الانتخابات التشريعية تظهر ميول الفرنسيين نحو العنصرية

شبكة النبأ: رغم ان فرنسا من اول دول اوربا التي استقبلت مهاجرين الا ان الفرنسيين لا يبدو عليهم القناعة او الثقة في التطلع الى مرشحين من المهاجرين لتمثيلهم في البرلمان الفرنسي، ويظهر الامر جليا في عدم فوز الاقليات او المهاجرين بمقعد واحد. ولكن المسالة من جهة اخرى تعد نوعا من انواع العزل السياسي من قبل الاحزاب الفرنسية القوية للاقليات، مضافا اليه ضعف الجاليات الاجنبية في استقطاب الاصوات الانتخابية.

وبقيت الجمعية الوطنية الفرنسية ناصعة البياض مع عدم نجاح اي مرشح من اصل افريقي او مغاربي في الفوز بمقعد نيابي في فرنسا القارية في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية وفاز فيها اليمين باغلبية مطلقة.

وندد المجلس الديموقراطي لمسلمي فرنسا الذي ينتمي اعضاؤه لكافة الاتجاهات السياسية بهذه النتيجة قائلا، ناسف لعدم تمثل التنوع في البرلمان بسبب احزاب سياسية لم توله الاهمية المطلوبة.

وبذلك لن تنضم فرنسا التي تعد اول بلد هجرة في اوروبا الى دول مثل بريطانيا التي يوجد فيها 15 برلمانيا متحدرا من الاقليات من اصل 646 نائبا او حتى المانيا حيث يضم البودستاغ ثلاثة نواب من اصل تركي ورابع من اصل ايراني. ومن بين النواب الـ22 الذين انتخبوا في اراضي ما وراء البحار يوجد 15 ملونا. بحسب فرانس برس.

لكن بين نواب فرنسا القارية الـ555 لا يوجد غير استثناء واحد يتمثل في محامية من جزر الانتيل تدعى جورج بو لانجفان انتخبت عن الحزب الاشتراكي في معقل لليسار.

ومع ذلك فانه بعد اسابيع من انتخاب نيكولا ساركوزي الابن لمهاجر مجري رئيسا للدولة ترشح عدد قياسي من السود ومن ذوي الاصول العربية للانتخابات التشريعية لكن قلة منهم فقط كان لها اهلية الترشح.

ومساء الجولة الاولى في العاشر من حزيران/يونيو لم يكن سوى لواحد فقط من هؤلاء فرصة حقيقية ليكون اول نائب من اصل مهاجر يشارك في البرلمان الفرنسي.

فقد حصل سالم كاست الذي وصل مع والديه من الجزائر وهو في الثامنة من العمر على 36,62% من الاصوات مترشحا عن حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية اليميني بزعامة نيكولا ساركوزي في دائرة بشمال البلاد. لكن سالم لم يحصل في الجولة الثانية سوى على 43,14% من الاصوات ليفوز عليه منافسه الاشتراكي.

ولم يفد كاست وهو طبيب قلب في الخامسة والخمسين حصوله على دعم له وزنه من اثنين من كبار السياسيين اللذين جاءا لتشجيعه في دائرته.

فقد زارته وزيرة العدل رشيدة داتي المغاربية الاصل التي تجسد رغبة الرئيس نيكولا ساركوزي في الارتقاء بوضع الاقليات والتي اعتبرت ان "المهم هو الا يكون نفس الاشخاص المتشابهين جميعا" في الجمعية الوطنية.

كما حاول وزير الاقتصاد جان لوي بورلو من جانبه اقناع الناخبين قائلا، شئنا ام ابينا فانه سيكون اكثر ظهورا وصوته سيكون اكثر قوة وسيكون اكثر استماعا من اخرين.

وبعد الجولة الاولى ابدى الوزير الجزائري الاصل السابق عزوز بقاق الذي هزم في ليون (وسط شرق) حيث ترشح عن حزب الوسط خيبة امله معتبرا ان الفرنسيين ليسوا مستعدين للتصويت لمرشحي التنوع.

واعترف بقاق الوزير المنتدب السابق لتشجيع مساواة الفرص الذي تصدى لساركوزي عندما كان الاثنان في الحكومة ب"خسارة رهان الجمعية" فيما يتعلق بتمثيل الاقليات في البرلمان. واكد بقاق انه سمع تعليقات عنصرية خلال حملته الانتخابية مضيفا "انه شيء مؤلم".

الحكومة قدمت استقالتها

وقدم رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون استقالة الحكومة الى الرئيس نيكولا ساركوزي الذي كلفه تشكيل حكومة جديدة، وذلك بعد الانتخابات التشريعية التي اعطت اليمين غالبية في الجمعية الوطنية. بحسب فرانس برس.

واعلنت الرئاسة في بيان، عملا بالتقليد الجمهوري غداة انتخابات تشريعية، سلم فرنسوا فيون أمس استقالة الحكومة الى رئيس الجمهورية الذي قبلها.

وتابع البيان ان رئيس الجمهورية عهد من جديد بمهام رئيس الوزراء الى فرنسوا فيون وكلفه تشكيل حكومة جديدة.

وفاز الاتحاد من اجل حركة شعبية في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية الاحد بالغالبية المطلقة في الجمعية الوطنية (318 مقعدا من اصل 577) انما بدون ان يسجل الموجة الزرقاء التي توقعتها استطلاعات الرأي.

وهزم المسؤول الثاني في الحكومة المستقيلة الان جوبيه الذي عين على رأس وزارة البيئة في منطقة بوردو (جنوب غرب) ولن يعين بالتالي في الحكومة الجديدة.

النتائج الرسمية

وأفادت النتائج النهائية للدورة الثانية من الانتخابات التشريعية التي وزعتها وزارة الداخلية، ان

الحزب اليميني الاتحاد من اجل حركة شعبية حصل الاحد على الاكثرية المطلقة في الجمعية الوطنية الفرنسية بفوزه ب 314 مقعدا، في مقابل 185 مقعدا للحزب الاشتراكي.

وبلغت نسبة الامتناع عن التصويت %40.1، وهذا رقم قياسي منذ بدء الجمهورية الخامسة في 1958.

وحصل الحزب الشيوعي على 15 مقعدا وراديكاليو اليسار على سبعة مقاعد، ومختلف الاحزاب اليسارية على 15 مقعدا والخضر على اربعة مقاعد.ولم تحصل الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) على اي مقعد.

ولم يحصل حزب فرانسوا بايرو سوى على ثلاثة مقاعد.وبلغ عدد النواب الوسطيين الذين تخلوا عن بايرو وانضموا الى حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية على 22 مقعدا، اما مختلف الاحزاب اليمينية فحصلت على تسعة مقاعد.

تمثيل النساء

وافادت النتائج ان 106 نساء على الاقل قد انتخبن، ويعتبر هذا الرقم قياسيا في فرنسا، في مقابل 76 فقط في الجمعية الوطنية المنتهية ولايتها.

وتفيد هذه النتائج ان 60 امرأة قد انتخبن الاحد لدى اليسار، منهم 49 للحزب الاشتراكي وحده، و46 لليمين، منهن 45 لحزب الاتحاد من اجل حركة شعبية برئاسة الرئيس نيكولا ساركوزي.

وكانت النساء يشكلن %12.2 من عدد اعضاء الجمعية الوطنية المنتهية ولايتها.

وستكون نسبتهن في الجمعية الجديدة %20 على الاقل.

ومنذ صدور قانون التكافؤ في العام 2000، حرصت الاحزاب على ترشيح عدد متساو من المرشحين والمرشحات الى الانتخابات التشريعية، لكن ايا من الاحزاب الكبيرة لا يحترم مندرجات هذا القانون.

هولاند ورويال

على صعيد آخر اكد الامين العام للحزب الاشتراكي الفرنسي فرنسوا هولاند ان انفصاله المعلن عن سيغولين روايال المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية يندرج ضمن الحياة الخاصةوليس له انعكاسات سياسية.

واوضح هولاند لاذاعة فرانس انفو، ان الامر ليس له سبب سياسي وليس له انعكاسات سياسية.

واضاف هولاند (52 عاما)، عملت دائما على الفصل بين الحياة السياسية التي يجب ان تحكمها مبادئها وقواعدها واسسها، والحياة الخاصة التي يجب حمايتها، مضيفا انه ليس لديه تعليق آخربهذا الشأن.

وكان هولاند قال، لدى اعلان الانفصال مساء الدور الثاني للانتخابات التشريعية الذي شهد هزيمة اخف مما كان متوقعا للحزب الاشتراكي في مواجهة حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية اليميني، ان سيغولين روايال هي التي رغبت ان تعلن السبق بشأن تصريحاتها في كتاب، انه خيارها، انها حرة في ذلك.

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 22 حزيران/2007 -6/جماد الاخرى/1428