السلطات الايرانية في مواجهة جديدة مع التحديث التغريبي

شبكة النبأ: ياخذ الصراع مديات وابعاد متضاربة في كثير من الاحيان لكنه سيصل في نهاية المطاف الى الضفة الاحسن، وتطبيق الاخلاق الاسلامية في كل الامور لابد لها من ان تتخذ المبادرة الحازمة لما تراه حقيقيا مع حسابات لظروف الوضع الراهن سواء على نطاق المحلية او الدولية.

ومن بين الامور التي تتفاعل بحيوية في الشارع الايراني مؤخرا مسألة الشباب والشابات مدافعين عن ذواتهم ورؤيتهم وفق ما يرونه بأنه نوع من الحرية وبين رؤية عامة تستند الى جملة من المبادئ مشتقة من النهج الاسلامي على اعتبار ان ايران دولة اسلامية النهج والتوجه.

وكان الشارع الايراني بدأ في السنوات الاخيرة اهتماما اكبر بالثقافة الغربية في ما يخص المظهر والملبس للشباب والشابات ولا سيما في مناطق الطبقة الثرية في العاصمة طهران.

ويعرف أسلوب تصفيف خصلات الشعر في وضع قائم وتثبيتها باستخدام المثبتات في ايران بأسلوب الخورسي (أو الديك) ويستخدم البعض أيضا أدوات التجميل، ويعرض العديد من الحلاقين في العاصمة اجراء قصات للشعر على نمط قصات نجوم أفلام هوليوود وسائر المشاهير الغربيين. ويمكن للزبائن أيضا تزجيج حواجبهم..

وبحسب وكالة رويترز فان الشرطة الايرانية حذرت الحلاقين من قص شعر زبائنهم على النمط الغربي أو وضع مساحيق تجميل لهم أو تزجيج حواجبهم.

والتقرير الذي نشرته صحيفة اصلاحية وأكدته وكالة أنباء ايرانية رسمية في وقت لاحق يمثل مؤشرا آخر فيما يبدو على حملة انضباط تشنها السلطات على الملابس وسائر صيحات الموضة التي تعتبرها مخالفة للقيم الاسلامية.

وقالت صحيفة اعتماد في أحد العناوين الرئيسية بصفحتها الاولى "قصات الشعر الغربية ... صارت محظورة".

وجاء هذا التقرير بعد أسبوع واحد من قيام الشرطة بحملة أمنية ضد أعداد متزايدة من الشابات اللاتي يختبرن حدود تطبيق القانون من خلال ارتداء ملابس أقصر وأزهى وأضيق قبيل أشهر الصيف.

وبموجب الشريعة الاسلامية المطبّقة منذ الثورة عام 1979 يتعين على النساء تغطية شعورهن وارتداء ملابس طويلة وفضفاضة،ومن الممكن معاقبة من ينتهكن ذلك بالجلد أو الغرامة أو الحبس.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن بيان للشرطة قولها "في أمر رسمي لصالونات الحلاقة تم تحذيرهم من استخدام قصات الشعر الغربية وتزجيج حواجب الرجال."

وقال رئيس نقابة الحلاقين محمد افتخاري فارد ان الشرطة أصدرت تعليماتها للنقابة "لوضع لوائح تنظيمية معينة لصالونات الحلاقة التي تعمل تحت اشرافها."

ونقلت عنه صحيفة اعتماد قوله ان الحلاقين الذين يتقاعسون عن اتباع تلك اللوائح قد تغلق صالوناتهم لمدة شهر أو ربما يتم الغاء تراخيصهم.

وقال افتخاري فارد "في الوقت الراهن تقوم بعض صالونات الحلاقة بوضع مساحيق التجميل واستخدام قصات تحاكي تلك المستخدمة في البلدان الاوروبية وأمريكا."

وأضاف "تم ارسال أمر رسمي الى النقابة ... بعدم وضع مساحيق التجميل على وجوه الرجال (أو) تجميل الحواجب ... ومن ثم لا يسمح للحلاقين بعمل هذه الاشياء."

ومنذ فوز الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية عام 2005 وتعهده بالعودة الى قيم الثورة يمارس المتشددون ضغوطا من أجل تشديد القيود على ما يعتبرونه سلوكا منافيا للاخلاق.

الصيف وملابس النساء

ذكرت وسائل اعلام حكومية ان الشرطة الايرانية بدأت حملة قبل حلول فصل الصيف تتعلق بملابس النساء حيث تغري درجات الحرارة المرتفعة كثيرات على التهاون فيما يتعلق بارتداء الزي الاسلامي. بحسب رويترز.

وأصبحت هذه الحملات مظهرا معتادا من مظاهر الحياة في الصيف حيث تواجه الشرطة اعداداً متزايدة من الشابات اللائي يختبرن حدود القانون بارتداء ملابس أقصر وأصغر حجما.

ويتعين على النساء تغطية شعورهن وارتداء ملابس طويلة فضفاضة لاخفاء زينتهن والحفاظ على وقارهن بموجب الشريعة الاسلامية التي طبقت في ايران بعد الثورة في عام 1979.

وقد يعاقب المتجاوزون بالجلد أو الغرامة أو السجن.

وقالت وكالة فارس شبه الرسمية نقلا عن مهدي أحمدي وهو متحدث باسم شرطة العاصمة قوله ان "الشرطة بدأت بمواجهة هؤلاء النساء اللائي يظهرن على الملا بطريقة غير ملائمة."

ولا تستخدم كثير من الشابات خصوصا في المناطق الحضرية الاكثر ثراء الشادور وهو الزي التقليدي الذي يغطي الجسم بالكامل من الرأس حتى أخمص القدم ويرتدين سراويل تغطي حتى أسفل الركبة بقليل ومعاطف ضيقة تغطي حتى الفخذ وأوشحة ذات ألوان زاهية مدفوعة للخلف لتكشف عن كثير من الشعر.

وقال أحمدي ان الشرطة أوقفت في طهران حتى الان أكثر من 1300 امرأة وحذرتهم من مخالفة المباديء المتعلقة بالزي مضيفا ان "قضايا 59 امراة أحيلت الى القضاء."

ويتوقف مصير النساء اللائي تقرر الشرطة أنهن نساء "غير ملتزمات بالحجاب الشرعي" على

الضباط المعنيين. وقالت صحيفة كارجوزاران اليومية انهن قد يفرج عنهن بعد تحذيرهن او ينقلن الى مركز للشرطة ويطلق سراحهن بكفالة.

ويشعر بعض المحللين بالقلق من ان اتخاذ نهج متشدد قد تكون له اثار عكسية عندما تحتاج الحكومة الى دعم شعبي في مسائل الانتخابات او مواجهتها مع الغرب بشأن البرنامج النووي الايراني.

نفي من لا يلتزم بالزي الاسلامي

قال المدعي العام في طهران ان النساء اللاتي يتكرر عدم التزامهن بالزي الاسلامي في تحدّ للاجراءات الصارمة التي تفرضها الشرطة قد يمنعن من دخول العاصمة الايرانية لمدد تصل إلى خمسة أعوام، كما نقلت رويترز في تقريرها.

ونقلت صحيفة اعتماد الايرانية عن المدعي العام سعيد مرتضوي قوله " هؤلاء النسوة اللاتي يظهرن على الملأ مثل العارضات المنحلات يهددن أمن وكرامة الشبان."

وبدأت الشرطة الايرانية حملة ضد أعداد متزايدة من الفتيات اللاتي يختبرن حدود القانون بارتداء ملابس أقصر وأزهى وأضيق فيما أصبح حادثة متكررة قبيل أشهر الصيف الحارة.

والنساء ملتزمات بموجب الشريعة الاسلامية التي طبقت بعد الثورة الايرانية في عام 1979 بارتداء ملابس طويلة وفضفاضة ومحتشمة.

ونقلت وكالة فارس الايرانية للانباء عن متحدث باسم شرطة طهران قوله إن 3242 شخصا تلقوا تحذيرا بشأن مخالفة الزي الاسلامي في العاصمة، وتشمل قواعد الزي أيضا الرجال حيث يحظر عليهم ارتداء سراويل قصيرة.

وذكرت وسائل اعلام ايرانية أن الشرطة تعترض أيضا السياح الاجانب الذين يتعين عليهم احترام الزي الاسلامي.

ونقلت صحيفة اعتمادي ملّي اليومية عن آية الله محمود هاشمي شهرودي رئيس السلطة القضائية في ايران قوله "لن يكون لجر الشبّان والشابات إلى مراكز الشرطة سوى تأثيرات اجتماعية سلبية، قال ذلك في معرض انتقاداته للاجراءات الصارمة التي تتخذها الشرطة.

شبكة النبأ المعلوماتية- االاحد 6 آيار/2007 -17/ربيع الثاني/1428