
شبكة النبأ: تشير تقارير الخبراء الى
نية غوردن براون رئيس الوزراء البريطاني المعين خلفا لبلير الى سحب
القوات البريطانية من جنوب العراق خلال المئة يوم الاولى لولايته.
وقال محللون لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، تتخذ هذه التقارير بعدا
استراتيجيا خاصا بالعلاقة بين امريكا وبريطانيا حيث يعتبر براون اقل
ولاءاً للولايات المتحدة من سلفه العمالي توني بلير الامر الذي تخشاه
الادارة الامريكية من تصدع الحلف الوثيق والدائم مع شقيقتها الاصغر
بريطانيا.
واضاف المحللون، رغم ذلك فان براون لا يصرح بوضوح عن نيته بشان
القوات البريطانية، الا انه لا يزال يتبنى موقف حزبه وسلفه في رئاسة
الحكومة المدافع عن تاييد شن الحرب لاسقاط النظام السابق في العراق
معتبرا ذلك انتصارا للديمقراطية والحرية في العالم.
ودافع رئيس الوزراء البريطاني المعين غوردن براون عن قرار الحكومة
البريطانية المشاركة في غزو العراق في مواجهة خلال احتجاج لحزب
العمال. حسب رويترز.
وما ان بدأ وزير المالية في حكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته
توني بلير يلقي كلمة خلال اجتماع لاعضاء الحزب هتفت امرأة "غوردن براون
اخرج القوات" من العراق.
وقد تم اخراجها من القاعة بينما احاط بها حوالى ستين ناشطا ينتمون
الى تحالف "اوقفوا الحرب" (ستوب ذي وار) الذي يقود التظاهرات ضد العمل
العسكري منذ غزو العراق في آذار/مارس 2003 .
واقرّ براون الذي وافق على تمويل الحرب في العراق وصوّت مع غزوه بان
العملية الاميركية البريطانية التي ادت الى اسقاط نظام صدام كانت
"صعبة وسببت انقسامات".
لكنه قال ان "القوات التي بدأت العملية كانت تضم 44 الف جندي
(بريطاني) واليوم لا يتجاوز عددهم سبعة آلاف والعدد ينخفض". وتابع
"ساتوجه الى العراق لاتمكن من الاطلاع على الوضع ورؤية ما يحدث".
واكد غوردن براون ان بريطانيا تعمل مع العراقيين لمساعدتهم على
ادارة أمنهم بشكل افضل لكنها لم تضع برنامجا زمنيا يحدد متى يمكن
للبريطانيين الانسحاب بشكل كامل من هذا البلد.
وينتشر معظم الجنود البريطانيين في مدينة البصرة كبرى مدن الجنوب
العراقي والمناطق المحيطة بها. ويتوقع ان تسحب بريطانيا حوالى 1600
بريطاني خلال السنة الجارية ليتخفض عدد جنودها في العراق الى نحو 5500
رجل.
وقال براون "اعتقد انه علينا ان نجمع بين ما نفعله على المستوى
الامني والتنمية الاقتصادية" مشددا على اهمية المعركة ضد التطرف في
الشرق الاوسط.
وواجه بلير احتجاجات مستمرة لدعمه الولايات المتحدة لكن براون نجا
نسبيا من هذه الانتقادات.
وقال براون الذي سيتولى رئاسة الحكومة خلفا لبلير في 27
حزيران/يونيو انه سيكون من "الخطأ" سحب القوات البريطانية من العراق
فورا بينما تتولى القوات العراقية تدريجيا مسؤوليات امنية اكبر في
الجنوب.
لكن صحيفة "ديلي تلغراف" ذكرت الاحد ان براون يعتزم اتباع سياسة اقل
التصاقا بالرئيس الاميركي جورج بوش نظرا للاضرار التي الحقها ببلير
التحالف مع الاميركيين.
وقال مسؤولون في البيت الابيض انهم ابلغوا بان عليهم ان يتوقعوا
اعلانا عن سحب القوات البريطانية من العراق في الايام المئة الاولى من
عهد براون.
ولم يصدر رد فوري من مكتب براون لكن مساعد نائب وزير الدفاع
الاميركي البريغادير جنرال مارك كيميت قال لتلفزيون "سكاي نيوز" انه لا
يتوقع تغييرا في السياسة البريطانية.
وكان براون صرح انه سيتبع سياسة مختلفة قليلا عن سياسة بلير المؤيدة
للولايات المتحدة و"الحرب على الارهاب" لكنه سيسعى الى تنمية اقتصادية
اكبر بموازاة الوسائل الاقتصادية.
وذكرت "صنداي تلغراف" الاحد ان مسؤولين في مجلس الامن القومي
الاميركي ووزارتي الدفاع والخارجية اعربوا بوضوح عن تخوفهم من تولي
براون رئاسة الحكومة معتبرين انه اقل ولاء للاميركيين من سلفه.
وعقد حزب العمال اجتماعه لانتخاب نائب لرئيس الحزب من بين ستة
مرشحين. وستعلن نتائج هذا الاقتراع في 23 حزيران/يونيو.
بوش يستعد لانسحاب بريطانيا
وقال وزير المالية البريطاني والرجل الذي من المقرر أن يتولى رئاسة
الوزراء الشهر المقبل إن الاحتلال في العراق قد دخل مرحلة جديدة. حسب
تقرير للـبي بي سي.
وأخبر جوردون براون اجتماعا لحزب العمال إنه يريد وضع المزيد من
الجهود في عملية المصالحة السياسية والتنمية الاقتصادية في العراق.
وأثناء الاجتماع صرخ أحد الحضور قائلا: "على الجنود أن يعودوا
الآن"، وذلك في إشارة إلى القوات البريطانية المرابطة في العراق.
من جهة أخرى ذكرت صحيفة "الصانداي تلغراف" البريطانية إن الرئيس
الأمريكي جورج بوش يتوقع انسحابا للقوات البريطانية من العراق بعد تسلم
غوردون براون السلطة خلفا لتوني بلير. وقالت الصحيفة إن بوش تبلّغ من
معاونيه أن عليه أن يستعد للإعلان قريبا عن سحب قوات بريطانية من
العراق.
وسيتم هذا الإعلان خلال المائة يوم التي تلي تولي رئيس الحكومة
البريطانية الجديد مهامه.
لكن مسئولا أمريكيا نفى في وقت لاحق هذا التقرير.
وكانت الصحيفة قد أوضحت نقلا عن مصادر مقربة من البيت الأبيض أن
الرئيس الأمريكي ومعاونيه درسوا نتائج هذا الانسحاب وهذا التغير في
الموقف من قبل ابرز حلفائهم.
ويسلم توني بلير الذي دعم القرار الأمريكي باجتياح العراق في
مارس/آذار 2003 السلطة كرئيس للوزراء إلى وزير المالية الحالي في 27
يونيو/حزيران المقبل بعد عشر سنوات أمضاها في الحكم. وأضافت الصحيفة أن
مسئولين في مجلس الأمن القومي الأمريكي والبنتاجون ووزارة الخارجية
أعربوا بوضوح عن خشيتهم تجاه جوردون براون والذي يعتبرونه اقل ولاء لهم
من سلفه.
يشار الى أنه ينتشر في العراق حاليا 5500 عسكري بريطاني مقابل 7100
العام الماضي.
محتجون يطالبون بالانسحاب
واستقبل محتجون رئيس وزراء بريطانيا المنتظر جوردون براون وطالبوه
بسحب القوات البريطانية من العراق لدى بدء براون جولة انتخابية تحولت
الى موكب للنصر. حسب تقرير لرويترز.
ووقف نحو 50 محتجا يحملون لافتات تدعو لعودة القوات البريطانية من
العراق عند مدخل حرم جامعة ورويك منتظرين وصول براون للمشاركة في أول
اجتماع من عشرة اجتماعات ينظمها حزب العمال الحاكم في جميع أنحاء
بريطانيا على مدى الشهر المقبل للمساعدة في اختيار زعيم جديد للحزب
ونائب له.
وسيتنحى رئيس الوزراء توني بلير ونائبه جون بريسكوت في نهاية يونيو
حزيران بعد عشرة أعوام في السلطة في أعقاب تراجع شعبيتهما بسبب قرار
بلير دعم الغزو الأمريكي للعراق.
وبات في حكم المؤكد أن يصبح براون الذي اتسمت علاقته مع بلير
بالتوتر رئيس الوزراء
المقبل لان أيا من المرشحين الآخرين لم يحصل على التأييد الكافي من
مشرعي حزب العمال للمنافسة على الزعامة.
ولن تتاح لأعضاء الحزب العاديين وأعضاء الاتحادات العمالية الفرصة
للتصويت بشأن اختيار براون الذي من المقرر أن يعلن زعيما للحزب في
مانشستر يوم 24 يونيو حزيران وأن يتولى رئاسة الوزراء بعدها بثلاثة
أيام.
وبدلا من إجراء مناقشة جلس براون لمدة ساعة وأجاب عن أسئلة من أعضاء
الحزب الذين احتفوا به في بداية الجلسة ونهايتها. وشارك المرشحون الستة
لمنصب نائب زعيم الحزب في جلسة أسئلة وأجوبة منفصلة.
وردا على سؤال آخر أقر براون بأن العراق قضية سببت الانقسام وقال
انه يتحمل مسؤولية القرارات التي تتخذها الحكومة.
وأضاف أن الأمور بلغت "مرحلة جديدة" الآن في العراق وأن القوات
البريطانية سلمت المسؤولية الامنية للعراقيين عن ثلاث من أربع محافظات
كانت منتشرة فيها.
وذكر أن الاجراءات الامنية يجب أن تصاحبها جهود لتعزيز المصالحة
السياسية والتنمية الاقتصادية.
وقال تريفور أوين وهو مسؤول بحزب العمال من نورثامبتون ان براون
يبدو على النقيض من بلير ولاسيما في مجال السياسة الخارجية.
وأضاف "اعتقد أننا قد نشهد سحبا للجنود (من العراق) أسرع مما كنا
نفترضه." |