بسبب التغيرات المناخية: ألمانيا تخسر جبلاً جليدياً وأوربا ستشهد صيفا جافا

 شبكة النبأ: مع ضعف الرياح الباردة بدأت بوادر التاثيرات السلبية على المناخ بدءاً بأوربا من خلال ذوبان كتل الجليد فوق جبال كانت الى حد قريب لا تشهد ارتفاع درجات الحرارة في كافة فصول السنة بل يكون ذوبان الثلوج فيها جزئيا لا ياثر على الطبيعة المناخية او السياحية الخلابة لتلك الاماكن. حيث تعتبر جبال الجليد مجسّاً حرارياً عالمياً.

وتهب رياح باردة على أعلى قمة في المانيا في جميع فصول السنة ولكن اخر جبل جليدي في البلاد يذوب رغم الجهود الضخمة التي تبذل لمواجهة اثار التغييرات المناخية.

وتمد دروع عملاقة تعكس اشعة الشمس فوق الجبل في شهر أبريل نيسان من كل عام بعد وضع أطنان من الثلوج لتغطية القمة في حرب خاسرة يخوضها عمال شركة تسوجشبيتسه بان لتشغيل السيارات المعلقة للابقاء على الجبل الجليدي لأسباب تجارية وبيئية.

ويقول فرانك هوبر مدير أنشطة التزلج والسيارات المعلقة على الجبل البالغ ارتفاعه 2962 مترا في منطقة جبال الالب الشمالية "نفعل كل مابوسعنا للحفاظ عليه اطول وقت ممكن."

ويضيف هوبر لرويترز،"نشأت في أحضان الجبل الجليدي ومن المحزن ان افكر بأن احفادي لن يعرفوا كيف كان يبدو او يشعروا به في يوم من الايام."

وتبذل ألمانيا جهودا ضخمة لوقف ذوبان الجليد ولكن هنا يثور سؤال لماذا لا تبذل المانيا سادس أكبر دولة منتجة للغازات التي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري في العالم عوضا عن ذلك جهدا أكبر لعلاج سبب المشكلة.

وفي خطبها كثيرا ما تشير المستشارة الالمانية انجيلا ميركل لحالة جبل تسوجشبيتسه وتتوقع زوال هذه الثروة الوطنية في غضون 20 عاما وذلك كمبرر لحث العالم الصناعي على ان يخطو خطوات اكثر جرأة للتصدي للتغيرات المناخية.

ويقول العلماء ان ارتفاع درجات حرارة الارض مسؤول عن ذوبان الجليد. وتضيف لجان من العلماء تمولها الامم المتحدة ان الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري نتيجة حرق الوقود الاحفوري تتسبب في ارتفاع درجات حرارة الارض.

وتعارض قلة من العلماء ظاهرة الاحتباس الحراري وترجع مسؤولية التغيرات المناخية لتذبذب طبيعي للمناخ.

وقال هوبر "اختفاء الجبل الجليدي سيصيبنا بما هو أكثر من العار."

والجبال الجليدية حساسة للغاية للتغيرات المناخية وتعد بمثابة "مؤشر حراري عالمي" للانذار المبكر. وتنكمش القمم الجليدية منذ بداية الثورة الصناعية وهي اكثر الانظمة البيئية المعرضة للخطر في العالم.

وتسارعت وتيرة الإنكماش في ربع القرن الاخير ويوثق ذلك صورا فوتوغرافية مذهلة التقطت قبل بدء الظاهرة وبعد بدايتها. ففي عام 1910 كان سمك الجليد على جبل تسوجشبيتسه 80 مترا وهو الآن 45 مترا فقط.

وذكرت اللجنة الحكومية للتغيرات المناخية التي شكلتها الامم المتحدة ان الجبال الجليدية في خطر وتابعت "ستختفي الجبال الجليدية الصغيرة في الالب بينما يتراجع حجم الجبال الكبيرة بنسب بين 30 و70 في المئة بحلول عام 2050."

وذوبان الخليج اكثر من مجرد فقدان لمناظر طبيعية خلابة اذ يقول العلماء ان منسوب المياه في الانهار الاوروبية سينخفض في الصيف اذا اختفت الجبال التي يكسوها الجليد. ويأتي جزء كبير من مياه نهر الراين في الصيف من ذوبان القمم الجليدية.

وفي تسوجشبيتسه على مدار 14 عاما قام هوبر وموظفوه بنشر قطع عملاقة من القماش السميك لعكس اشعة الشمس للحفاظ على برودة السطح وحمايته من الامطار الصيفية الدافئة.

وزادت مساحة الدرع هذا العام بنسبة 50 في المئة الى تسعة ألاف متر مربع ومن المقرر رفعه في غضون ايام. وتقول الشركة انه يحافظ على 30 ألف متر مكعب من الثلوج.

ويضيف هوبر "يساعد الدرع على ابطاء عملية الذوبان. يعكس أشعة الشمس ويساعد على تكون الجليد اسفله. ولكن هذا الاجراء وكل ما نفعله سيساعد فقط على ابطاء الذوبان قليلا. لن نتمكن من انقاذه."

وخلال الشتاء يستخدم العمال المتفجرات لاحداث انهيارات محكومة على المنحدرات المحيطة لدفع الثلوج نحو الجبل الجليدي. كما يضعون صفوفا من الاسوار كما يفعل المزارعون فى المناطق المعرضة بصفة خاصة لتآكل بطيء من

جراء الرياح.

ويصف بعض المنتقدين هذه الجهود بانها اهدار للمال والوقت وبصفة خاصة لان القماش السميك يغطي مساحة صغيرة نسبيا من الجبل الجليدي. ويقولون ان الهدف الرئيسي هو الحفاظ على منطقة التزلج والجبل الجليدي لاسباب تسويقية.

ويقول ماركوس فيبر خبير الارصاد الجوية والجبال الجليدية بالاكاديمية البافارية للعلوم في ميونيج "لن ينقذ الغطاء الجبل الجليدي لانه يحمي منطقة صغيرة فقط لممارسة الرياضات الشتوية. انها مكلفة والتاثير محدود."

ويتفق هوبر مع ان السياحة القوة المحركة.

وقال "تعيش تسوجشبيتسه على السياحة" مشيرا الى ان المتزلجين توافدوا على الجبل الجليدي في العام الماضي بعدما اصابتهم خيبة الامل لقلة الجليد على ارتفاعات أقل.

ويقول هوبر الذي امضي 24 عاما يعمل على الجبل الجليدي " هدفنا هو استمرار انشطة التزلج ولهذا السبب نحاول حماية الجليد. انه شريان حياتنا."

ويرفض الجميع الافصاح عن تكلفة جهود حماية الجليد واكتفوا بالقول بانها ضخمة.

 

بريطانيا: غرب أوروبا سيشهد صيفا جافا

ويضيف تقرير اخر لرويترز عن توقع مكتب الارصاد الجوية البريطاني أن يشهد غرب اوروبا صيفا اكثر جفافا عن المتوسط.

وكرر المكتب توقعاته التي صدرت لأول مرة في اوائل ابريل نيسان بأن هناك احتمالات بنسبة 70 في المئة أن يكون هذا الصيف أكثر سخونة من المعتاد في غرب أوروبا.

وكانت توقعات المكتب الشهر الماضي قد اشارت الى عدم وجود مؤشر عن احتمالات طبيعة الامطار خلال الاشهر القليلة القادمة لكن التوقعات الجديدة التي صدرت يوم الثلاثاء تميل باتجاه ظروف الجفاف.

واشارت التوقعات الى ان "مؤشرات هطول الامطار خلال هذا الصيف مازالت ضعيفة مع عدم وجود دلائل كبيرة في هذه المرحلة سواء على صيف جاف بشكل خاص أو على صيف رطب شكل خاص".

وقالت التوقعات "لكن رجال الارصاد يميلون بشكل طفيف الى توقع صيف أكثر جفافا عن المتوسط عبر أجزاء كثيرة من غرب اوروبا وبينها المناطق الجنوبية من المملكة المتحدة".

ولم يغير مكتب الارصاد من توقعات شهر ابريل بأن تشهد غرب اوروبا صيفا حارا جدا على غرار ما حدث عامي 2003 و 2006.

وكانت درجات الحرارة المرتفعة عام 2003 قد ادت الى حدوث الاف الوفيات وتعطل عدد من منشات الطاقة في أنحاء اوروبا.

فقد تطلب ارتفاع درجات الحرارة تشغيل نظم التكييف بشكل اكبر وعلى فترات اطول وايضا ارتفاع الطلب على الطاقة في وقت اغلقت فيه العديد من منشات الطاقة وخاصة في فرنسا نظرا لان هذه المنشات نفسها لم تتمكن من الاحتفاظ بالبرودة المطلوبة لكي تعمل بأمان.

شبكة النبأ المعلوماتية- االاحد 6 آيار/2007 -17/ربيع الثاني/1428