الإيدز يفتك بالعرب... واكتشاف جديد يخطّئ نظرية الاصابة

 شبكة النبأ: رغم المعرفة العامة بمواطن مرض الايدز الا ان العالم العربي لم يكن يوما يتوقع ان يصل اليه المرض ويشغل بين مواطنيه مساحة كبيرة، لكن الحقائق تدحض التوقعات وتنسف الاحتمالات حيث ان هذا المرض كان قد غزا عالمنا العربي منذ زمن ليس بالقصير ونحن عنه سادرون، فقد شهد عام 2006 تسجيل 67 ألف حالة إصابة جديدة بمرض الإيدز في الدول العربية، اي ما يعادل ثلاثة أضعاف المعدلات المسجلة خلال الفترة نفسها في أوروبا الغربية، حيث رُصدت 22 ألف حالة.

كشفت ذلك الدكتورة خديجة معلى، مستشار سياسات الإيدز ومنسقة البرنامج الإقليمي للإيدز في الدول العربية، واكدت الدكتورة خديجة: أن الأرقام التي يعلن عنها في العالم العربي لا تمثل سوى 5 في المائة فقط من الواقع الحقيقي للمرض، وذلك لكون 95 في المائة من الأشخاص الحاملين للفيروس يجهلون إصابتهم به بسبب القصور في إجراء التحاليل.

وبينت المعلى أن أوروبا الشرقية تحتل المرتبة الأولى من حيث معدل الإصابات الجديدة، حيث سجل لديها 13 في المائة، وتليها الدول العربية، والتي وصلت 3 في المائة.

وقالت الخبيرة العربية، في لقاء أجرته مع صحيفة الشرق القطرية: هناك 40 مليون حالة إيدز على مستوى العالم، ونجد أن دول أفريقيا، جنوب الصحراء وحدها ، بها 30 مليون حالة لمتعايش مع الفيروس، مما يعني أن تلك الدول لديها ثلاثة أضعاف عدد المصابين في العالم كله. بحسب الـCNN.

وأوضحت أن الشخص المتعايش، هو شخص أصابه الفيروس، ومن الممكن أن يعيش معه لمدة عشر سنوات، وفي النهاية عندما يدخل في مرحلة الإيدز، ربما يعيش ستة أشهر أو سنة ومن ثم يتوفى.. أي أننا نتحدث عن شخص حامل للفيروس، ومن الممكن أن ينقله دون أن يعرف، وهذه هي المشكلة الكبيرة.

ولفتت المعلى إلى أن عدد الإصابات في العالم العربي ليست معروفة بشكل دقيق، حيث أن تقديرات منظمة الصحة العالمية تقول إنها تتراوح ما بين 200 ألف ومليون ونصف المليون، أي أن المتوسط يبلغ حوالي 700 ألف، وذلك يتناقض مع ما تقوله السودان، التي تقدر وجود 600 ألف حالة على أراضيها.

وأشارت إلى أن 80 في المائة من السيدات المصابات في الدول العربية أصبن في إطار الزواج بانتقال العدوى لهن من أزواجهن دون علمهن، وأحيانا دون علم أزواجهن.

وبينت المعلى أن الإصابات في القرن الإفريقي أكبر بحكم الأوضاع السياسية غير المستقرة والفقر والتنقل والتهجير، إلى جانب وجود حالات عنف واغتصاب.

وحذرت المعلى من أن البنك الدولي توقع في عام 2015 أن تكون نسبة المصابين 4 في المائة لدى كل الدول العربية، معتبرة أن الوصول إلى هذا الرقم يشكل معضلة خطيرة لا يمكن حلها، لأن ذلك سيعني تزايداً في معدلات الإصابة إلى 30 أو 40 في المائة من السكان، وتكراراً لسيناريو جنوب الصحراء الأفريقية.

علامات استفهام حول كيفية الاصابة بالايدز

ودحض علماء في كلية Imperial Royal College الفرضية السائدة حول كيفية فقدان الجسم لمناعته جراء الاصابة بفيروس HIV.

ويهاجم فيروس HIV خلايا المناعة في الجسم، ويتطلب فقدان هذه الخلايا وقتا طويلا يصل الى سنوات. وكان الاعتقاد السائد ان الخلايا الموبوءة تنتج فيروسات اضافية مما يدفع الجسم الى تنشيط خلايا مناعة اضافية تصاب بالعدوى وتموت بدورها.

وتقول النظرية الجديدة انه لو كانت هذه الفرضية صحيحة لتطلب موت الخلايا شهورا وليس سنين. بحسب الـبي بي سي.

وقال البروفيسور ياروسلاف ستارك: لم يكن العلماء يوما يعرفون بالضبط كيف يقوم فيروس الـ HIV بالقضاء على خلايا المناعة وبالتالي لم يستطع فهم سبب بطء الفيروس في القضاء على تلك الخلايا.

ويضيف بروفيسور ستارك: ألقت أبحاثنا ظلالاً من الشك على النظرية السائدة لكيفية تأثير فيروس الـ HIV على خلايا المناعة، وهذا يعني ان هناك حاجة الى أبحاث اضافية لمعرفة سبب بطء العملية.

ويعتقد الباحثون ان الفيروس يتكيف ببطء مع الظروف الجديدة خلال عملية العدوى، ولكنهم يؤكدون على ضرورة اجراء أبحاث اضافية للتاكد من ذلك.

واضاف، اذا عرفنا طريقة قضاء الفيروس على الخلايا فان هذا سيمهد الطريق أمام التوصل الى وسائل جديدة للعلاج.

ويقول روجر بيبودي وهو مستشار لشؤون العلاج في مؤسسة Hiighins Trust الخيرية: فيروس HIV هو فيروس معقد جدا والأبحاث مستمرة لمعرفة كيفية عمله.

هناك حاجة الى دراسات وأبحاث اضافية في هذا المجال قبل التوصل الى نتائج موثوقة.

وخلصت الدراسة التي استخدمت النموذج الرياضي المذكور والتي نشرت في مجلة PLoS Medicine إلى أن النظرية التي تدعى نظرية الإطراد تعجز عن تفسر بطء وتيرة الاستنزاف التي تعقب الإصابة بالعدوى.

ويرد روجر بيبودي، مستشار العلاج لجمعية تيرنس هيغنز الخيرية المعنية بشؤون مكافحة الإتش آي في، قائلا: إن الفيروس في غاية التعقيد، ونحن في حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات قبل التوصل إلى خلاصة واضحة.

شبكة النبأ المعلوماتية- االسبت 30 حزيران/2007 -14/جماد الاخرى/1428