
شبكة النبأ: كشفت شركة هاليبرتون
عملاق الصناعة النفطي عن استراتيجية تملّك واستحواذ كبيرة خلال الفترة
المقبلة في منطقة الشرق الاوسط، تركز على اقامة مشاريع تنقيب واستثمار
في صناعة النفط والغاز وبناء مراكز خبرات محلية لاستقطاب أصحاب المعرفة
من مراكز عمليات مختلفة.
ويعلم المختصون ان القرب من مصادر الطاقة وكذلك الاعفاء الضريبي
الذي تمارسه امارة دبي لرؤوس الاموال والشركات العالمية -وهو ما يكلف
هاليبرتون مئات ملايين الدولارات سنويا في امريكا- هي من اهم اسباب
تحول مقر واعمال الشركة العملاقة الى دبي.
ويأمل رئيس شركة هاليبرتون الاميركية للخدمات النفطية ديف ليسر الذي
اعلن انه غادر تكساس لنقل مقر الشركة الى دبي في فتح صفحة جديدة اكثر
هدوءا في تاريخ العملاق الاميركي للخدمات النفطية المثير للجدل. حسب
فرانس برس.
وسبق وصول ليسر الى امارة دبي المزدهرة حيث ينوي الاستقرار حدث هام
في تاريخ هاليبرتون التي اعلنت الشهر الماضي تخلصها من فرعها للهندسة
والبناء "كي بي ار" (كولوغ وبراون وروت) الذي كانت ممارساته وعقوده في
العراق موضع انتقادات شديدة.
والمجموعة الاميركية للخدمات النفطية (هاليبرتون) التي تراسها بين
1995 و2000 نائب الرئيس الاميركي الحالي ديك تشيني احد ابرز مهندسي
الحرب على العراق هي ثاني اكبر شركة في العالم في مجال الخدمات
النفطية.
واثيرت شكوك بالمحسوبية من قبل ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش
لصالح هاليبرتون منذ ذلك التاريخ وذلك خاصة بعد اسناد وزارة الدفاع
الاميركية لـ "كي بي ار" العديد من العقود الضخمة احدها دون استدراج
عروض لاعادة اعمار قطاع النفط العراقي.
وقال ديف ليسر في لقاء مع مجموعة صغيرة من الصحافيين "لقد كانت لنا
صلة بالادارة الحالية التي ستسوى كما تعرفون من نفسها في مستقبل قريب"
في اشارة الى مغادرة تشيني منصب نائب الرئيس بنهاية الولاية الثانية
للرئيس الاميركي جورج بوش في كانون الثاني/يناير 2009.
واضاف "اترك للاخرين تقرير ما اذا كانت هذه (الصلة) ايجابية ام
سلبية على المدى البعيد" بالنسبة الى هاليبرتون رافضا التعبير عن شعوره
الشخصي حيال ذلك.
وكما فعل في آذار/مارس حين اعلن فجأة نقل مقر الشركة الى دبي اكد
ليسر ان القرار يعود فقط الى اعتبارات اقتصادية ترتبط بتطور سوق النفط.
وقال في هذا السياق "اذا ما نظرنا الى خارطة الاحتياطات النفطية
والغازية وهي محور نشاطاتنا لوجدنا ان محور هذه الصناعة يتحول (..) الى
الشرق وبالتحديد الى الشرق الاوسط".
واوضح ان احد اهدافه يتمثل في اعادة التوازن لانشطة هاليبرتون بهدف
ان تمثل الانشطة في "نصف الكرة الشرقي" (الشرق الاوسط وافريقيا وآسيا
وبحر الشمال) في يوم ما نصف رقم معاملات الشركة اي ان تصبح بمستوى
اسواق الولايات المتحدة وكندا واميركا الجنوبية. وتمثل حصة الاسواق غير
الاميركية حاليا 35 بالمئة من انشطة الشركة.
كما اكد ليسر ان قرار التخلص من "كي بي ار" التي كانت لاربعة عقود
احد فروع هاليبرتون كان "قرارا تجاريا محضا" ولا علاقة له بالسياسة.
واوضح "لم اعتقد ان قيمة كي بي ار تنعكس على قيمة سنداتنا" مضيفا
"وبالتالي فان مساهمينا ليس لديهم ما يكسبونه من بقاء كي بي ار جزء من
شركة هاليبرتون".
وشركة "كي بي ار" وهي اكبر مورد لوزارة الدفاع الاميركية كانت في
السنوات الاخيرة محور الكثير من الجدل خاصة بشأن قضايا تضخيم الفواتير.
واتهمت الشركة مثلا بتضخيم سعر النفط الذي كانت تزود به القوات
الاميركية المتمركزة في العراق وكذلك بتزويد الجيش الاميركي بماء غير
صالح للشرب.
وتابع ليسر ان ميزة عملية التخلي عن "كي بي ار" تتمثل في "تمكيننا
من التركيز على انشطتنا" التقليدية وهي الخدمات النفطية التي صنعت سمعة
وثروة الشركة.
واعرب عن امله في ان تسهم العودة الى الجذور في تحسين صورة
هاليبرتون التي قررت علاوة على ذلك البقاء بمنأى عن سوق خدمات النفط في
العراق رسميا بسبب اعمال العنف.
واعلن رئيس هاليبرتون عن تغيير هام في هذه الشركة المعروفة بولعها
بالتكتم ووعد بان تكون هاليبرتون "واضحة جلية" للاخرين الذين سيكون
تواصلهم معها هيناً.
خطط ضخمة في دول الخليج ...
وأعلنت شركة هاليبرتون أنها تبحث عن مستثمرين عرب لشراء حصص رئيسة
في الشركة التي أعلنت أخيراً نقل مقرها الرئيس إلى دبي، مشيرة إلى أنها
تخطط لتنفيذ مشاريع خلال السنوات القليلة المقبلة تقدر بأكثر من 80
بليون دولار. حسب تقرير للـ(الحياة).
ونفى رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لعملاق النفط الأميركي
هاليبرتون دايف ليزار، وجود أي دوافع سياسية وراء قرار الشركة نقل
مقرها الرئيس من الولايات المتحدة إلى دبي، مؤكداً «ان النمو الاقتصادي
القياسي الذي تمر فيه المنطقة في شكل عام، وخصوصاً في قطاع النفط
والغاز، يشكل الدافع الأساسي وراء القرار».
وقال ليزار، في أول لقاء إعلامي له مع عدد محدود من ممثلي وسائل
الإعلام بعد أيام من وصوله إلى دبي، ان 60 إلى 70 في المئة من
المشروعات الضخمة والأعمال باتت تأتي من الجزء الشرقي من الكرة
الأرضية، وهو ما يؤكد أن قرار الانتقال إلى الشرق الأوسط قرار تجاري
بحت وليس قراراً سياسياً، مؤكداً أن لا علاقة لذلك بسمعة الشركة في
الولايات المتحدة الأميركية أو السياسة الخارجية الأميركية. وقال:
«إننا ننتقل إلى حيث توجد الأعمال من أجل تعزيز مكاسب مساهمينا كشركة
عامة هدفها تعزيز أرباحها وأرباح المساهمين فيها».
كما نفى ليزار وجود أي أعمال للشركة في الوقت الراهن في العراق،
لكنه أعرب عن أمله، في ان يتحقق الاستقرار الأمني والسياسي قريباً في
العراق وأن يؤدي قانون النفط العراقي الجديد وما تتخذه الحكومة من
قرارات في هذا الصدد إلى توفير مناخ موات للعمل هناك، مشيراً إلى
مناقشات جارية حول عدد من الفرص في العراق.
وكشفت هاليبرتون عن استراتيجية تملك واستحواذ كبيرة خلال الفترة
المقبلة، تركز على بناء مراكز خبرات محلية لاستقطاب أصحاب المعرفة من
مراكز عمليات مختلفة. كما كشفت عن خطة لافتتاح مركز تقني لها في الهند
في تموز (يوليو) المقبل، ومصنع ومركز تقني آخر في سنغافورة في كانون
الأول (ديسمبر) المقبل. وأشار رئيس مجلس ادارة الشركة الى نجاحها في
نشر تقنية الأدوات الدوارة القابلة للتوجيه في حقول أبو ظبي النفطية،
مؤكداً انه أول تطبيق على مستوى العالم لتلك التقنية الجديدة. وقال ان
الشركة بدأت إجراءاتها للتسجيل في مركز دبي المالي العالمي كما تسعى
الى الإدراج في إحدى البورصات الدولية في المنطقة، لكنه لم يحدد بورصة
معينة كما لم يحدد موعداً لذلك إلا أنه توقع حدوث الأمر خلال وقت قريب.
وأكد أهمية السوق السعودية في سوق الطاقة العالمية، مشيراً الى ان
هاليبرتون تعمل مع شركة أرامكو السعودية في تطوير عدد من حقول النفط
كما تعمل في أكبر حقل نفطي في العالم وهو حقل الجوار.
وقال إن لدى الشركة أعمالاً ضخمة في الجزء الشرقي من الكرة الأرضية
لا تقتصر فقط على الشرق الأوسط، لكنها تشمل روسيا واندونيسيا واستراليا
ودولاً افريقية عدة منها مصر والجزائر ونيجيريا وانغولا.
وقال النائب الأول لرئيس الشركة أحمد لطفي، الذي حضر اللقاء، ان 38
في المئة من أعمال الشركة حالياً تأتي من الشرق وأن الشركة تستهدف رفع
تلك الحصة إلى 50 في المئة من إجمالي حجم أعمالها بعد انتقالها الى
المنطقة، مشيراً إلى متوسطات نمو ضخمة في القطاعات الاقتصادية عموماً
والنفط والغاز في شكل خاص، متوقعا 20 في المئة نمواً سنوياً في أعمال
الشركة.
وأشار إلى ان استثمارات الشركة هذا العام (2007) بلغت نحو 1.2 بليون
دولار أميركي، جزء كبير منها تم استثماره في المنطقة من دون ان يحدد
نسبة هذا الجزء. وقال ان حجم أعمال الشركة العام الماضي بلغ 22 بليون
دولار والأرباح 2 الى 3 بلايين دولار. وكشف عن خطة الشركة توظيف نحو 14
ألف موظف جديد خلال السنة الجارية فقط، قال ان غالبيتهم ستكون من
المنطقة، مشيراً إلى ان بين 400 و500 شخص يعملون في مكاتب الشركة في
دبي حالياً. وأشار الى ان الشركة عينت 13 ألف شخص في العام الماضي
(2006) أكثر من 90 في المئة منهم من مواطني الدول التي تعمل بها.
كما يعمل لدى «هاليبرتون» في النصف الشرقي من العالم نحو 16 ألف شخص
80 في المئة منهم موظفون محليون، بينما يقدر إجمالي عدد موظفي الشركة
حول العالم بنحو 54 ألف شخص حيث تنتشر أعمالها في 70 بلداً. |