اصدارات جديدة: وجهات نظر.. وفوضى الشرق الاوسط

 شبكة النبأ: العدد الجديد والذي حمل الرقم مئة من مجلة وجهات نظر الشهرية جاء حافلاً بالبحوث والمقالات المنوعة.

لراي تكية وترجمة بثينة الناصري نقرأ (أمريكا وإيران.. وفاق لا احتواء)

بعد خمس سنوات من تهديد إدارة بوش بتغيير الشرق الأوسط، حدث بالتأكيد تغير عميق بالمنطقة: مغامرة واشنطن الفاشلة في العراق وإذلال الغطرسة الإسرائيلية في لبنان وصعود الشيعة المهمشين وبزوغ الأحزاب الإسلامية، كل ذلك دفع بالشرق الأوسط إلى حافة الفوضى.

وفي وسط هذه الفوضى تقف الجمهورية الإسلامية في إيران. فنظامها لم ينج من هجمة أمريكية فحسب وإنما استطاع أن يمد نفوذه في المنطقة.

 إيران تقع الآن في مركز المشاكل الرئيسية للشرق الأوسط – من الحروب الأهلية التي تطل برؤوسها في العراق ولبنان إلى تهديد أمن الخليج  العربي.. ومن الصعب تخيل حل أي مشكلة بدون تعاون طهران. في هذه الأثناء، تتصاعد قوة طهران بثبات يدعمها برنامجها النووي الذي لم يعرقل تقدمه أي شيء رغم الاحتجاجات المنتظمة للمجتمع الدولي.

وقد وضع هذا التطور الأخير واشنطن في ورطة..

منذ الثورة التي أطاحت بالشاه في 1979، اتبعت الولايات المتحدة سلسلة من السياسات غير المفهومة تجاه طهران. محاولة مرة الإطاحة بالنظام، ملوحة أحياناً بعمل عسكري، ساعية في أحيان أخرى إلى إجراء محادثات في قضايا محدودة رامية في كل محاولاتها إلى احتواء إيران والحد من نفوذها في المنطقة. ولكن هذه المقاربات كانت بلا جدوى خاصة سياسة الاحتواء وهي السياسة المفضلة تجاه إيران.

إذا كانت الولايات المتحدة تريد ترويض إيران فعليها أن تعيد النظر في استراتيجيتها من الصفر. فالجمهورية الإسلامية لن تختفي في القريب العاجل ولا يمكن الحد من نفوذها الإقليمي المتنامي. وعلى واشنطن تجنب الخيارات العسكرية التي تبدو جذابة على السطح، وعليها كذلك تجنب وضع شروط للمحادثات ونبذ سياسة احتواء إيران، والأجدى لها أن تلجأ إلى بحث سبل التعاون، وعلى الأخص، منح البراجماتيين في إيران فرصة استئناف العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية. وهكذا وفي منظور قيام علاقة جديدة مع الولايات المتحدة سيتمكن البراجماتيون من تهميش الراديكاليين في طهران وقلب ميزان القوى الداخلي إلى صالحهم. وكلما أسرعت واشنطن في إقرار هذا الواقع والبدء بتطبيع العلاقات مع أكبر أعدائها في الشرق الأوسط، كان ذلك أفضل.

ونقرأ لإلياس عطا الله (حواجز عزمي بشارة) ولإريك هوبزباوم نقرأ (العرب.. عصر التحول) وهي مقدمة المؤلف لكتابه (عصر الثورة: أوروبا 1789 – 1848) في طبعته العربية..

كان للتحولات المثيرة في أوروبا اثر مزدوج على العالم الإسلامي، إذ إنها أذكت روح المقاومة والإصلاح في آن معاً. فقد أصبح الإسلام، من جهة، قوة لحشد المقاومة ضد غير المسلمين الذين غدوا الآن في موقع يمكنهم من غزو أراضي المسلمين واحتلالها، سواء من الروس شمال البحر الأسود وشرقه، أو من جيوش فرنسا الثورية التي وصلت إلى مصر وسوريا، واستعادت النظام الملكي الفرنسي الذي سيطر على الجزائر (وفي تلك الأثناء، كانت الصيغة البريطانية، التي جمعت بين التجارة والرفاه والدبلوماسية، تؤسس وتوسع الحكم البريطاني في الإقليم، على أنقاض إمبراطورية المغول المتهافتة) ومن جهة أخرى، أظهر التفوق الغربي قوة الأفكار وأساليب العمل الغربية والحاجة إلى التعلم منها. وقد تجسد ذلك، لحسن الحظ، في الثورة الفرنسية، وهي النهضة الأعظم الأكثر تأثيراً على الصعيد العالمي في ذلك العصر، كما أنها، بالتأكيد، أول حركة للأفكار الأوروبية تترك آثارها على العالم الإسلامي، لأنها لم تعد تمثل نزعات دينية في المسيحية الغربية.

وفي القرن التاسع عشر، كانت تأثيرات الإصلاح هي الأعمق وقعاً في مصر، التي حققت ما يشبه الاستقلال عن الإمبراطورية العثمانية في عهد محمد علي. ففي عهده، ومن خلال الاستعانة بمستشاريه الفرنسيين والإيطاليين الذين استوحوا اتجاهاتهم من الدعاة الثوريين حتى من أوائل الاشتراكيين، أصبحت مصر أول دولة إسلامية تدخل مرحلة التحديث بصورة منظمة، وأول دولة غير أوروبية تسعى إلى سلوك سبيل التحديث للخروج من التخلف الاقتصادي.

 فقد احتفى محمد علي بالتصنيع، وبالتقانة الغربية، وبالإنتاج الذي يستهدف التصدير إلى أسواق (غربية)، وعكف على إعادة تنظيم الإدارة والتعليم والاقتصاد، وفرض سيطرة الدولة على المؤسسات الدينية في بلاده، وتصدى لمساعي الوهابيين للسيطرة على مكة والمدينة، واكتسبت مصر، في واقع الأمر، البنية التحتية للمجتمعات الحديثة، وعناصر النخبة الاقتصادية الجديدة العازمة على التحديث، بمن فيها المسلمون والمسيحيون واليهود في مصر، والوافدون من أنحاء العالم، وقدمت هذه النخبة، فيما بعد، الدعم لأوائل الدعاة الذين نادوا بتحديث الإسلام في الشرق الأوسط، مثل جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، وطرحت، في وقت لاحق، مفهوماً علمانياً لمجتمع مصري مستقل.

ولمصطفى الحمارنة نطالع (هوبزباوم.. المؤرخ)

ونقرأ لأنور عبد الملك (في البحث عن مصر.. لماذا التوهان؟) وكتب صفاء الليثي (قطع ولصق.. أصابع نسائية سينمائية) ونقرأ لإليزابيت سميث (ماس –كاجنا، لعلك بخير: أحزان نوبية!)

ويكتب فاروق الباز (هيا بنا.. غرباً) عن ممر التنمية والتعمير..

وكتب صالح النعامي (عسكرة التعليم في إسرائيل)

انطلق قادة الحركة الصهيونية ومؤسسو دولة إسرائيل من قناعة مفادها أن هذه الدولة تعيش في أزمة وجود كيانية سترافقها للأبد، على اعتبار أنها تعيش في قلب محيط عربي لا يمكن أن يسلم بوجودها، ويقبل شرعيتها.

لذا فقد كان الاستنتاج الذي توصل إليه قادة الحركة الصهيونية هو أن الصراع بين العرب ودولة إسرائيل هو صراع وجود وليس صراعاً على حدود أو أرض أو موارد طبيعية؛ من هنا كانت الاستراتيجية التي اعتمدها الصهاينة من أجل تحقيق الحسم في هذا الصراع هو القوة، والقوة فقط القائمة على المنعة العسكرية، الأمر الذي أدى إلى سيادة الطابع العسكري للمجتمع الإسرائيلي برمته، لدرجة دفعت رئيس وزراء إسرائيل الأول دفيد بن جوريون للقول إن (إسرائيل عبارة عن مجتمع للمحاربين).

ويعبر وصف بن جوريون هذا بشكل أمين وصادق عن مظاهر تأثير العسكرة على المجتمع الإسرائيلي. فهذا المجتمع الذي يقدس القوة، لا يحترم إلا القيم التي تعكسها، من هنا فإن المجتمع الإسرائيلي يمر بعملية عسكرة متواصلة، فالساسة هم جنرالات متقاعدون، ومدراء المؤسسات الاقتصادية هم من خريجي الجيش، والصحف ووسائل الإعلام تبحث عن معلقين من كبار الضباط المتقاعدين.

وضمن هذه العملية المتواصلة، فقد تمت عسكرة التعليم أيضاً في الدولة العبرية، وكما تقول الباحثة والكاتبة الصحافية الإسرائيلية إرنا كازين (فإن من يطلع على مناهج التعليم في المدارس الإسرائيلي في جميع المراحل لا بد أن يلفت انتباهه التوجه العام القائم على التنشئة التربوية على روح العسكرة والتطوع للجيش وإعداد الطفل حتى يكبر ليصبح مقاتلاً، لتكريس الروح الإسبارطية).

ولقد سادت هذه الروح منذ قيام إسرائيل في العام 1948، وقد تغلغلت في جميع الأجهزة الرسمية وغير الرسمية الإسرائيلية ضمن محاولة لخلق (الإسرائيلي الجديد)، الإسرائيلي اليهودي الذي خرج منتصراً ضد سبعة جيوش عربية وأقام دولة (بعد ألف عام) كما يحلوا لواضعي فلسفة التعليم الإسرائيلي أن يكرسوا ذلك في أذهان الأطفال والشبيبة، وإلى غير ذلك من المزاعم الأسطورية.

ولا خلاف بين الباحثين في الدولة العبرية على أن هذه الروح تعززت بعد حرب العام 67، والانتصار الساحق الذي حققته إسرائيل في هذه الحرب على كل من مصر وسوريا والأردن.

وقد تجسدت عملية عسكرة التعليم في الدولة العبرية في مظاهر ثلاثة أساسية:

أولاً: زرع مفاهيم العسكرة والقوة في نفوس الطلاب.

ثانياً: تكليف العسكر بإدارة المؤسسات التعليمية وممارسة مهنة التعليم بأنفسهم.

ثالثاً: ظهور المدارس الدينية العسكرية، والتي تعتبر أخطر مظاهر عسكرة التعليم الإسرائيلي، لأن الطلاب هناك تتم تربيتهم على العسكرة وعلى التطرف الديني في صوره الأكثر سوداوية.

وكتب يوسف الشريف (مأساة مي)

ولحلمي محمد القاعود نقرأ (أرفعوا أيديكم عن الجامعة)

ونقرأ لصبري قنديل (عالم نعمات البحيرى).

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 22 آيار/2007 -4/جمادي الأول/1428