
شبكة النبأ: لم تتمكن روسيا
والولايات المتحدة من تخطي خلافاتهما حول الخطط الامريكية لنشر عشرة
صواريخ مضادة للصواريخ في بولندا ووضع شبكة رادار في جمهورية التشيك في
اطار خطة الدرع الصاروخي لحماية اوروبا من هجمات مزعومة من جانب دول
تعتبرها امريكا مارقة.
وتتخوف من جانبها روسيا من ان محاولات احتواء الامن القومي الروسي
ستشعل سباق تسلح جديد كما كان الحال في التسعينات من القرن الماضي حيث
سيؤدي ذلك الى الاخلال بميزان القوة الدولي، وكذلك اهدار بلايين
الدولارات للابحاث العسكرية وانتاج الاسلحة بانواعها.
واعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحافي في فيينا ان
روسيا تتخوف من ان يؤدي المشروع الاميركي للدرع المضادة للصواريخ في
اوروبا الى اطلاق "السباق نحو التسلح" معتبرا ان الصواريخ الايرانية
غير قادرة على ضرب اوروبا.
وتساءل بوتين "ما تراه الامر السلبي الذي سيحدث في اوروبا لكي نضطر
الى اقامة هذه القواعد (المضادة للصواريخ) في رومانيا وتشيكيا
وبولندا؟"بحسب فرانس برس.
وتساءل مفصلا الخطط الاميركية المتعلقة بمشروع دفاعي جديد مضاد
للصواريخ "ما الهدف من فتح قاعدة جديدة في بلغاريا وقاعدة جديدة في
رومانيا وما الفائدة من نشر نظام رادار في تشيكيا ونشر صواريخ في
بولندا؟".
واضاف "ماذا حدث وادى الى تدهور الوضع الى حد يستلزم اتخاذ مثل هذه
الخطوات؟ لم يحدث شيء الا ان هذا سيؤدي الى دوامة جديدة من السباق نحو
التسلح ونحن نعتبر ان لهذا الامر نتائج عكسية".
ولم يتم التطرق الى هذا الموضوع خلال المحادثات بين بوتين والرئيس
النمسوي هاينز فيشر لكن الرئيس الروسي استغل سؤال احد الصحافيين لتأكيد
معارضة موسكو للمشروع الدفاعي الاميركي الجديد.
ودعا الرئيس النمسوي من جهته الى حل يسمح "بضمان اعلى مستويات الامن
باقل قدر ممكن من التسلح" في اوروبا.
ورفض بوتين مجددا حجة واشنطن القائلة ان نشر الدرع المضادة للصواريخ
في اوروبا سيسمح بضمان حماية من هجمات محتملة من قبل ايران بشكل خاص.
وقال ان "مدى الصواريخ الايرانية 1700 كلم" مشيرا الى انه لاصابة
اوروبا يجب ان تمتلك ايران صواريخ يصل مداها الى خمسة او ثمانية الاف
كلم.
واكد بوتين ان "ايران لا تخطط لذلك وهنا (في اوروبا) بدأت عملية نشر
الصواريخ (المضادة للصواريخ)".
والاسبوع الماضي اكدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في
موسكو ان روسيا لن تتمكن من منع الولايات المتحدة من تطبيق مشروعها في
اوروبا.
وقالت في ختام محادثات في الكرملين ان "الولايات المتحدة بحاجة الى
المضي قدما والى استخدام التكنولوجيا للدفاع عن نفسها وهذا ما سنقوم
به".
واكد الرئيس الاميركي جورج بوش تصميمه على مد اليد الى روسيا
لاقناعها بان الدرع المضادة للصواريخ لا تشكل تهديدا لامنها.
من جانبه طلب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقد مؤتمر طارىء
لاعادة النظر في المعاهدة حول الاسلحة التقليدية في اوروبا وذلك في
خطاب القاه خلال اجتماع في فيينا لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا.
وقال لافروف امام الدول الـ56 الاعضاء في منظمة الامن والتعاون في
اوروبا ان بلاده تطلب الدعوة الى "مؤتمر طارىء لمناقشة" مدى امكان
تطبيق المعاهدة في صيغتها المعدلة.
ووقعت هذه المعاهدة عام 1990 ودخلت حيز التطبيق عام 1992. ونصت على
تقليص القوات المسلحة والعتاد التقليدي لدى الكتلتين الغربية والشرقية
واتخاذ اجراءات تضمن الثقة والشفافية.
تصاعد التوترات بين روسيا والغرب
وقال الرئيس الامريكي جورج بوش إن هناك الكثير من التوترات القائمة
بين الغرب وروسيا وأعرب عن تشككه في المسار الديمقراطي لموسكو تحت
قيادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال بوش لرويترز في مقابلة "رسالتي لفلاديمير بوتين هي ان هناك
طريقا أفضل للسير قدما وان مصالحك مع الغرب ويجب ان نعمل معا بطريقة
تعاونية."
وفي وقت سابق من الشهر قارن الرئيس الروسي بين الولايات المتحدة
والرايخ الثالث النازي وصرحت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس
الاسبوع الماضي بعد اجتماعها مع بوتين في موسكو ان روسيا والولايات
المتحدة اتفقتا على التخفيف من تصريحاتهما المتبادلة.
ويعارض بوتين الخطط الامريكية لاقامة درع صاروخي مضاد للصواريخ في
اوروبا يرى فيه تهديدا لروسيا لكن بوش يقول انه يستهدف التصدي لاي هجوم
صاروخي محتمل من جانب دول مارقة.
وبعد لقاء بوش الشهير مع بوتين في اجتماعهما الاول نظر في عيني
الرئيس الروسي وقال انه يرى امامه شخصا يمكن التعاون معه لكن الرئيس
الامريكي تراجع تدريجيا عن هذا الموقف واعرب عن خيبة امله في التوجه
الذي اختطه بوتين لروسيا وان حاول الابقاء على علاقات طيبة معه.
وأعرب بوش مجددا عن القلق الامريكي من تراجع سيادة القانون وحرية
الصحافة في روسيا. وقال بوش "بعض القرارات التي اتخذها (بوتين) أرسلت
اشارات متضاربة للغرب وأيضا اشارات متضاربة لي."
ولم تتمكن روسيا والولايات المتحدة من تخطي خلافاتهما حول الخطط
الامريكية لنشر عشرة صواريخ مضادة للصواريخ في بولندا ووضع شبكة رادار
في جمهورية التشيك في اطار خطة الدرع الصاروخي لحماية اوروبا من هجمات
من جانب دول مارقة.
وأجرى الرئيس الامريكي محادثات مع الامين العام لحلف شمال الاطلسي
ياب دي هوب شيفر بمزرعته في تكساس وقالا انهما سيعملان على تهدئة مخاوف
روسيا من الدرع الصاروخي.
وصرح بوش بأنه أوفد روبرت جيتس وزير الدفاع الامريكي الى موسكو في
محاولة لتخفيف مخاوف روسيا حاملا رسالة مفادها "نحن لسنا اعداءكم."
وقال بوش "هناك اناس في حكومته يشكون في نوايانا وانا كنت احاول
تهدئة هذه الشكوك. لكن هناك الكثير من التوتر بين روسيا خاصة مع اوروبا
الآن، فروسيا تستغل مواردها من الطاقة وتضع قيودا على دخول دول عدة
أسواقها على سبيل المثال اللحوم البولندية."
وصرح بوش بانه على المستوى الشخصي مازال قريبا من بوتين وقال "انها
علاقة معقدة للغاية" بين الحكومتين الامريكية والروسية.
واستطرد "انه يعتقد ان هناك ديمقراطية وليدة في روسيا. ومن الواضح
ان الكثير من الشكوك تحيط بذلك وانا اتطلع لمواصلة الحديث معه بشأن سبب
اعتقاده بان بلاده تسير على طريق الديمقراطية. يبدو لي في احيان انها
لا تفعل."
ومن المرجح ان يلتقي بوش مع بوتين في قمة مجموعة الثماني التي ستعقد
في المانيا في السادس من يونيو حزيران وحتى الثامن منه. |