اضاءات نبوية على درب السائرين

 شبكة النبأ: بغض النظر عن طبيعة الحياة التي نعرفها مسبقا بصورة تلقائية فاننا اليوم أي في حياتنا المعاصرة التي نصطدم بها ونتفاعل مع احداثها المتسارعة وما تحمل هذه الحياة من تعقيدات جمة في الجانب الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والبيئة كذلك في الجانب السايكولوجي والحرفي، اننا بهذا الخضم الهائل تشكل علينا الامور حتى يخال باننا نقف بحيرة وذهول وقد لا نتلمس الخطا من الصحيح.

ماهو الصواب ماهي الاشياء المشكوك فيها؟.

ماهي الامور التي تقف صحيحة شكلا وعمقها يحتوي الزيف والبهتان؟.

اسئلة كثيرة من هذا النوع نلقيها احيانا على انفسنا ونحن على مفترق الطرق ولا يسعنا الزمن ولا يعطينا إلا برهة قصيرة قبل ان نتخذ القرار، وقطعا يكون القرار خائبا ومخيبا للرؤى الصحيحة طالما انه لا يستند الى فكر او قاعدة مبدأية.

فهل تركنا هكذا سدا لنعمل امورنا بصورة عشوائية، او بما اكتسبناه من افكار مختلطة ومتضاربة، ليس لها نسق رصين؟.

بعد ان نلقي بهذه التساؤلات قد نكتشف اذا كنا جادّين في محاولة المسير الصالح الذي هو في صالح الحياة وفي صالح انفسنا، نكتشف اننا بحاجة الى الاستضاءة بنور يكشف لنا تعرجات الطريق ويجنبنا مهاوي الهلاك والضلال.

 ولعل هذا الهاجس هو نفسه الذي كان يحض الانسان المناضل من اجل حياة كريمة وهو الهاجس الذي كان وراء دعوات المصلحين الانسانيين والصالحين على امتداد الحقب التاريخية ولعل خير من اختصر وبصورة شفافة تلك السراجات المنيرة التي تضئ درب السائرين في هذه الحياة هو نبينا الكريم صلى الله عليه واله وسلم، في وصيته لكل المسلمين وبنو الانسان ليتلمسوا الطريق القويم كسراط لاعوج فيه.

ننقل منه هذه النقاط لعلها تنفع المؤمنين بالاسلام والمؤمنين بالانسانية وكل من يريد او يتمنى ان يرى العالم البشري اكثر محبة واكثر تواصلا وانسجام.

وهذه اذن وصاياه وانواره الساطعة:

* ان من اليقين ان لا ترضي احدا بسخط الله.

* لاتحمد احدا بما اتاك الله، ولا تذم احدا على مالم يؤتك الله، فان الرزق لا يجره حرص حريص ولا تصرفه كراهة كاره، ان الله بحكمه وفضله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط.

* لا فقر اشد من الجهل، ولا مال أعود من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا مظاهرة أحسن من المشاورة، ولا عقل كالتدبير، ولا حسب كحسن الخلق، ولا عبادة كالتفكر.

* آفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة العبادة الفترة، وآفة السماحة المن، وآفة الشجاعة البغي، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحسب الفخر.

* عليك بالصدق ولا تجترئن على خيانة ابدا، والخوف من الله كانك تراه، وابذل مالك ونفسك دون دينك، وعليك بمحاسن الاخلاق فاركبها ومساوئ الاخلاق فاجتنبها.

* احب الى الله ثلاث خصال: من اتى الله بما افترض عليه فهو من اعبد الناس، ومن ورع عن محارم الله فهو من اورع الناس، ومن قنع بما رزق الله فهو من اغنى الناس.

* ثلاث من مكارم الاخلاق: تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك.

* ثلاث منجيات: تكف لسانك، وتبكي على خطيئتك، ويسعك بيتك.

* سيد الاعمال ثلاث خصال: انصافك الناس من نفسك، ومساوات الاخ في الله وذكر الله على كل حال.

* ثلاث من حلل الله: رجل زار اخاه المؤمن في الله فهو زور الله وحق على الله ان يكرم زوره، ويعطيه ما سال، ورجل صلى ثم عقب الى الصلاة الاخرى فهو ضيف الله وحق على الله ان يكرم ضيفه، والحاج والمعتمر وفد الله وعلى الله ان يكرم وفده.

* ثلاث ثوابهن في الدنيا والآخرة: الحج ينفي الفقر، والصدقة تدفع البلية، وصلة الرحم تزيد في العمر.

ثلاث من غيرهن لا يقوم العمل: ورع يحجز عن المعاصي، وعلم يرد به جهل السفيه، وعقل يداري به الناس.

· ثلاث تحت ظل العرش يوم القيامة: رجل احب لأخيه ما احبه لنفسه، رجل بلغه امر لم يتقدم فيه حتى عرف مرده لله رضى او سخط، ورجل لم يعب اخاه بعيب حتى اصلحه من نفسه.

·  ثلاث من ابواب البر: سخاء النفس، طيب الكلام، الصبر على الاذى.

·   كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاث: عين سهرت في سبيل الله، وعين غضت عن محارم الله، وعين فاضت من خشية الله.

· القصد في الغنى والفقر وخوف الله في السر والعلن كانك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك.

· ثلاث يحسن فيهن الكذب: المكيدة في الحرب، وعدتك زوجتك، والاصلاح بين الناس.

· ثلاث يقبح فيهن الصدق: النميمة، واخبارك الرجل عن اهله، وتكذيبك الرجل عن الخير.

· اربع يذهبن ضلالا: الاكل بعد الشبع، السراج في القمر، الزرع في السبخة، الصنيعة عند غير اهلها.

· اربع اسرع شئ عقوبة: رجل احسنت اليه فكافأك إساءة، رجل لا تبغي عليه ويبغي عليك، رجل عاقدته الوفاء فاجاب بالغدر، ورجل تصله رحمه ويقطعها.

· اربع من يكن فيه كمل اسلامه: الصدق والشكر والحياء وحسن الخلق.

· للمؤمن ثلاث علامات: الصيام والصلاة والزكاة، المتكلف من الرجال ثلاث علامات، يتملق اذا شهد، ويغتاب اذا غاب، ويشمت بالمصيبة.

وللظالم ثلاث علامات: يقهر من دونه بالغلبة، ومن فوقه بالمعصية، ويظاهر الظلمة.

 للمرائي ثلاث علامات: ينشط اذا كان عند الناس، ويكسل اذا كان وحده، ويحب ان يحمد في كل الامور، وللمنافق ثلاث علامات: ان حدث كذب، وان اؤتمن خان، وان وعد اخلف.

والحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على النبي وآل بيته الطيبين الطاهرين ورحمة الله وبركاته.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 13 حزيران/2007 -25/جمادي الأول/1428