
شبكة النبأ: ان دور الصحافة وواجبها
بشكل اساس هو كشف الحقائق و مطاردة الفساد وإفشاء تجاوزات السلطة
وأصحاب المال والاعمال الاجرامية الاخرى بالإضافة إلى دورها التنويري
في تثقيف القراء و تزويدهم بالمعرفة القادرة على تقييم الأحداث وإصدار
الأحكام الصائبة.
ان هناك منظمات تسعى بجد لأن تؤسس لمفهوم الصحافة العملي والمؤثر من
خلال تقييم العمل الصحفي الرشيد ومهمته الانسانية، ومنح الاعمال
الصحفية المتميزة جوائز بوليتزر.
فقد أعلنت منذ أيام، أسماء الصحف والصحفيين الفائزين بجوائز
بوليتزر Pulitzer العالمية بحسب موقع تقرير واشنطن.
وهي أرفع جائزة تمنح للصحافة المكتوبة في الولايات المتحدة والعالم،
والجهة التي تختار الفائزين هي مجلس مستقل تابع إداريا لمدرسة الصحافة
بجامعة كولومبيا بنيويورك، وتقدر القيمة المادية للجائزة 10 آلاف
دولار فقط، إلا أن قيمتها المعنوية غالية للغاية، ويصفها البعض بأنها
أوسكار الصحافة ومعها يتم تقدير الصحفي الفائز وتسليط الأضواء عليه
وبالتالي تفتح أبواب الشهرة أمامه.
والجائزة نشأت من مال تركه الصحفي والناشر الأمريكي المجري جوزيف
بوليتزر لجامعة كولومبيا لدى وفاته عام 1911.
ومن هذه الأموال تم تأسيس مدرسة الصحافة عام 1912، وجوائز بوليتزر
قدمت للمرة الأولى في عام 1917، وبلغ عددها 21 جائزة، الممنوحة منها
للصحافة 14 والباقي لأعمال خاصة بالانجاز الأدبي والإبداع الموسيقي.
جوائز هذا العام
- صحيفة وول ستريت جورنال حصلت على جائزتين الأولى في صحافة الخدمة
العامة Public Service أما الثانية ففي التغطية الخارجية، وبذلك أصبحت
الصحيفة الوحيدة التي نجحت في الفوز بأكثر من جائزة هذا العام، فوول
ستريت جورنال كشفت أو فضحت الممارسات غير الأخلاقية أو الفاسدة التي
قام بها كبار المدراء في مجال الأعمال من أجل ضمان تدفق ملايين
الدولارات لحساباتهم الشخصية من خلال طرق ملتوية وقنوات مالية خادعة،
سلسلة المقالات التي كتبها تشارلز فوريل وجيمس باندلر ومارك ماريمونت
وستيف استكلو أدت إلى فتح تحقيقات فيدرالية شملت أكثر من 130 شركة،
وبسبب هذه التحقيقات فقد على الأقل 70 من كبار المدراء وظائفهم، وذكر
مجلس أعضاء لجنة منح الجائزة وهو يعلن فوز وول ستريت جورنال إن
الصحيفة بهذه السلسلة نجحت في جلب تغيير واسع في عالم الشركات
الأمريكية.
كما أن الصحيفة فازت بجائزة التغطية العالمية عن سلسلة أخرى من
مقالات نشرت حول الآثار السلبية للتطور الصناعي في الصين، والصحيفتان
الأخريان اللتان كانتا مرشحتين للجائزة هما صحيفة لوس انجلوس تايمز
لتغطيتها للعراق، وصحيفة واشنطن بوست لتغطيتها الخاصة بلبنان.
- صحيفة نيويورك تايمز فقد فازت بجائزة Feature Writing وهي
الجائزة الخاصة بالتحقيق الصحفي المطول ذي الطابع الإنساني، والسلسلة
المنشورة كانت بعنوان "إمام في أمريكا" كتبتها الصحفية اندريا ايليوت
ركزت فيها حول شخصية إمام مسجد في بروكلين اسمه الشيخ رضا شنا، وحياته
في أمريكا وذلك من خلال عمله من أجل الجالية المسلمة وسعيه للتوافق مع
الحياة الأمريكية، السلسلة نشرت في نيويورك تايمز في شهر مارس من
العام الماضي، ولاقت اهتماما كبيرا من جانب القراء والمعنيين بشئون
المسلمين في الولايات المتحدة، وأحدث فوز هذه المقالات ببوليتزر ردود
فعل غاضبة لدى بعض الأوساط اليهودية المتشددة على أساس أن الصحفية
تعاملت مع الإمام بحسن نية بل صدقت كل ما سمعته منه دون أن تبدي أي شك،
وهذا بالطبع ليس بالأمر السليم - كما وصفت تلك الأوساط - لأنها تبرر أو
تردد مبررات للأعمال الإرهابية مضللة الرأي العام.
- أما سلسلة المقالات التي نشرت في صحيفة نيويورك دايلي نيوز على
مدى ستة أشهر من يوليو إلى ديسمبر 2006 حول معاناة الآلاف صحيا جراء
عملهم في موقع انهيار مبنى مركز التجارة العالمي عقب 11 سبتمبر 2001،
فقد فازت بجائزة كتابة الرأي Editorial Writing.
وقد عمل في هذا الموقع 45 ألف شخص في ظروف قاسية ولساعات طويلة
تتراوح ما بين 10 و 12 ساعة يوميا من أجل العثور على المفقودين وإطفاء
حرائق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تحت ركام وبقايا دمار وصل حجمه إلى 2
مليون طن، وكانت النتيجة وجود 12 ألفا من المرضى يعانون اليوم ـ بعد
مرور 5 سنوات ـ من دمار لحق بجهازهم التنفسي، وقد كتب هذه المتابعة
الواعية أرثر براوني وبيفرلي واينتروب وهايدي ايفنز في مواجهة إهمال
وصمت من جانب المدينة بل الأمة بأكملها.
- أما صحيفة بوسطن جلوب فقد حصلت على الجائزة الخاصة بالتغطية
القومية لما كتبه تشارلي سافيج من مقالات توثق ما قام به الرئيس
الأمريكي جورج بوش من تجاوزات أهمل خلالها أجزاء من أكثر من 750 قانونا
أقرّه الكونغرس مستخدما بعض حقوقه الدستورية.
- جائزة ما يسمى في الصحافة بصحافة التحقيق أو صحافة العمق ذهبت الى
بريت بلاكلج من صحيفة برمنغهام نيوز في ولاية الآباما لما كتبه
بالتفاصيل عن فساد واستغلال تغلغل وانتشر داخل النظام التعليمي في
الولاية، في حين أن ديبي سنزيبر من صحيفة ميامي هيرالد فازت بجائزة
التغطية المحلية لسلسلة كتبتها ونشرتها بعنوان " بيت الأكاذيب" كشفت
فيها عن أساليب وألاعيب حصل بها بعض شركات التعمير على ملايين
الدولارات من أجل بناء مشروعات إسكان، إلا أنها لم تقم في النهاية
بتسليم ما كان مطلوبا منها ومتفقا عليه، وفي حالة كلتا الجائزتين نجد
الصحيفة المحلية والصغيرة نسبيا لا تتردد في القيام بعمل صحفي متميز
وجرئ، كما أن حصولهما على الجائزة يعني أن الجهات الراصدة والمتابعة
للصحافة راغبة بل قادرة على اكتشاف العمل الصحفي المتميز وتسليط
الأضواء عليه والاحتفاء به، كما نرى الاحتفاء بجهد الفريق ـ إذ أن أكثر
من واحد ساهم في تحقيق وانجاز العمل الصحفي، ومن هنا تأتي اهتمام
الدوائر الصحفية بنتائج جوائز بوليتزر للتعرف على المواهب الصحفية
والأفكار الجديدة الجديرة بالاهتمام والعناية.
- ومن الجوائز المميزة لبوليتزر Explanatory Reporting جائزة
التغطية الصحفية الشارحة والمفسرة لقضية هامة، ومعقدة تحتاج إلى جهد
مضاعف من أجل فهم واستيعاب كل الجوانب والتفاصيل الخاصة بالقضية، ومن
ثم شرحها بأسلوب مبسط وجذاب لجموع القراء. وهذا ليس بالأمر الهين
والسهل كما يعرف أغلب العاملين في الحقل الصحفي، وقد حصلت على جائزة
هذا العام صحيفة لوس انجلوس تايمز وفريق الصحفيين المكونة من كينيث
وايس وأوشا لي مكفارلنج وريك لوميس لما نشروه في الصحيفة وفي موقع
الصحيفة الالكتروني عن مصائب لحقت بمحيطات العالم بسبب التقدم الصناعي
والإهمال البشري.
- جائزة التعليق الصحفي كانت من نصيب الكاتبة الصحفية سينتيا تاكر
من صحيفة اتلنتا جورنال كونستيتيوشن لما تميزت تعليقاتها بالجرأة
والصراحة ووضوح الرؤية وأيضا حس قوي بالمسئولية الأخلاقية تجاه قضايا
المجتمع.
- جائزة الكاريكاتير فاز بها والت هاندلسمان من صحيفة نيوزداي
بنيويورك.
- أما جائزة النقد فقد فاز بها جوناثان جولد المحرر والمعلق المتخصص
في الكتابة عن المطاعم والأكلات المقدمة بها في صحيفة "ال اي ويكلي".
- جائزتا التصوير، جائزة مخصصة لتصوير الحدث كانت من نصيب المصور
الإسرائيلي أوديد باليتي بوكالة اسوشيتد برس عن صورة امرأة إسرائيلية
تقاوم أفراد من القوات الإسرائيلية يحاولون إجبارها على مغادرة مستوطنة
كانت تعيش فيها بالضفة الغربية، أما الجائزة الثانية فهي مخصصة للتصوير
ذو الطابع الإنساني وقد فازت بها رنيى باير من صحيفة "سكرامنتو بي" عن
صور تجسد لحظات تجمع مابين أم وابنها الصغير المصاب بسرطان وهو يصارع
الموت.
ويذكر عن الشروط الواجب توافرها للمرشح لجوائز الصحافة أن يكون
العمل الصحفي منشورا في صحيفة أمريكية تصدر في الأسبوع مرة على الأقل
أي أن الجنسية الأمريكية ليست شرطا مطلوبا للحصول على بوليتزر إلا في
حالة جوائز بوليتزر الخاصة بالإبداع الأدبي والموسيقى. |