انفراط العقد بين السلطة الحاكمة والنفوذ الوهابي في السعودية

 شبكة النبأ: يبدو ان السعوديين يجنون ثمار قيامهم بدور رئيسي في توسيع رقعة الاصولية التكفيرية التي اطلقوها منذ بدايات القرن الماضي،  فبغية قطع الطريق على القومية العربية او الشيعية الايرانية او الشيوعية، سعوا الى تشجيع تيار سنّي محافظ على المستوى العقائدي الذي يرغبون، وشديد المعاداة للغرب على صعيد ديني التطرف.

وينخرط هذا التفرع الثنائي في تاريخ الوهابية التي ولدت من تحالف آل سعود مع  محمد عبد الوهاب 1703 ـ 1792، ما ولد سلالة دينية من الشيوخ منفصلة عن السلالة الحاكمة، والنظام الديني في السعودية يعتبر مستقل تقريبا عن اسرة آل سعود.

فالاول يثبت العقيدة الدينية والثاني يثبت سياسة المملكة، وهذا ما يؤدي في احيان كثيرة الى حالة من الفصام، فالمملكة تتحالف مع الامريكان والغرب منذ قرن تقريبا وتتبنى رعاية قواعد عسكرية امريكية على اراضيها، وتدعم في الوقت عينه إسلاما متطرف معادي بشدة للمسيحية واليهودية وحتى طوائف المسلمين الاخرى.

ومنذ العام الماضي بدات بوادر الفصال بين الاسرة الحاكمة ونتاجات الفكر التكفيري المتطرف التي طفت على السطح بشكل هجمات ارهابية تستهدف المؤسسات السعودية المدنية والنفطية والعسكرية.

ومؤخرا أعلن مصدر مسؤول بوزارة الداخلية السعودية القاء القبض على ثلاثة تكفيريين يروجون "الأفكار الضالة" عبر الانترنت.

وقال المصدر في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية، ان قوات الأمن السعودية تمكنت بعد متابعة دقيقة ومستمرة من القبض على مواطن سعودي اطلق على نفسه (أبو أسيد الفلوجي) ويعتبر المسؤول الأول في تبادل المواد الاعلامية التي تدعو الى الفكر التكفيري وتجنيد الشباب باستخدام مؤثرات تستثير عواطفهم.

وأضاف ان العنصر كان أداة ربط بين المنتمين للفئة الضالة والمتعاطفين معها خارج السعودية وداخلها ويعمل على تهيئة العمليات الارهابية والتحريض على المشاركة فيها والاتصال بأطراف متعددة بطريقة مباشرة للمساعدة في التمويل والتنفيذ داخل السعودية.

وأشار الى أن (أبو أسيد الفلوجي) حاصل على درجة جامعية ولديه خبرات فنية استثمرها في استخدام آليات التخفي عبر شبكة الانترنت ولعب دورا محوريا في تنسيق اتصالات الفئة الضالة في مواقع مختلفة من العالم.

وأوضح المصدر انه ضبط بحوزته مجموعة من الوسائط الالكترونية تحتوي على ما يزيد عن 40 ألف ميجا بايت من المواد التي تحتوي على توثيق مصور ومكتوب لبعض أنشطة الفئة الضالة ورؤيتهم وفكرهم التكفيري المنحرف وتاريخهم المشين وجرائمهم التي استهدفت السعودية.

واضاف، ان المضبوطات تضمنت وصفا لبعض وسائل ومصادر تمويل الفئة الضالة وأساليب الدعم والتنقل وكيفية اعداد وتصنيع ونقل المتفجرات والسموم وطرق تشريك المركبات والأجهزة والاستراتيجية المرحلية للتنظيم باستهدافهم لأمن السعودية وثرواته ونشر الفكر التكفيري والطعن في علماء الأمة ومحاولة اشاعة ذلك في الأوساط الشابة اضافة الى الارتباط العالمي مع منظري الفكر التكفيري والتنظيمات المتفرعة عنه.

وأكد خطورة هذا العنصر وخطورة المواد التي ضبطت بحوزته خاصة أن له دورا مهما يتعدى الجوانب الاعلامية الى العمليات التي يخطط لها أرباب الفكر الضال داخل السعودية وخارجها.

من جهة اخرى قال المسؤول السعودي انه قبض على ارهابي اخر وهو مواطن سعودي اطلق على نفسه (أبو عبد الله النجدي) وتولى مع آخرين محاولة اصدار نسخة جديدة من النشرة التي أسموها (صوت الجهاد) وتضمنت العديد من المواضيع التي تنتهج الفكر التكفيري وتدعو الى استهداف الوطن في مقدراته بخاصة الصناعة البترولية.

وذكر ان المعلومات أوضحت دوره ومن يرتبط به في تنفيذ عمليات ارهابية وأنه من دعاة الفكر الضال في شبكة الانترنت من خلال الدعم والتجنيد والتنفيذ لاستهداف الوطن وأبنائه.

واضاف في السياق ذاته انه قبض على أحد المقيمين في المدينة المنورة وهو يهم بنشر مطبوعة عبر شبكة الانترنت تدعو الى التكفير والتفجير جعل منها ناطقة باسم التنظيم الضال وتحمل اسم (صدى الجهاد) مشيرا الى ان التحقيق لا يزال مستمرا مع الأطراف ذات العلاقة لكشف كل من له ارتباط بهذه المجموعة.

صيد ثمين!

ووصف بيان وزارة الداخلية السعودية أحد الثلاثة الملقى القبض عليهم، واسمه الحركي أبو أسيد الفلوجي، بأنه مواطن، ويحتل بين زمرته موقعاً في قمة تنظيمهم الضال، ويتولى مهمة الدعاية الواسعة، والدعم الإلكتروني للتنظيم، والتواصل بين عناصره على مواقع الشبكة الإلكترونية. وعلمت (الحياة) أن الفلوجي (25 عاماً) طالب جامعي يقيم في العاصمة الرياض.

وذكر البيان أن السلطات الأمنية السعودية ضبطت 40 ألف ميغابايت من المواد الإلكترونية من أبو أسيد الفلوجي، وهو ما يعد كشفاً بالغ الأهمية لخطط واستراتيجيات التنظيم الموثقة في المواد المصادرة.

وأشار البيان إلى تفاصيل ما صودر من مواد لدى الفلوجي، وهي: «توثيق مصور ومكتوب لبعض أنشطة الفئة الضالة، ورؤيتهم وفكرهم التكفيري المنحرف، وتاريخهم المشين، وجرائمهم التي استهدفت هذا الوطن، ووصف لبعض وسائل الفئة الضالة ومصادر تمويلها وأساليب الدعم والتنقل، وكيفية إعداد وصناعة ونقل المتفجرات والسموم.

توقيف 18 من عناصر الشرطة الدينية

من جهة اخرى اعلن مسؤول في هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر (الشرطة الدينية) السعودية في حديث صحافي ان 18 عنصرا من الهيئة موقوفون حاليا للتحقيق في ظروف وفاة شخصين اعتقلا في مركزين للهيئة. بحسب فرانس برس.

وقال الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية الشيخ ابراهيم الغيث في حوار مع صحيفة عكاظ ان 18 شخصا من اعضاء الهيئة موقوفين للتحقيق في ظروف وفاة رجل اوقفته الهيئة في تبوك بشمال البلاد للاشتباه بدخوله خلوة غير شرعية مع اجنبية وآخر في الرياض اشتبه بترويجه للخمور.

وقال الغيث ان التحقيقات جارية لمعرفة كافة الملابسات وألمح الى ان المؤشرات الأولية في حادثة وفاة المواطن في تبوك احمد البلوي تدل ان شاء الله ان الوفاة طبيعية.

في مقابل ذلك اكد المحامي الموكل من اسرة البلوي عودة سليم البلوي في تصريحات نقلتها صحيفة الوطن أنه رأى الجثمان ولاحظ آثار كدمات على الوجه.

وأضاف قائلا، لم أر سوى الوجه ولم أطلع على باقي الجسد إلا أن مصادر في المستشفى أكدت لي وجود كدمات وخاصة في الرأس إضافة إلى نزيف سبق الوفاة.

من جهتها نقلت صحيفة اراب نيوز الناطقة بالانكليزية عن المسؤول عن الهيئة في تبوك انه تبين ان البلوي لم يكن في وضع غير شرعي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 8 حزيران/2007 -20/جمادي الأول/1428