فشل بوش في العراق سينقل حرب القاعدة إلى امريكا

 شبكة النبأ: في خضم الحملة التي يؤججها منافسي بوش التي لاتؤيد التواجد الامريكي في العراق والمستندة الى رغبة بعض الامريكيين الذين يريدون لهذه الحرب ان تنتهي بانسحاب وشيك للقوات المقاتلة في العراق، فان بوش يدافع باصرار معتذرا باسباب قوية تشكل الخطر الداهم ليس ضمن المناطق التي يقع فيها القتال وانما الاحتمال ان تكون الهجمات في الولايات المتحدة نفسها، وانطلاقا من إدراكه لمشكلته في استمرار تسويق الحرب في أوساط الشعب الامريكي كثف بوش جهوده لتسليط الضوء على تنظيم القاعدة المسؤول عن هجمات 11 سبتمبر أيلول الكارثية على الولايات المتحدة.

وكشف الرئيس الأمريكي، جورج بوش، عن معلومات استخباراتية كانت مصنفة ضمن الأسرار العسكرية، تبين أن زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، وأحد كبار مساعديه، أبو فرج الليبي، خططا لتشكيل "خلية إرهابية" في العراق في العام 2005 بهدف شن هجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة ودول أخرى بحسب ما نقلته الـ CNN.

ووفقاً للناطق باسم البيت الأبيض، غوردون جوندرو، فقد تم الكشف عن هذه المعلومات الاستخباراتية السرية لإفساح المجال أمام الرئيس بوش لمناقشة المواد السرية السابقة في الخطاب الذي سيلقيه في حفل تخريج أكاديمية حرس السواحل في كونكتيكت.

وهدف الخطاب هو للدفاع عن جزء مهم من استراتيجية الحرب التي أطلقها بوش، والتي تظهر رأيه في الأسباب التي تحول دون سحب القوات الأمريكية من العراق، ومنها أن تنظيم القاعدة سيملأ الفراغ الناجم عن الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط.

وأوضح الناطق باسم البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي تحدث عن "اهتمام القاعدة الكبير باستخدام العراق كملاذ آمن للتخطيط والتآمر لشن هجمات على الولايات المتحدة والدول الأخرى."

ووفقا لجوندرو، فإن أبو فرج الليبي، "أحد كبار المساعدين في تنظيم القاعدة"، هو من اقترح على أسامة بن لادن في العام 2005 أن يتم إرسال "حمزة ربيعة" إلى العراق للمساعدة في التخطيط لشن هجمات ضد الولايات المتحدة.

وأشار الناطق باسم البيت الأبيض إلى أن بن لادن اقترح لاحقاً على أبي مصعب الزرقاوي، الذي كان زعيم يتولى زعامة تنظيم القاعدة في العراق آنذاك، أن تكون الولايات المتحدة على رأس أولوياته، وهو الأمر الذي نجم عنه لاحقاً تكليف بن لادن لحمزة ربيعة في العام 2005 بأن يقوم بإطلاع الزرقاوي على خطط مهاجمة الولايات المتحدة.

وقال جوندرو إن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن الليبي اقترح في وقت لاحق أن يتم إرسال حمزة ربيعة إلى العراق لتنفيذ تلك المهمات، غير أنه تم القبض على الليبي وأرسل إلى معتقل تابع لوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA في مايو/أيار عام 2005.

كذلك قتل حمزة ربيعة في الباكستان في ديسمبر/كانون الأول عام 2005، فيما قتل الزرقاوي في العراق في يونيو/حزيران 2006.

وقالت مسؤولة اميركية كبيرة في البيت الابيض مستندة الى معلومات نزع طابع السرية عنها ان زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن كلف مسؤول التنظيم في العراق سابقا ابو مصعب الزرقاوي التحضير لاعتداءات جديدة ضد الولايات المتحدة. بحسب الفرانس برس.

واشارت مساعدة الرئيس الاميركي لشؤون الامن الاميركي ومكافحة الارهاب فرانسيس تاونسند الى ان هذه المعلومات دليل جديد على ضرورة التدخل الاميركي في العراق لكي لا تجعل القاعدة منه معقلا لها.

ونزع طابع السرية عن هذه المعلومات في وقت تتعرض السياسة الاميركية في العراق وانتشار القوات الاميركية فيه الى مزيد من الانتقادات في الولايات المتحدة.

بوش يدافع

ويقول منتقدو بوش انه يحاول التقليل من أهمية دور الاقتتال الطائفي في حالة الفوضى التي يشهدها العراق وتبرير الوجود العسكري الامريكي من خلال التركيز على الصلات بالقاعدة وابن لادن الذي أفلت من محاولات الولايات المتحدة للايقاع به، ويقولون ان العراق يستنفد الموارد التي يتعين انفاقها على الحرب الأهم في أفغانستان.

وفي محاولة لحشد الدعم لحرب لا تحظى بالرضا الشعبي استغل الرئيس الامريكي جورج بوش معلومات استخبارية رفعت عنها السرية، لمساواة القتال الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق "بالمعركة الأوسع ضد الارهاب".

وفي خطاب في حفل تخرج بأكاديمية حرس السواحل الأمريكية نقلته رويترز استشهد بوش بمعلومات تؤكد أن أسامة بن لادن جند نشطاء من جناح القاعدة في العراق عام 2005 للتخطيط لشن هجمات على أهداف أمريكية.

وقال ان ذلك يظهر الحاجة الى تحلي الامريكيين بالتصميم اللازم للحيلولة دون تحول العراق الى قاعدة انطلاق لهجمات جديدة على الاراضي الامريكية وهي حجة طرحها بوش مرارا في مقابل تزايد الرفض الشعبي للحرب داخل الولايات المتحدة.

وأبلغ بوش حشدا يربو على خمسة آلاف شخص على ضفاف نهر التيمز في نيولندن بولاية كونيتيكت ان "القاعدة هي عدو الشعب رقم واحد في ديمقراطية العراق الناشئة. والقاعدة هي عدو الشعب رقم واحد بالنسبة لامريكا أيضا."

ونفى مساعدو بوش وجود أي دوافع سياسية وراء كشفه عن معلومات استخبارية عمرها عامان في الوقت الذي يخوض فيه معركة ضد الديمقراطيين في الكونجرس الذين يعارضون سياسته في الحرب.

وتواجه الادارة الامريكية اتهامات بالانتقائية في الافراج عن المعلومات الحساسة بهدف دعم حججها فيما يتعلق بحرب العراق.

وقال البيت الابيض ان الكشف عن هذه المعلومات، يقدم دليلا آخر على صلات بن لادن بأبو مصعب الزرقاوي زعيم جناح القاعدة في العراق الذي قتل في غارة جوية أمريكية في يونيو حزيران عام 2006.

وقال بوش ان بن لادن أمر الزرقاوي في يناير كانون الثاني 2005 بتشكيل خلية لشن هجمات خارج العراق وأمره بجعل أمريكا "أولويته رقم واحد."

وكانت الادارة الامريكية قد تراجعت في وقت سابق عن اتهامات بوجود صلات بين القاعدة وحكومة الرئيس العراقي صدام حسين قبل الاطاحة به في غزو قادته الولايات المتحدة عام 2003.

وجاء الافراج عن المعلومات في وقت يسعى فيه البيت الابيض جاهدا للتوصل الى حل وسط مع الكونجرس الذي يقوده الديمقراطيون بشأن تمويل الحرب التي تظهر استطلاعات الرأي أن أغلب الامريكيين يعارضونها.

ويخوض الديمقراطيون والبيت الابيض صراعا شديدا حول الاموال منذ يناير كانون الثاني عندما طلب بوش نحو مئة مليار دولار لتمويل حربي العراق وافغانستان.

وفي خطابه أمام الخريجين من ضباط خفر السواحل سرد بوش مجددا سلسلة مؤامرات أخرى للقاعدة ضد الولايات المتحدة قال ان المخابرات الامريكية أحبطتها منذ هجمات 11 سبتمبر.

وقال بوش اذا فشلنا في العراق فسوف يتعقبنا العدو حتى ديارنا، وكانت القاعدة وراء عدد من أعنف الهجمات في العراق خلال السنوات الاربع الماضية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 27 آيار/2007 -9/جمادي الأول/1428