مع التحشيد الامريكي للغرب خطة الهجوم على ايران باتت جاهزة

 شبكة النبأ: لا يمكن قراءة الوضع الاخذ بالتصعيد بين ايران من جهة وامريكا والغرب من جهة ثانية الا عبارة عن استمرار بالتهديد والوعيد من قبل طرفي النزاع وصولا الى حافة المواجهة العسكرية.

وما يميز الصراع الحالي عن سابقاته الثلاث في الخليج هو توفر (اجماع) امريكي غربي  لمواصلة الضغط على الجمهورية الاسلامية بشتى السبل لحملها على التخلي عن برنامجها النووي حتى لو وصل الامر الى القيام بالعمل العسكري. حيث هددت دول مجموعة الثماني ايران باتخاذ اجراءات جديدة بحقها بسبب تطلعاتها النووية.

وقالت المجموعة المؤلفة من بريطانيا وكندا وفرنسا والمانيا وايطاليا واليابان وروسيا والولايات المتحدة في بيانها الختامي انها تستنكر عدم التزام ايران بمطالب مجلس الامن الدولي بوقف عمليات تخصيب اليورانيوم.

وقالت انها تدعم تبني اجراءات اضافية عقابية، إلا اذا وفت الجمهورية الاسلامية بالتزاماتها.

وجاء في البيان الختامي للقمة التي عقدت في المانيا،اننا نحث ايران مرة اخرى على اتخاذ الخطوات التي يطلبها المجتمع الدولي والتي اصبحت ملزمة بموجب هذه القرارات على تعليق عملياتها لاعادة المعالجة بما في ذلك الابحاث والتطوير والسماح ببدء المفاوضات.

خطة الهجوم أصبحت جاهزة

وأعربت مجموعة من كبار الضباط العسكريين الأمريكيين عن تأييدها أخيرا لموقف الرئيس جورج بوش للقيام بكل ما هو ضروري لوقف محاولات جمهورية ايران الاسلامية في الحصول على القوة النووية.

إذ لاعتقادهم ان ايران ستتمكن من امتلاك سلاح نووي خلال ثلاث سنوات أبلغ أحد هؤلاء الضباط صحيفة جيروزاليم بوست ان لديهم خطة جاهزة لضرب مواقع معينة داخل ايران، وان كبار ضباط القوات المسلحة في الولايات المتحدة يؤيدون ما قاله بوش أكثر من مرة، وهو انه لن يسمح لايران بامتلاك السلاح النووي. وهذا يعني ان الوقت حان الآن لاتخاذ الخطوات الضرورية لوقفها.

من ناحية أخرى، يسود اعتقاد واسع داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية بأن بوش سيقوم بما يتعين عمله لوقف مسعى ايران النووي قبل مغادرته البيت الأبيض عام 2009، وان ذلك يمكن ان يتضمن شن ضربات عسكرية على منشآتها النووية.

وذكر السيناتور جوزف ليبرمان عن ولاية كونتيكيت ان على الولايات المتحدة النظر بموضوع ضرب ايران عسكريا لتأييدها المتمردين في العراق، وقال: اعتقد ان علينا الاستعداد للقيام بعمل عسكري جريء ضد الايرانيين لمنعهم من قتل أبنائنا في العراق.

وأضاف ليبرمان، ويبدو لي ان هذا العمل يمكن ان يتضمن توجيه ضربة عبر الحدود، حيث تشير الكثير من الدلائل لوجود قاعدة ايرانية قربها يستخدمها الايرانيون لتدريب وتسليح العناصر الذين يقتلون جنودنا في العراق.

ويبدو ان سلاحي البحرية والطيران سيؤديان دورا رئيسا في اي عمل عسكري يستهدف ايران، طبقا لما يؤكده مسؤول عسكري أمريكي كبير. ومن بين الأفكار المطروحة هنا تنفيذ حصار بحري لقطع صادرات إيران النفطية.

بيد ان هذه العملية لن تركز على الأرجح على إغلاق مضيق هرمز لان من شان هذا ان يدفع إيران للرد عسكرياً، بل على القيام بدوريات بحرية لإبعاد الناقلات التي تريد تحميل النفط، ومنعها من دخول المضيق او الاقتراب من السواحل الإيرانية.

وفي هذا السياق، أجرى سلاح الجو الإسرائيلي قبل ايام قليلة مناورات مشتركة مع طيارين امريكيين زائرين، لكن مصادر الجيش نفت التكهنات بان لهذه المناورات علاقة بالهجوم على إيران، اذ يقول ضابط امريكي ان ما يشكل خطرا على إسرائيل والغرب اكيد من خطر الاسلحة النووية الإيرانية هو إمكان حصول خلية إرهابية ما، مرتبطة بالقاعدة او حركة الجهاد العالمي، على ما يوصف بـ القنبلة القذرة التي تحتوي على درجة كبيرة من الاشعاع او على مواد كيميائية او بيولوجية مميتة.

ولاحظ هذا المسؤول ان القاعدة بدأت تعزز موقعها في الشرق الاوسط، وان اسرائيل محاطة الان بعناصر جهادية عالمية تكمن الآن في لبنان والاردن وسيناء.

وبعد ان اكد ان إيران دولة ترعي نوعا من الارهاب يمكن مواجهته، اكد هذا المسؤول ان من الصعب اكثر ضرب خلية ارهابية نائمة ليس بمقدور احد تحديد مكانها بدقة.

لذا، ولمواجهة هذا التهديد، خرجت البحرية الامريكية بخطة لاستخدام 1000 سفينة من قوات بحرية من مختلف دول العالم لإحباط العمليات الارهابية البحرية، ومنع تهريب السلاح عبر البحر، وزيادة الوعي بالتهديدات التي يمكن ان تأتي عن طريق البحر، والهدف من هذا بالطبع السماح بحرية التجارة ومنع النشاط الارهابي والاجرامي البحري.

حظر مالي على 4 شركات إيرانية‏

من جهتها قامت إدارة الرئيس بوش  بفرض حظر مالي على أربع شركات ‏إيرانية مشتبه في أن لها صلات ببرنامج طهران النووي.‏

وتعد هذه الخطوة استمراراً لخطوات سابقة تهدف إلى فرض ضغط مالي على إيران، التي تتهمها الولايات المتحدة ‏بدعم الإرهاب والتي تواجه طموحاتها النووية معارضة دولية.‏

والشركات الأربع التي يشملها القرار، هي: شركة بارس تاراش، وفارايند تكنيك، وفجر إندستريز جروب، ‏وميزان ماشين مانيوفكترينج جروب. بحسب وكالة أسوشيتد برس.‏

ويعني هذا القرار أن أي حسابات بنكية أو أصول مالية أخرى تخص هذه الشركات في الولايات المتحدة الأمريكية ‏ستقوم وزارة الخزانة الأمريكية بتجميدها.‏ ويمنع القرار أيضاً الأمريكيين من الدخول في أعمال تجارية مع هذه الشركات.‏

وقال ستيوارت ليفي، وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية إنه "مادام إيران مستمرة في ‏برنامجها النووي، متحدية المجتمع الدولي الذي يطالبها بوقف تخصيب اليورانيوم، فنستمر في تقييد أولئك المسؤولين ‏عن مساندة ذلك التصرف."‏

وتدعي وزارة الخزانة أن شركتي بارس تاراش وفارايند تكنيك مملوكتان، أو تتصرفان نيابة عن هيئة الطاقة الذرية ‏الإيرانية، أو المؤسسة التابعة لها وهي شركة كالاي إلكتريك.‏

‏ ‏وأضافت وزارة الخزانة أن هيئة الطاقة الذرية الإيرانية تدير البرنامج النووي الإيراني برمته وتتبع مباشرة للرئيس ‏الإيراني، فهي المؤسسة الرئيسية التي تقوم بالبحث والتطوير في مجال التقنية النووية في إيران.‏

وأوضحت الوزارة أيضاً أن شركتي فجر إندستريز وميزان ماشين مملوكتان، أو تتصرفان نيابة عن هيئة الصناعات ‏الجوية الإيرانية، وهذه الهيئة تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، وتعد المشرفة على برنامج الصواريخ الإيراني.  ‏

الهجوم على ايران سيزعزع الشرق الأوسط

ورفض هاري ريد زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ الامريكي دعوة سناتور بارز اخر الى توجيه ضربة عسكرية الى ايران قائلا انه اذا شنت الولايات المتحدة هجوما على ايران فان ذلك سيزعزع الشرق الاوسط.

وقال السناتور حوزيف ليبرمان العضو المستقل عن كونيتيكت ورئيس لجنة الامن الداخلي اوائل الاسبوع انه يجب ان تكون الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام القوة العسكرية لمنع ايران من تدريب وتجهيز المسلحين العراقيين الذين يلقى عليهم باللوم في مقتل جنود امريكيين في العراق. بحسب رويترز.

وتنفي ايران انها تقوم بتزويد عراقيين بذخائر خارقة للدروع ويقول مسؤولون امريكيون انهم لا يستطيعون اثبات تورط حكومة طهران في هذا الشأن.

غير ان ليبرمان قال خلال مقابلة مع برنامج (واجه الامة) في شبكة تلفزيون سي.بي.اس ان الولايات المتحدة لديها أدلة وجيهة على ان عراقيين يجري تدريبهم على استخدام اسلحة في معسكر داخل ايران. ودافع عن شن هجوم عسكري انتقاما من ذلك قائلا ان جزءا كبيرا من هذه المهمة يمكن انجازه بغارات جوية.

وقال ريد بعد أن القى كلمة في منتدى اقامه مركز التقدم الامريكي -وهو معهد ابحاث- "غزو (ايران) اذا حدث لن يفعل سوى ان يزيد هذا الجزء من العالم زعزعة.

واضاف قوله، أعلم ان جو حسن النية لكن لا أتفق معه. وعبر السناتور الديمقراطي عن نيفادا عن تفضيله مواصلة الجهود الدبلوماسية مع ايران.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 13 حزيران/2007 -25/جمادي الأول/1428