المقاومة البائسة.. في العراق

محمد الوادي

 طبعا لم اجد افضل من هذه التسمية لغرض استخدامها اعلاميا وبحدودها الدنيا احتراما للقارئ الكريم وليس لهؤلاء جمع " الحقراء والعصابات " التي تسمي نفسها مقاومة في العراق. ولااحتراما لمن يروج لهم وهو لايقل دناءة عنهم. فهذه " المقاومة اللقيطة " ليس لها هم سوى قتل العراقيين وبدون لف ولادوران على الهوية ومن طائفة معينة تمثل الاغلبية من الشعب العراقي العربي.

 لكن لان المروجين وغالبية الاعلام العربي " المشبوه " يتصرف ويتحرك بشكل طائفي مقيت فانه يغض النظر عن جرائم كبرى ترتكب بحق شيعة العراق , ويركز على تفجير الية او سيارة امريكية هنا او هناك ليعطي انطباع بان هؤلاء هم ابطال الامة التي لم تنجب مثلهم في كل تاريخها.

وفي حقيقة الامر هؤلاء هم " لقطاء " الامة التي لاتتشرف بهم ولابمن يتبناهم ويدعمهم ويدافع عنهم ويروج لجرائمهم. انا شخصيا كنت من المتصورين والمروجين ان هذه الشراذم انما هي " ظاهرة استثنائية " في سيرة وتاريخ وحاضر الامة. لكن يبدو ان مثل هذه التصور بحاجة ملحة وانسانية كبرى لوضع الامور في نصابها الحقيقي والواقعي , والذي ستكون نتيجته النهائية المتوقعة " ان كل مشرف وانساني في تاريخ امتنا هو استثنائي وكل ماعدا ذلك هو القاعدة الاصلية " هل سوف يعد ذلك " كفرا " مني بحق هذه الامة اعترف هنا واسجل باعلى صوتي لايشرفني ان اكون محسوبا على امة تذبح الابرياء و تروج  وتدعم الذباحين اللقطاء وان تعددت التسميات بين مقاومة وجهاد وقاعدة وغيرها من تسميات السؤ في تاريخنا الحاضر التي ارتبطت بالدم والبطش والقتل. او ان هناك واقع لم اتمكن من الوصول اليه حتى هذه اللحظة. حيث هذه الامة عبارة عن امتين واحدة " تذبح " والاخرى يجب ان تكون " مذبوحة " !!

وسنكون في هذه الحالة نحن الامة الوحيدة في التاريخ نتمتع بهذه الامتياز الذي لايتشرف به حتى " المجتمع الحيواني ".

وفي كل الاحوال يجب ان يكون واضحا ان امة محمد النبي العربي الامين " ص" انقى واصفى واكبر بكثير من هذه الشراذم التي تسرق التاريخ وتشوه الحاضر. فلقد اصبحت ما يسمى المقاومة في عراق اليوم تجارة رابحة لمن يهربون من شوارع بغداد بعد زادوها نارا وحقدا وذهبوا يستجدون المساكين لدعمهم ماليا من كل الدول العربية , في وقت رموز هذه التجارة البائسة يسكنون في عمان ودبي والدوحة والقاهرة وصنعاء وغيرها من المدن العربية وفي ارقى الفنادق والبيوت الفخمة.

من هناك يروجون للدم القتل ويلعقون دماء الابرياء في كروشهم المنتفخة !! وبنفس الوقت كل يوم تكبر ثرواتهم واملاكهم في تلك العواصم او في العراق .

ولأصحاب الشعارات الرنانة والابواق والطبول الفارغة  وايضا معهم وفي مقدمتهم مناجم السوء والرذيلة والقتل في قناة الجزيرة وقناة المستقلة وصحيفة عبد الباري عطوان ومن سار على نهجهم الدموي المشبوه..

 اقول ان المقاومة في كل التاريخ هي حق شرعي وانساني. لكن ليس بهذا الشكل الموجود في العراق , فمثل هؤلاء الاوباش اخر مايصلح ان يطلق عليهم بالمقاومة. لان الذي يفجر نفسه كل يوم وبل كل ساعة في الاسواق والتجمعات االسكانية وعلى اساس طائفي لايمكن ان يطلق عليه مقاوم. حاله حال الاوباش الذين يفجرون الجسور في بغداد والمحافظات . ومن يدعي ان هذا ليس من فعل " مقاومتهم " تلك , فان الجواب على ذلك لايحتاج الى طول عناء وتفكير (عليهم ان يطردوا هؤلاء الارهابين المجرمين من مناطقهم) وهي لا في الجنوب ولا في الشمال , بل تنطلق وراء رائحة الموت من مناطق معروفة لدى كل العراقيين ولكل العرب ايضا. ثم ومن جانب العرب عليهم اخراج القوات الامريكية من بلدانهم واعتبارها غير شرعية وقوات احتلال حتى نصدق بهم وبنواياهم لان هذه القواعد والقوات موجودة في كل البلدان العربية بدون استثناء.

وبنفس الحجة التي وجدت فيها في العراق " بموافقة الحكومة والبرلمان المنتخب ". اما عراقيا فعلى طارق الهاشمي وخلف العليان وعدنان الدليمي. ان يكونوا اكثر شجاعة ورجولة وفروسية وبدلا من الترويج لمقاومتهم تلك اعلاميا والمطالبه لهم بحقوق واعتراف سياسي. ان يكون موقفهم واضحا اما الاعتراف بالعملية السياسية او الانسحاب منها وعدم التردد بذلك ولا الخوف على مكاسبهم المادية  او على مناصبهم التي حصلوا عليها بدون ادنى استحقاق انتخابي , حيث ان حجمهم البرلماني لايؤهلهم لهذه المناصب !! لولا تدخلات العرب وتركيا

وايضا ضغط هذا " المحتل " الذي يشتمه الهاشمي في كل لقاء تلفزيوني , وبعدها بدقائق يجتمع مبتسما وراضخا مع السفير الامريكي او حتى مع اصغر قائد عسكري امريكي. او يستعجل الحصول على فيزا الى بريطانيا والولايات المتحدة كل شهر !!

هذا موقف عراقي وعربي متاجر بدماء الابرياء. خاصة مع صور القتل والذبح والموت التي تروج لها مايسمى " الدولة العراق الاسلامية "  ومقاومتهم المشبوهه على صفحات الانترنيت وفي هذه الايام على وجه الخصوص. وحدود دولة الدم هذه بالتاكيد ليس في مدن البصرة والعمارة والحلة والنصرية والسماوة والنجف وكربلاء والديوانية.

لذلك المطلوب موقف انساني ادمي وبدون شعارات وهمية مرحلية وطنية و قومية فارغة لم تعد تجد لها سوقا في عراق اليوم.. وفي مقدمتها المقاومة البائسة.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 29 آيار/2007 -11/جمادي الأول/1428