية سجلت في مكافحة الادمان في العالم لكن الانتصار في الحرب على المخدرات لا يزال بعيد المنال وخصوصا في افغانستان ابرز مصدر للهيرويين.

واعتبر مدير مكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة انطونيو ماريا كوستا في مقدمة هذا التقرير للعام 2007 ان معطيات حديثة تشير الى ان السرعة الجنونية لقطار الادمان تتباطأ. بحسب فرانس برس.

وقال، هناك مؤشرات استقرار عام في مجالات زراعة وانتاج او استهلاك كافة انواع المخدرات تقريبا. لكنه حذر قائلا، هذا لا يعني ان المشكلة وجدت حلا لها او انه بات يتعين تخفيف الرقابة.

وهكذا فان زراعة الخشخاش زادت بقوة في افغانستان التي باتت توفر 92% من الهيرويين المستهلك في العالم، وقال التقرير، ان مصير اسواق الهيرويين العالمية يتوقف على المدى القصير على الاقل على ما سيحصل في جنوب افغانستان.

وبالنسبة الى الكوكايين الذي يحتل المرتبة الثانية من حيث الاستهلاك في العالم فان كولومبيا والبيرو وبوليفيا تبقى ابرز الدول المنتجة.

وقد سمحت حملات استئصال زراعة المخدرات بتراجع ملموس في المساحات المزروعة بالخشخاش والكوكا في العالم لكن مداها ظل محدودا بسبب تحسين الانتاجية الزراعية ومختبرات التحويل كما لفت معدو التقرير اثناء عرضه في جنيف.

وبالنسبة الى الهيرويين وعلى الرغم من التراجع الاجمالي للمساحات المزروعة بالخشخاش بنسبة 10% مذ 2005 وخصوصا في المثلث الذهبي لجنوب شرق آسيا فان الانتاج العالمي بلغ رقما قياسيا من 6610 اطنان في 2006 (43% اكثر مما كان عليه في 2005).

ويعتمد الانتاج بصورة كبيرة على جنوب افغانستان حيث انتاجية الحقول افضل بكثير.

ولفت معدو التقرير الى ان شفاء ولاية هلمند (الافغانية) من سرطان المخدرات والتمرد سيخلص العالم من المصدر الاكثر خطورة للمخدرات الاكثر خطورة.

وبالنسبة الى الكوكايين فان المساحات المزروعة بالكوكا تراجعت بنسبة 29% بين 2000 و2006 وخصوصا في كولومبيا (انخفاض بنسبة 52% بين 2000 و2006) في حين تزداد في البيرو وبوليفيا.

وتبقى كولومبيا الدولة المنتجة الاولى مع حوالى 600 طن في 2006. وعلى الرغم من الانخفاض الاجمالي في المساحات المزروعة فان الانتاج فيها بقي مستقرا (1008 اطنان في 2004 و984 طنا في 2006).

وبالفعل فان استخدام الاسمدة والمبيدات وتحسين تقنيات الانتاج في السنوات الاخيرة زادت المردود كما اوضح خبراء الامم المتحدة.

وبالنسبة الى القنب فلا يوجد في المقابل تركيز جغرافي: انه ينتج في 172 دولة ومنطقة على الاقل لحوالى 160 مليون مستهلك، الا ان النزعة تتجه الى الاستقرار مع ذلك وحتى الى التناقص سواء بالنسبة الى الانتاج او الاستهلاك.

وعلى الرغم من ان المغرب يبقى المنتج الاول للحشيش فان المساحات المزروعة انتقلت من 134 الف هكتار في 2003 الى 76400 هكتار في 2005.

ويراوح الانتاج العالمي للمخدرات المركبة مثل اقراص اكستاسي عند 480 طنا على الاقل. ويتراجع استهلاكها بشكل كبير حتى في اميركا الشمالية وبمستوى اقل في اوروبا.

وفي جدول اراد اظهار التفاؤل رحب مكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة بالفعالية الاكبر في قمع التهريب: ففي 2005 اسفرت عمليات المصادرة عن سحب 42% من الانتاج العالمي من الكوكيين و26% من الهيرويين من السوق.

لكن عمليات قمع الانتاج والتهريب محدودة بحسب خبراء الامم المتحدة الذين يوصون بزيادة مكافحة الطلب عبر الوقاية وتقديم المساعدة للدول المنتجة.

ثباث معدل الاستخدام وارتفاع الإنتاج الأفغاني

وكشف أحدث تقرير للأمم المتحدة  نقلته الـ CNN أن معدل الاستخدام العالمي للمخدرات ثابث عند مستوياته للعام الثالث على التوالي، فيما تزايد حجم الإنتاج الأفغاني من الأفيون بشدة.

وكشف تقرير مخدرات العالم للعام 2007" الذي يعده "مكتب مكافحة الجريمة والمخدرات التابع لمنظمة الأمم المتحدة، أن 200 مليون شخص - أي 5 في المائة من إجمالي سكان العالم من الفئة العمرية بين 15 و64 عاماً - استخدموا المخدر لمرة واحدة على الأقل خلال الـ12 شهراً الماضية.

ويكشف التقرير عن أن إقليم هلمند الافغاني هو مصدر نصف المنتج العالمي من المخدرات غير الشرعية، كما قال مؤلف التقرير توماس بيتسشمان إن إنتاج الإقليم وحده، يفوق إجمالي ما تنتجه بقية دول العالم من الأفيون.

المهربون يبحثون عن طرق جديدة

ويضيف بيتسشمان، يوجد في إقليم هلمند حوالي 70 ألف هكتار من الأراضي المزروعة بالأفيون، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف الأراضي المزروعة في ميانمار "بورما" التي تعتبر ثاني أكبر منتج للأفيون في العالم".

ويرصد التقرير تحسنا في التنسيق العالمي لأجهزة مكافحة المخدرات، لكنه يقول إن مهربي الهيرويين من أفغانستان والكوكايين من كولومبيا يستهدفون طرقا جديدة لبضاعتهم عبر قارة أفريقيا.

وتنادي الأمم المتحدة بضرورة تصدي أفريقيا، التي تعاني من أمراض الإيدز والسل والملاريا، لهذه الظاهرة على الفور، لتتجنب الخسائر الصحية الباهظة الناجمة عن إدمان المخدرات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 2 تموز/2007 -15/جماد الاخرى/1428