شبكة النبأ: بعد انهيار الاتحاد
السوفياتي تراجع نفوذ روسيا كثيرا في البلقان التي طالما كانت تتشكل من
دول المعسكر الاشتراكي ومنها جمهوريات البحر الاسود، وهي تخطط لأن يكون
لها التعويض المناسب في الساحة الدولية وتحاول ان تعقد اتفاقات متبادلة
مع الجانب الشرق اوربي على وجه الخصوص، وبوتين يدرك ان هذه الغاية لا
تدرك إلا من خلال دول الشرق الاوربي التي تتمتع بقوة نفطية كبيرة
ومخزون هائل من الغاز حيث تعتبر المنطقة التي تشمل البانيا وارمينيا
واذربيجان وبلغاريا وجورجيا واليونان ومولدافيا ورومانيا وصربيا وتركيا
وروسيا واوكراني،ا ثاني اكثر مناطق العالم غنى بالمحروقات بعد دول
الخليج.
ولذا فمن المصلحة ان تتعزز الثقة والعلاقات بين موسكو ودول البلقان
في إطار دراسة وتنفيذ مشاريع مشتركة في مجال الطاقة.
وقد اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اسطنبول ان روسيا بقوتها
المتنامية عادت الى البلقان ومنطقة البحر الاسود ويجب الان ان يحسب لها
حساب.
وصرح الرئيس الروسي لعدد من الصحافيين على هامش قمة منظمة التعاون
الاقتصادي في البحر الاسود قائلا، الجميع يعلم ان البلقان ومنطقة
البحر الاسود كانتا من المناطق الاكبر اهمية بالنسبة لنا. بحسب فرانس
برس.
واضاف بوتين الذي زار زغرب عاصمة كرواتيا للمشاركة في قمة حول
الطاقة ان روسيا بامكانياتها المتنامية تعود الى هذه المنطقة.. تلك
معطيات واضحة. واعتبر ان عودة موسكو في صالح روسيا وشركائها.
واجتمع في اسطنبول قادة 12 دولة مطلة على البحر الاسود او مجاورة له
للتحاور حول تعزيز علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع التركيز على
التعاون في مجال الطاقة. حيث تعبر عدة انابيب غاز ونفط هذه البلدان
لتزويد اوروبا لا سيما بالمحروقات الروسية.
وقال بوتين اننا مقتنعون ان علينا تعزيز الثقة المتبادلة بهدف تعميق
اتصالاتنا في قطاع الطاقة وهذا يفترض الشفافية واحترام القوانين
وانعدام التمييز في فتح الاسواق.
ووصف المجموعة الروسية غازبروم بانها الشركة الرئيسية المنخرطة في
مجال التعاون مع دول البلقان والتي لا تقوم بتزويد الغاز وحسب وانما
تشارك ايضا في بناء البنى التحتية.
واشار الرئيس الروسي ايضا الى التوقيع على اتفاق بين الشركتين
الايطالية ايني والروسية غازبروم امس السبت في روما على مشروع مد انبوب
للغاز بطول 900 كلم بين روسيا واوروبا.
وسيعبر انبوب الغاز (ساوث ستريم) البحر الاسود حتى بلغاريا حيث
يتفرع الى فرعين يتوجه احدهما الى النمسا والثاني الى اليونان ثم
اوترانتا بجنوب ايطاليا.
ويستورد الاتحاد الاوروبي اكثر من اربعين بالمئة من استهلاكه من
الغاز الطبيعي وياتي نحو نصف هذه الكمية من روسيا بينما تعتمد بعض دول
اوروبا الوسطى والشرقية بشكل كلي تقريبا على الغاز الروسي.
ويشارك في هذه القمة الاقليمية حول الطاقة المنعقدة في زغرب رؤساء
البانيا والبوسنة وبلغاريا وكرواتيا ومقدونيا ومونتينغرو ورومانيا
وصريبا. وتتمثل سلوفينيا باحد وزرائها في حين ارسلت اليونان نائب وزير
والمفوضية الاوروبية مندوبا.
وفي سياق متصل قالت تقارير نقلتها الـ CNN إنّ شركة إيني الإيطالية
ونظيرتها الروسية غازبروم أعلنت توقيعهما اتفاقا لإنشاء أنبوب غاز يمتد
من روسيا إلى بلغاريا.ونقلت أسوشيتد برس عن تقارير قولها إنّ أنبوب
الغاز سيمرّ عبر البحر الأسود.
وجاء الإعلان أثناء مؤتمر صحفي في روما بحضور مسؤولين من الشركتين،
جيث شارك في التوقيع باولو شكاروني من إيني وألكسندر ميدفديف من الشركة
الروسية.
وكانت الشركة الإيطالية قد فازت في السابق بصفقة شراء أصول في شركة
يوكوس الروسية المفلسة، بلغ حجمها 5.82 مليار دولار، بما فيها حصة 20
في المائة من وحدة النفط في شركة OAO Gazprom التي تحتكر تصدير الغاز
في روسيا.
وكانت يوكوس التي كانت تعتبر واحدة من أضخم شركات النفط دفعت
للإفلاس بعد اتهام الحكومة الروسية لها بالتهرب الضريبي ومطالبتها بدفع
ضرائب تبلغ مليارات الدولارات، تبعها اعتقال مؤسسها ورئيسها الشاب
ميخائيل خودوركوفسكي تحت تهديد السلاح عام 2003. واعتبر فوز إيني وإينل
بالصفقة، قد ضمن لهما موطئ قدم في روسيا بعد محادثات استمرت شهور مع
غازبروم.
روسيا و كوسوفو
من جهة اخرى اعلن بوتين ان موقف بلاده حيال الوضع المستقبلي لاقليم
كوسوفو الصربي الذي يطالب بالاستقلال يستند الى احترام القانون الدولي
والرغبة في الاستقرار. بحسب فرانس برس.
وقال بوتين في مستهل لقاء مع نظيره الصربي بوريس تاديتش اثر قمة حول
الطاقة في البلقان استضافتها زغرب ان موقفنا لا تمليه اعتبارات طائفية
واتنية وتاريخية بل المبادىء الحالية للقانون الدولي والرغبة في تأمين
علاقات مستقرة من اجل تنمية كل دول المنطقة.
وتدعم روسيا الموقف الصربي مؤكدة ان اي تبديل في وضع كوسوفو ينبغي
ان يتم بالاتفاق مع بلغراد.
وترفض صربيا خطة الامم المتحدة الهادفة الى منح هذا الاقليم شبه
استقلال بدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.
ومنذ 1999 تدير الامم المتحدة اقليم كوسوفو ذا الغالبية الالبانية
المسلمة بعد عمليات قصف شنها الحلف الاطلسي لوقف قمع القوات الصربية
لإنفصاليين ألبان كانوا يطالبون بالاستقلال. |