عودة البعث وتنازلات شيعية ثمن القضاء على القاعدة في العراق

 شبكة النبأ: في ظل التجاذبات الداخلية والاقليمية وتحّكم قوات الاحتلال الامريكي في مقدرات الحكومة واجهزة الامن والشعب يبقى الحل بيد العراقيين انفسهم في تحقيق العدالة ورفع الحيف والظلم واقرار تعديلات الدستور، وقانون النفط وتوزيع الثروات، واخيرا قانون اجتثاث البعث الذي يجب التوقف عنده كثيرا والتفكير بحذر في كيفية التعامل مع هكذا فكر وفئة مدمرة وعدوانية لم تجلب للعراق واهله سوى الدمار والانحطاط لاكثر من ثلاثة عقود عبر حروب متكررة مع الجوار وقمع لجميع فئات الشعب بالحديد والنار.

ان الحكومة العراقية عليها ان لا تبدي استعدادا منقطع النظير في الاستجابة للضغوط الامريكية لتقديم تنازلات بحجة الوصول الى بر الامان وشاطئ الخلاص حيث المح السفير الاميركي في العراق ريان كروكر الى احتمال البحث في اصدار عفو عن متمردين سابقين في العراق.

وقال كروكر عبر محطة "فوكس نيوز" التلفزيونية الاميركية "في اطار عملية المصالحة السياسية يمكن للعفو ان يكون مهما جدا". بحسب فرانس برس.

واضاف "يمكنه ان يكون مهما ايضا في هذا الاطار الخاص الذي نسعى فيه الى ابعاد القدر الاكبر من الاشخاص عن النزاع (...) ضدنا من اجل ان نكافح معا عدوا مشتركا هو القاعدة".

وقال كروكر "في مسألة الاشخاص الذين لوثوا ايديهم بالدم الاميركي انه امر علينا ان ندرسه بكثير من العناية".

وكان نائب قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ريموند اودييرنو مد يده الى المتمردين المستعدين للمشاركة في المصالحة الوطنية.

وقال "ان غالبية واسعة من المجموعات في العراق مستعدة للمصالحة" مع الاميركيين مشيرا الى ان اتصالات غير رسمية مع المتمردين موجودة "على كل مستويات القيادة".

وكان ايار/مايو الشهر الذي حصد العدد الاكبر من الجنود الاميركيين القتلى في العراق منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2004 وقتل خلاله 119 جنديا اميركيا.

واكد الرئيس العراقي جلال طالباني ان الحكومة العراقية تفاوض مع افراد في "المقاومة الوطنية" مبدئيا استعداده لمنح هؤلاء العفو.

وتابع في حديث عبر محطة "ايه بي سي" التلفزيونية الاميركية "بعد ذلك لن يبقى الا القاعدة كمجموعة ارهابية وسيكون من السهل القضاء عليها". وقال "الناس مستعدون للتعاون ضد الارهاب وللتعاون مع القوات المسلحة العراقية".

وعبر طالباني عن تفاؤله برغبة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في دعم العملية السياسية. وقال ان تيار الصدر اعلن "انه سيدعم العملية السياسية وطلب من انصاره عدم محاربة الجنود العراقيين".

الطالباني: مفاوضات مع المسلحين البعثيين!

وتسارعت ساعة بغداد على صعيد الحوارات مع الجماعات المسلحة، بما في ذلك تنظيمات حزب البعث، في الايام الاخيرة الى درجة جعلت الرئيس العراقي جلال الطالباني يعرب علنا عن تفاؤله بقرب التوصل الى اتفاق معها، سوف يسرع من القضاء على تنظيم القاعدة ودولتها الاسلامية في العراق، التي تحولت أخيراً الى عدو مشترك للحكومة العراقية والجماعات المسلحة السنية والتنظيمات المعارضة، في آن معا، بسبب اصرارها على فرض نموذجها السياسي والديني والعسكري على سنة العراق. حسب تقرير لصحيفة (الوطن).

وفيما تراقب الجماعات الشيعية المتخوفة من عودة البعث الى السلطة، مرة اخرى، هذه التطورات، التي لا تجري بعيدا عنها على اية حال، بالتزامن مع التحرك المكثف لتعديل قانون اجتثاث البعث، الامر الذي قد يفتح الباب امام الكثير من المسؤولين في العهد الصدامي الى العودة الى وظائفهم التي اقصوا منها بموجب هذا القانون.

الرئيس العراقي جلال الطالباني، العائد حديثا الى العراق بعد رحلة علاجية الى الولايات المتحدة، اعرب عن تفاؤله بالقضاء على تنظيم القاعدة في العراق، عبر اجراء الحوار مع الفصائل المسلحة وتدريب القوات الأمنية العراقية.

وقال ان اتفاقا وشيكا سيتم التوصل اليه. وكان طالباني قال في حديث مع شبكة أي.بي.سي الاخبارية الأمريكية ان خطوات متقدمة أحرزت في العراق من بينها الحوار مع الجماعات المسلحة لوقف الهجمات ضد قوات التحالف. واعرب الرئيس العراقي عن تفاؤله قائلا نحن ننسق ونتعاون مع القادة العسكريين الأمريكيين والبريطانيين الذين يعملون من اجل حل هذه المشكلة، وانا اعتقد بأن الوصول الى اتفاق نهائي بات وشيكا.

وحسب المصادر الأمريكية، فان قادة التحالف الذين اجروا الحوارات أوضحوا أن المتمردين طالبوا بمنحهم وظائف وحصانة مقابل السلام. ووصف طالباني هذه المطالب بأنها ثمن مستعد لدفعه، مقابل القضاء على تنظيم القاعدة.

جناحا البعث ينشقّان

وفي هذه الاثناء كشفت مصادر حكومية عراقية لـ(صحيفة الحياة) عن اجراء اتصالات شبه رسمية مع جناحين تابعين لحزب البعث المنحل يقودهما يونس الأحمد ومزهر مطني عواد، وان الجناحين أبديا استعدادهما لتغيير اسم الحزب وادانة الاعمال الارهابية وممارسات النظام السابق في مقابل العودة الى العراق والاشتراك بالعملية السياسية.

وقال مصدر انه التقى في عمان، منتصف الشهر الماضي، مزهر مطني عواد بحضور طرف ثالث وناقشنا مواضيع شتى. ووصف اللقاء بأنه ايجابي حيث كان عواد يتحدث باسم التنظيم الذي يقوده والآخر بزعامة محمد يونس الأحمد.

واضاف: في بداية اللقاء لم يخف عواد امتعاضه من توجهات عزة الدوري نائب الرئيس السابق بعد سقوط النظام وروى كيف ان الأخير تاجر باسم القضية العراقية وجر الحزب الى ميدان يناقض خطه العلماني في تحالفه مع تنظيم القاعدة.

وتابع: قال عواد ان الدوري اطلق ذقنه بعد الاحتلال ويُلقب الآن بـ شيخ الاسلام ويقبل اتباعه يده متنازلاً عن الخط القومي والاشتراكي لحزب البعث... ويساعده الآن في قيادة الحزب عبدالباقي عبدالكريم السعدون من اهالي الناصرية ورشيد طعان كاظم من اهالي ديالى. واشار المصدر الى ان عواد هاجم جبهة التوافق السنية، وقال انه يعتبر انها لا تُمثل الواقع السني العراقي وطالب بتعديل تمثيل افضل للشعب داخل الحكومة.

مطالب بعثية!!

وعن نتائج اللقاء قال المصدر: خلصنا الى مطالب قدمها باسم زملائه منها ايقاف الملاحقات القضائية بحقهم وتعديل قانون اجتثاث البعث ليشمل فقط البعثيين الذين اساءوا الى الشعب العراقي وارتكبوا جرائم خلال حكم صدام وحق العودة الى العراق وممارسة العمل السياسي وتحديد موقف واضح من القوات الاجنبية على ان يتعهدوا اصدار بيان يستنكر ممارسات النظام السابق ضد الشعب العراقي بمكوناته كافة وادانة الاعمال الارهابية التي تمارس الآن وتغيير اسم البعث.

لقاء خلف الكواليس

وكشف المصدر ذاته ان محمد عبد الفلاحي، موفد الدوري، التقى اخيراً ممثلين عن الحكومة واطلعهم على شروطه مقابل الانضمام الى العملية السياسية منها انسحاب القوات الاجنبية من العراق أو وضع جدول زمني لخروجها واعلان عفو عام يشمل جميع السجناء السياسيين واجراء تعديلات دستورية تسمح بعودة الحزب للعمل السياسي والغاء المادة الدستورية الخاصة بالفيديرالية.

الطالباني يعد بوش بتضحيات سيقدمها الشيعة

وقالت مصادر غربية، ان الرئيس جلال الطالباني، وعد الرئيس بوش خلال اللقاء به مؤخرا في واشنطن، بالعمل على اقناع الاطراف الشيعية في الحكم لتقديم تضحيات اخرى لمنح السنة العرب مزيد من الثقل السياسي والمشاركة في الحكم، ولو زادت على استحقاقات نسبة السنة العرب من مجموع سكان العراق والتي تقدر بـ 17 بالمائة!! ووفق هذه المصادر فان الرئيس بوش اكد للبرزاني ان كسب الفصائل المسلحة السياسية يستوجب منحها مكاسب تعوضها عن الشعارات التي رفعتها وترفعها في قتال القوات الاميركية او ضرب التجمعات الشيعية. بحسب موقع نهرين نت.

وكان الرئيس الطالباني قد كشف عن جانب من هذه المباحثات عندما ادلى بتصريح صحفي من واشنطن اكد فيه على ضرورة اجراء تغييرات في الية عمل مجلس الوزراء بشكل يعطي للعرب السنة فرصة المشاركة اكثر في اتخاذ القرارات، منوها بان اعطاء المناصب لوحدها، لايكفي وانما لابد من اشراك السنة العرب في اتخاذ القرارات المهمة في مجلس الوزراء!!

السعودية تدعم الجيش الاسلامي في العراق بميزانية كبيرة

وقالت مصادر مطلعة في عمان، ان تنظيم " الجيش الاسلامي" الارهابي الذي يضم البعثيين وضباط مخابرات سابقين، نجح في اقامة علاقات وثيقة مع اجهزة الاستخبارات السعودية. وان مجلس الامن القومي السعودي قرر منذ تشرين الثاني الماضي، تقديم امكانات كبيرة له، وتم وضع ميزانية مالية ضخمة تحت تصرف هذا التنظيم، بعدما توصلت المخابرات السعودية الى قناعة باهمية الدور الذي لعبه تنظيم الجيش الاسلامي في تنفيذ العمليات الارهابية ضد المواطنين الشيعة واغتيال الشخصيات الشيعية والعمل على تهجير الشيعة من مناطقهم في ديالى والتاجي والمدائن والعامرية والغزالية ومناطق اخرى. بحسب موقع نهرين نت.

كما ان مجلس الامن القومي السعودي درس امكانات الاستعانة بالجيش الاسلامي وبتنظيمات سنية اخرى لمواجهة تنظيم القاعدة في العراق خشية ان يتوسع نفوذها في الوسط السني العراقي وبالتالي تزداد خطورة توليد عناصر في تنظيماتها ليتم تصديرهم لاحقا الى السعودية وتؤكد معلومات هذه المصادر على ان الامير بندر بن سلطان يقوم هو شخصيا بالاشراف على الاتصالات مع التنظيمات الارهابية السنية في العراق مثل الجيش الاسلامي  وكتائب ثورة العشرين وغيرها من التنظيمات الارهابية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 6 حزيران/2007 -18/جمادي الأول/1428