
الكتاب: دراسات في مسارات المجتمع والحضارة
المؤلف: محمود الموسوي
الناشر: مؤسسة أهل الكساء، البحرين
دار المحجة البيضاء- لبنان
الحجم : وسط 180صفحة
الطبعة الأولى 1427هـ/2007م
شبكة النبأ: تتساقط بكثافة التساؤلات
المعاصرة التي تعبّر عن تحديات حضارية جديدة على المجتمع، كقاعدة
تتحرّك فيه كل أدوات الأفعال وتجوب في رحابه كل المقاصد من كل الجهات
الفاعلة في الحياة، وهذه الكثافة في التساؤولات، إنما هي ابتلاءات
فرضها الواقع الجديد الذي تعيشه الأمم جرّاء الحركة الحضارية
وتحولاتها، و لا شك أن الحاجة ماسّة للبحث عن إجابات ومعالجات جديدة
لكل ما هو جديد، لكي يتمكّن الإنسان من مواجهة الصعوبات والتحديات،
ولكي يتمكّن من أن يتفاعل مع المستجدات، بل لكي يصل بالتالي إلى
الثأثير الإيجابي في اتجاهاتها.
هذه النتيجة هي التي انتهت إليها الكثير من قراءات المفكرين
والباحثين والمراقبين للحال الراهن، وهذا وإن كان متمخّضاً عن قراءة
واقعية وناضجة للراهن، إلا أنه يفتقر إلى البعد الأهم من هذه النتائج،
إذ أن غاية ما تنتهي إليه هذه الرؤى هو أننا بحاجة إلى إجابات جديدة
تحاكي التحديات الجديدة في أفقها وعمقها، إلا أن السؤال الأهم، هو
ماهيّة تلك الاجابات و نوع تلك الاستجابات.
والماهية التي نقصدها تتمثّل في البعد الذي يضمن صحّة المسار و
صدقية الحلول والاجابات، فنحن لسنا بحاجة لفعل يملئ الفراغ بقدر ما نحن
بحاجة إلى فعل صحيح وقويم ، يضعنا بدوره في المسار المستقيم الذي لا
يزيغ بسالكيه.
ونحن إذ نقدّم القرآن الكريم كمصدر للإستلهام و الاسترشاد، فلأنه
النور الذي بعثه الله تعالى وأنزله على نبيّه محمد (صلى الله عليه
وآله) وفيه الحكمة وفيه النور والهدى و البصائر وفيه الشفاء والرحمة
والموعظة الحسنة وفيه الرشد والقوامة، وهو الذي يبشّر بالحياة الطيبة.
كهذا هي مضامين آيات الكتاب العزيز لكل جهات الحياة، و هي تدعوا
لمسارات قويمة، وهذا
ما يجعلنا أمام حقيقة مهمة، هي أننا آمنّا بهذا القرآن الكريم، و
بأنه منزل من إله عليم خبير حكيم ، وفيه شفاء للمجتمعات، فلابد أن نكون
صادقين مع أنفسنا في هذا الإيمان، الذي يدعونا إلى الإنفتاح على القرآن
الكريم ليس في جانبه الفردي وحسب، بل في جانب معالجاته الحضارية التي
تتصل بهموم الأمّة وما يجري عليها من تحولات ذات الأثر الكبير، فإن
القرآن جاء لينهض بالأمة وجاء هدى و بشرى للعالمين وفيه شفاء داءهم.
فمن الأهمية بمكان أن نعتمد على نور القرآن في دراساتنا المعاصرة، و
علينا أن نعيد الثقة بما يعطينا القرآن من معالجات ونقدّمها للعالم
كاستفادات من الهدي الالهي. إن هذا المنحى هو الذي اعتمده هذا الكتاب
ويؤكّد عليه عبر اشتغاله بالدراسات المعاصرة مستلهماً بهدى و بصائر
القرآن الكريم.
وكانت هذه الدراسات هي عبارة عن مشاركات منّي في عدّة محافل علمية،
في مؤتمرات و ندوات، وقد نشر أغلبها في مجلة البصائر الدراساتية، وأسأل
الله تعالى أن تنال القبول، والله من وراء القصد. |