شبكة النبأ: تمكنت من ازاحة واشنطن
عن صدارة قائمة الدول المسؤولة عن إنتاج غاز ثاني أكسيد الكربون المسبب
لظاهرة الاحتباس الحراري، وذلك بسبب الطفرة الصناعية الهائلة التي
تشهدها تلك الدولة الآسيوية حيث ما يزال الفحم الحجري يشكل مصدراً
رئيسياً للطاقة وبدوره ينتج الغاز الملوث.
وكشف تقرير علمي اصدرته وكالة الاستشارات البيئية الهولندية ذات
المصداقية العالمية، أن معدل إنتاج الصين من هذا الغاز الضار سنوياً
تجاوز نظيره لدى الولايات المتحدة بمعدل ثمانية في المائة. وحذرت
الوكالة من التسارع الكبير في إنتاج الصين لهذا الغاز، وذكّرت بأن
اختبارات العام 2005 أظهرت أن التنين الآسيوي، ما يزال متخلفاً في
إنتاج ثاني أكسيد الكربون عن الولايات المتحدة بمعدل اثنين في المائة.
وقال جوس أوليفر، كبير علماء الوكالة التي تموّلها أمستردام مع
الحفاظ على استقلاليتها، التقرير يظهر النمو الكبير في نشاطاتهم
الإنتاجية وتطورهم السريع.
ولفت اوليفر إلى أن الصين التي تعتمد على الفحم الحجري لإنتاج ثلثي
حاجتها من الطاقة ضخت في أجواء الأرض عام 2006 قرابة 6.2 مليار طن متري
من أكسيد الكربون فيما بلغ الإنتاج الأمريكي من هذا الغاز خلال الفترة
عينها 5.8 مليار طن متري علماً أن واشنطن تنتج نصف حاجتها من الكهرباء
باستخدام الفحم.
ولم يبد المراقبون في الولايات المتحدة وأوروبا الكثير من الدهشة
إزاء بيانات التقرير، غير أنهم أشاروا إلى أن ذلك لم يكن متوقعاً قبل
العام 2009 أو 2010، وفقاً لأسوشيتد برس.
وفي حين أكد بعض العلماء أن التقرير يظهر الأهمية المتزايدة للدور
الصيني في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، لم يتح الحصول على أي تعليق
من الجهات الصينية المسؤولة.
غير أن الصين ترد تقليدياً على تلك الدعوات بالقول إن عمليات
المقارنة مع الولايات المتحدة غير دقيقة علمياً طالما لم تأخذ عدد
السكان بعين الاعتبار.
وفي هذه الحالة فإن احتساب نسبة إنتاج الغاز مقارنة بعدد السكان في
الصين التي تحوي 1.3 مليار شخص سيظهر أن انتاج الفرد الصيني لا يتجاوز
4700 كيلوغرام من الغاز سنوياً بينما ستبلغ النسبة لدى نظيره الأمريكي
أكثر من 19 ألف كيلوغرام.
يذكر أن التقرير اعتمد على بيانات إنتاج النفط التي قدمتها شركة BP
كما اعتمد على نسب الانتاج التي قدمها المسح الجيولوجي الأمريكي لإنتاج
الأسمنت عام 2006.ولم يصار إلى إدراج كميات الغاز المنتجة عبر احتراق
الميثان ونترات الأكسيد.
كما لحظ التقرير إجراء مسح استقصائي لمصادر كميات ثاني أكسيد
الكربون الموجودة حالياً في طبقات الجو فخلص إلى أن أمريكا أنتجت 27 في
المائة منها، بينما أنتجت الدول الأوروبية مجتمعة 20 في المائة، فيما
لم تتجاوز حصة الصين ثمانية في المائة.
ويضيف تقرير لـ(الحياة) عن ان حرق مصادر الوقود الاحفورية زاد من
تركيز عدد من الغازات(أولها ثاني أوكسيد الكربون) في الهواء الجوي، وهي
غازات حابسة للحرارة أي تسبب ارتفاعات في درجات الحرارة في حيز طبقات
الهواء الجوي القريبة من سطح الأرض، كما ان ارتفاع درجات الحرارة يؤثر
على توازنات الطاقة من خلال زيادة التبخر ومن ثم زيادة السحب والمطر،
تغيرات في مسارات الرياح، تغيرات في مدى التيارات الساحلية في المحيطات
(مثل التيار الدافئ الذي يؤثر على مناخ غرب أوروبا، والتيار البارد
الذي يؤثر على مناخ ناميبيا في جــنوب افريقيا)، تغيرات في حجم كتلة
الماء على سطح الأرض مما يؤدي الى ارتفاع مناسيب مياه البحار، تغيرات
في تكاوين الجمد وكتله في العروض العليا (المناطق القطبية) وفي قمم
سلاسل الجبال مما يؤدي بدوره الى ارتفاع مناسيب البحار. أضف الى ذلك
آثار تغيرات المناخ على الزراعة والمراعي والغابات واستهلاك المياه
والطاقة وغيرها.
ووضع المجتمع الدولي اتفاقية إطارية دولية عن تغير المناخ، وأردفها
بملحق (بروتوكول) كيوتو الذي حدد مسؤوليات الدول في اطار التعاون لدرء
مخاطر التغيرات المناخية. الاقليم العربي جزء من العالم، فأين هو من
المساعي الدولية في هذا الشأن؟
وكونت المؤسسات الدولية لجنة دولية كبرى لدراسة تغيرات المناخ، وقد
أصدرت هذه اللجنة
تقريرها الرئيسي الرابع عن شؤون تغير المناخ عام 2007.
ان دراسات تغير المناخ، شأنها في ذلك شأن دراسات قضايا البيئة
جميعاً، تشتمل على ثلاثة عناصر أساسية، هي بحوث علمية لتقصي مشكلة تغير
المناخ وتحليل عناصرها، والآثار المحتملة لتغير المناخ على بيئة المحيط
الحيوي، ووسائل مقابلة الآثار المحتملة وعلاج أضرارها. وتضع اللجنة
الدولية لتغير المناخ تقاريرها الرئيسية في ثلاثة مجلدات تتناول هذه
العناصر الثلاثة. |