الولادة تجربة حميمة تستحق ميلاد فرداني

 شبكة النبأ: امهاتنا من جيل الخمسينات كن يفعلن ذلك وهن في عملهن  بالحقول او في البساتين.. يؤاتيهن المخاض وتجري عملية رفد الحياة بالمواليد دون ان يحضر هذه العملية احد سوى الام الوالدة حيث تنجز الامر بكل اقتدار، وتعود بعد سويعات الى دارها وهي تحمل طفلا محتفلا بمواجهة الحياة محركا ذراعيه للامساك بها ثم يعلن عن وجوده بشئ من الصراخ.

وعلى هذه الشاكلة فان كثيرا من النساء في انحاء العالم اخذن يمارسن الولادة بنفس الطريقة ولا يرغبن بان يشاهدهن شخصا آخر وهن يضعن اطفاهن، وبعضهن ترى ان الامر شخصيا وفردانيا ليس من موجب ان يطلع عليه الاخرون، وهن يتمّسكن بأنهن لسن نساء خارقات ولا يملكن قدرات خاصة ولا هن مدمنات للالم بكل تأكيد.

انهن سيدات اخترن ان يخضن ما يصفه البعض باكثر التجارب ايلاما ورهبة في حياة اي امرأة دون عقاقير او قابلة أو مساعدة طبية.

تضع هؤلاء السيدات اطفالهن في المنزل وغالبا ما يكن بمفردهن معلنات رفضهن لما تصفنه بالخوف الذي يبثه الاطباء والقابلات ويراقبن بثقة اطفالهن عند خروجهم من الرحم.

وترى فيرونيكا روبنسون، وهي استرالية تقيم في لندن اهتماما متزايدا في عمليات الوضع دون مساعدة، من جانب قارئات مجلة "الام" العالمية، بحسب ما نقلته رويترز.

وتقول ايضا: "تفرز عملية الوضع نفس الهرمون الذي تفرزه عند ممارسة الجنس.. فلماذا ترغبين ان يتلصص عليك اي شخص مراقبا ويسلط عليك الضوء؟.."

وتتكرر كلماتها في مناقشات تجرى على شبكة الانترنت بشان الولادة دون مساعدة تصر خلالها النساء على ان الوضع تجربة حميمة مثل ممارسة الجنس.

وكتبت لورا فيلدز من الولايات المتحدة "كنا وحيدين حين حملت بها وشعرت انني على  صواب تام في رغبتي ان نكون بمفردنا حين تولد."

وتقول روبنسون إن المؤسسات الطبية في بريطانيا وفي دول غربية اخرى حولت على مر الاعوام الشئ الطبيعي الى مرض، والان مع الولادة دون مساعدة، استعادت المرأة قوتها من جديد."

وفي بريطانيا كما هي الحال في امريكا الشمالية حيث تتزايد شعبية هذه الممارسة تعد عملا قانونيا طالما لا تحصل الام على مساعدة من شريك أو صديق أو زوج غير مؤهل.

بالنسبة للبعض مثل جانيت سيرز حديثة العهد بالامومة فان فكرة الوضع بمفردها دون ان تجد من يساعدها في حالة حدوث خطب ما ضرب من الجنون وتضيف "انه تصوري للجحيم".

وواحدة من ابرز مؤيديه لورا شانلي التي وضعت اطفالها الاربعة في المنزل بمفردها دون مساعدة من طبيب او قابلة.

وتقول شانلي التي تقيم في كولورادو بالولايات المتحدة ان هناك ثلاثة عوامل رئيسية فقط تسبب مشاكل في عملية الولادة وهي الفقر والتدخل والخوف.

وطالما توافر ماء نظيف ومستوى معيشة مقبول كما هي الحال بالنسبة لكثيرات في الغرب تصبح مهمة التغلب على العاملين الاخرين وتغدو الولادة الطبيعة امنة لاكثر درجة ممكنة.

واضافت "حين بدأت ادرك كيف يؤثر الخوف على الجسم وان عملية الوضع ليس خطيرة بالضرورة شريطة الا نثير رد فعل مخيفا يوقف المخاض كان من الطبيعي بالنسبة لي ان ارغب في ان اثق بنفسي."

وصرحت لرويترز "لم افهم كيف يمكن لامر يضمن استمرار الجنس البشري ان يكون حدثا مخيفا وخطيرا."

وتقول ديانا درشر وهي هولندية تقيم في بريطانيا ومن المتحمسات للوضع دون مساعدة وتريد ان ترزق بمولود رابع "تضع النساء منذ الاف السنوات ولا زلنا نعمر الارض، اذا كانت عملية خطيرة لما كنا هنا."

وترفض وزارة الصحة البريطانية هذه الممارسة وتؤكد ضرورة وجود قابلة عند الوضع.

وصرح متحدث باسم الوزارة لرويترز "سلامة الام والطفل في مقدمة اولوياتنا، القابلات هن الخبيرات في حالات الحمل والوضع الطبيعية ويمتلكن المهارة لتنسيق الخدمات المتخصصةواللجوء اليها، تحتاج كل امراة لرعاية القابلة عند المخاض والوضع ومن يتعرض لتعقيدات

اكبر خلال الحمل ربما يحتجن لطبيب ايضا."

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 31 آيار/2007 -13/جمادي الأول/1428