
شبكة النبأ: فيما تتواصل خروقات حزب
العمال الكردستاني للحدود مع تركيا لتنفيذ عمليات ارهابية يعتمر
المسؤولين الاكراد قبعة امريكية لحماية رؤوسهم من هجوم تركي واسع يرمي
لاضعاف الاكراد ويحملهم على عدم ضم كركوك الى اقليم كردستان.
ويتفق معظم المحللين، على ان عملية عسكرية في شمالي العراق ستكون
فخا لتركيا، حيث ان أي تدخل عسكري في كردستان سيتحول الى صراع بين
تركيا من جهة، وكل من الأكراد في العراق وجنوب شرق تركيا من جهة أخرى
لتمتد الفوضى الى الشرق التركي كما جاء في تهديدات سبق وان اطلقها رئيس
اقليم كردستان مسعود برزاني.
كما ان تنفيذ عملية عسكرية الآن سيحرج تركيا وسينتج عنها نتائج
سلبية غير محسوبة، فضلا عن انها ستصبح مادة انتخابية. وهي بطبيعة الحال
(العملية العسكرية) لن تكون مضمونة النجاح لدرجة كبيرة حيث انه من
المشكوك ان تسفر عن نتائج حاسمة، اذ رغم عمليتين عسكريتين كبيرتين عامي
1996 و1998 شارك فيهما أكثر من 40 الف جندي وبمساعدة 30 الفا من بشمركة
مسعود البارزاني، فإن حزب العمال الكردستاني اعاد لملمة صفوفه، فكيف
يكتب النجاح وقد اصبحت جبهة اكراد العراق اليوم اكبر واكثر قوة وصلابة.
كيسنجر يحذر تركيا
وحذر وزير الخارجية الامريكي السابق هنري كيسنجر تركيا من مغبة
التوغل عسكريا في شمال العراق مؤكدا سعي بلاده الى ايجاد حلول
دبلوماسية للازمة هناك. بحسب تقرير لـ(كونا).
وقال كيسنجر لقناة (ان تي في) الاخبارية ان "الولايات المتحدة لا
تحبذ قيام عملية عسكرية تركية محتملة ما وراء الحدود" مشيرا الى ان
شمال العراق هو "المكان الوحيد الذي لا يقتل فيه الجنود الأمريكيون ..
ولهذا فان واشنطن لا يمكنها أن تعادي الأكراد أبدا".
واوضح ان الادارة الأمريكية تبذل "جل جهدها" لحل المشكلة بين تركيا
وأكراد العراق دبلوماسيا ولهذا السبب عينت الجنرال المتقاعد جوزيف
رالستون كمنسق للشؤون الكردية.
وأضاف "رالستون لديه اقتراحات وسنرى ما اذا كان يستطيع تطبيقها على
أرض الواقع".
واشار الى ان "الولايات المتحدة تعتقد بأن الأكراد لا يحاربونها هي
وبالتالي فانها لا تريد محاربتهم.. برأيي أن تركيا يجب ألا تهاجم
المنطقة الكردية..ويجب الا يشن هجوم من هناك على تركيا أيضا".
وفي حال تقسيم العراق وقيام دولة كردية في شماله قال وزير الخارجية
الامريكي السابق "بالنسبة لتركيا وعلاقتها مع الأكراد فانه من الأفضل
الا يتعرض العراق للتقسيم".
وفي ما يتعلق بالتواجد الأمريكي في العراق قال كيسنجر انه "كان
ينبغي على الولايات المتحدة منذ البداية أن تدخل العراق بأعداد أكبر من
الجنود" مؤكدا الحاجة الى فرض السيطرة الامنية على مناطق العراق كافة.
ودعا كيسنجر الادارة الامريكية الى فتح باب الحوار مع ايران وسوريا
حول العراق قبل الشروع بالانسحاب وحل الأزمات بشكل دولي.
ماذا سيفعل بوش؟
ويبرز التهديد التركي الجديد في وقت تكافح فيه ادارة بوش من أجل
تحقيق الاستقرار في بغداد - وهو أمر ظلت واشنطن تعمل بقوة لمنع حدوثه
وتمكن بوش من اقناع رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان العام الماضي
خلال لقائهما العام الماضي باستحالة تصفية حزب العمال الكردستاني
بعمليات عسكرية مشيرا إلى فشل اسرائيل في القضاء على حزب الله اللبناني
رغم استخدامها لكامل قوتها العسكرية المتطورة في حرب يوليو العام
الماضي وبالتالي ليس هناك من مناص في البحث عن حلول سياسية وهو مانجم
عنه التوصل انذاك إلى تعيين ثلاثة منسقين للقضية الكردية في تركيا،
اونلي هو جنرال سلاح الجو الامريكي المتقاعد وقائد حلف الاطلسي السابق
بموزيف والستون، وكريم سنجاري، وزير الداخلية في حكومة كردستان
الاقليمية في العراق والجنرال التركي اديب باشير الذي اقاله أردوغان
الاسبوع الماضي بعد ساعات من اعلانه موت آلية التنسيق بين انقرة
وواشنطن، وتعيين رأفت اكنوناي السفير في الخارجية عضوا في المجلس
الاعلى لمحاربة الارهاب ليدير من منصبه هذا حلف التنسيق الدولي مع
بغداد وواشنطن وسينفذ في الوقت نفسه مهامه في المجلس.
إيران ايضا...
وبحسب الوطن الكويتية فأن الايرانيين يريدون ايضا زعزعة استقرار
كردستان بهدف تقويض سياسة الولايات المتحدة بصورة عامة في كل العراق
والاقليم الكردي يمثل نجاحا بارزاً وواحداً في نماذج قليلة منذ الاطاحة
بصدام حسين فضلا عن انه- الاقليم- سيتحول في المستقبل ومع بداية
الانسحاب الامريكي إلى قاعدة متقدمة امريكية ضد ايران والجماعات
الإرهابية وهو ما يثير الهلع في نفوس الملالي الذين أوعزوا للحرس
الثوري بالتحرك لزعزعة الاستقرار بارسال وتسهيل مرور المجموعات
الاسلامية الكردية المتشددة التي اخذت تهاجم نقاطا حدودية بل ونفذت
عمليات جريئة كان اخرها ضد وزارة الداخلية في اربيل الشهر الماضي.
وقامت القوات الإيرانية بقصف عنيف لأهداف كردية داخل كردستان العراق
واعلن بيان للجيش الايراني ان الوحدات العاملة في قاعدة سيد الشهداء
تمكنت من قتل عشرة مسلمين مناهضين للثورة في منطقة سلماس «اقليم
اذربيجان» في اطار حملة لتطهير هذه المنطقة الحدودية، ويضم هذا الاقليم
المحاذي لتركيا والعراق اقلية كردية كبيرة ويشهد منذ سنة اشتباكات
منظمة مع مقاتلي حزب (بيجاك) الكردي الإيراني.
البارزاني المثير
ويتساءل المحلل التركي محمد علي بيراند عن الاسباب التي تدفع حكومة
بلاده الى تكرار اطلاق تهديداتها ضد الحكومة الكردية في العراق. بحسب
الوطن الكويتية.
وقال (البارزاني يعرف انه انتهز فرصة طالما حلم بها طوال سنوات في
نضال رآه والده بصفته سياسيا يعزز آمال الشعب الذي يقوده)، داعيا قادة
بلاده من السياسيين والعسكريين الى الواقعية واتباع أسلوب أكثر وقارا
وهدوءا بدلا من اذلال انفسنا، على حد تعبيره.
وقال الخبير التركي ممتاز ترك اونا في (زمان) ان الجيش يعد العدة
العسكرية والسلاح للتصدي لـ (حزب العمال الكردستاني) مختصرا القضية
الكردية في محاربة الارهاب وهذا خطأ جسيم، وتساءل: لماذا نخشى تحول هذا
الحزب الى العمل السياسي؟ ملمحا الى ما كان افاد به قائد الجيش التركي
الجنرال يشاربيوك انيه في قوله ان تحول العمالي الكردستاني الى حزب
سياسي يهدد الجمهورية التركية)!
كراهية مستدامة
ويرى المحلل حسن جمال في (مللييت) ان دخول شمال العراق واستعداء
اكراده، سيؤدي الى تعزيز اجواء الكراهية بين الأتراك والأكراد وقال (حل
المسألة الكردية وفروعها الأمنية لا يكون بالعصا وحدها، ولا بالقوة
والعمل العسكري وشعارات القومية، فلو كانت القوة تصلح حلا، لتمكنا في
العامين الماضيين من حلها - المشكلة الكردية - بواسطة القوة ولكن القوة
لم تحل شيئا حتى الآن!).
ولا يستبعد الكثير من المحللين الأكراد والأتراك على السواء ان
أوساطا في الجمهورية التركية توظف منطق الحرب على الارهاب ومكافحة حزب
العمال الكردستاني في خدمة التخلص من حزب العدالة والتنمية. وحذرت
(مللييت) من ان هناك هدفين في الحملة العسكرية الأول، ابعاد حزب
العدالة والتنمية عن القصر الجمهوري والثاني التضييق على حزب العدالة
والتنمية في الانتخابات النيابية لمنع فوزه ثانية!.
من جهة ثانية قال مسؤول تركي ان تركيا ستسلم تقريرا للامم المتحدة
الاسبوع الحالي يوضح مخاوفها من الانفصاليين الاكراد المتشددين في
العراق وتعيد فيه تأكيد حقها القانوني في اتخاذ اجراء ضدهم.
وتأتي الانباء في الوقت الذي تعزز فيها تركيا قواتها على طول الحدود
مع العراق وفي الوقت الذي تؤكد فيه القيادة العامة للجيش استعدادها لشن
عملية عبر الحدود لقمع المتمردين من أعضاء حزب العمال الكردستاني
المحظور.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية التركية لرويترز إن ممثل تركيا الدائم
في الامم المتحدة باكي ايلكين سيجري محادثات مع الامين العام للامم
المتحدة بان جي مون الاسبوع الحالي.
وتابع "سيجرى تفسير الحوادث الارهابية. وسيجرى تقديم تقرير فيما
يتعلق بالمتفجرات والاسلحة التي توصلنا الى أنها تدخل (الى تركيا) من
شمال العراق.
واضاف، مطلوب المزيد من التعاون من الامم المتحدة بخصوص هذا الامر.
ورفض المسؤول التعليق على احتمال القيام بعملية عسكرية في شمال العراق.
وتحث أنقرة منذ فترة طويلة القوات الامريكية والعراقية على كبح ما
يقدر بنحو أربعة الاف من المتمردين من حزب العمال الكردستاني الذين
يستخدمون الجبال في شمال العراق كمنصة انطلاق لشن هجمات على أهداف
عسكرية ومدنية داخل تركيا.
غيتس يحذر ايضا
وحذر وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس تركيا من توغل قواتها في شمال
العراق لاجتثاث متمردي حزب العمال الكردستاني، الذي تتهمه أنقره بشن
هجمات إرهابية داخل أراضيها. بحسب الـCNN.
وجاء تحذير غيتس خلال مؤتمر صحفي في قمة الأمن الآسيوية السادسة
المنعقد في سنغافورة قائلا، نأمل أن لا يكون هناك عملاً عسكرياً أحادي
الجانب عبر الحدود إلى العراق.
وأوضح أن واشنطن تتفهم المخاوف التركية من الهجمات الإرهابية
الكردية، وأنها تسعى لمساعدة أنقره في السيطرة على الأوضاع، ونوه
قائلاً، للأتراك مخاوف جادة بشأن الهجمات التي تجري داخل أراضيهم.
وتابع،فعدة مئات من الأتراك يفقدون حياتهم سنوياً.. ونحن نعمل مع
تركيا لمساعدتها في السيطرة على هذه المشكلة، نقلاً عن الأسوشيتد برس.
وطالب المبعوث التركي الخاص للعراق، اوكوز سيليكول، خلال حديث مع
CNN التركية ، قبيل زيارته بغداد لمطالبتها وواشنطن بقمع الحركة يجب
تحجيم متمردي حزب العمال الكردستاني، كمشكلة بين العراق وتركيا..
من جانبه، حث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تركيا عدم التوغل
عسكرياً في شمالي بلاده قائلاً إن حكومته لن تسمح بتحول المنطقة،
الهادئة نسبياً، إلى ساحة قتال. |