الحسن بن القاسم المعروف بالداعي الصغير الحسني

 شبكة النبأ: قتل سنة 316 كما في تاريخ ابن الأثير وغيره وفي تاريخ رويان كان قتل الداعي الصغير سنة 316 ودفن في محلة علي آباد في دار ابنته وكان من يوم ظهوره إلى يوم وفاته 12 سنة (ا هـ) وفي عمدة الطالب ملك الداعي الصغير طبرستان إلى سنة 306 ثم قتله مرداويج بآمل (ا هـ).

هكذا في النسخة المطبوعة وهي غير مضمونة الصحة والظاهر أنه سقط لفظ عشر من النسخة لاتفاق المؤرخين على أن قتله كان سنة 316 وفي مجالس المؤمنين ظهر سنة 304 ولقب بالداعي الصغير وفي يوم الثلاثاء 14 رمضان سنة 316 جاء إلى آمل وفي عصر يوم الثلاثاء 27 رمضان وقع القتال بينه وبين أسفار بن شيرويه فقتل بيد شبيه ابن زياد.

الخلاف في نسبه

قيل أنه الحسن بن القاسم بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وقيل أنه شجري وأنه الحسن بن القاسم بن الحسن بن علي بن عبد الرحمن الشجري بن القاسم بن الحسن بن زيد الأمير بن الحسن بن علي أبي طالب عليهم السلام.

قال صاحب عمدة الطالب والأول هو الذي صححه أبو الحسن العمري والثاني عليه أبو نصر البخاري والناصر الكبير الطبرستاني وكان النقيب تاج الدين بن معية يقوي القول الثاني ويقول العجم أخبر بحاله والله أعلم (ا هـ) والثاني هو الذي ذكره أولياء الله الآملي في تاريخ رويان وهو المذكور في تاريخ طبرستان أيضاً وفي مجالس المؤمنين.

الملقبون بالداعي

الذين لقبوا بالداعي أو الداعي إلى الحق من العلويين ثلاثة أشخاص أو أربعة واحد منهم يعرف الداعي الكبير واثنان يعرف كل واحد منهما بالداعي الصغير وكلهم حسنيون من ذرية الحسن السبط عليه السلام فالداعي الكبير هو الحسن بن زيد  والداعيان الصغيران أحدهما المترجم والثاني محمد بن زيد أخو الداعي الكبير ويظهر من كثير من المؤرخين أن الداعي يلقب به الناصر الكبير ايضاً لكن المعروف في لقبه الناصر كما أن الحسن بن القاسم كما يلقب بالداعي الصغير يلقب بالناصر الصغير . ويظهر أيضاً أن أبا جعفر محمد بن أبي الحسين أحمد بن الناصر يلقب بالداعي أيضاً . ويظهر من تاريخ طبرستان أن الداعي أيضاً يلقب به أبو جعفر بن أبي الحسين أحمد بن الناصر الكبير ويعرف الداعي هذا بصاحب القلنسوة ايضاً  ..وفي تاريخ طبرستان ما تعريبه أعلم أن الداعيين الكبير والصغير المشهورين كلاهما حسني لأن الداعي الكبير من أولاد إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام والداعي الصغير من أولاد القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام والقاسم وإسماعيل أخوان والداعي محمد بن زيد الذي هو أخو الداعي الكبير يسمى أيضاً بالداعي الصغير (ا هـ).

أقوال العلماء فيه

كان الداعي الصغير الحسن بن القاسم المترجم شجاعاً ظاهر الرجولة حازماً عادلاً وهذا الذي دعا الناصر الكبير الحسن بن علي إلى توليته الأمر بعده وترك أولاده وكان الداعي الصغير متزوجاً ابنة الناصر الكبير وكان مع الناصر الكبير في أكثر وقائعه وحروبه ...ويأتي في أخباره عن ابن الأثير أنه كان يأمر أصحابه بالاستقامة ويمنعهم عن ظلم الرعية وشرب الخمور وأنهم كانوا يبغضونه لذلك. وفي تاريخ طبرستان ورويان أنه كان حسن السيرة في الغاية ولم ير أهل طبرستان في عهد أحد الراحة التي رأوها في عهده. وعدله وإنصافه كان زائداً على السادات المتقدمين .. وعمًر الداعي الصغير في آمل عدة مدارس وسار في الناس سيرة حسنة وكان يصرف أوقاته على النحو الآتي فيوماً يجلس للمناظرة في علم الفقه والنظر وآداب الشريعة ويوماً يجلس للقضاء ويوماً يجلس لأحكام المظالم ويوماً لتدبير الملك والاقطاعات ويوم الجمعة يجلس للنظر في أحوال المحبوسين وقضايا أهل الجرائم ولا يستنيب في ذلك أحداً من الناس أبداً وكان يحترم أهل العلم والفضل والبيوتات القديمة ويعزهم ولم يأخذ من أهل العلم والفضل خراجاً قط وكان أهل العلم في وقته في راحة (ا هـ).

أخباره

المترجم قتل المحصورين من أصحاب صعلوك لأنه لم يكن أمنهم وأن الناصر أرسل ابن عمه  إلى شالوس ليستخصلها من السامانيين فوقع المصاف بينه وبين محمد بن صعلوك عامل السامانيين على تلك البلاد عند نهر يقال له بورود فهزمه المترجم وهي وقعة مشهورة قتل فيها خلق كثير حتى وصلت الدماء إلى ذلك النهر واختلطت بماء البحر وفي تاريخ طبرستان وتاريخ رويان قال الأخطل[1] الشاعر يمدح المترجم ويذكر محاربة بورود وترتيبه العساكر.

واتيت معجزة ببورود الذي

 

اجريت فيه من الدماء سيولا

قاتلت صعلوك اللعين بفتية

 

بزوا الديالم نجدة وعقولا

قدمت منهم كل سام طرفه

 

يلقى إذا لقي العدو جهولا

فعبرتهم نهرا يعب عبابه

 

ليطالبوا للمؤمنين نبولا

حتى إذا فروا بحيث نبابهم

 

كيد العداوة ولولوا تهويلا

وتزلزلت أقدامهم في الكفر[2] إذ

 

صدقوا اللقاء فقتلوا تقتيلا

خلوا معسكرهم وما ذخروا به

 

وخوادما وجواشنا وخيولا

فاجتاحها خيل الاله واحرقت

 

تلك الخيام فعطلت تعطيلا

وأعطى الناصر أحكام السلطنة والأمر والنهي المترجم ورجحه على أولاده الصبيان وأن الناس كانوا يميلون إلى المترجم أكثر فإنه كان بغاية العفة وحسن السيرة وأن أحد أولاد الناصر وهو أبو الحسن علي وقيل أبو الحسين أحمد والصواب الأول امتعض من ذلك وقال أبياتاً يعاتب بها أباه وينسبه فيها إلى التقصير في حقه بتقديم المترجم عليه وعدم التفاته إليه وقال في ذلك أبياتاً أخرى..

ومن أخباره ما ذكره ابن الأثير في حوادث سنة 309 أن ليلى بن النعمان الديلمي كان أحد قواد أولاد الأطروش العلوي وأن الحسن بن القاسم الداعي استعمله على جرجان سنة 308 وأن الاجناد كثروا على ليلى بن النعمان لكثرة من استأمن إليه في حروبه فضافت الأموال عليه فسار نحو نيسابور بأمر الحسن بن القاسم الداعي فوردها في ذي الحجة سنة 308 وأقام بها الخطبة للداعي ثم حاربه السامانيون فقتل سنة 309.

غدر المترجم بالناصر وعفو الناصر عنه

ذكر صاحبا تاريخي طبرستان ورويان حكاية تدل على شدة حلم الناصر وسوء مجازاة المترجم له ...قال أرسل الناصر الكبير الحسن بن القاسم إلى طرف كيلان ليأتي بملوك كيلان وديلمان إلى آمل فيظهروا الطاعة وكان هؤلاء الملوك والأمراء في ذمتهم أموال وقصروا في أدائها فاتفقوا مع الحسن بن القاسم وبايعوه وشرطوا عليه أن يقبض على الناصر الكبير ويأخذ منه القبالات التي عليهم فلما وصلوا إلى آمل ذهب الحسن بن القاسم إلى المصلى ولم يذهب إلى الناصر وذهب في بعض الأيام مع أصحابه إلى الناصر فخاف منه الناصر وخرج من باب آخر وركب واراد أن يذهب إلى هناك إلى قلعة لارجان ونهب عسكر الحسن بن القاسم دار الناصر وحرمه إلى أن ركب الحسن بن القاسم وحمل على جماعة بالرمح ليتخلوا عن الحرم فلم يقدر وأنزلوه عن جواده وقامت الحرب فلام أهل آمل عسكر الناصر وقالوا أنتم قوم تفعلون مثل هذا مع إمامكم لا يوجد في الدنيا أردأ منكم وذهب ليلى بن النعمان مع عوام البلد إلى دار الحسن بن القاسم وأغلظوا له في الكلام وأخذوا خاتمه من أصبعه قهراً وأرسلوه إلى لارجان واحضروا الناصر فقام الحسن بن القاسم وذهب إلى ميلة فذهب الناس إليه وأحضروا الناصر فقام الحسن بن القاسم وذهب إلى ميلة فذهب الناس إليه وأحضروه إلى عند الناصر فلم يتغير عليه ولم يسوءه وقال قد عفوت عنه واذن له أن يذهب إلى كيلان وبعد مدة شفع فيه أبو الحسين أحمد بن الناصر واتى به إلى الناصر فزوجه الناصر بنته وولاه على كركان وبعث معه ابنه أبا القاسم جعفر بن الناصر فكان كلاهما في كركان إلى أن جاء الترك مع ولده وكان أبو القاسم جعفر نافراً من الحسن بن القاسم فتركه وذهب إلى ساري فلم يستطع الحسن بن القاسم مقاومة الأتراك فذهب إلى قلعة كجين على حدود استراباد وحاصره الأتراك كل الشتاء حتى إن بعض الناس سقطت أيديهم وأرجلهم من شدة البرد وهذه القلعة باقية من عهد شابور ذي الأكتاف فلما اشتد الحصار على الحسن بن القاسم خرج من القلعة مع عدة أنفس وحمل على صف الترك فأفرجوا له فخرج وجاء إلى عند الناصر (ا هـ).

تولية الحكم بعد الناصر الكبير وما جرى له إلى أن قتل

لما توفي الناصر الكبير الحسن بن علي سنة 304 انتصب المترجم له في منصبه ويظهر من جملة من المؤرخين أن ذلك كان بوصية من الناصر الكبير وقد صرح به صاحب تاريخ طبرستان أما صاحب تاريخ رويان فلا يدل كلامه على أن ذلك كان بوصاية من الناصر الكبير – ولعل وصايته إليه كانت لما رأى فيه من الكفاءة وجعل أبا الحسن أحمد بن الناصر صاحب الجيش شريكاً معه في الحكم ولعله بقي على قيادة الجيش كما كان زمان أبيه الناصر ولما سلم أبو الحسن أحمد الحكم إلى الداعي الصغير امتعض من ذلك أبو القاسم جعفر بن الناصر وجرت بسببه حروب بينه وبين الحسن أبن القاسم .. وكان أبو القاسم جعفر هذا مبايناً لأبيه..

وفي تاريخ طبرستان ما ترجمته: لما حضرت الناصر الكبير الوفاة أرسل ولده أبو الحسين أحمد صاحب الجيش الذي كان إمامي المذهب إلى كيلان وأحضر الحسن بن القاسم المعروف بالداعي الصغير الذي كان صهر الناصر وجعل الحكم والسلطنة لهما فاعترض أبو القاسم جعفر بن الناصر الكبير على أخيه وقال لأي شيء تعطي ملكي وميراثي إلى الغير فتحرمني منه وتحرم نفسك فأجابه أخوه أبو الحسن وقال أليس ابي الذي هو أعرف مني ومنك جعله ولي عهده وأنا وإن كنت في أول الأمر متنفراً منه لكن لما علمت أنه في هذا العمل أولى وأنسب رجعت إليه فأنت أيضاً يلزم أن ترضى بذلك فلم يسمع أخوه وغضب وفي تاريخ رويان لما توفي الناصر الكبير أرسل ولده أبو الحسين أحمد صاحب الجيش إلى كيلان فأحضر الحسن القاسم المعروف بالداعي الصغير صهر الناصر وأعطاه السلطنة فغضب أبو القاسم جعفر بن الناصر من أخيه وقال لأي شيء تعطي ملكنا المورث لنا إلى الغير وتحرم نفسك وتحرمني منه قالا معاً: وذهب إلى الري إلى عند محمد بن صعلوك وطلب منه عسكراً وجاء إلى آمل وخطب باسم صاحب خراسان وضرب السكة باسمه وجعل شعاره السواد ورايته سوداء فهرب الداعي الصغير حسن بن قاسم إلى كيلان وبقي هناك سبعة أشهر واستولى على الخراج باستقصاء فحصل على الرعية ضيق وجمع عسكراً من الكرد والكيل والديلم وجاء إلى آمل وأظهر العدل والإنصاف وبنى داراً في مصلى البلد وامر السادات أن يبنوا دوراً هناك حتى لا يحصل منهم ضيق على أهل البلد وصالحه اصفهبد شروين (أو شهروين) ملك الجبال واصفهبد شهريار. وبعد ذلك عزم أبو الحسين أحمد بن الناصر الكبير على مقاومته ونفر منه وذهب إلى كيلان وانضم إلى أخيه أبي القاسم جعفر بن الناصر وحين جاء الداعي الصغير إلى آمل جمع أهل خراسان عسكراً وجاؤوا إلى طبرستان فصار الداعي في شدة من الجانبين فهرب والتجأ إلى اصفهبد محمد بن شهريار فقبض عليه اصفهبد وأوثقه وأرسله إلى الري إلى علي بن وهسودان وهو نائب الخليفة المقتدر فأرسله علي المذكور إلى قلعة الموت التي كان مقام أبائه بها فحبس هناك فلما قتل علي بن وهسودان غيلة تخلص الداعي وجاء إلى كيلان وفي تاريخ رويان وجاء ولدا الناصر وهما أبو الحسين أحمد وأبو القاسم جعفر بعسكر من الكيل والديلم إلى جرجان ووقعت لهم عدة مصاف مع الأتراك وجمع الداعي الصغير عسكراً وجاء إلى آمل ومنها إلى ساري ثم إلى استراباد وجاء ولدا الناصر فلم يلبثا أن أنهزما وقتل خلق كثير من أكابر الكيل والديلم من جملتهم استندار هروسندان ابن تندار وكان مع أولاد الناصر وفي تاريخ طبرستان أنه جاء ولدا الناصر إلى آمل وجاء الداعي من كيلان ووقعت بينه وبينهما المحاربة وانهزم أولاد الناصر وقتل خلق كثير من الكيلم والديلم قالا معاً وذهب أبو القاسم جعفر بن الناصر إلى دامغان ومنها إلى الري ثم صار إلى كيلان فأرسل الداعي إلى أبي الحسين أحمد صاحب الجيش أنا عبد لك وأنت أعطيتني الملك وليس لي معك خصومة لكن أخوك يقلقني فاقابله بالمثل وطلب الصلح فقبل أبو الحسين أحمد وتصالحا وأقاما معاً مدة بكركان وحاربوا الأتراك كثيراً ثم استقر أبو الحسين أحمد في كركان والداعي في آمل وحكما طبرستان مدة على هذا النحو أحدهما في آمل والآخر في كركان وبقي ابو القاسم جعفر في كيلان.

ثم بعد مدة تغير أبو الحسين أحمد على الداعي الصغير وأرسل إلى أخيه جعفر فجمع عسكراً من كيلان وجاء هو بعسكر من كركان واتفقا وجاء إلى مصلى آمل وحاربا الداعي الصغير فانهزم الداعي وأقام الاخوان في آمل وحكما وظلما الناس ثم توفي أبو الحسين أحمد في آخر رجب سنة 311 وتوفي أبو القاسم جعفر في ذي القعدة سنة 312 فبايع الناس أبا علي محمد بن أبي الحسين أحمد بن الناصر وكان (ماكان) ابن كاكي أمير كيلان أبا زوجة ابي القاسم جعفر بن الناصر وله منها ولد اسمه إسماعيل فأخذه( ماكان) ابن بنته إسماعيل المذكور وجاء إلى آمل وقبض على أبي علي محمد بن أحمد بن الناصر وأرسله إلى كركان إلى عند أخيه أبي الحسين بن كاكي فحبسه هناك ثم أن أبا علي محمد ضرب أبا الحسين بن كاكي ليلة بخنجر في بطنه فشقها فمات.. وبايعه الناس وملك طبرستان ثم أنه وقع عن جواده فمات فبايع الناس بعده أخاه أبا جعفر المعروف بصاحب القلنسوة فحكم مدة ثم جاء (ماكان) ابن كاكي إلى رويان واتفق مع الداعي الحسن بن القاسم فقوي به الداعي وكان اسفار بن شيرويه نائب أبي جعفر صاحب القلنسوة في ساري وكان الاصفهبدات قد اتفقوا مع أبي جعفر المذكور وكان الداعي الحسن بن القاسم قد جاء من آمل إلى أطراف الري بطريق لارجان مع خمسمائة نفر وعلم اسفار بضعف حالة الداعي فجاء مع الاصفهبد بعسكر إلى آمل ووقع المصاف بينهم وبين الداعي خارج مدينة آمل فرجع هؤلاء الخمسمائة عن الداعي فخاف وذهب مع نفر من خواصه إلى جهة آمل وكان مرداويج بن زياد على مقدمة عسكر اسفار وكان استندار هروسندان الذي قتله الداعي في حربه مع أولاد الناصر خال مرداويج هذا فلحق مرداويج الداعي وطعنه من خلفه فقتله وأخذ بثأر خاله..  

وبعد هذا اضطرب أمر السادات وفي كل عدة شهور وسنين يخرجون في كيلان وديلمان إلا في مازندران ورويان فلا يدعونهم يخرجون وسبب اضطراب أمورهم أنهم تركوا قانون آبائهم وأجدادهم في السعي في صلاح المسلمين فساء اعتقاد الملوك والاصفهبدات فيهم فضعفت حالهم وقوى ملك آل بويه واستولوا على البلاد إلى أن صاروا بالتدريج سلاطين عظاماً (ا هـ).

وفي عمدة الطالب لما توفي الناصر الكبير أرادوا أن يبايعوا ابنه أبا الحسين أحمد بن الحسن فامتنع من ذلك وكانت ابنة الناصر تحت أبي محمد الحسن بن القاسم الداعي الصغير فكتب إليه أبو الحسين أحمد بن الحسن الناصر واستقدمه وبايعه فغضب أبو القاسم جعفر ناصر ابن الناصر وجمع عسكراً وقصد طبرستان فانهزم الداعي ابن الناصر يوم النيروز سنة 306 وسمى نفسه الناصر واخذ الداعي بدماوند وحمله إلى الري إلى علي بن وهسوذان فقيده وحمله إلى قلعة الديلم فلما قتل علي بن وهسوذان خرج الداعي وجمع الخلق وقصد جعفر بن الناصر فهرب إلى جرجان وتبعه الداعي فهرب ابن الناصر وأجلى إلى الري وملك الداعي الصغير طبرستان إلى سنة 306 ثم قتله مرداويج بآمل (ا هـ) هكذا في النسخة المطبوعة والعبارة غير مستقيمة ويظهر من مراجعة ما مر عن تاريخي طبرستان ورويان أن فيها سقطا وصوابها فانهزم الداعي الحسن بن القاسم وظهر جعفر بن الناصر أو أحمد بن الناصر يوم النيروز الخ أو نحو ذلك والله أعلم.

قال المسعودي في مروج الذهب وقد اتينا على خبر أبي محمد الحسن بن القاسم الحسني

الداعي واستيلائه على طبرستان ومقتله وما كان من الجيل والديلم في أمره في كتابنا أخبار الزمان وقال في موضع آخر منه: والحسن بن القاسم الحسني الداعي وافى الري وذلك في سنة 310 في جيوش كثيرة من الجيل والديلم ووجوههما فأخرج عساكر أحمد بن إسماعيل بن أحمد وصاحبه عنها واستولى عليها وعلى قزوين وزنجان وقم وابهر وغير ذلك مما اتصل بالري فكتب المقتدر إلى نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد صاحب خراسان ينكر عليه ذلك ويقول أنك أهملت أمر الرعية وأضعفت البلد حتى دخلته المبيضة[3] وألزمه إخراجهم عنه فوقع اختيار نصر صاحب خراسان على إنفاذ رجل من أصحابه بالجيل يقال له اسفار بن شيرويه وأخرج معه ابن النساخ وهو أمير من أمراء خراسان في جيش كثير ليحارب من مع الداعي و(ماكان) ابن كاكي من الديلم لما بين الجيل والديلم من الضغائن والتنافر فسار اسفار بن شيرويه الجيلي فيمن معه من الجيوش إلى حدود الري فكانت الوقعة بين اسفار بن شيرويه الجيلي وبين (ماكان) بن كاكي الديلمي فاستأمن أكثر أصحاب ما كان وقواده إلى الجيلي فحمل عليهم (ماكان) في نفر يسير من غلمانه سبع عشرة حملة وصمدت له عساكر خراسان فولى (ماكان) ودخل بلاد طبرستان وانهزم الداعي بين يديه و(ماكان) على حاميته فلحقته خيول خراسان والجيل والديلم والأتراك فيهم اسفار بن شيرويه ومضى (ماكان) لكثرة الخيول وانحاز الداعي وقد لحق بقرب بلاد طبرستان إلى ناحية هنالك وقد تخلى عنه (ماكان) ومن معه من أنصار فقتل هنالك ولحق (ماكان) بالديلم واستولى اسفار على بلاد طبرستان والري وجرجان وقزوين وزنجان وابهر وقم وهمذان والكرج ودعا لصاحب خراسان وكثرت جيوشه فتجبر وطغى وكان لا يدين بملة الإسلام وعصى صاحب خراسان والمقتدر فسير إليه المقتدر جيشاً فهزمه وسار صاحب خراسان من بخارى لحرب اسفار فوصل نيسابور فاشار على اسفار وزيره بمصالحته فصالحه ورجع صاحب خراسان ثم أن مرداويج بن زيار أحد أصحاب اسفار قتل اسفاراً وعظمت شوكته وتفسير مرداويج – معلق الرجال- ثم قتله بجكم التركي غيلة فأمر الجيل والديلم عليهم أخاه وشمكير (اهـ) وقال ابن الأثير في حوادث سنة 314 أنه فيها استولى نصر بن أحمد الساماني على الري في جمادى الآخرة ثم استعمل عليها محمد بن علي صعلوك وسار نصر إلى بخارى ودخل صعلوك الري فأقام بها إلى أوائل شعبان سنة 316 فمرض فكاتب الحسن الداعي و(ماكان) بن كاكي في القدوم عليه ليسلم بالري إليهما فقدما عليه فسلم الري إليهما وسار عنها فلما بلغ الدامغان مات (ا هـ). وقال في حوادث سنة 316: في هذه السنة قتل الحسن بن القاسم الداعي العلوي وقد ذكرنا استيلاء

اسفار بن شيرويه الديلمي على طبرستان ومعه مرداويج فلما استولوا عليها كان الحسن بن القاسم بالري واستولى عليها وأخرج منها أصحاب السعيد نصر بن أحمد (الساماني) واستولى على قزوين وزنجان وأبهر وقم وكان معه (ماكان) بن كاكي الديلمي فسار نحو طبرسان والتقوا هم وأسفار عند سارية فاقتتلوا قتالاً شديداً فانهزم الحسن و(ماكان) بن كاكي فلحق الحسن فقتله وكان انهزام معظم أصحاب الحسن على تعمد منهم للهزيمة وسبب ذلك أنه كان يأمر أصحابه بالاستقامة ويمنعهم عن ظلم الرعية وشرب الخمور وكانوا يبغضونه لذلك ثم اتفقوا على ان يستقدموا (هروسندان) أحد رؤساء الجيل وكان خال مرداويج ووشمكير ليقدموه عليهم ويقبضوا على الحسن الداعي وينصبوا أبا الحسين (أحمد) بن الأطروش ويخطبوا له وكان هروسندان مع أحمد الطويل بالدامغان بعد موت صعلوك فوقف أحمد على ذلك فكتب إلى الحسن الداعي يعلمه فأخذ حذره طعاماً ولم يعلموا أنه قد أطلع على ما عزموا عليه وكان قد وافق خواص أصحابه على قتلهم وأمرهم بمنع أصحاب أولئك القواد عليه من المنكرات التي أحلت له دماءهم ثم أمر بقتلهم عن آخرهم وأخبر أصحابهم الذين ببابه بقتلهم وأمرهم بنهب أموالهم فاشتغلوا بالنهب وتركوا أصحابهم وعظم قتلهم على اقربائهم فنفروا عنه فلما كانت هذه الحادثة تخلوا عنه حتى قتل ولما قتل استولى اسفار على بلاد طبرستان والري وجرجان وقزوين وزنجان وابهر وقم والكرج ودعا لصاحب خراسان السعيد نصر بن أحمد وأقام بسارية واستعمل على آمل هارون بن بهرام وكان هارون يحتاج أن يخطب لابي جعفر العلوي (ا هـ).

تنبيه

في تجارب الأمم أن فخر الدولة بن بويه لما هرب من عضد الدولة التحق بالديلم ولجأ إلى الداعي العلوي المستولي على ذلك الصقع وذكر هذا في حوادث 369 ج 6 ص 416 وليس المراد به الداعي الكبير الحسن بن زيد لأنه قبل هذا التاريخ والمترجم أيضاً قبل هذا التاريخ .


[1] - كأنه شاعر يلقب بالأخطل تشبيهاً بالذي كان في عصر بني أمية.

[2] - في نسخة أقدام أهل الكفر.

[3] - كان شعار بني العباس السواد في لباسهم وراياتهم ومن خالفهم يسمون المبيضة والمقتدر لم يعظم عليه أن يكون جل البلاد بيد الساامانيين والبهويهيين وغيرهم وإنما عظم عليه أن يكون شخص علوي له إمارة في بقعة من الأرض يقيم فيها العدل فحرص عليه السامانيين حتى قتلوه. المؤلف.

شبكة النبأ المعلوماتية- االثلاثاء 8 آيار/2007 -19/ربيع الثاني/1428