شكوك ايرانية بالنوايا الامريكية يرفع من حرارة الحرب في الخليج

شبكة النبأ: يرى محللون وخبراء ان التصعيد الايراني شديد اللهجة ومن اناس قريبين من مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي يعبر عن عدم ثقة السلطة الايرانية بالوعود الامريكية والغربية التي يطلقها البعض بعدم مهاجمة ايران، كما ان الاجتماعات الايرانية الامريكية تمثل تغطية للنوايا الامريكية الحقيقية التي تختبئ في صدور المحافظين الجدد في البيت الابيض. 

فقد ذكرت وكالة فارس الايرانية أن مسؤولا ايرانيا بارزا جدد يوم السبت تهديد طهران باستهداف المصالح الأمريكية في مختلف أنحاء العالم في حالة قيام الولايات المتحدة بشن هجوم على الجمهورية الاسلامية بسبب برنامجها النووي.

وتتهم واشنطن ايران بالسعي لتطوير أسلحة ذرية وهو ما تنفيه طهران. ورغم تأكيد المسؤولين الامريكيين أنهم يريدون حلا دبلوماسيا فانهم لم يستبعدوا القيام بعمل عسكري في حالة الضرورة.

ونقلت الوكالة عن محمد باقر ذو القدر وهو نائب لوزير الداخلية للشؤون الأمنية قوله "في حالة وقوع هجوم امريكي على ايران فان مصالح هذه الدولة في أنحاء العالم والمنطقة ستكون معرضة للخطر."

واضاف ذو القدر وهو نائب سابق لقائد الحرس الثوري الايراني "اليوم كل القواعد الامريكية في المنطقة في مرمى اسلحتنا متوسطة المدى".

ومضى يقول "في حالة حدوث أدنى خلل اليوم في أمن المنطقة وأمن مضيق هرمز والخليج فسوف تصل اسعار النفط الى 250 دولارا للبرميل وسيؤدي هذا الى موت الدول الاوروبية وامريكا اقتصاديا وأمنيا."

وتعتبر مشاعر القلق بشأن أي خلل في امدادات النفط من ايران رابع أكبر مصدر للنفط في العالم أحد العوامل التي تساعد في رفع أسعار النفط. ويصل سعر الخام الامريكي الآن الى حوالي 65 دولارا للبرميل.

وقال "قد يكون بدء عمل شرير في يد الولايات المتحدة لكن استمراره ونهايته لن يكونا (بيدها").

وقال الزعيم الأعلى الايراني اية الله علي خامنئي في فبراير شباط ان الجمهورية الاسلامية ستستهدف المصالح الامريكية في مختلف انحاء العالم في حالة تعرضها للهجوم.

بدوره حذر رئيس مجلس الشورى الايراني غلام علي حداد عادل الاحد من ان ايران سترد باستهداف القواعد العسكرية الاميركية في دول الخليج المجاورة في حال استخدامها لشن هجوم اميركي على الجمهورية الاسلامية بشأن برنامجها النووي.

وقال عادل خلال مؤتمر صحافي اثناء قيامه بزيارة رسمية للكويت "اننا نستبعد امكانية ان يسمح جيراننا للولايات المتحدة باستخدام اراضيهم لمهاجمة ايران".

لكنه اضاف انه "اذا ما حصل هذا فسوف نكون مضطرين الى الدفاع عن انفسنا وسنستهدف هذه القواعد او المواقع" المستخدمة لمهاجمة ايران.

وقال ان طهران تلقت ضمانات من بعض دول الخليج بانها لن تسمح باستخدام اراضيها لمهاجمة ايران بدون ان يذكر هذه الدول بالاسماء.

وقال ردا على سؤال بشأن تلقي مثل هذه الضمانات "نعم ان بعض دول المنطقة قامت بذلك".

وقال عادل ان "المجالس النيابية في بعض هذه الدول دعت حتى الى عدم السماح للولايات المتحدة باستخدام قواعدها لمهاجمة ايران" مضيفا ان هذه المسألة ليست موضع بحث مع المسؤولين الكويتيين.

ولفت الى ان دول الخليج "تعلمت دروسا كثيرة من الاجتياح الاميركي للعراق" وانه "من غير المرجح ان يرهن المسؤولون في المنطقة مصيرهم بالاخطاء الاميركية".

لكن وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ولابقاء بوابة الحوار مفتوحا قال يوم الاحد إن بلاده مستعدة "للتعامل بايجابية" مع احتمال مواصلة التشاور مع الولايات المتحدة حول الوضع في العراق، اذا اعتقدت حكومة بغداد ان ذلك سيكون ضروريا.

ونقلت وكالة الانباء الطلابية الايرانية عن متكي قوله: "اذا اصرت حكومة نوري المالكي على مواصلة المشاورات، سنكون على استعداد للتعامل مع هذا الموضوع بايجابية."

ادلى متكي بهذه التصريحات عقب اجتماعه بنائب رئيس الحكومة العراقية برهم صالح الذي وصل الى طهران مساء الاحد في زيارة قصيرة.

وكان سفيرا الولايات المتحدة وايران في بغداد قد عقدا اجتماعا تاريخيا منذ اسبوعين كرساه لبحث مسألة الامن في العراق في اول اجتماع علني من نوعه منذ اكثر من 27 عاما.

ولم تفض المحادثات الى نتائج ملموسة، حيث اصر الامريكيون على ان توقف ايران تدخلها في الشؤون العراقية.

شكوك ايرانية مبررة

وما يبرر الشكوك الايرانية كلام السناتور جوزيف ليبرمان المؤيد لحرب العراق منذ وقت طويل الذي قال يوم الاحد ان القوة العسكرية ربما تكون ضرورية لمنع ايران من تدريب وتسليح المتطرفين الذين يقتلون القوات الامريكية.

وقال السناتور المستقل من ولاية كونيتيكت لبرنامج تذيعه محطة (سي.بي.اس) التلفزيونية "أعتقد اننا ينبغي أن نكون مستعدين للقيام بعمل عسكري ضد الايرانيين لمنعهم من قتل الامريكيين في العراق." بحسب رويترز.

وقال "وبالنسبة لي فان ذلك يشمل توجيه ضربة في الداخل عبر الحدود في ايران حيث لدينا أدلة قوية على ان لديهم قاعدة يدربون فيها أولئك الاشخاص الذين يعودون الى العراق لقتل جنودنا."

وخسر ليبرمان في العام الماضي الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بسبب تأييده للحرب لكنه عاد في الانتخابات العامة كمستقل كي يعود الى مجلس الشيوخ.

وبينما ترك تفاصيل شكل الرد العسكري للجنرالات قال ليبرمان انه لا يتحدث عن غزو بري واسع النطاق وانما ما هو أقرب الى الاستخدام الاستراتيجي للقوة الجوية.

وقال ليبرمان انه لا يعارض التحدث مع الايرانيين كما فعلت الحكومة الامريكية مؤخرا في بغداد.

وقال "اذا كنا سنجلس ونتحدث مع الايرانيين فلنقل لهم ما ذا نريد منهم أن يفعلوا وهو أن يتوقفوا (عن تسليح وتدريب العراقيين) لان هذا يؤدي الى قتل أمريكيين."

وقال ليبرمان "لا يمكنهم أن يعتقدوا ان لديهم حصانة لتدريب اشخاص وتزويدهم بمعدات ليأتوا ويقتلوا أمريكيين. لا نستطيع أن ندعهم يفلتوا بهذا."

وفي الماضي قال ليبرمان ان على الولايات المتحدة أن تحتفظ بالرد العسكري كملاذ أخير في ردها على البرنامج النووي الايراني.

نظام عالمي جديد

وفي سياق متصل دعا رئيس نيكاراجوا دانييل أورتيجا الذي يريد زيادة المساعدات الامريكية لبلاده يوم الاحد الى نظام عالمي جديد بدلا من "الرأسمالية والامبريالية" وذلك في مستهل زيارة لايران. وجاءت تصريحات أورتيجا مماثلة لبعض تصريحات نظيره الايراني محمود أحمدي نجاد الذي كثيرا ما يهاجم "قوى الاستكبار" و"الامبريالية" الا أنه أشد انتقادا لواشنطن. بحسب رويترز.

وأثار أورتيجا حفيظة واشنطن التي قطعت العلاقات الدبلوماسية مع ايران عام 1980 باقامته علاقات مع الجمهورية الاسلامية. لكن رئيس نيكاراجوا قال انه ليس بحاجة الى تصريح لاقامة علاقات صداقة مع أي دولة.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن أورتيجا قوله " نختار أصدقاءنا بارادتنا ولا نأخذ تصريحا من أحد. "في المفاوضات مع أمريكا أوضحنا مواقفنا الشخصية والسياسية بشأن الامبريالية... الامبريالية والرأسمالية يجب أن تزولا وينبغي ان نقيم عالما يعمه السلام والصداقة." وفي وقت سابق قال أورتيجا الذي كان أحد أعداء واشنطن ابان الحرب الباردة انه سيسافر الى ايران على متن طائرة أعاره اياها الزعيم الليبي معمر القذافي الذي كان في السابق خصما للولايات المتحدة لكنه أقام علاقات أفضل مع واشنطن في الاونة الاخيرة. وأورتيجا مثل أحمدي نجاد حليف للرئيس الفنزويلي هوجو شافيز خصم الولايات المتحدة.

وقال أورتيجا قبل زيارته لايران ان من بين الموضوعات التي ستركز عليها المحادثات الحصول على استثمارات ايرانية في مصانع في نيكاراجوا تقوم بتصنيع الجرارات وغيرها من المعدات الزراعية. وكانت العلاقات التجارية من بين الموضوعات التي نوقشت عندما زار أحمدي نجاد ماناجوا في يناير كانون الثاني.

وذكرت وكالة الانباء الايرانية أن أحمدي نجاد قال "في هذه الزيارة ( زيارة أورتيجا) سيتم وضع اللمسات الاخيرة على الاتفاقات التي أبرمت بين البلدين في نيكاراجوا وستدخل حيز التنفيذ."

كما نقلت وسائل الاعلام الحكومية عن أحمدي نجاد قوله ان نيكاراجوا نالها الاذى من "سياط الاستعمار". والتقى أورتيجا في وقت لاحق يوم الاحد بالزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي. وذكرت وكالة أنباء الطلبة أن خامنئي أبلغه أن "أمريكا اليوم هي أكثر حكومة مكروهة في العالم." ونقلت وكالة الانباء ذاتها عن أورتيجا قوله "اليوم أمريكا معزولة بين الامم الاخرى."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 12 حزيران/2007 -24/جمادي الأول/1428