كونها فاقدة للعمق الاستراتيجي.. اسرائيل تعتمد الاحتكار النووي

شبكة النبأ: تحاول اسرائيل ان تكون متفردة بامتلاكها السلاح النووي وهي لذلك تدعم جميع الخطط التي تمنع أي دولة مجاورة او ضمن النطاق الاقليمي المحيط من امتلاك هذا السلاح، ولعل سعيها وايقاد جذوة الارادات المنصبة في هذا الاتجاه  خير دليل على كونها عضوا فعالا في التحريض والمساهمة وليس من قبيل الغرابة اذا ما شاركت في الجهد العسكري واللوجستي في ضرب المفاعل النووي الايراني على غرار تدمير مفاعل تموز العراقي في الثمانينات من القرن الماضي.

وحين شنت مصر وسوريا هجوما مشتركا مفاجئا عام 1973 وطّن الكثير من الاسرائيليين أنفسهم على قتال حتى النهاية.

لكن يتفق المؤرخون الآن على أنه رغم الشعارات التي أطلقها العرب عن تدمير الدولة اليهودية الا انهم لم يريدوا سوى استعادة أراضي سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية التي فقدوها في حرب عام 1967 وفشلوا في ذلك ايضا!.

كان من دواعي ضبط النفس هذا اعتقاد القاهرة ودمشق بان اسرائيل يمكن ان تستخدم الاسلحة الذرية اذا امتد القتال من الاراضي العربية المحتلة الى قلب الدولة اليهودية.

وكان ذلك بالنسبة للاسرائيليين أيضا من أسباب التصديق على الاحتفاظ بدفاع نووي يكون بمثابة الخندق الاخير على أن يكون قاصرا على الدولة اليهودية.

واليوم يفسر هذا انزعاج اسرائيل الشديد من امكانية أن تكسر إيران خصمها اللدود هذا الاحتكار بامتلاك برنامج نووي خاص بها.

ويقر مسؤولون اسرائيليون في المحافل الخاصة بان الخطر الوشيك الذي يرونه لا يكمن في معركة بالصواريخ النووية مع ايران لكن في تنامي فرص نشوب حروب "تقليدية" استنادا الى القول بأن طهران أبطلت سلاح الردع الاستراتيجي الاسرائيلي.

وقال ميخائيل اورين المؤرخ العسكري الاسرائيلي الذي نقلت قوله رويترز: "في عام 1973 حول الخيار النووي الاسرائيلي حربا كان من الممكن ان تكون حربا على حق الوجود الى صراع محكوم."

وأضاف ان وجود "ايران المسلحة نوويا يغامر بتحويل الصراع المحكوم الى صراع اقليمي وعالمي."

ورغم ان ايران تنفي سعيها لامتلاك اسلحة نووية الا ان رئيسها محمود أحمدي نجاد أثار المخاوف من نشوب حرب بالدعوة الى ازالة اسرائيل والتشكيك في حدوث المحارق النازية.

ويشير الخبراء الى أنه حتى لو امتلكت إيران قنبلة نووية فهدفها الاول سيكون تفادي اي هجوم تقوده الولايات المتحدة، كما ان أمامها سنوات قبل ان تصل الى كفاءة الترسانة الاسرائيلية المتقدمة التي يعتقد ان بها ما يتراوح بين 80 و200 رأس نووية.

لكن التخطيط الاستراتيجي النووي يبدأ بالتفريق بين الدول التي تملك أقوى سلاح من أسلحة الدمار الشامل وتلك التي لا تملك هذه الاسلحة، فقنبلة واحدة تعطي حق الانضمام الى هذا "النادي" الذي توفر عضويته ميزة هائلة في الصراعات غير النووية.

وقال مسؤول اسرائيلي كبير على اطلاع بالشؤون النووية "دعونا نفترض أن إيران امتلكت غدا اسلحة نووية ووجهت الانذار التالي لاسرائيل.. انسحبي من الضفة الغربية (الفلسطينية) والا سنطلق عليك صواريخ تقليدية. هل سندخل في هذا النوع من القتال.

"امكانية الابتزاز واشاعة عدم الاستقرار الاقليمي شيء يشل العقل."

وبينما تؤيد اسرائيل الضغوط الدبلوماسية الغربية على طهران الا أنها أوضحت أنها تفكر في ضربات وقائية مثلما فعلت حين قصفت المفاعل النووي العراقي عام 1981 كملاذ أخير ومشروع للحد من طموحات ايران النووية.

هذه الاحادية من جانب اسرائيل طالما تعرضت للشجب والادانة من جانب جيران الدولة اليهودية الذين يرون فيها استئسادا نظرا لاحتكارها السلاح النووي، ولا تؤكد اسرائيل ولا تنفي امتلاك اسلحة دمار شامل بموجب سياسة "التعتيم" التي تتبناها لتفادي مزيد من الاستفزاز لا حاجة له.

وتشير بعض دول الشرق الاوسط الى الترسانة الاسرائيلية كمبرر لسباق التسلح الذي تخوضه او تختار المواجهة غير المباشرة من خلال تبني جماعات مناهضة لاسرائيل تخوض حروبا بالوكالة مثل حزب الله اللبناني والفصائل الفلسطينية المسلحة وكلها وصفات لا تؤدي الى الاستقرار.

وفي عام 2004 قال عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية الذي دعا لمنطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الاوسط "هناك دولة واحدة في الشرق الاوسط تملك أسلحة الدمار الشامل هي اسرائيل، وفي هذه الحالة وربما في المستقبل القريب ستحاول دول أخرى وهذا حقها ان تحمي نفسها من هذه الاسلحة."

وقال مصطفى علاني المحلل بمركز ابحاث الخليج في دبي أن هذا الانشغال فاقه مخاوف بين العرب السنة على الاقل من صعود ايران الشيعية.

وأضاف علاني "هناك شكوك تحيط بعقلانية زعمائهم لا نريد أن نعود الى اليوم الذي نصب

فيه شاه ايران نفسه شرطيا على المنطقة."

ويقول علاني ان غالبية العرب قبلوا على مضض منطق اسرائيل القائل بان الخيار النووي سلاح دفاعي "للملاذ الاخير."

وأضاف "لم يعد وجود اسرائيل محل شك" مشيرا الى مبادرات السلام العربية الاسرائيلية واستطرد "يمكنك الضغط على اسرائيل حتى نقطة ما لكن لا الى نقطة التدمير."

ويرجع عدد كبير من الاسرائيليين بطء رأب الصدع بينهم وبين العالم العربي الى التفوق العسكري لبلادهم لا الى اخلاقيات التعايش السلمي.

وقد يزداد شعور اسرائيل بانعدام الثقة مع اعلان عدد من الدول العربية عن رغبتها في امتلاك برامج نووية مدنية.

كما ان هناك مخاوف في اسرائيل من التشدد الاسلامي الذي يتحدى الزعامات المعتدلة في الدول العربية خاصة حزب الله الذي يتوقع بعض المحللين ان تستخدمه ايران يوما لنشر اجهزة نووية تكتيكية على حدود اسرائيل.

وبعد عرض ابعاد القضية بهذا الشكل تجد اسرائيل نفسها غير مستعدة للتخلي عن احتكارها للسلاح النووي وتعمل على الحفاظ على هذه الميزة.

ويقول المسؤول الاسرائيلي "سياساتنا خدمتنا حتى الان وما من داع للقبول بأي تغيير."

مصر: كشف تجسس نووي لصالح اسرائيل

بدورها كشفت السلطات المصرية عن قضية تجسس جديدة لمصلحة اسرائيل متهم فيها مهندس مصري في هيئة الطاقة الذرية وكذلك ايرلندي وياباني، قبل أيام من نطق محكمة أمن الدولة العليا في قضية تجسس اخرى كشف عنها النقاب قبل شهرين كما نقلت القبس.

وقال النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود انه تم تحويل المهندس محمد سيد صابر (35 عاما) والايرلندي برايم بيتر والياباني شيرو ايزو 'هاربان' الى محكمة أمن الدولة العليا بتهمة التجسس لمصلحة اسرائيل والاضرار بمصالح الأمن القومي باختراق أنظمة الحاسب الآلي لهيئة الطاقة النووية وإعطاء معلومات ورسومات وأوراق سرية حول البرنامج النووي المصري السلمي.

وسبق ان اعلنت القاهرة عزمها البدء في تنفيذ برنامج سلمي للطاقة النووية وبناء عدة محطات نووية لاستخراج الطاقة.

وهناك الآن مفاعلان نوويان مصريان يستخدمان في الأبحاث العلمية والطبية.

وكشفت التحقيقات ان المهندس سافر إلي مقاطعة هونغ كونغ الصينية للعمل وفي احدى الشركات بعد ان نشر سيرته الذاتية على الانترنت.

وأعلن عن رغبة في العمل خارج مصر، وان المتهمين الأجنبيين استدرجاه واقنعاه بإعطاء

معلومات وخرائط وبيانات حول هيئة الطاقة النووية من خلال احد المواقع التابعة للموساد الاسرائيلي مقابل مبالغ كبيرة.

واشارت التحقيقات الى آخر اتصال بين المهندس وزوجته كان في 18 فبراير عندما كان يقوم بأداء العمرة في السعودية وقال لها انه ابلغ السفارة المصرية بالرياض عن بعض الأنشطة المشبوهة للشركة التي يعمل فيها ثم عاد الى هونغ كونغ وقضى خمسة أيام عاد بعدها الى القاهرة وتم القاء القبض عليه في المطار من قبل اجهزة الأمن التي اصطحبته الى بيته وصادرت متعلقاته واجهزة كمبيوتر.

واستمرت التحقيقات شهرين اشار فيها المهندس الى علاقته بالشركة والمعلومات التي قدمها للآخرين.

لكن والده سيد صابر علي، الذي يعمل استاذا في كلية الارشاد السياحي اشار الى ان ابنه كان يملك طموحا علميا كبيرا وانه طلب من الهيئة عدة مرات السماح له باستكمال الدراسات العليا لكن طلبه قوبل بالرفض باستمرار وانه سافر الى السعودية للعمل لدى احدى شركات الكهرباء في الرياض لنحو عامين وعاد الى مصر ثم استطاع الحصول على فرصة عمل بعائد مادي كبير في هونغ كونغ.

في الوقت نفسه اكدت التحقيقات ان المهندس استولى بغير حق على اوراق مملوكة لجهة عمله خاصة بالأمان النووي الصادر عن الجهة المختصة بتشغيل المفاعل في انشاص ومصنع الوقود النووي بنية تسليمها للمتهمين اللذين تكفلا بسفره الى هونغ كونغ وأهداه احدهما شيفرة سرية لاستخدامها في التراسل الالكتروني بعد اعطائه 17 الف دولار.

وتعد هذه ثاني حالة تجسس خلال شهرين، حيث من المقرر ان تصدر محكمة أمن الدولة العليا طوارئ حكمها في القضية الأولى السبت والمتهم فيها الطالب السابق في جامعة الأزهر محمد العطار وثلاثة من ضباط الموساد.

تل ابيب تنفي

من جانبها نفت اسرائيل وجود شبكة تجسس لحسابها في مصر.

وقال مارك ريغيف المتحدث باسم الخارجية ان 'معلومات مماثلة غالبا ما تبرز في العاصمة المصرية، ثم يتبين دائما ان لا اساس لها'.

صواريخ نووية تطال ايران وباكستان

وفي سياق متصل نقلت صحيفة دار الخليج عن مصادر اعلامية عبرية ان “اسرائيل” تمتلك منذ عام 2005 صاروخا من نوع “يريحو-3” يحمل رأسا متفجرا نوويا ويصل مداه حتى 4800 كيلومتر بحيث يمكنه اصابة باكستان وايران.

ونقلت المصادر عن تقرير “مشروع فيسكونسين” الذي يعنى بالرقابة على السلاح النووي

والوسائل لإطلاقه في أرجاء العالم ان للصاروخ ثلاث مراحل بحيث ينضم الى يريحو 2 الذي

يصل الى مدى 500.1 كيلومتر وقادر على ان يحمل رأسا متفجرا نوويا.

وذكرت صحيفة “يديعوت احرونوت” بأن سلاح الجو كان نفذ في الماضي تجربة ناجحة على صاروخ يريحو 2 الذي اطلق من قاعدة بلماحين الى البحر الابيض المتوسط، وقد حسنت الصناعات الجوية التي تنتج صواريخ يريحو ليس فقط من حيث المدى بل ودقة اصابتها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 11 آيار/2007 -22/ربيع الثاني/1428