مؤشر السلام العالمي: العراق وامريكا من الدول الأخطر في العالم

 شبكة النبأ: يتربع العراق على عرش الفوضى والتدهور الامني المستمر منذ اكثر من اربعة اعوام على مستوى العالم، ففي حين اكدت التقارير الدولية ان العراق اصبح البلد الاخطر على الصحفيين والاكثر اهمالا للطفولة والبيئة... تعود اليوم لتضيف انجازا جديدا وهو احراز العراق المرتبة الاخيرة في مؤشر السلام العالمي الذي يستند الى عوامل تشمل مستويات العنف والارهاب والجريمة المنظمة والانفاق العسكري.

وكل ذلك بسبب الغزو الامريكي للعراق اولاً، ومن ثم تنصل امريكا التي صنفت ايضا من الدول الاكثر خطورة من مسؤولياتها كقوة محتلة في حماية المدنيين والبنى التحتية والخدمات من التخريب والارهاب.

واظهرت دراسة نشرت ان العراق، يليه السودان، هو الاكثر خطرا في العالم، بينما اعتبرت النرويج البلد الاكثر امنا في العالم، مشيرة الى ان اليابان بين الدول التي تتصدر اللائحة فيما يظهر في اواخر الترتيب روسيا واسرائيل ولبنان والسودان.

وصنفت دراسة غلوبال بيس انديكس (مؤشر السلام العالمي) التي نشرت قبل اسبوع من اجتماع مجموعة الثماني في المانيا، 121 دولة من الجزائر وصولا الى زيمبابوي استنادا الى عوامل تشمل مستويات العنف والجريمة المنظمة والانفاق العسكري. وفيما حلت معظم الدول الاوروبية في المراتب العليا جاءت الولايات المتحدة في المرتبة الـ 96 فيما حلت روسيا في المرتبة الـ 118.

وقال ستيف كيليليا، الذي اشرف على الدراسة من ايكونوميست انتليجنس يونت التابعة لمجلة ايكونوميست، ان ذلك يعتبر بمثابة تنبيه لقادة العالم. واضاف، ان دولا مثل اليابان والمانيا يمكنها ان تقدم الامل والتفاؤل لدول ظهرت في اخر ترتيب اللائحة بانه يوجد نور في نهاية النفق المظلم. ونال هذا المؤشر دعم شخصيات دولية مثل الدالاي لاما وديسموند توتو والرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر والخبير الاقتصادي جوزف ستيغليتز وكلهم حائزون جائزة نوبل للسلام.

واظهرت الدراسة ان الدول الصغيرة والمستقرة التي تشكل جزءا من تكتلات اقليمية مثل دول الاتحاد الاوروبي الـ27 تعتبر اكثر امنا. واضافت ان مستوى الدخل والتعليم يعتبر من العوامل التي تؤثر على تشجيع السلام. وقال كيليليا اعتقد انه يوجد رابط بين السلام ومدى ثراء الدول وبالتالي فان الاعمال تلعب دورا اساسيا في السلام.

اعتبر الدالاي لاما ان اطلاق هذا المؤشر قد يكون اداة مفيدة في يد صانعي السياسة. واول عشر دول في اللائحة هي على التوالي: النرويج ونيوزيلندا والدنمارك وايرلندا واليابان وفنلندا والسويد وكندا والبرتغال والنمسا. اما اخر عشر دول على اللائحة من المرتبة 112 وحتى 121 فهي على التوالي: انغولا وساحل العاج ولبنان وباكستان وكولومبيا ونيجيريا وروسيا واسرائيل والسودان والعراق.

الأفضل عربيا!

واظهرت الدراسة المذكورة تصدر الدول الاسكندنافية ونيوزلندا واليابان اللائحة، وصنفت 121 دولة، من الجزائر وصولاً الى زيمبابوي، استناداً الى 24 عاملا تشمل مستويات العنف والجريمة المنظمة والإنفاق العسكري.

ووجد الباحثون ان الدول المسالمة لديها خصال مشتركة عدة، على رأسها انظمة ديمقراطية وشفافة ونظام تعليمي جيد. فيماعزى الباحثون سبب تدني مرتبة الولايات المتحدة لخوضها حروبا خارجية وصرف جزء كبير من منتوجها الوطني على الإنفاق العسكري، بالاضافة الى نسبة الجريمة العالية في مجتمعها.

وقال المهندس الاسترالي ستيف كيليليا، الذي اشرف على الدراسة، ان ذلك يعتبر بمثابة تنبيه لقادة العالم. واضاف، ان دولا مثل اليابان والمانيا يمكنها ان تقدم الامل والتفاؤل لدول ظهرت في آخر ترتيب اللائحة بانه يوجد نور في نهاية النفق المظلم.

ومن المثير ان كلا من اليابان والمانيا وآيرلندا شهدت فترات حرب طويلة في القرن السابق، الا انها استطاعت ان تحسن اوضاعها وتعيد السلام الى اراضيها خلال عقود قليلة. وبين الدول العربية، كانت سلطة عمان الأفضل في المرتبة الـ 22، تليها قطر (30) والامارات (38) ثم تونس (39) والكويت (46) والمغرب (48) وليبيا (58) والبحرين (62) والاردن (63) ومصر (73) وسورية (77) والسعودية (90) واليمن (95)، وكلهم في مرتبات اعلى من الولايات المتحدة، لتأتي الجزائر (107) ولبنان (114) والسودان (120) والعراق (121) في مرتبات الدول المضطربة. ويذكر ان ايران جاءت في المرتبة الـ97، فوراً بعد الولايات المتحدة.

من جهته قال رئيس المؤشر (الدراسة) كلايد مكوناجي، كان هدف مؤشر السلام العالمي الذهاب الى ما وراء القياس البسيط للحروب من خلال استكشاف جوهر السلام بشكل نظامي.

واضاف، أن الجهود الاولى تثبت أن السلام يمكن ويجب وسيظل يقاس. بحسب رويترز.

وجرى تجميع المؤشر بناء على 24 مقياسا للسلام داخل وخارج الدولة. وتشمل المقاييس عدد الحروب التي شاركت فيها الدولة خلال السنوات الخمس الاخيرة وعدد الجنود الذين قتلوا في الخارج وحجم الاموال التي تم خصصت لشراء الاسلحة.

وشملت بعض المقاييس مستوى الجرائم التي تنطوي على العنف والعلاقات مع البلدان المجاورة ومستوى عدم الثقة في المواطنين الاخرين.وتخضع النتائج بعد ذلك لمراجعة من  جانب لجنة خبراء دوليين.

وقال ليو ابروزيس مدير تحرير نشرة ايكونوميست انتليجنس يونيت في أمريكا الشمالية، نحاول معرفة أي الصفات الايجابية تؤدي الى السلام.

وتابع، الديمقراطية لم تتلازم فعليا مع السلام.. لكن ديمقراطية عاملة بشكل جيد تلازمت معه. الحكومات ذات الكفاءة والتي يمكن محاسبتها هي على ما يبدو المقرر الرئيسي للسلام. فيما بعد ذلك فان الدخل له دور."

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 7 حزيران/2007 -19/جمادي الأول/1428