خطط إيرانية لافشال الحرب الامريكية على ايران وإجبارها على الانسحاب من العراق

 شبكة النبأ: يبدو ان الصيف القادم سيشهد تحولا دراماتيكيا في قصة العراق الماساوية وغالبا ما سيكون انحدارا اكثر نحو الهاوية، حيث تتواتر التقارير الى ان ايران تعد العدة لجعل الفرصة الاخيرة لدى الادارة الامريكية فاشلة كسابقاتها كي تجبرها على الاعتراف بالفشل والانسحاب من العراق دون تحقيق الاهداف التي تتعلق بالمصالح الحيوية للولايات المتحدة من اتفاقيات ثنائية وقواعد عسكرية دائمة وغيرها.

وتتبع ايران حسب التقارير الواردة اسلوب المراهنة على قوة الميليشيات وحتى على فصائل السنّة المسلحة بما فيها تنظيم القاعدة في سبيل تحقيق هدفها المنشود وهو طرد القوات الامريكية من العراق.

فقد قالت صحيفة الجارديان نقلا عن احد كبار المسؤولين الأمريكيين في العاصمة العراقية بغداد أن الخطة الإيرانية تتضمن تكثيف العمليات العسكرية ضد القوات الأمريكية في العراق ودعم العناصر المسلحة السنية والمليشيات الشيعية التابعة لمقتدى الصدر خلال هذا الصيف.

وتهدف الخطة الى اجبار الإدارة الأمريكية على الاعتراف أمام الكونجرس الأمريكي في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، وهو الموعد الذي حدده الكونجرس لتقييم التقدم المحرز بعد زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق، الاعتراف أن النتائج على ارض الواقع ليست كبيرة وبالتالي تزداد الضغوط على الادارة الامريكية لسحب قواتها من العراق لتصبح واقعا لا مفر منه.

وينقل مراسل الصحيفة الذي التقى بالمسؤول الامريكي عنه قوله أن الدلائل على النشاط الإيراني كثيرة وأنها تقدم التدريب والاسلحة حتى لعناصر تنظيم القاعدة في العراق وهم مثل المراهن في حلبة سباق الخيول يراهن على جميع الجياد وبالتالي يخرج رابحا في كل الأحوال.

وتضيف الصحيفة أن سوريا لا تزال تلعب دورا أساسيا في الإستراتيجية الإيرانية وتنقل عن المسؤول إن 90 بالمائة من المقاتلين الأجانب في العراق يدخلون عبر سوريا وان الاتصالات الدبلوماسية الامريكية الأخيرة مع سورية لم تؤد إلى تراجع سوريا عن لعب هذا الدور.

كما أن اللقاء الأمريكي الإيراني على مستوى السفراء بخصوص العراق والمقرر أواخر هذا الشهر لم يخفف النشاط الإيراني في العراق.

وتنقل الصحيفة عن المسؤول الأمريكي إن إيران تعتقد أن هناك فرصة جيدة لإخراج القوات الأمريكية من العراق.

ويضيف المسؤول أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بتنفيذ مخططها أن القوات الأمريكية لن تردد في التصدي لها داخل العراق مستبعدا ضرب أهداف إيرانية داخل إيران دون وجود قرار سياسي من البيت الأبيض مشيرا إلى صبر الولايات المتحدة ازاء ايران بات محدودا.

طهران تتحالف سريا مع القاعدة

ويبدو ان ايران تعمل الآن لاقامة علاقات سرية مع عناصر من القاعدة والميليشيات العربية السنية استعدادا لمواجهة كبرى مع قوات التحالف في العراق بهدف دفع الكونغرس الامريكي المتردد للتصويت على انسحاب عسكري اجباري كامل من هناك. بحسب الغارديان.

ويضيف المسؤول الامريكي رفيع المستوى: من الواضح ان ايران تخوض حربا بالوكالة في العراق الآن، وهذا مسار خطير جدا اذا ما مضوا فيه للنهاية. ونحن نعلم اليوم انهم (الايرانيون) يرتكبون يوميا اعمالا ضد القوات الامريكية والبريطانية، ويقفون وراء الهجمات الخطيرة مثل تلك الهجمات الصاروخية التي استهدفت المنطقة الخضراء في بغداد وقصر البصرة الرئاسي، وذلك للقضاء على ارادة القتال لدى الامريكيين والبريطانيين. وتعلم ايضا ان هذه العمليات يوجهها الحرس الثوري المرتبط مباشرة بأعلى المسؤولين في الحكومة الايرانية.

هجوم شامل

واضاف هذا المسؤول للغادريان ان القادة الامريكيين يستعدون الآن لهجوم شامل يعدّه الايرانيون بالتعاون مع القاعدة والمتمردين السُنة وحلفاء طهران الشيعة، وذلك بأمل اثارة تمرد في واشنطن يؤدي لسحب القوات الامريكية من العراق وقال: نتوقع ان تحاول القاعدة وايران تصعيد حملتهما الاعلامية وزيادة العنف قبل ان يرفع القائد الامريكي الجنرال ديفيد بيتريوس تقريره في سبتمبر للكونغرس حول خطة الرئيس بوش الامنية التي تمتد لستة اشهر وتتضمن تعزيز القوات الامريكية بـ 30 الف جندي اضافي.

أفغانستان ايضا

وحسب الغارديان وفي تطور مماثل، يقول المسؤولون الامريكيون، ان لديهم ما يؤكد تخلي ايران عن سياستها السابقة في افغانستان، حيث بدأت تؤيد وتساند حملة طالبان ضد القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي هناك.

وفي هذا السياق، يقول مسؤول رفيع المستوى في بغداد: الواقع ان استراتيجية طهران في تخريب الخطة الامنية الامريكية، ودفع الكونغرس للثورة على بوش، تأخذ ابعادا وطنية، فهي لا تقتصر على حلفائها الشيعة في جنوب العراق بل تتوسع لتتعاون مع كل من: جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر، المجموعات السنية العربية التي تساندها سورية والقاعدة في بلاد الرافدين. كما وسعت ايران نطاق اتصالاتها لتشمل مجموعات سياسية وشبه عسكرية منها احزاب كردية مثل الاتحاد الوطني لكردستان حليف امريكا.

ويضيف المسؤول الامريكي قائلا: تلعب ايران مع كل هذه المجموعات والفصائل المتنوعة لتعزيز سيطرتها في المستقبل وزيادة الصعوبات بأقصى قدر ممكن امام الامريكيين والبريطانيين. كما تساعدها سورية من خلال السماح للجهاديين السلفيين بالعبور عبر حدودها الى العراق.

معروف ان قرار الرد على ايران داخل اراضيها لا يمكن ان يصدر الا عن اعلى المستويات السياسية في واشنطن.

لكن صبر واشنطن بدأ ينفد على ما يبدو. فبعد ان حذر بأن الولايات المتحدة مصممة تماما على الرد بقوة كلما تحداها عملاء ايران داخل العراق، اشار المسؤول الامريكي الى اعضاء قوة القدس الخمسة التابعة للحرس الثوري، الذين احتجزتهم القوات الامريكية في اربيل في يناير الماضي. فعلى الرغم من احتجاجات ايران القوية التي تزعم فيها ان هؤلاء الرجال دبلوماسيون، لم تفرج القوات الامريكية عنهم وقال: تتصرف ايران الآن كمقامر في سباق الخيل، فهي تراهن على كل خيول السباق وحتى على اولئك الناس الذين لا تثق بهم.

ويزعم مسؤول آخر في الادارة الامريكية ان سورية لا تزال تعمل بشكل وثيق مع استراتيجية ايران في العراق على الرغم من الانفتاح البريطاني ـ الامريكي النسبي على دمشق فهي تسمح لما نسبته 80 الى 90 بالمائة من المجاهدين الاجانب بدخول العراق من الاراضي السورية.

نجاد يحشد للمواجهة

وفي سياق متصل وفي سعي ايراني لتفويت الفرصة على حصار دولي على ايران  بقيادة الغرب اشاد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بالصداقة التي تجمعه مع رئيس بيلاورسيا الكسندر لوكاتشينكو مؤكدا على وجود افق كبير للتعاون بين الجانبين اللذين يطمحان الى تشكيل جبهة في وجه الولايات المتحدة.

وفرش الرئيس لوكاتشينكو السجاد الاحمر على شرف الرئيس الايراني الذي يزور مينسك الاثنين والثلاثاء. وتعانق الرجلان بحرارة لدى وصول احمدي نجاد الى مينسك قبل الظهر، ولوكاتشينكو واحمدي نجاد هما الرئيسان الاكثر عزلة على الساحة الدولية.

وقال احمدي نجاد "انت من اعز اصدقائي". وهو وصف يمكنه ان يطلقه على عدد قليل من الرؤساء في العالم حيث يتهم بالعمل على حيازة السلاح النووي من دول العالم الرئيسية عدا الصين وروسيا.

وقال الرئيس الايراني في تصريحات نقلها تلفزيون بيلاروسيا "آفاق التعاون بيننا كبيرة على المدى البعيد. تعزيز العلاقات بين روسيا وايران سيسهم في الحفاظ على الامن الاقليمي والعالمي".

وقال لوكاتشينكو ان "العلاقات بين ايران وبيلاروسيا تثير الكثير من الاقاويل. كل يفسر هذه العلاقة على طريقته". وتصف واشنطن لوكاتشينكو بانه "اخر دكتاتور في اوروبا" وهو نادرا ما يستقبل زوارا اجانب عدا "اصدقائه" من الاتحاد السوفياتي السابق ومن فيتنام او الصين.

وانتقد الرئيسان "قيام عالم احادي القطب" في اشارة الى السياسة الاميركية. وبحثا كذلك مسائل تتعلق بالنفط والغاز والمبادلات التجارية.

واعلن لوكاتشينكو في بداية اللقاء في تصريحات نقلها التلفزيون ان "بيلاروسيا وايران ملتزمتان بالقانون الدولي. لا توجد مواضيع محرمة بالنسبة لبيلاورسيا وايران. نحن مستعدان

للتعاون في كافة المجالات". وقال احمدي نجاد "نحن مصممان على تنفيذ كافة الاتفاقات التي تم التوصل اليها في طهران وسيتم التوصل اليها في مينسك".

وقال النائب السابق لوزير الخارجية اندريه سانيكوف "انه في الدرجة الاولى لقاء بين رجلين تجمعهما طريقة تفكير مشتركة متفقان في معاداتهما للسياسة الاميركية وغالبا ما لا يعترفان بالقانون الدولي. انه استمرار لجهود تشكيل جبهة معادية للولايات المتحدة".

وقال المحلل السياسي البيلاروسي ايغور ليالكوف "من الممكن ان يبحثا في تبادل التكنولوجيا النووية نظرا لان بيلاروسيا تعتزم بناء مفاعلها النووي". واضاف ليالكوف ان "التسلح سيكون من بين المواضيع المطروحة. وكذلك تولي خبراء بيلاروسيين صيانة الاسلحة الروسية او البيلاورسية التي تم شراؤها في الحقبة السوفياتية".

ايران أقوى من قنبلة هيروشيما

من جهته قال الزعيم الاعلى الايراني اية الله على خامنئي إن سياسة ايران التي تواجه بجرأة الولايات المتحدة فجرت "قنبلة قوية في عالم السياسة" أقوى من القنبلة الذرية التي اسقطت على هيروشيما. حسب رويترز.

وجاء هذا التصريح الذي نقلته الاذاعة والتلفزيون الحكوميان وسط التوتر المستمر بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الايراني. ويقول مسؤولون امريكيون إن ايران تحاول صنع قنبلة ذرية لكن طهران تصر على أن خططها سلمية.

ورفضت ايران وقف نشاطها النووي الحساس على الرغم من تهديدات الولايات المتحدة بان تصعد الضغوط من أجل فرض عقوبات جديدة من الامم المتحدة. وتم فرض مجموعتين من العقوبات بالفعل منذ ديسمبر كانون الاول الماضي.

ونقل عن خامنئي قوله "المجال السياسي في عالم اليوم مجال معقد تدور فيه حروب كبيرة بين السياسات والارادات.. ويمكن أن يقال إن ايران فجرت قنبلة قوية في عالم السياسة اقوى بمئات المرات من القنبلة التي فجرها الامريكيون فوق هيروشيما."

وقال "وحتى الاوربيين يلتزمون الصمت أمام امريكا القمعية لكن الأمة الايرانية بمواقفها واعمالها وضعت علامة استفهام كبيرة امام كل المباديء والقواعد التي تتبعها هذه القوة القمعية."

ومن المقرر أن يعقد مسؤولون ايرانيون وامريكيون اجتماعا مباشرا نادرا يوم 28 مايو ايار في بغداد. لكن كلا الجانبين يقول إن المحادثات ستتركز على امن العراق وليس اية قضايا اخرى. وخامنئي يتمتع بأعلى سلطة في ايران بموجب نظام حكم رجال الدين المطبق هناك.

وقطعت امريكا علاقاتها مع ايران بعد الثورة الاسلامية في عام 1979.

ايران تشتري أسلحة عبر سوريا

وقالت نشرة جينز الاسبوعية لشؤون الدفاع ان سوريا وافقت على تزويد ايران بما لا يقل عن عشرة من بين 50 نظاما للدفاع الجوي تشتريها من روسيا. حسب تقرير لرويترز.

ونقلت جينز عن مصدر مقرب من الصفقة قوله انه رغم أن نظم بانتسير-اس 1 اي مخصصة لقيادة الدفاع الجوي السورية إلا أن "المستخدم النهائي لعشرة من الانظمة هو طهران". واضافت أن ايران ستتسلمها في أواخر عام 2008.

وقالت جينز ان سوريا أبرمت صفقة قيمتها 730 مليون دولار مع روسيا أوائل العام الجاري لشراء نحو 50 نظام بانتسير-اس 1 اي والتي تشتمل على نظم مدفعية قصيرة المدى وصواريخ دفاع جوي. وقال المصدر ان موسكو لم تخطر رسميا بالترتيبات السورية المزعومة مع ايران والتي تأتي نتيجة لاتفاق استراتيجي ابرم في نوفمبر تشرين الثاني من عام 2005 بين البلدين بشأن التعاون العسكري والتكنولوجي.

حاملات الطائرات تهديد أم استعراض للقوة؟

من جهة اخرى لا تزال التصريحات الساخنة، والتهديدات المبطنة بين الولايات المتحدة وإيران تحتل صدارة نشرات الأخبار في مختلف أنحاء العالم.

فثمة من يرى أن تكثيف الولايات المتحدة لحجم تواجدها العسكري وبالتحديد أسطولها البحري المتمركز منذ مدة في مياه الخليج، قبالة السواحل الإيرانية، يشكل عنصر استفزاز واستعراض للقوة، لدول المنطقة عامة، ولحكام طهران خاصة. حسب تقرير للـCNN.

فمن على سطح إحدى حاملات الطائرات الأمريكية في الخليج، بعث نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني برسالة تهديد لإيران، قائلا: "نرسل إشارات واضحة إلى الأصدقاء والخصوم معاً.. سنحافظ على الممرات المائية مفتوحة.. وسنقف إلى جانب الآخرين لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي والهيمنة على المنطقة."

إلا أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد استخف بتهديدات تشيني، وقال: "الأمر غير وارد.. وهم يعلمون أنه في حال ارتكاب مثل هذه 'الخطيئة' فإن الرد الإيراني سيكون قاسياً وسيدفعهم للندم."

ولكن ما هي طبيعة مهمة حاملة الطائرات الأمريكية، أيزنهاور، التي استمرت لأكثر من ستة أشهر تمخر بالقرب من السواحل الإيرانية، وعلى متنها أكثر من ستة آلاف فرد، بين بحار وطيار مقاتل؟

قائد البارجة، الأدميرال آلان مايرز، قال في مقابلة خاصة بموقع CNN بالعربية: "إن مهمتنا هنا تقضي بضمان السلم والاستقرار والتكامل مع جهود دول الخليج للسيطرة على مياهها، وضمان استمرار مرور الأنشطة الاقتصادية العالمية من المعابر البحرّية." وشدد على أن مهمة حاملة الطائرات الأساسية هي "تقديم الدعم عبر طائراتنا لحوالي 160 ألف جندي من قوات التحالف الموجودة في العراق."

وتعبر أغلب السفن الأمريكية المضيق خلال الليل حتى لا تجذب الانتباه. وتحركها بهذا العدد الكبير معا أمر نادر الحدوث. وقال مسؤولو البحرية إن قرار إرسال حاملة طائرات ثانية اتخذ في آخر وقت دون أن يدلوا بأسباب.

لكن الاميرال كيفين كوين قائد المجموعة قال إن السفن ستبدأ في تنفيذ تدريبات بعد المرور عبر المضيق في إطار جهود خطط لها منذ فترة طويلة لطمأنة الدول المجاورة بشأن الالتزام الأمريكي حيال الأمن الإقليمي في المنطقة.

وقال للصحفيين على متن حاملة الطائرات الحربية الأمريكية جون س. ستنيس قبل عبور المضيق "هناك دائما تهديد بقيام دولة أو أي جهة أخرى باتخاذ قرار إغلاق أحد المضايق الدولية والأكبر هو مضيق هرمز."

وفي الطريق لدخول المضيق دعا إعلان عام الطواقم لمشاهدة "بعض أكثر السفن قوة في العالم" التي كون تشكيلها المنظم مع شروق الشمس صورة درامية للقوة البحرية الأمريكية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 24 آيار/2007 -6/جمادي الأول/1428