المليشيات النازية في بغداد

   بقلم محمد حسن المالكي

ان قرار وزارة الداخلية العراقية باعادة مليشيات الاجهزة القمعية البعثية الى دوائرهم واحالة بعضهم الى التقاعد يمثل خضوعا للابتزاز ومخالفة لرأي الشعب العراقي في رفض مليشيات البعث النازي  ورسالة خاطئة لإرهابيي نظام البعث بانهم قادرون على الحصول على اهدافهم عبر الاعمال الارهابية.

 ذلك ان اغلب التنظيمات التي مارست القتل الجماعي ضد المدنيين العراقيين بعد الاحتلال هم من انصار البعث وصدام من اجل العودة للسلطة من جديد الامر الذي تسبب بمئات الالاف من الضحايا العراقيين كما ان اغلب عناصر تنظيم القاعدة من العرب اتخذوا من بيوت البعثيين مناطق امنة لتنفيذ عملياتهم ضد الشعب العراقي .

ان الشعب العراقي اليوم يعتبر عودة عناصر جهاز المخابرات والامن وغيرها ضربة لفكرة الديمقراطية الحقيقية التي تقوم على تطبيق القانون بحق المجرمين وارساء النظام والاستقرار في البلاد وتحقيق العدالة للجميع اما ان تتم مكافاة المجرمين على افعالهم الاجرامية في عهد صدام وزمن الاحتلال الاجنبي فهذا ما لايرضاه الشعب العراقي وهو خلاف الديمقراطية وحقيقة المصالحة الوطنية التي يريدها شعب العراق .

ان على حكومة العراق ان تدرك ان عودة هولاء القتلة والمخبرين السريين لن يؤدي لاحلال الامن في العراق بل ان مزيدا من الدماء تنتظر العراقيين على يد هولاء اللذين احترفوا الاجرام لاكثر من ثلاثين عاما ، وان العراق يحوي كفاءات عراقية مخلصة للبلاد ولشعب العراق فلماذا العودة الى الخطأ الكبير والاعتماد على النازيين القتلة من البعثيين لتسيير امور البلاد .

نحن نعتقد جازمين ان اعادة هؤلاء القتلة لايحقق المصالحة الوطنية بل ان صراعا دمويا جديدا في طريقه للانبثاق بين هولاء النازيين المطلوبين بدماء كثيرة وبين شعب العراق الذي يطالب بمحاكمتهم محاكمة قانونية بدلا من تكريمهم واعادتهم لممارسة القتل الجماعي باسم حكومة العراق .

ان حديث الحكومة عن حل المليشيات العراقية سيكون بلا معنى بعد اعادة هولاء النازيين القتلة ، ذلك ان حكومة البعث كانت عبارة عن مجموعات ميليشيات تعمل لصالح اشخاص معينين وليس لصالح الوطن المنكوب وكانت المخابرات والامن العامة وفدائيي صدام مسيسة لصالح القتل اليومي الجماعي لابناء العراق من السنة والشيعة والمسيحيين والاكراد وغيرهم ، كانوا يقتلون الابرياء في انحاء البلاد مقابل مكافئات معينة وهو ما يماثل عمل المرتزقة والمليشيات في العالم وكانوا يكتبون التقارير ضد ابناء الوطن من اجل حفنة من الدنانير العراقية و لم يكونوا يعملون من اجل الوطن كان اغلب عملهم لخدمة الطاغية ونفر قليل من قياديي حزب البعث النازي لم يكن الوطن والشعب في ذهنهم عندما قتلوا مئات الالاف من العراقيين الاكراد والعرب في شمال وجنوب ووسط العراق في الانتفاضة العراقية 1991والقوهم في مقابر جماعية من اجل ان يبقى الدكتاتور حاكما مدى الحياة .، والعراق لم يكن يمتلك اجهزة لفرض القانون انما كل الاجهزة القمعية كانت مخصصة لفرض الدكتاتور على العراقيين شاء من شاء وابى من ابى.

 وفي مدينة الصدر عام 1999كان هناك قرب جامع المحسن عدد كبير من المصلين يحملون سجادات الصلاة تجمعوا لاداء صلاة الغائب بعدسماعهم نبا استشهاد السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر فما كان من مسؤولي امن صدام وغيرهم من المخابرات برئاسة قصي صدام الا القيام بمجزرة دموية ضد المدنيين العزل كان شاهدا عليه مراسل شبكة سي ان ان الاخبارية لدى مروره من جسر القناة وغير ذلك كثير من مجازر الامن والمخابرات في انحاء العراق في البصرة والنجف والناصرية والرمادي والموصل وديالى والسماوة والحلة .

اننا نعتقد ان الشعب العراقي يرفض مطلقا عودة هذه المليشيات البعثية النازية للتسلط من جديد على رقاب العراقيين بحماية الحراب الاجنبية كما ان الامن لن يحل في العراق بعودة القتلة والمخبرين وفرق الاعدام المجاني بل ان الامن يكون بتطبيق القانون على الجميع وتقديم المجرمين الى العدالة وان الجرائم ضد الانسانية لاتسقط بالتقادم كما انه لايمكن القبول بالمصالحة الوطنية مع القتلة والمجرمين والا فلماذا لانتصالح مع تنظيم القاعدة وتنتهي المشكلة؟؟؟؟؟؟؟.

وما سيحدث بعد اعادة هولاء القتلة النازيون انهم سيقومون بالقتل تحت علم العراق وباسم الحكومة العراقية لانهم اناس تعودوا على سفك الدماء وهو مرض نفسي لايمكن الشفاء منه الا برؤية الدم المسفوح يوميا وهكذا سيقومون بالقتل ضد المدنيين العراقيين في كل مناطق العراق وهم يرتدون ملابس الشرطة والجيش الجديد تحت ذريعة وجود الارهابيين وتحت ذريعة جند السماء وجند الارض وتحت ذريعة القضاء على فرق الموت الشيعية والمليشيات متناسين انهم اخطر مليشيات دموية وجدت في الشرق الاوسط منذ بداية القرن العشرين ذلك ان نظام البعث هو نظام عصابات وميليشيات تعمل بنظام الاجرة والمكافئة كما هو حال المافيات الاجنبية في العالم .

ان الواجب الاخلاقي يحتم على جميع السياسيين عدم احياء ذكرى المقابر الجماعية بعد اليوم ذلك ان اللذين تسببوا بالمقابر والمجازر الجماعية ستتم اعادتهم من منتسبي ميليشيات اجهزة الامن والمخابرات والامن الخاص وفدائيي صدام فلا نجد مبررا لتكريم ذكرى ضحاياهم لان النتيجة تنتفي بانتفاء السبب فاذا كنا لانريد محاكمة مجرمي الانفال ومجازر كربلاء والنجف والحلة والمحاويل ومجرمي انتفاضات العراقيين في كل السنين الغابرة فلماذا نجدد ذكرى ضحايا مليشيات البعث النازي ، كما ان الشعب العراقي يطالب المسؤولين بعدم الحديث مطلقا عن شهداء العراق في الصحف والاذاعات لان قتلة الشهداء سيكونون حراسا للدولة العراقية من جديد .

وكنا قد نشرنا مقالات في هذه الصحيفة الغراء توضح للحكومة العراقية الرشيدة سبل معالجة الاحتقان الطائفي وقضايا تمثيل العرب السنة وغيرها لكن يبدو ان لا احد يقرا ماتكتبه صحف العاصمة من مقترحات شعبية لدعم الحكومة وتقويتها بدلا من اثارة مزيد من الفوضى والاضطراب بين ابناء الشعب العراقي.

ونحن انطلاقا من حبنا للعراق وللشعب العراقي المنكوب وتنبيها للحكومة والعراقية في اتخاذ الخطوات الصحيحة التي تؤدي لاستمرارها ودعمها من قبل ابناء الشعب العراقي نعيد التاكيد على ما قلناه مرارا من:

اولا / ان الشعب العراقي يعتبر ان نظام البعث واجهزتة القمعية كان السبب الرئيسي في تدمير العراق في ثلاث حروب عبثية وقتل مئات الالاف من العراقيين في انتفاضات العراق من كل الطوائف والقوميات لاسباب تتعلق بابقاء الدكتاتور حاكما مطلقا على العراق وليس من اجل خدمة البلاد لان منتسبي اجهزة القمع النازية البعثية كانوا يعملون كمرتزقة ومليشيات لدى حاكم بغداد ولم تكن لهم عقيدة وطنية لخدمة البلاد والشعب العراقي ، لان البعثيين منذ تأسيسهم اتخذوا من مهنة المليشيات وسيلة لتثبيت حكمهم كما حصل مع قضية الحرس القومي عام 1963وكما تاسس بعد ذلك جهاز حنين المخابراتي لقتل لعراقيين ثم الجيش الشعبي وجهاز المخابرات ومليشيات القدس وفدائيو صدام .

ثانيا / ان الشعب العراقي يعتبر ان منتسبي المؤسسات الامنية والمخابراتية السابقة يجب ان يقدموا لمحاكمات قانونية لان مرتكبي الجرائم ضد العراقيين ليسوا فقط صدام وبرزان والبندر وطه ياسين بل كل شارك في قتل رجال الدين الكبار واساتذة الجامعات ومثقفي البلاد المعارضين دكتاتورية صدام وكل من كتب تقريرا اودى بحياة العشرات من العراقيين وكل من ساهم في حفر المقابر الجماعية ومن امر باطلاق النار على الابرياء على حافات المقابر الجماعية ومن قام بالتعذيب في السجون السرية ومن شارك في فرق الاعدام ضد جنود العراق الاحرار وكل من شارك في قطع اذان العسكريين العراقيين  هولاء كلهم مسؤولون عن الجرائم وليس صدام والحلقة الضيقة فحسب ومحاكم النازيين في المانيا رفضت اقوال المتهمين بانهم كانوا يطيعون الاوامر الصادرة لهم من هتلر واعتبرت هولاء مشاركين اساسيين في جرائم النازي الالماني .

ثالثا / على الحكومة اانشاء محاكم لمحاكمة المجرمين من البعثيين وان تفرج الحكومة عن كل الوثائق التي تقدم ادلة لعوائل شهداء المجازر الجماعية وان لاتكون اقامة الدعاوى محددة بمدة معينة وعلى الحكومة رفض عودة مليشيات البعث النازي من امن ومخابرات لان الشعب العراقي يرفض ذلك مطلقا.

رابعا / ان الشعب العراقي يرفض عودة البعثيين النازيين سواء كانوا من الشيعة او السنة او الاكراد او المسيحيين وان الشعب العراقي يؤيد زيادة تمثيل العرب السنة في الحكومة والبرلمان بشروط هي:

1-     ان لايكونوا من قياديي البعث السابقين او من المشاركين في فرق الاعدام ومن المخبرين السريين.

2-     ان لا يكونوا من منتسبي اجهزة القمع من الامن والمخابرات ومليشيات صدام والقدس.

3-     ان لايكونوا من انصار الارهاب والمشاركين في عمليات الارهاب ضد العراقيين.

خامسا / ان الشعب العراقي يتساءل لماذا تم اسقاط صدام اذن؟؟ اليس بسبب القمع والدكتاتورية وجمهورية الخوف والمخبرين السريين وفرق الاعدام؟؟؟؟؟ ولماذا سفكت الدماء الغزيرة بعد اسقاطه من قبل البعث التكفيري ثم يتم العودة الى ماقبل التاسع من نيسان من اعادة لاجهزة القمع والامن والمخابرات لماذا لايتم تسليم السلطة الى مليشيات البعث النازي وتنتهي المشكلة؟

لا ادري هل يقرا احد من مسؤولي الدائرة الاعلامية في الحكومة والبرلمان مطالب الشعب العراقي ام ان الحبل يترك على الغارب ، نتمنى ان لا يتكرر الخطا من جديد وتتسع الهوة بين الشعب العراقي والحكومة والوصول الى نقطة اللاعودة؟

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 23 آيار/2007 -5/جمادي الأول/1428