شبكة النبأ: المعلم في المدرسة قد
يشتكي أنه لا يحسن التعامل مع الطلاب، فهو اذاً بحاجة أن يقرأ كتاباً
في كيفية التعامل مع الطلاب، فهذا الكتاب يمثل له أولوية.
الزوجة التي تريد أن تجتذب زوجها اكثر، يجب أن تقرأ في العلاقات
الزوجية.
الأب الذي يريد تربية أولاده، يجب أن يقرأ في طرق وأساليب وآليات
تربية الأبناء... وهكذا.
بهذه الكلمات البسيطة يذكر حسن آل حمادة اهمية التوجه نحو الكتاب
باعتباره معينا لا ينضب تنهل منه الامم لتحصل على الرقي والتطور
والازدهار.
وقال الكاتب والإعلامي حسن آل حمادة إن المجتمع القارئ يعيش الحرية،
ويعيش التقدم في مختلف المجالات، والمجتمع غير القارئ يعيش التخلف
أيضاً في مختلف المجالات.. فالفقر، والبطالة، والجهل، والتطرف، وكل
الأمراض التي نعيشها سببها تخلينا عن الكتاب.
جاء ذلك في استضافة له بإذاعة طهران، في برنامجها (دنيا الشباب)، في
حلقة خُصصت للحديث حول: (الشباب وأزمة القراءة)؛ وتأتي هذه الاستضافة
تزامناً مع أيام افتتاح معرض طهران الدولي للكتاب.
جدير بالذكر أن آل حمادة، حلّ كضيف ضمن برنامج (دنيا الشباب)، في
السنتين الماضيتين أيضاً لمناقشة قضايا القراءة والكتاب. وقد سبق
لإذاعة طهران أن تحدثت في مناسبات متعددة عن كتاب: "أمة اقرأ... لا
تقرأ"، لآل حمادة، قبل أن تُقدمه في برامجها المخصصة لهذا الأمر.
وتوزعت محاور اللقاء على النحو التالي:
عزوف الشباب عن القراءة
في البدء تحدث آل حمادة عن تقصير المدرسة والجهات التربوية؛ فهي
-بحد قوله- لا تعتني بتشجيع عادة القراءة، وتغيب عنها: حصة القصة، التي
ينبغي أن تصاحب المراحل التعليمية المبكرة، حيث يتعلم فيها الطفل
الاستماع إلى القصة؛ ليكمل فيما بعد قراءة الكتاب التي وردت فيه. وأكد
على أن الكثير من التربويين يشجعون على إتباع هذا الأسلوب لتعزيز عادة
القراءة.
كما عاب آل حمادة توجه وسائل الإعلام في تقديمها لبعض القدوات
الزائفة؛ كالمغني، أو الرياضي! في حين أنها تتناسى أو تغيّب العالم، أو
المفكر، أو المبدع؛ ليقتدي الشاب فيما بعد، بمن لا ينبغي أن يقتدي
بهم.. وأضاف آل حمادة قائلاً: الشاب يفكر أن يكون رياضياً، ولا يفكر أن
يكون مفكراً، أو مثقفاً، أو مبدعاً...إلخ.
غلاء الكتب.. حجة الكسالى!
فيما يرتبط بغلاء الكتب، أوضح آل حمادة، أن هذه الذريعة، هي حجة
الكسالى، وأوضح أن هناك بدائل للحصول على الكتاب؛ إن أراد الإنسان ذلك،
وطرح بدائل، كاللجوء إلى عالم الدين أو المثقف، في الحي الذي يسكن فيه
الراغب في القراءة من أجل استعارة الكتب منهما. وكذا اللجوء إلى المعلم
في المدرسة، أو الدكتور في الجامعة. كما أن هناك المكتبات العامة،
و...إلخ؛ فغلاء الكتب هي حجة الكسالى.
الكتاب أم الانترنت؟
حول هذا المحور أوضح آل حمادة، إلى أن الصراع بين الكتاب والانترنت
حديث مفتعل، ولا توجد مشكلة في أن يقرأ الشاب عبر الإنترنت؛ فالبعض قد
يلجأ للانترنت كوسيلة للقراءة، والبعض الآخر قد يلجأ للكتاب بشكله
الورقي، ولا مشكلة في ذلك، إذ أن المهم أن يقرأ الإنسان.. ففي السابق،
كان البعض يقرأ على كرب النخل أو على جلود الحيوانات، و...إلخ، فلكل
وردٍ رائحته! كما قلنا مراراً وتكراراً. فالشاب قد يميل إلى الوسائل
الحديثة؛ بينما يركن كبار السن إلى الكتاب بشكله التقليدي.
المجتمع غير القارئ يعيش التخلف!
في حديث حول الآثار المترتبة على المجتمع الذي يعزف شبابه عن
القراءة، قال آل حمادة: إن المجتمع القارئ يعيش الحرية، ويعيش التقدم
في مختلف المجالات، والمجتمع غير القارئ يعيش التخلف أيضاً في مختلف
المجالات.. فالفقر، والبطالة، والجهل، والتطرف، وكل الأمراض التي
نعيشها سببها تخلينا عن الكتاب.
القدوات القارئة تدفعنا نحو القراءة
أكد آل حمادة الحاجة إلى وجود القدوات القارئة، وقال: نحن في البيت
بحاجة لوجود القدوة؛ فعندما يقرأ الأب، وتقرأ الأم، فإنهما سيدفعان
أبناءهما لممارسة عادة القراءة. فنحن بحاجة للقدوات على مختلف
المستويات، ولفت آل حمادة إلى أنه يحتفظ بصورة للرئيس الإيراني أحمدي
نجاد، وهو يسمك بيديه بعض الكتب، وأضاف قائلاً: عندما أجد الساسة تشجع
على القراءة؛ فسأتخذ منها قدوة لي في هذا الجانب.. وللأسف فإن القراءة
أصبحت عادة للمختصين، ومن الضروري أن تتحول كعادة لعامة أبناء الشعب،
كما يقول الإمام السيد الخامنئي.
القراءة الوظيفية تعزز عادة القراءة
ونصح آل حمادة الشاب الذي يريد أن يمارس عادة القراءة ويستمر فيها؛
أن يقرأ (القراءة الوظيفية)، وضرب لتوضيح الفكرة بعض الأمثلة، كالآتي:
المعلم في المدرسة قد يشتكي أنه لا يُحسن التعامل مع الطلاب، فهو
إذاً بحاجة أن يقرأ كتاباً
في كيفية التعامل مع الطلاب، فهذا الكتاب يمثل له أولوية.
الزوجة التي تريد أن تجتذب زوجها، فيجب أن تقرأ في العلاقات
الزوجية.
الأب الذي يريد تربية أولاده، يجب أن يقرأ في طرق وأساليب وآليات
تربية الأبناء... وهكذا.
العلاج بالقراءة.. الكتاب والفكرة
حول كتاب العلاج بالقراءة، أوضح آل حمادة إلى أن الإصدار يتحدث عن
القراءة كوسيلة للعلاج، وقال: إنا أتبنى رؤية تقول: "من أراد الدنيا
فعليه بالقراءة، ومن أراد الآخرة فعليه بالقراءة، ومن أرادهما معاً
فعليه بالقراءة".
وأوضح أن مصطلح العلاج بالقراءة يُعرّف بأنه: علاج المريض من خلال
قراءات مختارة.. ففي الغرب الآن تستخدم القراءة كعلاج، فمثلاً: يأتي
المريض المصاب بمشكلة نفسية أو مشكلة أسرية... فيُعطى مجموعة من الكتب،
مجموعة من الدراسات، مجموعة من المقالات، وبعد أن يقرأ هذا الكتابات
يُتابع من قبل أخصائي حتى يتحسّن وضعه.
وختام آل حمادة حديثه قائلاً: إن موضوع العلاج بالقراءة أصبح الآن
كنظرية تُدرّس في جامعات الغرب.. وكتب حول هذا الموضوع مجموعة من
الكتّاب، ونحن كمسلمين نعلم أن أول آية في آخر كتاب سماوي، هي أمر
بالقراءة.. القرآن الكريم سبق هذه الدعوات المعاصرة؛ فالقرآن كتاب
علاج، وهو بالأساس مشروع شفاء.
جدير بالذكر أن الأستاذة معصومة آل عبد النبي (معلمة رياض أطفال)
اتصلت وشاركت بمداخلة قبل نهاية البرنامج بيّنت فيها أساليبهم المتبعة
في حث وتشجيع الأطفال على القراءة. |