الامن والاذن والحنجرة

حامد الحمراني

قال صديقي واستاذي ابو تحسين معلم الابتدائية الذي تخرج على يديه الاف المثقفين قديما العاطلين عن العمل حاليا، استاذي الان متقاعد يعمل في مستشفى، التقيته صدفه، قال " ان  المشروع الامريكي فاشل".

قلتُ له مازحا يعني راسب استاد، قال نعم ولكن يحق له اعادة الدروس التي رسب فيها حسب قرارات مجلس "الانف" الدولي بعد موافقة الحكومة العراقية الاتحادية!!

 وللملاطفه، قلت له فاشل بكم درس استاد، فاجابني فورا بدرس الامن والاذن والحنجرة !!!.

اتذكر ابو تحسين ( 70 عاما ) كانت جميع كلماته قديما لا تتعدى خمسة عشر كلمة منها، راسب، فاشل، ناجح، فايل، ولي امر الطالب، وثيقة، استمارة قبول، حيث كان يداولها اثناء مهمة التدريس، اما الان وانه يعمل في مستشفى فاكيد ان مفردات كلامه تغيرت.

ولكن ما علاقة الامن بالاذن والحنجرة ؟

قلت له ان الامة العراقية فرحت بسقوط صدام، ولكنها ابتليت بالاحتلال والارهاب، وان ما تسميه رسوبا او اخطاء لا ينطبق على دولة عظمى مثل امريكا، انها لا تخطأ بل تتعمد، وانها تسيطر على العالم، ولا يغرك من يعادونها بالظاهر ويكنون لها الولاء بالباطن، انها يااستاذي هي التي تنصب للشعوب حكامها، انها هي التي تقيل هذا وتنصب ذلك، انها امريكا!!

قال عفوا انك تتكلم في السياسة وانا اتكلم بالطب.

واوضح  : لا امن بوجود الاحتلال، ولا انف بوجود الارهاب، ولا ديمقراطية بدون جراحة حقيقية للاذن..

وتابع: فلا يبقى الانف مرفوعا، ولا الاذن تبقى صامدة امام قناة الجزيرة، ولا الحنجرة تبقى ممتدة، مادام العراق في صالة العمليات !! 

وزاد هل تتذكر ما كنا نسمعه في قديم الزمان، خروف وذيب وحشيش،وكانت " الاحجية " تقول كيف تنقلهم من هذه الضفة الى الاخرى بقارب واحد لا يحمل الا اثنين، فالذيب ياكل الخروف، والخروف ياكل الحشيش،

قلت له نعم ولكن ما العلاقة، بالضبط، بين الارهاب والاحتلال والامن والاذن والحنجرة والحشيش، قال اذا نجح الارهاب فُقد الامن، واذا نجح الاحتلال كثر الذئاب ،  فلا امن الا بالانسحاب ، ولا انف مرفوع الا اذا دخل الشعب برمته صالة العمليات ليخرج العراق معافى من طعنات الغرباء، بمشارط وطنية خالية من طائفية السكين و(الديتول) العنصري !!!. 

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 1 حزيران/2007 -13/جمادي الأول/1428