لعنة جنوب لبنان ستطيح بأولمرت وحكومته

شبكة النبأ: رغم أن ايهود أولمرت هو الاقل شعبية بين رؤساء الحكومات الاسرائيلية على الاطلاق فان الاسرائيليين يجدون صعوبة بالغة في العثور على شخص اخر أفضل منه.

وتضمن تقرير للجنة تحقيق في حرب لبنان التي دارت رحاها العام الماضي توبيخا حادا للحكومة وأبرز حالة الاستياء تجاه جيل من الزعماء المنتخبين والمتنافسين الذين يعتبر الاسرائيليون أنهم لا يتحلون بالمهارات الكافية للتعامل مع التحديات الاقليمية التي تلوح في الافق.

وتجلى المزاج السائد في الاوساط الاسرائيلية بعد نتائج لجنة فينوجراد عندما بث التلفزيون الاسرائيلي نتائج استطلاع للرأي سئل المشاركون فيه "أي السياسيين تعتبرونه أقل سوءا.."

ولم يكن مفاجئا أن يحتل أولمرت مرتبة متدنية. فقد وصفته اللجنة بأنه مسؤول عن اخفاقات الحرب على مقاتلي حزب الله اللبناني فضلا عن فضائح الفساد التي تطارده.

ومع ذلك لم يحصل الاميرال اليساري السابق عامي أيالون صاحب المرتبة الاولى بين منافسي أولمرت في الاستطلاع الا على ثقة 45 في المئة فقط من المشاركين.

وقال ناحوم بارنيا المحلل بصحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية اليومية "خلاصة القول هي ان أولمرت يجب ان يرحل."

"وبعد أخذ ذلك في الاعتبار ما زال بامكانه النجاة من الناحية السياسية لا لان الحرب تكللت بالنجاح ولكن لان البدائل -حتى بمعايير اللجنة- ليست أفضل."

وعلى الرغم من معدلات الرضا التي تقل عن عشرة في المئة تعهد أولمرت بالاستمرار في منصبه. ويتربع أولمرت على قمة ائتلاف حكومي واسع سيحميه على الارجح من أي تمرد في البرلمان.

وبالاضافة الى ذلك يشير بعض المحللين الى حقائق اسرائيلية أوسع نطاقا مثل النظام الانتخابي المثير للجدل وحالة عدم الاكتراث الشعبي المتزايدة كوسائل تعوق أي تحد حقيقي لسيطرة أولمرت على السلطة.

وهناك أيضا الانهاك من عملية تدوير الزعماء الوطنيين على السلطة. فقد دارت هذه العجلة على مر عقود بالتوازي مع حظوظ اسرائيل في الحرب وكثيرا ما أسفرت عن تفضيل الجنرالات السابقين على السياسيين أمثال أولمرت ووزير الدفاع عمير بيريتس.

وقال يونا ياهاف رئيس بلدية حيفا الذي أمطر حزب الله مدينته الشمالية بالصواريخ خلال الحرب التي استمرت 34 يوما "أشعر بالحزن اليوم لرؤية هذا الكم من الاسرائيليين الذين يتمتعون بالحاجة الى اعدام زعمائهم."

واستقال أحد أعضاء حكومة أولمرت ودعا رئيس الوزراء لأن يحذو حذوه لكن المعيار الافضل للروح العامة قد يكون في مستوى المشاركة في مظاهرة ضد الحكومة من المقرر تنظيمها يوم الخميس.

وعادة ما تكون مثل تلك المظاهرات حكرا على اليسار الاسرائيلي ولكن هذه المرة وخلافا للمعتاد ربما يكون أحد المستفيدين من مظاهرة الخميس زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو وهو رئيس وزراء سابق يصنف على أنه من المتشددين في السياسة الاسرائيلية.

وقد انعشت حرب لبنان والمخاوف من حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية حماس وايران امال نتنياهو في الاطاحة بأولمرت. ومن الممكن أن تتسبب المخاوف من تمهيد الطريق لعودة نتنياهو في اقناع بعض المتظاهرين الليبراليين بالبقاء في منازلهم يوم الخميس أملا في تقليص عدد المشاركين في المظاهرة.

وقال عاموتز أسائيل رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة جيروزاليم بوست المحافظة "تأثير هذا الحدث يعتمد كلية على مدى تجاوزه نطاق التحيز الحزبي."

وجادل بأن تقرير فينوجراد قد يثبت فعالية أكبر في احداث اصلاح للنظام الانتخابي في اسرائيل على المدى البعيد.

وقال ان النظام الحالي الذي يدلي فيه الناخبون بأصواتهم لصالح قوائم الاحزاب وليس لصالح مرشحين أفراد أدى الى ميل تشريعي وتنفيذي نحو الحماية الذاتية أكثر من التمثيل المناسب للناخبين.

وفسر معلق اخر هو بن كاسبيت من صحيفة معاريف تقرير فينوجراد بأنه يدين اللامبالاة في أوساط مجتمع اسرائيلي ساخط قال انه يعتبر "البورصة أهم من الموقف على الحدود الشمالية."

شروخ في حكومة اولمرت بعد التقرير السلبي

بإستقالة عضو في حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت وتزايد الضغط عليه داخل حزبه الحاكم ليستقيل في أعقاب تقرير وجه له انتقادات شديدة بخصوص معالجته لحرب لبنان يكون اولمرت قد فقد اغلب اساليب الدعم المعنوي والحزبي الخاص.

وقال الوزير بلا حقيبة ايتان كابل من حزب العمل الشريك في الائتلاف الحاكم في مؤتمر صحفي "لا يمكنني أن أبقى في حكومة يرأسها ايهود أولمرت."

وأضاف كابل لرويترز، أن أولمرت "لابد أن يستقيل" بعد أن عددت لجنة حققت في الحرب

غير الحاسمة مع حزب الله أوجه قصور شديدة من جانب رئيس الوزراء ووزير الدفاع عمير بيريتس عضو حزب العمل ورئيس أركان الجيش السابق الذي استقال بالفعل.

وفي أخطر ضربة لاولمرت حتى الان ذكر تلفزيون القناة العاشرة الاسرائيلي ان وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ابلغت مساعديها بأنه "ينبغي ان يرحل". وينظر الى ليفني على نطاق واسع على انها أبرز المرشحين لخلافة أولمرت.

وسعى أولمرت الذي تعهد بألا يستقيل للاحتفاظ بمنصبه بعد أن ذكرت تقارير لوسائل الاعلام أن أغلبية المشرعين في حزب كاديما الذي ينتمي الى الوسط يفضلون رحيله.

وجاء في بيان لمكتب أولمرت انه يحظى بمساندة نائب نقل عنه في وقت سابق أنه يحثه على الاستقالة.

وقالت مصادر في حزب كاديما ان رئيس كتلة الحزب في البرلمان افيجدور ايتزاكي يجمع توقيعات على خطاب سيقدمه لاولمرت يوم الخميس لمطالبته بالاستقالة.

وأقوى المرشحين لخلافة أولمرت فضلا عن ليفني هو نائب رئيس الوزراء شمعون بيريس. ويحتمل أن يمثل رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو من حزب ليكود اليميني تحديا هو الاخر.

ولا تسمح لوائح حزب كديما باقالة أولمرت الا بالاتفاق. ويمكن أن يجبره البرلمان على التنحي عن طريق اقتراع بعدم الثقة لا تتوفر له بعد أغلبية فيما يبدو.

وسيعقد البرلمان جلسة خاصة يوم الخميس لمناقشة نتائج الحرب والرد على استجوابات مشرعين أعلنوا صراحة مطالبتهم بتنحي أولمرت.

وتحدثت عناوين الصحف عن "تضييق الخناق" حول رقبة اولمرت وتصويب " مسدس الى رأسه."

وقالت لجنة فينوجراد للتحقيق ان الحكومة وافقت دون نقاش على قرار خوض الحرب ولكن أولمرت يتحمل "المسؤولية العليا" في شن هجوم جوي وبحري وبري دون خطة ملائمة بعد أن أسر حزب الله جنديين اسرائيليين في 12 يوليو تموز.

ولكن اللجنة التي شكلتها الحكومة لم تصل الى حد التوصية بتنحي أولمرت. وأشارت نتائج استطلاع للرأي أجرته سريعا الاذاعة الاسرائيلية بعد صدور التقرير الاولي الذي حقق في ملابسات بداية الحرب الى أن 69 في المئة من الاسرائيليين يريدون من أولمرت الاستقالة.

وبعد سلسلة اتهامات بالفساد والكسب غير المشروع أصبح الكثير من الاسرائيليين مستائين من الطبقة الحاكمة ورأى البعض في التقرير الذي صدر عن الحرب القشة التي قصمت ظهر أولمرت.

وقبل أولمرت كما كان متوقعا على نطاق واسع تحمل المسؤولية عن "الكثير من الاخطاء"

خلال الحرب التي استمرت 34 يوما والتي أمطر خلالها حزب الله اسرائيل بنحو أربعة الاف صاروخ وقصفت طائرات حربية اسرائيلية جنوب العاصمة اللبنانية بيروت حيث أحد معاقل حزب الله.

وقال أولمرت انه لن يستقيل مصرا على أنه أفضل من يستطيع تصحيح الاخطاء.

ولقى نحو 1200 شخص حتفهم في لبنان منهم نحو 900 مدني في حين قتل 117 جنديا اسرائيليا و41 مدنيا بسبب صواريخ حزب الله التي ضربت شمال اسرائيل.

وصرح كابل في مؤتمره الصحفي بأنه سيحاول اقناع حزب العمل بالانسحاب من الائتلاف مع حزب كاديما.

ويشغل حزب العمل 19 مقعدا من 78 مقعدا يسيطر عليها الائتلاف الحاكم بقيادة أولمرت في الكنيست المكون من 120 عضوا.

65% من الاسرائيليين يؤيدون استقالة اولمرت

كشف استطلاع للرأي نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" نتائجه ان اغلبية ساحقة من الاسرائيليين ترغب في استقالة رئيس الوزراء ايهود اولمرت بعد التقرير المرحلي القاسي الذي اصدره القاضي الياهو فينوغراد حول الحرب على لبنان.

وقال 65% من الاسرائيليين انهم يؤيدون استقالته فورا مقابل عشرة بالمئة لا يريدون استقالته بينما قال 25% انهم يفضلون ان يستقيل بعد نشر التقرير النهائي المتوقع في تموز/يوليو المقبل. حسب تقرير لوكالة فرانس برس.

ويؤيد 51% من الاسرائيليين اجراء انتخابات مبكرة بينما يفضل 23% استمرار الولاية التشريعية الحالية بعد استقالة اولمرت ووزير الدفاع عمير بيريتس الذي ينتقده التقرير بشدة.

ورأى 29% من الاسرائيليين ان الشخصية الاكثر قدرة على القيام بمهام رئيس الوزراء حاليا هي بنيامين نتانياهو زعيم حزب الليكود اليميني المتطرف تليه وزيرة الخارجية تسيبي ليفني (20%) التي تنتمي الى حزب كاديما ثم النائب العمالي عامي ايالون (14%) فرئيس الوزراء الاسبق ايهود باراك (10%).

ويأتي بعد باراك النائب عن الليكود سيلفان شالوم (8%) يليه اخيرا اولمرت (6%).

واجري الاستطلاع على عينة تمثيلية للاسرائيليين لم يحدد حجمها وحدد هامش الخطأ فيه ب4,5%.

ايهود اولمرت يسعى الى كسب الوقت للحفاظ على منصبه

يحاول رئيس الوزراء الاسرائيلي كسب الوقت للحفاظ على منصبه في مواجهة الاصوات المنادية من كل حدب وصوب باستقالته غداة نشر تقرير حمله مسؤوليات في اخفاقات الحرب التي شنها على لبنان الصيف الماضي.

وعمد كافة المقربين من اولمرت من وزراء ومستشارين الى اتباع استراتيجية موحدة في الرد على اسئلة الصحافيين حول هذا الموضوع حيث اكدوا جميعا ان اولمرت الذي اعترف بارتكابه "اخطاء" هو الوحيد القادر على تصحيحها.

واعتمد رئيس الوزراء الاسرائيلي هذه الاستراتيجية الدفاعية بعيد ساعات من نشر التقرير حيث اقر في خطاب بثه التلفزيون والاذاعة بوجود "اخطاء عديدة ارتكبها الذين اتخذوا قرارات وانا على رأسهم".

وجاء تقرير لجنة التحقيق الاسرائيلية اقسى مما كان متوقعا حيث حمل اولمرت ووزير الدفاع عمير بيريتس مسؤولية "الفشل الذريع" في ادارة الحرب ولكن من غير ان يوصي باستقالة اي منهما.

غير ان رئيس لجنة التحقيق القاضي الياهو فينوغراد حذر من ان التقرير النهائي للجنة المتوقع صدوره في الصيف يمكن ان يتضمن "توصيات شخصية" بما معناه توصيات بالاستقالة.

ويرى المعلقون ان اولمرت يأمل بان يتمكن من اقناع اللجنة بألا توصي باستقالته عبر تطبيقه الاجراءات التي اوصت بها الاخيرة ولا سيما لجهة حماية المدنيين.

وخلال الحرب التي استمرت بين 12 تموز/يوليو و14 آب/اغسطس اضطر نحو مليون اسرائيلي في الشمال الى الاحتماء في ملاجىء محصنة او النزوح باتجاه الجنوب هربا من الصواريخ التي اطلقتها باتجاههم ميليشيا حزب الله الشيعية اللبنانية والتي بلغ عددها نحو اربعة آلاف صاروخ.

وكانت غالبية هذه الملاجئ مهملة دون صيانة منذ سنوات وفي اماكن كثيرة لم يكن هناك ملاجئ اصلا ولا سيما في المناطق العربية في الجليل.

وصعق الرأي العام الاسرائيلي لرؤية الأسر والاطفال والعجزة يضطرون الى ترك منازلهم والاقامة في اماكن لا تتوفر فيها الشروط الصحية الدنيا وفي احيان كثيرة في اماكن لا اجهزة تكييف فيها في حمأة حر الصيف.

واعتبر وزير الاسكان مئير شيتريت القريب من اولمرت انه "ليس واردا قطع الرؤوس على الفور".

واضاف "ان القراءة بين سطور التقرير تظهر ان اللجنة تحذر الحكومة من انها اذا لم تتخذ اجراءات قبل الصيف فعندها قد يوصي التقرير النهائي باستقالات".

من جهتهما اشار الوزيران القريبان من اولمرت روني بار اون (الداخلية) وزئيف بويم (استيعاب المهاجرين) الى ان استقالة رئيس الوزراء ستؤدي الى انتخابات نيابية مبكرة.

وقال بويم "في هذه الحالة سيكون من المستحيل عمليا تطبيق توصيات التقرير قبل قرابة عام"

تنشغل فيه البلاد بالحملة الانتخابية.

وفي الاطار عينه اكد تال سيلبرشتاين المستشار الاستراتيجي لاولمرت ان "ليس هناك افضل من اولمرت لتطبيق توصيات اللجنة" مشيرا الى ان زعيم المعارضة بنيامين نتانياهو اعلن دعمه شن الحرب وان اولمرت كان يحيطه على الدوام بسير العمليات العسكرية.

وتأتي هذه التلميحات من جانب فريق اولمرت في محاولة لقطع الطريق على عودة نتانياهو الى السلطة حيث يمثل الاخير تهديدا جدّيا لأولمرت كونه يتصدر قائمة استطلاعات الرأي.

شبكة النبأ المعلوماتية- االخميس 3 آيار/2007 -14/ربيع الثاني/1428